المنفي يتطلع إلى دعم عربي لحض الأطراف الليبية «على التوافق»

«الجيش الوطني» يحتفي بعودة طيار خُطف في غرب البلاد

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مستقبلاً رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي (موقع الجامعة على الإنترنت)
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مستقبلاً رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي (موقع الجامعة على الإنترنت)
TT

المنفي يتطلع إلى دعم عربي لحض الأطراف الليبية «على التوافق»

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مستقبلاً رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي (موقع الجامعة على الإنترنت)
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مستقبلاً رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي (موقع الجامعة على الإنترنت)

أطلع محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي، المندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية، على مبادرته بشأن دعوة مجلسي النواب و«الدولة» برعاية أممية، والتي تستهدف «معالجة النقاط الخلافية من أجل الوصول إلى توافق على قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المؤجلة».
وقال المنفي خلال اجتماعه اليوم (الثلاثاء)، في القاهرة مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والمندوبين الدائمين للدول العربية، إنه «حرصاً على إنجاز الاستحقاق الانتخابي، الهدف الأسمى من خريطة الطريق، وبعد ما سماه التعثر المستمر من مجلسي النواب و(الدولة) في استكمال القاعدة الدستورية وانتهاء المهلة المحددة لهما بخريطة الطريق، طرح المجلس الرئاسي مقاربته لحل الأزمة الليبية».
ورأى المنفي، حسب تصريحات بثتها «وكالة أنباء الشرق الأوسط» المصرية، أن «المُهلة المُحددة لمجلسي النواب و(الدولة) بخريطة الطريق انتهت»، لافتاً إلى طرح هذه المقاربة لحل الأزمة، بعد تعثر المجلسين في استكمال القاعدة الدستورية، مشدداً على ضرورة توافق مختلف الأطراف الدولية لتحقيق الاستقرار في ليبيا، خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح أن ليبيا واجهت على مدى سنوات ظروفاً قاهرة، وكاد يفتك بها الإرهاب والتطرف، لولا تنادي الوطنيين الأحرار من أبنائها لدحر الإرهاب والقضاء عليه، مشيراً إلى ما حققته رؤى مجلسه وفقاً لاختصاصاته المحددة بخريطة الطريق المقررة بموجب الاتفاق السياسي، للدفع بعمل اللجنة العسكرية «5+5»، وما توصلت إليه من تنفيذ لاتفاق وقف إطلاق النار وتنسيق الجهود والترتيبات لانسحاب المقاتلين والمرتزقة الأجانب.
وأكد المنفي في إطار مهامه كقائد أعلى للجيش الليبي، ضرورة استمرار جهود اللجنة العسكرية المشتركة لتوحيد المؤسسة العسكرية والأمنية والعودة بالبلاد إلى الاستقرار وصولاً إلى الاستحقاق الانتخابي.
وشدد على أن الشعب الليبي رغم ما يعانيه من تحديات، لا يزال قادراً على احتواء الصراع من خلال المصالحة الوطنية وضمان العدالة في توزيع العوائد وإدارتها، بما يحقق العدالة والرخاء في كل ربوع البلاد والوصول إلى الانتخابات في أقرب الآجال.
وعبّر عن تقدير بلاده وإيمانها العميق والمطلق بأهمية دور الجامعة العربية وقدرتها على المساهمة الفعلية في حث الأطراف الليبية على الالتزام والتوافق بشأن تنفيذ خريطة الطريق وقرارات مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية بالخصوص، ودعمها لكل ما من شأنه التسريع والدفع بمسار العملية السياسية في ليبيا.
من جانبه، شكر أبو الغيط المنفي على كلمته، ووصفها بأنها تقدم مؤشراً لخريطة الطريق لحل الأزمة الليبية وتحقيق الاستقرار بالبلاد، بينما أكد حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية، أن الجامعة «تقف داعمةً لكل المساعي التي تستهدف تحقيق الوحدة والاستقرار والرخاء لشعب ليبيا».
وكان ملف الأوضاع الأمنية والعسكرية في البلاد وبسط الأمن هو محور اجتماع ترأسه المنفي مساء أمس في العاصمة طرابلس قبل وصوله إلى القاهرة مع أعضاء مجلس الدفاع.
ولم يوضح المنفي فحوى الاجتماع، الذي ضم رئيس الأركان العامة الموالية لقوات حكومة «الوحدة» المؤقتة محمد الحداد، ورئيس أركان قواتها البرية ورئيسي جهازي الأمن الداخلي والاستخبارات العامة، بالإضافة إلى وزير الداخلية المكلف بالحكومة عماد الطرابلسي.
بدوره، دافع عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة المؤقتة مجدداً عن اتفاق التفويض البحري الذي أبرمته حكومته مع تركيا، وقال إنه ضمن الحقوق البحرية والاقتصادية في البحر الأبيض المتوسط. وأبلغ الدبيبة وسائل إعلام تركية بأن هذه الصفقة حق لليبيين ولا يمكن لدولة أو شخص آخر الاستيلاء عليها.
وبعدما أكد أن الحدود البحرية وصفقات الجرف القاري لا يمكن أن تكون أحادية الجانب، كرر رفضه الخطوة التي أقدمت عليها مصر مؤخراً بترسيم حدوها البحرية الغربية «من جانب واحد».
في شأن آخر، منح المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، رتبة فريق إلى اللواء عامر الجقم، وعيّنه معاوناً لرئيس أركان القوات الجوية، بعد ساعات من إطلاق سراحه (الاثنين) ضمن عملية لتبادل المخطوفين بين المنطقتين الشرقية والغربية.
واستقبل حفتر، الجقم في مكتبه بحضور عدد من القيادات العسكرية، عقب وصوله إلى مدينة بنغازي، بينما حلقت طائرات مروحية تابعة للجيش فوق منزله في مدينة المرج في إطار الحفاوة الرسمية بعودته وبإطلاق سراحه قبل وصوله قادماً من قاعدة بنينا الجوية.
في غضون ذلك، أعلنت الشركة القابضة للاتصالات مساء أمس (الاثنين)، عن تأثر حركة الإنترنت في ليبيا بسبب انقطاع مفاجئ في مسار الألياف البصرية. وأكدت في بيان مقتضب أن فرق الصيانة تعمل بكل قوتها لإعادة الخدمة في أسرع وقت ممكن.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

