التحديات الاستراتيجية للسياسة الأميركية لـ2023

أبرزها الملف الإيراني... ولإسرائيل دور تضطلع به

الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ يهمان بمصافحة أحدهما الآخر في مستهل لقائهما في بالي 14 نوفمبر(رويترز)
الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ يهمان بمصافحة أحدهما الآخر في مستهل لقائهما في بالي 14 نوفمبر(رويترز)
TT

التحديات الاستراتيجية للسياسة الأميركية لـ2023

الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ يهمان بمصافحة أحدهما الآخر في مستهل لقائهما في بالي 14 نوفمبر(رويترز)
الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ يهمان بمصافحة أحدهما الآخر في مستهل لقائهما في بالي 14 نوفمبر(رويترز)


لا تزال إيران واحدة من أكثر تحديات الأمن القومي إلحاحاً التي تواجه الولايات المتحدة، مع جُل اهتمام العالم في عام 2022 الموجّه صوب الحرب الروسية الوحشية ضد أوكرانيا. وبرغم هذا الواقع المستمر، فإن غياب السياسة الأميركية الثابتة في التعامل مع إيران لم يسفر إلا عن تشجيع وتقوية النظام الإيراني. ومع تطلع المشرعين إلى عام جديد، وكونغرس جديد، فإن الفرصة لا تزال سانحة لرسم مسار جديد نحو الأمام.
أسفرت المقاربة الأميركية الدائمة التغير إزاء إيران على مرّ السنين عن التشكيك في استعدادنا لمواجهة النظام الإيراني، إلا أن إمداد إيران لروسيا بالطائرات المسيّرة المسلحة، جنباً إلى جانب مع الاحتجاجات ضد النظام الإيراني، يُشكل «تغييراً جذرياً» محتملاً في السياسة الأميركية. فقد حان الوقت لصياغة الولايات المتحدة استراتيجية أكثر شمولاً حيال إيران، تتجاوز المفاوضات النووية، وتشتمل على جميع أدوات القوة الوطنية.

مجلس الأمن في أحد اجتماعاته لعام 2022 (أ.ف.ب)

يجب للاستراتيجية الفعّالة تجاه إيران أن تشتمل على مكونات ردع دبلوماسية واقتصادية وعسكرية واضحة، ويجب كذلك أن تتناول كل جوانب السلوك السيئ للنظام. ومع اتجاه كثير من الأميركيين للعناية بخططهم الخاصة بالعطلات، يواصل النظام الإيراني قمع الاحتجاجات بمنتهى العنف داخل البلاد، والتآمر لقتل المسؤولين الأميركيين السابقين والحاليين في الداخل والخارج، وبذل كل الجهود الممكنة لتزويد «حزب الله» اللبناني بالوسائل اللازمة لتدمير إسرائيل، والتعجيل بعملية تخصيب اليورانيوم بصورة كبيرة، وإغراق ميدان المعركة الأوكرانية بالطائرات المسيّرة المسلحة. يجب تحديد نطاق الاستراتيجية الأميركية الفعّالة، وتزويدها بالموارد اللازمة للتعامل مع هذه المشكلات، وما أكثر من ذلك.
على الصعيد الاقتصادي، لا بد لاقتصاد المقاومة الإيراني أن يشعر مرة أخرى بالثقل الكامل للضغوط الاقتصادية من قبل المجتمع الدولي. وفي حين أن إدارة بايدن قد أعلنت عن فرض عقوبات إضافية بشأن مُهربي النفط، والمشتريات الصينية من النفط الإيراني، فإنه لا بد من بذل مزيد من الجهود لفرض العقوبات القائمة، وسد ثغرات العقوبات بالتنسيق مع حلفائنا. كما يجب على الولايات المتحدة مهاجمة سلاسل توريد الطائرات المسيرة، حتى تشمل المكونات التي صُنعت في الولايات المتحدة ومن قبل شركائنا، ومعاقبة الشركات التي لا تمتثل لذلك. لقد أخفق الكونغرس الأميركي حتى الآن في إقرار «قانون وقف الطائرات المسيّرة الإيرانية»، وهو من أدوات العقوبات القوية التي من شأنها إضافة برنامج الطائرات المسيّرة الإيرانية إلى «قانون مكافحة خصوم أميركا من خلال العقوبات». ومن الأهمية بمكان إظهار الإرادة السياسية للتعامل مع هذا النقص في أقرب وقت ممكن.

جانب من الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا نوفمر الماضي (إ.ب.أ)

كان الردع العسكري غائباً إلى حد كبير، وكان نابعاً بدرجة كبيرة من الجهود الرامية إلى إبقاء المفاوضات النووية على قيد الحياة. لقد أخفقت إدارة بايدن، باستثناءات ضئيلة فقط، في الرد على الهجمات المتكررة ضد الأميركيين وضد مصالحنا. وبالمضي قدماً، يتعين على القيادة الإيرانية إدراك أن الولايات المتحدة وشركاءنا يملكون القدرة والإرادة للردّ بقوة على الهجمات، وأننا لن نميز بين الهجمات الصادرة عن النظام أو عن الوكلاء المدعومين من النظام.
في حين أن الردع غالباً ما يحدث في العراق أو سوريا، يجب على النظام الإيراني أن يفهم أيضاً أن حدوده لم تعد مصونة أو مقدسة. ينبغي على الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق مع شركائها، من ذوي التفكير المماثل، بشأن الخطوط الحمراء النووية المناسبة التي من شأنها أن تحشد استجابة دولية. لدى إسرائيل دور واضح تضطلع به هنا، وقد رحبتُ بمشاركة إسرائيل في التدريبات المشتركة المصممة ضد إيران. ومع ذلك، إذا أردنا تحقيق الردع المتكامل الحقيقي، يجب على الولايات المتحدة أيضاً ضمان امتلاك شركائنا للإمكانات والمعدات اللازمة لاحتواء التهديد الإيراني. يجب على الولايات المتحدة تسريع مبيعات الأسلحة، ومعالجة الثغرات الحرجة في الإمكانات، بحيث تشمل خياراً عسكرياً مشتركاً وموثوقاً به بين الولايات المتحدة وإسرائيل بُغية إبعاد البرنامج النووي الإيراني عن الطاولة.

بايدن يتحدث هاتفياً إلى غراينر التي أطلقت من روسيا في حضور هاريس وبلينكن في 8 ديسمبر (رويترز)

على الصعيد الدبلوماسي، توفر «وفاة» الاتفاق النووي، واندفاع إيران إلى تخصيب اليورانيوم، فرصاً للحوافز والمثبطات الدبلوماسية. وكان انتقاد النظام الإيراني في اجتماعات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمثابة بداية طيبة. وفي الوقت الذي تواصل فيه إيران مقاومة مهام الرقابة المشروعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ينبغي على الولايات المتحدة أن تضرب النظام بمزيد من الانتقادات. إضافة إلى ذلك، لا بد أن تكون إيران موضوعاً متجدداً للنقاش في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك اللجوء إلى إعادة فرض العقوبات بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2231. ورغم أنني لا أؤيد «خطة العمل الشاملة المشتركة»، فإن النص بإعادة فرض العقوبات يسمح لأي جهة أصلية مُوقعة على «خطة العمل الشاملة المشتركة» بالعودة إلى كافة القرارات السابقة بشأن إيران عبر إخطار مجلس الأمن بأن إيران لا تمتثل لالتزاماتها. ومُجدداً، يجب أن تكون الولايات المتحدة وحلفاؤها على نفس السياق فيما يتصل بالتصرفات التي تُشكل عدم الامتثال النووي الجسيم، مع ضرورة إعلان هذه الخطوط الحمراء أمام النظام الإيراني.

لقاء ثنائي بين بوتين ورئيسي في سمرقند في 15 سبتبمر(رويترز)

أخيراً، مع دخول الاحتجاجات شهرها الرابع، يجب على الحكومة الأميركية دعم تطلعات الشعب الإيراني بصورة أفضل. لقد كانت الاستجابة الأميركية حتى الآن خافتة بصورة مثيرة للحرج. يتعين على إدارة بايدن، والمجتمع الدولي، الإشارة إلى قدر أعظم من الدعم الكامل للشعب الإيراني الذي يسقط في الشوارع في مسيرته من أجل الحرية. إضافة إلى ذلك، يتعين علينا زيادة الجهود التي تسمح للمواطنين الإيرانيين العاديين بالتواصل بعضهم مع بعض، ومع الإنترنت، والعالم الخارجي. ولا بد من اقتران هذه الجهود بالعقوبات الفعّالة ضد الرقباء الإيرانيين، وأولئك الذين يعملون على تمكين بثّ «إذاعة جمهورية إيران الإسلامية»، مع توسيع نطاق العقوبات المفروضة على مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان. لقد دعا كثيرون منا في واشنطن، منذ فترة طويلة، إلى اتباع مقاربة شاملة إزاء إيران بأكثر من مجرد المفاوضات النووية. ولقد حان الوقت لإخراج الاتفاق النووي من بؤسه، والتركيز على الطريق إلى الأمام. وإنني أتطلع إلى دفع هذه الجهود قدماً في الكونغرس المقبل.
* رئيس الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

