ترقب لبدء المناقشات الفعلية لـ«الحوار الوطني» في مصر

القوى السياسية تسلمت محاوره... و«مجلس الأمناء» لاختيار المشاركين

مجلس أمناء «الحوار الوطني» في جلسة سابقة (الصفحة الرسمية للحوار الوطني على «فيسبوك»)
مجلس أمناء «الحوار الوطني» في جلسة سابقة (الصفحة الرسمية للحوار الوطني على «فيسبوك»)
TT

ترقب لبدء المناقشات الفعلية لـ«الحوار الوطني» في مصر

مجلس أمناء «الحوار الوطني» في جلسة سابقة (الصفحة الرسمية للحوار الوطني على «فيسبوك»)
مجلس أمناء «الحوار الوطني» في جلسة سابقة (الصفحة الرسمية للحوار الوطني على «فيسبوك»)

حالة ترقُّبٍ تعيشها الأوساط السياسية المصرية في انتظار بدء المناقشات الفعلية لجلسات «الحوار الوطني»، بالتزامن مع إعلان عدد من ممثلي الأحزاب والقوى السياسية «تسلمهم» المحاور الرئيسية والفرعية للحوار.
وتوقعت مصادر مقربة من مجلس أمناء «الحوار الوطني» أن «تبدأ المناقشات الفعلية خلال شهر يناير (كانون الثاني) المقبل». وقالت، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «تم الانتهاء من إعداد محاور النقاش الرئيسية والفرعية، وإرسالها إلى الأحزاب والقوى السياسية، تمهيداً لبدء المناقشات الفعلية».
ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 26 أبريل (نيسان) الماضي، إلى إجراء «حوار وطني» حول مختلف القضايا السياسية، وعلى مدار الأشهر الماضية، تم تشكيل مجلس أمناء لـ«الحوار الوطني» عقد جلسات متتالية انتهت إلى تحديد 3 محاور رئيسية للنقاش هي: السياسي والاقتصادي والمجتمعي، مع تقسيم هذه المحاور إلى محاور فرعية عدّة.
وأرسل مجلس أمناء «الحوار الوطني»، المحاور التي انتهت إليها المناقشات حتى الآن، إلى الأحزاب والقوى السياسية، بهدف التمهيد لانطلاق المناقشات الفعلية. وتداولت وسائل إعلام محلية نص الوثيقة المرسلة إلى القوى السياسية، والتي تتضمن الأجندة التفصيلية لمحاور «الحوار الوطني» الثلاثة، ومن بينها النظام الانتخابي، وقانون مجلسي «النواب» و«الشيوخ»، (البرلمان)، إلى جانب قواعد تعزيز ودعم نشاط الأحزاب، وقانون المجالس الشعبية المحلية، في المحور السياسي. وأولويات الاستثمارات العامة، وسياسة ملكية الدولة، وقواعد المنافسة العادلة مع القطاع الخاص، و«ملكية وإدارة أصول الدولة»، و«صندوق مصر السيادي»، وآليات الإصلاح، والدين وعجز الموازنة، والأمن الغذائي، والتسعير، ومواجهة الغلاء، في المحور الاقتصادي. والعدالة الثقافية وتشخيص الحالة السكانية، والتعليم، ودعم الاتحادات والأنشطة الطلابية والتمكين السياسي في المحور المجتمعي.
وكان ضياء رشوان، المنسق العام لـ«الحوار الوطني»، قد وعد، في تصريحات تلفزيونية مساء يوم الجمعة الماضي، بأن «يتم الإعلان عن أجندة الحوار ومواعيد الجلسات خلال يومين على الأكثر». لكن حتى الآن لم يتم الإعلان عن الموعد، والذي رجحت مصادر أن يكون «الشهر المقبل»، بعد الانتهاء من «تحديد أسماء المشاركين في المناقشات الفعلية».
وأشار المحامي الحقوقي نجاد البرعي، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، إلى أنه «حتى الآن لم يتم الاتفاق بصورة نهائية على أسماء المشاركين في المناقشات الفعلية»، موضحاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «مجلس الأمناء عقد جلسة منتصف الأسبوع لتسمية المشاركين في المناقشات الفعلية. وحتى الآن، لم يتم اعتماد سوى أسماء ممثلي الحركة المدنية». وقال: «رغم أن ما يبدو من بطء في الإجراءات، أدى إلى طول فترة الإعداد للمناقشات الفعلية، فإن (الحوار الوطني) سيُعقَد وستكون له نتائج إيجابية»، داعياً إلى ما وصفه بـ«تمهيد الأرض لـ(الحوار الوطني)»، من خلال الإفراج عن المزيد من المحبوسين.
وتزامنت الدعوة لـ«الحوار الوطني» مع إعادة تفعيل لجنة «العفو الرئاسي»، والتي أسهمت حتى الآن في الإفراج عن «أكثر من ألف سجين»، حسب البيانات الرسمية. وتطالب الحركة المدنية المصرية بزيادة عدد المفرج عنهم في إطار قرارات لجنة «العفو الرئاسي».
وما زالت تسمية المشاركين في المناقشات الفعلية «أحد الأمور العالقة» في المرحلة الإجرائية من «الحوار الوطني»، حسب المصادر، التي قالت إن «الأحزاب والحركة المدنية أرسلت ترشيحاتها، كما قدم (مجلس الأمناء) ترشيحاته من الخبراء، وتم اعتماد القوائم المرسلة من جانب الحركة المدنية والأحزاب، وإعادة إرسالها إليهم لمراجعتها، قبل إصدار القائمة النهائية». وأشارت المصادر إلى أنه «يجري التباحث حالياً بشأن الأسماء المرشحة للحديث في لجنة حقوق الإنسان».
وعلى مدار الأشهر الماضية، تعرض «الحوار الوطني» لانتقادات بسبب ما عُدَّ «بطئاً» في سير الجلسات، وسط تأكيدات من القائمين عليه أن «النتائج الجيدة تتطلب إعداداً جيداً، لا سيما مع كثرة الموضوعات المطروحة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


