تصدر الاجتماع الثلاثي بين وزراء دفاع تركيا وسوريا وروسيا في موسكو، بحضور رؤساء أجهزة مخابرات الدول الثلاث، اهتمام وسائل الإعلام في تركيا تحت عنوان رئيس هو «أول اتصال رفيع المستوى بين أنقرة ودمشق بعد 11 عاما».
ركز بعض الصحف والمواقع مثل «أوضه تي في» على الطابع المفاجئ للقاء الذي لم يعلن عنه سابقا. لكن العديد من المحللين والخبراء الذين شاركوا في برامج القنوات التليفزيونية رأوا أن الخطوة كانت متوقعة في ظل التصريحات المتعاقبة من المسؤولين الأتراك وفي مقدمتهم الرئيس رجب طيب إردوغان.
ولفتت قناة «إن تي في» إلى تصريحات إردوغان، التي أدلى بها في طريق عودته من تركمانستان في 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، والتي قال فيها إنه اقترح على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد لقاء ثلاثي يجمعهما مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، مضيفا أن اللقاءات عقدت على مستوى المخابرات، ويجب أن يعقبها لقاءات على مستوى وزراء الدفاع والخارجية، ثم نلتقي نحن القادة.
وتوقعت وسائل الإعلام التركية أن يعقد قريبا لقاء بين وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا على غرار اللقاء بين وزراء الدفاع في موسكو، لتمهيد الأرضية للقاء إردوغان والأسد. وأشارت إلى أن روسيا تصر على المضي في وساطتها لإعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق إلى سابق عهدها، معتبرة أن لروسيا وكذلك للنظام السوري مصلحة في ذلك أيضا.
وأضافت أن مكافحة التنظيمات الإرهابية كانت في مقدمة أجندة الاجتماع الثلاثي في موسكو وأن تحييد هذه التنظيمات لا يشكل فقط مطلبا لتركيا، لكن موسكو ودمشق أيضا لديهما المخاوف ذاتها من بقاء المجموعات المتشددة والتنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها «داعش» و«هيئة تحرير الشام»، في شمال سوريا، كما أن تركيا ترى تهديدا من جانب وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني، وترى أن التنسيق مع النظام السوري سيضمن لها تحقيق هذا الهدف سواء من خلال التنسيق الأمني أو الحصول على موافقة على القيام بعملية عسكرية تريد القيام بها في شمال سوريا، كما ترغب تركيا في التعاون مع الأسد في ملف اللاجئين وضمان عودتهم الآمنة.
أما عن احتمالات اللقاء بين إردوغان والأسد ومتى يعقد هل قبل الانتخابات التركية في منتصف العام المقبل أم بعدها، فنقل موقع «جازيته دوار» تصريحات أدلى بها نبيل طعمة، عضو مجلس الشعب السوري عن حزب البعث، المعروف بقربه من الأسد، قوله في تصريحات لوسائل إعلام غربية إنه لم يصدر عن الرئاسة التركية ما يفيد برفض عقد اجتماع ثلاثي بين إردوغان وبوتين والأسد، لكن «كسوريا علينا أن نفكر فيما إذا كانت هذه الخطوة ستساعد إردوغان قبل الانتخابات»، ذلك أن تركيا تتمتع ببيئة سياسية معقدة للغاية في عام 2023. وتشكل الانتخابات الرئاسية المقبلة عنصرا في ذلك، كما أن علينا أن نرى ما إذا كان هذا الاجتماع سيؤدي إلى تخفيف العقوبات الجائرة ضد سوريا ورفع جزء من الحصار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي عن البلاد، في هذا الإطار قد يكون الاجتماع قبل الانتخابات أو بعدها.
«لقاء موسكو» يتصدر الإعلام التركي
«لقاء موسكو» يتصدر الإعلام التركي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة