تدهور خطير في الجزيرة الكورية... مطاردات جوية واختراقات متبادلة

دراسة أميركية: الصين تدعم البرنامج النووي لبيونغ يانغ... وليس العكس

الشرطة العسكرية تغطي حطام الطائرة الكورية الجنوبية التي سقطت يوم الاثنين (د.ب.أ)
الشرطة العسكرية تغطي حطام الطائرة الكورية الجنوبية التي سقطت يوم الاثنين (د.ب.أ)
TT

تدهور خطير في الجزيرة الكورية... مطاردات جوية واختراقات متبادلة

الشرطة العسكرية تغطي حطام الطائرة الكورية الجنوبية التي سقطت يوم الاثنين (د.ب.أ)
الشرطة العسكرية تغطي حطام الطائرة الكورية الجنوبية التي سقطت يوم الاثنين (د.ب.أ)

قال الجيش الكوري الجنوبي إن خمس طائرات مسيرة كورية شمالية اخترقت المجال الجوي لكوريا الجنوبية الاثنين، وإن سيول ردت بالدفع بمقاتلات وطائرات مروحية هجومية وإطلاق النار في محاولة لإسقاط تلك الطائرات.
وذكر لي سيونغ أو، المسؤول الكوري الجنوبي في رئاسة الأركان، أن الجيش «أرسل في إطار الرد، طائرات مراقبة إلى كوريا الشمالية لتصوير معداتها العسكرية». وأكد «هذا عمل استفزازي واضح من كوريا الشمالية التي اخترقت مجالنا الجوي».
وحلقت إحدى الطائرات المسيرة الخمس فوق العاصمة الكورية الجنوبية سيول، بينما حامت بقية الطائرات قرب الساحل الغربي. وقال لي، إن جيش كوريا الجنوبية «استعمل موارد لإسقاط» الطائرات المسيرة التي حلقت عبر خط ترسيم الحدود العسكرية الفاصل بين الكوريتين، كما شوهدت وهي تحلق في مناطق في «كيمبو» وجزيرة «كانجهوا» و«باجو»، مما أدى إلى تعليق الرحلات الجوية المدنية مؤقتًا.
وأوضح لي، أن الجنوب أرسل «رسائل تحذيرية»، وطائرات الهليكوبتر الهجومية وطائرات حربية أخرى لإبعادها، من دون أن يتم التأكد مما إذا كانت تحمل أي أسلحة.

ونشر الجيش الكوري الجنوبي أيضا طائرة هجومية خفيفة من طراز «كيه إيه 1»، لكنها سقطت لسبب غير معلوم في قرية «هوينغ سونغ»، على بعد حوالي 140 كيلومترا شرق سيول، ونجا الطياران اللذان كانا على متنها.
وكانت عمليات الطائرات من دون طيار لكوريا الشمالية مصدرًا للمخاوف الأمنية المتزايدة في سيول، حيث يمكن استخدامها في عمليات التجسس، فضلا عن مهام الهجوم المحتملة ضد الجنوب.
- اختبارات نووية
إلى ذلك، تواصل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية حض بكين على منع اختبار نووي سابع من جانب كوريا الشمالية. وكانت هناك موجة من الاجتماعات والبيانات بما في ذلك طلبات من الرئيس جو بايدن ونظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول بأن يمارس الزعيم الصيني شي جين بينغ الضغط على بيونغ يانغ خلال اجتماعات وجها لوجه أثناء قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية في الشهر الماضي.
وقال جويل أتكينسون، الأستاذ في كلية الدراسات الدولية في جامعة هانكوك في سيول، إن «هناك افتراضا وراء كل هذا النشاط، هو أن بكين لا تريد فعلا أن تمتلك كوريا الشمالية أسلحة نووية. ويُقال إنه إذا كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يستطيعون التوصل إلى المزيج الصحيح من الترغيب والترهيب، فإنه يكون بإمكانهم دفع بكين نحو العمل وفقا لمصالحهم، لكن من المعقول تماما الافتراض، أن الصين تساند بالفعل البرنامج النووي الكوري الشمالي، ولا تعارضه».
وتمتلك كوريا الشمالية الآن قرابة أربعين رأسا نووية وصواريخ يمكنها الوصول إلى الأراضي الأميركية.
وأضاف أتكينسون في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنترست» الأميركية، أنه يجب أن يضع المحللون في الاعتبار «مصالح كوريا الشمالية والصين التي هي أكثر تطابقا في ما يتعلق بالأسلحة النووية مما يفترض الكثيرون». وقال: «هناك إجماع كبير بين الخبراء، بأن الصين تخشى قيام كوريا الجنوبية واليابان بتطوير أسلحة نووية ردا على ترسانة كوريا الشمالية. والأمر الأكثر احتمالا هو أن الصين وكوريا الشمالية تتفقان على أن ذلك سيكون أمرا سيئا، لكن يمكن السيطرة على الخطر».
وكما هو معروف فإن اليابان وكوريا الجنوبية لم تشرعا حتى في تنفيذ برامج نووية. «لكن لا ينبغي لأحد أن يتوقع من بيونغ يانغ التخلي عن أسلحتها النووية الآن بعد أن قطعت شوطا كبيرا لمجرد أن هناك خطرا غير محدد في المستقبل» حسب أتكينسون، الذي أشار أيضا إلى «أنه لا يتعين ببساطة الافتراض بأن بكين لا تشارك وجهة نظر بيونغ يانغ التي مفادها أن الأسلحة النووية تقوي النظام.
كما لا يتعين أيضا استبعاد الاحتمال بأن الأسلحة ليست للدفاع ولكن للهجوم للضغط على الولايات المتحدة، كي تخرج من شبه الجزيرة الكورية حتى يمكن تحقيق التوحيد مع الجنوب بشروط الشمال».
وبعد كل ذلك يقول النظام نفسه إن الأسلحة «وسيلة لتأمين التوحيد السلمي وبقاء السلالة العرقية». وإذا كان الأمر كذلك، فإنه ليس هناك أي سبب للافتراض بأن الصين تعارض الترسانة النووية الكورية الشمالية.