كيف كسرت الحرب في أوكرانيا المحرّمات النووية؟

نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)
نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)
TT

كيف كسرت الحرب في أوكرانيا المحرّمات النووية؟

نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)
نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)

نجح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في خلق بيئة مواتية لانتشار أسلحة نووية جديدة في أوروبا وحول العالم، عبر جعل التهديد النووي أمراً عادياً، وإعلانه اعتزام تحويل القنبلة النووية إلى سلاح قابل للاستخدام، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

في عام 2009، حصل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على «جائزة نوبل للسلام»، ويرجع ذلك جزئياً إلى دعوته إلى ظهور «عالم خالٍ من الأسلحة النووية». وفي ذلك الوقت، بدت آمال الرئيس الأميركي الأسبق وهمية، في حين كانت قوى أخرى تستثمر في السباق نحو الذرة.

وهذا من دون شك أحد أخطر آثار الحرب في أوكرانيا على النظام الاستراتيجي الدولي. فعبر التهديد والتلويح المنتظم بالسلاح الذري، ساهم فلاديمير بوتين، إلى حد كبير، في اختفاء المحرمات النووية. وعبر استغلال الخوف من التصعيد النووي، تمكن الكرملين من الحد من الدعم العسكري الذي تقدمه الدول الغربية لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، ومن مَنْع مشاركة الدول الغربية بشكل مباشر في الصراع، وتخويف جزء من سكان هذه الدول، الذين تغلّب عليهم «الإرهاق والإغراءات بالتخلي (عن أوكرانيا) باسم الأمن الزائف».

