ثلاثة وزراء خارجية للحكومة الإسرائيلية

السفيرة في فرنسا تستقيل: لدينا حكومة يصعب الدفاع عنها في العالم

نتنياهو يترأس الاجتماع الأول لحكومته أول من أمس (أ.ف.ب)
نتنياهو يترأس الاجتماع الأول لحكومته أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

ثلاثة وزراء خارجية للحكومة الإسرائيلية

نتنياهو يترأس الاجتماع الأول لحكومته أول من أمس (أ.ف.ب)
نتنياهو يترأس الاجتماع الأول لحكومته أول من أمس (أ.ف.ب)

تشهد وزارة الخارجية الإسرائيلية موجة توتر ومظاهر تمرد، في أعقاب انتخاب الحكومة الجديدة وقيام رئيسها، بنيامين نتنياهو، بتوزيع مهام الشؤون الخاصة بالوزارة بين ثلاث شخصيات وزارية، فضلاً عن قراره الإشراف المباشر على بعض الملفات الحساسة. وقد استقالت السفيرة في فرنسا، معلنة أنها لا تستطيع تمثيل حكومة سيئة كهذه.
وقال مصدر رفيع المستوى في الوزارة إن نتنياهو يستخف بهذه الوزارة ومهامها، وعين عملياً ثلاثة وزراء خارجية في آن واحد. فأولاً قرر أن يتناوب على منصب وزير الخارجية وزيران، هما إيلي كوهين ويسرائيل كاتس. في السنة الأولى يتولى الوزارة كوهين، وهي مدة لا تكفي لكي يتعلم وظائف المنصب ويقيم علاقات خارجية متينة. وفي السنتين التاليتين، سيتولى كاتس هذا المنصب، فما أن يفهم دوره ويستقر، حتى يضطر إلى الاستقالة وتتم إعادة كوهين إلى المنصب. وكاتس كان قد شغل هذا المنصب في الماضي واصطدم مع كبار المسؤولين لأن سياسته كانت استعلائية، وتسبب في صدام مع بولندا ومع الحزب الديمقراطي الأميركي.
ليس هذا وحسب، بل إن نتنياهو سحب عدداً من الملفات في وزارة الخارجية، وسلمها إلى شخصيتين أخريين. فقد قام بتعيين السفير السابق في واشنطن المقرب إليه، رون ديرمر، في منصب وزير الشؤون الاستراتيجية، علماً بأن ديرمر ليس نائباً في كنيست وليس عضواً في حزب الليكود. وكان نتنياهو يريد تعيين ديرمر وزيراً للخارجية، لكنه تراجع عن ذلك بسبب معارضة واسعة داخل حزبه. ومع أن وزارة الشؤون الاستراتيجية تخصصت في الماضي في رصد ومحاربة حركات مقاطعة إسرائيل، فإن نتنياهو أضاف إليها معالجة الصراع ضد إيران والعلاقات مع الولايات المتحدة والاتصالات مع دول الخليج. وينتقد مسؤولو الخارجية قرار نتنياهو لأن ديرمر، الذي كان قد وُلد في ولاية فلوريدا الأميركية عام 1971، ويتكلم عادة مع نتنياهو باللغة الإنجليزية، يعتبر مؤيداً للحزب الجمهوري الأميركي، وقد تسبب في توتر العلاقات مع قادة يهود الولايات المتحدة والحزب الديمقراطي والرئيس الأميركي في ذلك الوقت، باراك أوباما. ويشيرون إلى أن ديرمر كان ضالعاً بشكل كبير في تنظيم الخطاب الذي ألقاه نتنياهو في الكونغرس الأميركي بالتعاون مع الحزب الجمهوري عام 2015، من دون علم أوباما، والذي هاجم فيه نتنياهو الاتفاق النووي مع إيران.
وأشار المسؤولون في الخارجية، إلى أن إيداع أكثر المواضيع الاستراتيجية أهمية بأيدي ديرمر، في فترة ولاية رئيس ديمقراطي في واشنطن، وسيطرة الحزب الديمقراطي على نصف الكونغرس، ينطوي على مخاطر بالنسبة لنتنياهو. وقالوا: «رغم أن إدارة بايدن لا تشمل خصوم ديرمر من فترة ولاية أوباما، فإن الخصومة ما زالت قائمة بين الجانبين. وإذا حاول ديرمر العمل في الكونغرس ضد سياسة إدارة بايدن في الموضوع الإيراني، فإن رد فعل مستشاري بايدين لن يكون مؤدبا».
المعروف أن ملف مكافحة إيران كان بيد رئيس مجلس الأمن القومي في حكومات نتنياهو السابقة وكذلك في حكومتي نفتالي بنيت ويائير لبيد. وقد عين نتنياهو لهذا المنصب الوزير الأسبق المقرب منه، تساحي هنغبي. وهو أيضاً سيتولى مهام خارجية بالأساس.
وفي السياق، قدمت السفيرة الإسرائيلية لدى فرنسا ياعيل جيرمان استقالتها من منصبها بسبب سياسة حكومة نتنياهو الجديدة. ووجهت رسالة الاستقالة على حسابها على تويتر، قائلة لنتنياهو: «للأسف، الحكومة، التي قمت بتشكيلها وترأسها، تضم ممثلين عن أحزاب يتجلى تطرفها في خطوطها الأساسية، في سياساتها وفي تصريحاتها. وكل هذا، برأيي، يهدد مكانة دولة إسرائيل وقيمها، كما عبرت عنها وثيقة الاستقلال، التي نشأنا وترعرعنا عليها والتي هي بمثابة بطاقة هوية ومنارة لنا. إن سياستكم وتصريحات الوزراء في حكومتكم، تتعارض مع ضميري ونظرتي إلى العالم ومع الوعود الواردة في إعلان استقلال البلاد كدولة يهودية وديمقراطية».
أضافت: «لقد تم تعييني كسفيرة لإسرائيل في فرنسا من قبل رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لابيد، وكنت فخورة وسعيدة بتمثيل الدولة والنظرة العالمية للحكومة المنتهية ولايتها، والتي كانت قائمة على قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون التي سادت في البلاد. لكن في ظل هذه الظروف، لن أكون قادرة على الاستمرار في تمثيل سياسة مختلفة تماماً عن كل ما أؤمن به، وبالتالي أجد أنه من المناسب تقديم استقالتي وإنهاء منصبي كسفيرة لإسرائيل في فرنسا».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
TT

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أنقرة أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، الثلاثاء، إن «العلاقة بالجار العراق تحسنت بشكل كبير في المدة الأخيرة؛ مما جعل مهمة مكافحة الإرهاب أكثر فاعلية».

وأضاف غولر، في كلمة خلال مناقشة موازنة وزارة الدفاع لعام 2025 بلجنة الخطة والموازنة في البرلمان التركي، إن تركيا بدأت اتخاذ خطوات ملموسة مع العراق في إطار مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون الأمني والعسكري ومكافحة الإرهاب، الموقعة بين البلدين في أغسطس (آب) الماضي.

وتابع: «وبالمثل نتعاون، بشكل وثيق، مع حكومة إقليم كردستان في شمال العراق لضمان السلام في المنطقة، ولإنهاء وجود التنظيم الإرهابي (حزب العمال الكردستاني)».

وذكر غولر أن القوات التركية أغلقت جبهة زاب في شمال العراق بعد تطهيرها من مسلحي «العمال الكردستاني» ضمن عملية «المخلب - القفل»، المستمرة منذ أبريل (نيسان) 2022، وأضاف الوزير التركي: «أنشطتنا في المنطقة مستمرة بالوتيرة والتصميم نفسيهما (...) حرب تركيا ضد الإرهاب ستستمر دون هوادة حتى يختفي الإرهابيون الدمويون من هذه الجغرافيا».

وتسبب الصراع المسلح بين «حزب العمال الكردستاني» (التركي) والجيش التركي، طيلة العقود الأربعة الماضية، في تهجير سكان 800 قرية، وسقوط مئات الضحايا من المدنيين بإقليم كردستان العراق شمال البلاد.

غولر خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان التركي (وزارة الدفاع التركية)

كذلك، تسببت العمليات العسكرية التركية في خلافات بين بغداد وأنقرة على مدى سنوات، حيث عدّها العراق «انتهاكاً لسيادته»، بينما تمسكت تركيا بأنها ضرورية لحماية أمنها وشعبها، وبأنها تنفذها في إطار القانون الدولي وحق الدفاع المشروع عن النفس.

وشهدت العلاقات بين البلدين الجارين تحسناً منذ العام الماضي، وأجريا جولات من المحادثات رفيعة المستوى بشأن القضايا الأمنية والتنموية وقضايا المياه والطاقة والتعاون في مشروع «طريق التنمية».

وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، خلال زيارته بغداد في أبريل الماضي، أن العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة جديدة.

وصنف العراق، قبيل زيارة إردوغان، «حزب العمال الكردستاني» تنظيماً محظوراً، لكن تركيا ترغب في إعلانه «منظمة إرهابية» من جانب بغداد.

ولفت غولر إلى أن «البيئة الأمنية في المنطقة باتت أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، والعالم يمر بفترة حساسة يهتز فيها ميزان القوى الدولي، وتزداد الصراعات على النفوذ، وتتصاعد فيها التوترات الجيوسياسية».

وأكد الحاجة الماسة إلى «هيكل دفاعي قوي من أجل التعامل بفاعلية مع جميع التهديدات التي تحيط بتركيا»، مشدداً على أن القوات التركية «ستواصل مكافحة التنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد».

في السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 10 من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» في مناطق بشمال العراق.

وقالت الوزارة، في بيان، إنه قُضي على هذه العناصر في عمليات للقوات التركية بمناطق كارة وهاكورك ومتينا في شمال العراق.

وشددت على أن «مكافحة التنظيمات الإرهابية ستستمر أينما وُجدت، حتى القضاء على آخر إرهابي».