مقالات ذات صلة

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
بكين تَحمل بشدة على «إعلان واشنطن»

بكين تَحمل بشدة على «إعلان واشنطن»

اتّهمت بكين واشنطن بتقويض السلام وزيادة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، غداة إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول، أن أي هجوم نووي تطلقه كوريا الشمالية «سيفضي إلى نهاية نظامها». وحملت الصين بشدة على الموقف الأميركي - الكوري الجنوبي المشترك، الذي عبّر عنه «إعلان واشنطن»، مشيرة إلى أنه «إثارة متعمدة للتوترات والمواجهة والتهديدات».

«الشرق الأوسط» (لندن)
واشنطن وسيول تنسقان ضد تهديدات بيونغ يانغ

واشنطن وسيول تنسقان ضد تهديدات بيونغ يانغ

اتفق الرئيسان الأميركي جو بايدن والكوري الجنوبي يون سوك يول على توثيق التنسيق العسكري لردع تهديدات بيونغ يانغ، بعد سلسلة تجارب صاروخية باليستية أطلقتها كوريا الشمالية في الأسابيع الماضية. وانتهز الحليفان أول زيارة رسمية لرئيس كوري جنوبي إلى واشنطن منذ أكثر من عقد، للتأكيد على قوة الشراكة العسكرية والسياسية والأمنية بين واشنطن وسيول. وأعلنت الولايات المتحدة في هذا الصدد «توقّف» غواصة نووية أميركية في كوريا الجنوبية، بهدف تعزيز قدرات الردع في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بكين تحذر واشنطن وسيول من «إثارة مواجهة» مع بيونغ يانغ

بكين تحذر واشنطن وسيول من «إثارة مواجهة» مع بيونغ يانغ

حذّرت بكين، الخميس، كلاً من واشنطن وسيول من «إثارة مواجهة» مع كوريا الشمالية، بعدما قال الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول، إن أي هجوم نووي تطلقه كوريا الشمالية «سيفضي إلى نهاية» نظامها. في غضون ذلك، قال سوك يول، في خطاب للكونغرس، أمس، إن بلاده سترد بحزم على الاستفزازات الكورية الشمالية، لكنها ستبقي الباب مفتوحاً للحوار حول نزع سلاحها النووي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم واشنطن وسيول تعززان التعاون العسكري لردع التصعيد الكوري الشمالي

واشنطن وسيول تعززان التعاون العسكري لردع التصعيد الكوري الشمالي

اتفق الرئيسان الأميركي جو بايدن والكوري الجنوبي يون سوك يول على توثيق التعاون المعني بردع التصعيد النووي من جانب كوريا الشمالية، وسط القلق المتزايد المتعلق بتنامي ترسانتها من الصواريخ والقذائف. وانتهز الحليفان أول زيارة رسمية لرئيس كوري جنوبي إلى واشنطن منذ أكثر من عقد لإرسال تحذير إلى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. وأعلنت الولايات المتحدة في هذا الصدد «توقّف» غواصة نووية أميركية في كوريا الجنوبية، بهدف تعزيز قدرات الردع في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أميركا تفرض قيوداً على شركتين صينيتين لأسباب تتعلق بحقوق الأويغور

الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
TT

أميركا تفرض قيوداً على شركتين صينيتين لأسباب تتعلق بحقوق الأويغور

الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)

أضافت الولايات المتحدة شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية، اليوم (الثلاثاء)، بسبب مزاعم تمكينهما ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، مع مواصلة الرئيس الأميركي جو بايدن الضغط على بكين في الأيام الأخيرة من إدارته.

ووفقاً لـ«رويترز»، ذكرت وزارة التجارة، التي تشرف على سياسة التصدير، في وثيقة، أنها أدرجت شركة «تشوجانغ يونيفيو تكنولوجيز» إلى قائمة الكيانات «لأنها تمكن انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك عن طريق المراقبة باستخدام التقنية العالية التي تستهدف عامة السكان والأويغور وأفراد الأقليات العرقية والدينية الأخرى».

وأُضيفت شركة «بكين تشونجدون سكيوريتي تكنولوجيز غروب» الصينية المحدودة إلى القائمة لبيعها منتجات «تمكن مؤسسة الأمن العام الصينية من ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان».

ولم ترد شركة «يونيفيو» بعد على طلب للتعليق. ولم يتسنَّ الوصول إلى شركة «بكين تشونجدون سيكيوريتي» من أجل التعليق.

وتستخدم الولايات المتحدة منذ سنوات قليلة ماضية قائمة الكيانات لمعاقبة الشركات الصينية التي تتهمها بالمساعدة في قمع الصين للأويغور وغيرهم من الأقليات، بما في ذلك شركة المراقبة بالفيديو الصينية «هيكفيجن» في 2019.

وتجبر إضافة أي شركة إلى قائمة الكيانات الموردين الأميركيين للشركة المستهدفة على استصدار ترخيص يصعب الحصول عليه قبل الشحن إلى تلك الشركات. وأُضيفت 6 كيانات أخرى في روسيا وميانمار اليوم أيضاً.