بدأ استخفاف الكرملين بالأسلحة النووية في عام 2014، عندما استخدم التهديد بالنيران الذرية للدفاع عن ضم شبه جزيرة القرم من طرف واحد إلى روسيا. ومنذ ذلك الحين، لُوّح باستخدام السلاح النووي في كل مرة شعرت فيها روسيا بصعوبة في الميدان، أو أرادت دفع الغرب إلى التراجع؛ ففي 27 فبراير 2022 على سبيل المثال، وُضع الجهاز النووي الروسي في حالة تأهب. وفي أبريل (نيسان) من العام نفسه، استخدمت روسيا التهديد النووي لمحاولة منع السويد وفنلندا من الانضمام إلى «حلف شمال الأطلسي (ناتو)». في مارس (آذار) 2023، نشرت روسيا صواريخ نووية تكتيكية في بيلاروسيا. في فبراير 2024، لجأت روسيا إلى التهديد النووي لجعل النشر المحتمل لقوات الـ«ناتو» في أوكرانيا مستحيلاً. وفي الآونة الأخيرة، وفي سياق المفاوضات المحتملة مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، جلبت روسيا مرة أخرى الخطاب النووي إلى الحرب، من خلال إطلاق صاروخ باليستي متوسط ​​المدى على أوكرانيا. كما أنها وسعت البنود التي يمكن أن تبرر استخدام الأسلحة الذرية، عبر مراجعة روسيا عقيدتها النووية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع مع قيادة وزارة الدفاع وممثلي صناعة الدفاع في موسكو يوم 22 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

التصعيد اللفظي

تأتي التهديدات النووية التي أطلقتها السلطات الروسية في الأساس ضمن الابتزاز السياسي، وفق «لوفيغارو». ولن تكون لدى فلاديمير بوتين مصلحة في اتخاذ إجراء عبر تنفيذ هجوم نووي تكتيكي، وهو ما يعني نهاية نظامه. فالتصعيد اللفظي من جانب القادة الروس ورجال الدعاية لم تصاحبه قط تحركات مشبوهة للأسلحة النووية على الأرض. ولم يتغير الوضع النووي الروسي، الذي تراقبه الأجهزة الغربية من كثب. وتستمر الصين أيضاً في لعب دور معتدل، حيث تحذّر موسكو بانتظام من أن الطاقة النووية تشكل خطاً أحمر مطلقاً بالنسبة إليها.

إن التهوين من الخطاب الروسي غير المقيد بشكل متنامٍ بشأن استخدام الأسلحة النووية ومن التهديد المتكرر، قد أدى إلى انعكاسات دولية كبيرة؛ فقد غير هذا الخطاب بالفعل البيئة الاستراتيجية الدولية. ومن الممكن أن تحاول قوى أخرى غير روسيا تقليد تصرفات روسيا في أوكرانيا، من أجل تغيير وضع سياسي أو إقليمي راهن محمي نووياً، أو إنهاء صراع في ظل ظروف مواتية لدولة تمتلك السلاح النووي وتهدد باستخدامه، أو إذا أرادت دولة نووية فرض معادلات جديدة.

يقول ضابط فرنسي: «لولا الأسلحة النووية، لكان (حلف شمال الأطلسي) قد طرد روسيا بالفعل من أوكرانيا. لقد فهم الجميع ذلك في جميع أنحاء العالم».

من الجانب الروسي، يعتبر الكرملين أن الحرب في أوكرانيا جاء نتيجة عدم الاكتراث لمخاوف الأمن القومي الروسي إذ لم يتم إعطاء روسيا ضمانات بحياد أوكرانيا ولم يتعهّد الغرب بعدم ضم كييف إلى حلف الناتو.

وترى روسيا كذلك أن حلف الناتو يتعمّد استفزاز روسيا في محيطها المباشر، أكان في أوكرانيا أو في بولندا مثلا حيث افتتحت الولايات المتحدة مؤخرا قاعدة عسكرية جديدة لها هناك. وقد اعتبرت موسكو أن افتتاح القاعدة الأميركية في شمال بولندا سيزيد المستوى العام للخطر النووي.