حكومة شرق ليبيا تحظر احتفالات «رأس السنة»

أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
TT

حكومة شرق ليبيا تحظر احتفالات «رأس السنة»

أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)

حظرت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، بقيادة أسامة حمّاد، رسمياً، مظاهر الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية كافة، وأمرت «بعدم السماح ببيع السلع المرتبطة بالاحتفال، أو إدخالها إلى البلاد، من بينها شجرة الميلاد وتمثال بابا نويل والصلبان»، في قرار أثار ردود فعل غاضبة.

وقال جهاز البحث الجنائي، بشرق ليبيا، الأحد، إنه «تنفيذاً لتعليمات وزير الداخلية بالحكومة الليبية اللواء عصام أبوزريبة، يتم منع الاحتفال بما يسمي عيد رأس السنة»، وأوضح أنه بناء على ذلك كُلف رئيس جهاز البحث الجنائي اللواء حسن الجحاوي، إدارة فروع: الظواهر السلبية والتحري والاستدلال والدوريات والتمركزات الأمنية ومكافحة التزييف والتزوير والآداب العامة بعدم السماح بدخول وبيع جميع السلع المرتبطة بالاحتفال برأس السنة».

وفي منتصف الأسبوع الماضي، شنّ جهاز الحرس البلدي بمدينة بنغازي، شرق ليبيا، حملة على المحال التجارية المخصصة لبيع الألعاب وأدوات الزينة والأغراض المتعلقة باحتفالات رأس السنة، وصادرها وأمر بعدم بيعها، بداعي أنها «مخالفة للدين».

ويأتي قرار الحكومة التي يترأسها حمّاد، بعد أزمة أخرى أثارها حديث حكومة عبد الحميد الدبيبة، في طرابلس، عن تفعيل شرطة الآداب، بداعي «انتشار الظواهر المنافية لقيم المجتمع الليبي في الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي».

وتعاني ليبيا من انقسام حكومي حاد، ولديها حكومتان؛ الأولى في شرق ليبيا برئاسة حمّاد، وتحظى بدعم البرلمان و«الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، والثانية في غربها بقيادة الدبيبة.