الجزائر: السجن 5 سنوات لعسكريين بتهمة «التآمر على الدولة»

تأجيل محاكمة شقيق بوتفليقة إلى الشهر المقبل

محمد بن حليمة (الشرق الأوسط)
محمد بن حليمة (الشرق الأوسط)
TT

الجزائر: السجن 5 سنوات لعسكريين بتهمة «التآمر على الدولة»

محمد بن حليمة (الشرق الأوسط)
محمد بن حليمة (الشرق الأوسط)

قضت محكمة الجنايات بالعاصمة الجزائرية، في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، بالسجن خمس سنوات مع التنفيذ، في حق العسكريين محمد عبد الله ومحمد بن حليمة، اللذين أثارت قضيتهما جدلاً كبيراً، عندما سلمتهما السلطات الإسبانية لنظيرتها الجزائرية. كما حكمت المحكمة في نفس القضية غيابياً بالسجن 20 سنة، بحق كل من المدون المعارض اللاجئ بفرنسا، أمير بوخرص المعروف بـ«أمير دي زاد»، والدبلوماسي السابق اللاجئ في بريطانيا محمد العربي زيتوت.
وتمت متابعة الأربعة بتهم «الانخراط في جماعة تخريبية تستهدف أمن الدولة، والوحدة الوطنية والسلامة الترابية»، و«المؤامرة بهدف تحريض المواطنين ضد السلطة»، و«تسلم أموال من أشخاص من داخل وخارج الوطن، قصد القيام بأفعال تمسّ بأمن الدولة واستقرار مؤسساتها».
وبحسب وقائع الملف القضائي، فإن عبد الله وبن حليمة «انشقا عن الجيش، وسافرا إلى الخارج للعمل لحساب بوخرص وزيتوت للتهجم على السلطة في الجزائر».
وانتسب بن حليمة إلى الجيش قبل 10 سنوات، وكان برتبة عريف عندما فرّ إلى إسبانيا في سبتمبر (أيلول) 2019، إثر إبلاغه بأن اسمه مدرج في قائمة العسكريين المطلوبين، بسبب مشاركته في مظاهرات الحراك الشعبي المعارض، التي اندلعت في نفس العام.
أما محمد عبد الله فقد سلمته إسبانيا في 20 أغسطس (آب) 2021، وانشق عن الجيش في 2018، بعد أن اتهم مسؤولين به بـ«الفساد». وأدانه القضاء المدني بالسجن خمس سنوات و6 سنوات في ملفين منفصلين. وهو متابع في عدة قضايا أخرى بنحو 12 تهمة، حسب محاميه، منها «الإساءة إلى الجيش» و«إهانة هيئات نظامية».
من جهتها، التمست النيابة بمحكمة الاستئناف بالعاصمة، أمس، السجن 15 سنة مع التنفيذ ضد رئيس مجموعة «سوناطراك» للمحروقات المملوكة للدولة سابقاً، عبد المؤمن ولد قدور، والسجن 10 سنوات مع التنفيذ ضد مستشاره سابقاً هاشمي مزيغي، ونفس العقوبة غيابياً ضد نجله نسيم المقيم بالخارج، والسجن خمس سنوات مع التنفيذ بحق زوجته. كما طالبت النيابة بمصادرة أملاك ولد قدور وأفراد عائلته، وحجز أمواله.
وعرفت هذه القضية بـ«تضخيم فواتير شراء (أوغستا)»؛ وهي مصفاة لتكرير النفط مملوكة لعملاق المحروقات الأميركي «إكسون موبيل»، تم اقتناؤها عام 2018 وهي موجودة بجزيرة صقلية الإيطالية. وكانت المحكمة الابتدائية قد أدانت في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ولد قدور بالسجن 15 سنة. وشملت أحكامها إدانة إطارين من «سوناطراك»، من بينهما مزيغي مسؤول الأنشطة التجارية الذي حكم عليه بالسجن 7 سنوات.
وجاء في التحقيقات حول القضية أن زوجة ونجل ولد قدور استفادا من امتيازات غير مباشرة من الصفقة، عن طريق شركتيهما اللتين تعملان في مجال قطع الغيار بالقطاع النفطي. ويشار إلى أن الإمارات سلمت ولد قدور للجزائر العام الماضي، على أساس مذكرة اعتقال دولية صدرت ضده. وقد كان مقيماً بفرنسا، ولما كان متوجهاً إلى الأردن للمشاركة في مؤتمر، اعتُقل بمطار دبي.
إلى ذلك، أجَّلت «محكمة سيدي امحمد» بالعاصمة، أمس، إلى الرابع من الشهر المقبل، محاكمة سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة ومستشاره الخاص، المسجون منذ 2019، رفقة رجال الأعمال المسجونين، علي حداد ومحيي الدين طحكوت، والإخوة الثلاثة كونيناف وأحمد معزوز ومحمد بعيري.
وتتعلق القضية بصفقات ومشروعات حصل عليها رجال الأعمال المقربون من السلطة، وذلك بتدخل من سعيد بوتفليقة الذي ينسب له أنه كان الرئيس الفعلي للبلاد، في الفترة التي كان فيها شقيقه مريضاً عاجزاً عن تسيير دفة الحكم، وذلك من 2013 حتى الثاني من أبريل (نيسان) 2019 تاريخ استقالته تحت ضغط الشارع.


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
TT

مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)

قال مسؤول محلي في قطاع الصحة ونشطاء سودانيون إن قوات «الدعم السريع» هاجمت المستشفى الرئيسي الذي ما زال يعمل في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بالسودان، اليوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل تسعة، وإصابة 20 شخصاً.

وذكر المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر، و«تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر»، وهي جماعة مؤيدة للديمقراطية ترصد العنف في المنطقة، إن طائرة مسيَّرة أطلقت أربعة صواريخ على المستشفى، خلال الليل، مما أدى إلى تدمير غرف وصالات للانتظار ومرافق أخرى.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، أظهرت صور حطاماً متناثراً على أَسرَّة بالمستشفى ودماراً لحق الجدران والأسقف. وتقول قوات «الدعم السريع» إنها لا تستهدف المدنيين، ولم يتسنَّ الوصول إليها للتعليق.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى أزمة إنسانية واسعة، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص. وتُواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبة في تقديم الإغاثة.

والفاشر هي واحدة من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي انتصار قوات «الدعم السريع» هناك إلى عنف على أساس عِرقي، كما حدث في غرب دارفور، العام الماضي.