جو بايدن يضع شروطاً لمقابلة منافسه الجمهوري دونالد ترمب

الرئيس جو بايدن المرشح الديمقراطي والمرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس جو بايدن المرشح الديمقراطي والمرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ب)
TT

جو بايدن يضع شروطاً لمقابلة منافسه الجمهوري دونالد ترمب

الرئيس جو بايدن المرشح الديمقراطي والمرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس جو بايدن المرشح الديمقراطي والمرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ب)

وضع الرئيس الأميركي جو بايدن المرشح الديمقراطي لسباق 2024 شروطاً لمواجهة منافسه الرئيس السابق دونالد ترمب الجمهوري، وطالب بتغييرات في التواريخ والأسلوب الذي تتم به المناظرات. ودعا بايدن في رسالة فيديو وخطاب إلى لجنة المناظرات الرئاسية، التي يتشكل أعضاؤها من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، إلى تغيير الإجراءات والتقاليد التي تعمل عليها اللجنة في ثلاث مناظرات تعقد في 16 سبتمبر (أيلول) في تكساس، ثم 1 أكتوبر (تشرين الأول) في فيرجينيا، والأخيرة في 9 أكتوبر في مدينة سولت ليك سيتي، والاكتفاء بمناظرتين رئاسيتين في يونيو (حزيران) وسبتمبر (أيلول).

ترمب يتحدث للإعلام وبجانبه محاميه تود بلانشيه خارج محكمة نيويورك أمس الثلاثاء (رويترز)

كما اقترح بايدن أن يتم اختيار المشرفين من بين «موظفيه العاديين»، وأن تتم المناظرة داخل استوديو تلفزيوني دون جمهور مع ميكرفونات يتم قطعها تلقائياً عند انقضاء المهلة الزمنية للمتحدث، وأن يقتصر الأمر على المرشحين والمشرفين فقط دون الجماهير الصاخبة (التي يستفيد منها ترمب).

ووضع بايدن مقترحاً بأن تجري المناظرة الأولى بعد اختتام قمة مجموعة السبع في إيطاليا في 15 يونيو، وانتهاء محاكمة ترمب الجنائية في نيويورك. وستجري المناظرة الثانية في سبتمبر قبل بدء التصويت المبكر.

واقترح بايدن إجراء مناظرة منفصلة للمرشحين لمنصب نائب الرئيس من الجانبين في يوليو (تموز) بعد مؤتمر ترشيح الحزب الجمهوري وقبل مؤتمر ترشيح الحزب الديمقراطي في أغسطس (آب) في تغيير للموعد التقليدي الذي تحدده اللجنة في نهاية سبتمبر.

كما اشترط بايدن أن تتولى أربع شبكات فقط؛ «CNN»، و«ABC News»، و«Telemundo»، و«CBS News»، تنظيم مناظرات لكلا الحزبين هذا العام، وهي شبكات البث التي استضافت مناظرات الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في عام 2016 والمناظرات التمهيدية للحزب الديمقراطي في عام 2020.

جونسون يتحدث خلال مؤتمر صحافي برفقة ترمب في مارالاغو في 12 أبريل 2024 (أ.ب)

أسباب التغيير

واقترح بايدن إجراء مفاوضات مباشرة بين حملته الانتخابية وحملة ترمب حول القواعد والمشرفين واختيار المضيفين من الشبكات التلفزيونية، ما يفتح جدلاً سياسياً حول تغيير القواعد التي استمرت عقوداً.

وقال بايدن في مقطع الفيديو الذي صدر يوم الأربعاء على موقع «إكس»: «لقد خسر دونالد ترمب مناظرتين أمامي في عام 2020، ومنذ ذلك الحين لم يحضر أي مناظرة. الآن يتصرف وكأنه يريد أن يناقشني مرة أخرى. حسناً، أسعدت يومي يا صديقي. لذلك دعونا نختر التواريخ يا دونالد. سمعت أنك متفرغ أيام الأربعاء». في إشارة ساخرة إلى جلسات المحاكمة في نيويورك التي يحضرها ترمب بشكل يومي ما عدا يوم الأربعاء، وهو يوم العطلة في المحكمة.

وقدمت رئيسة حملة بايدن، جين أومالي ديلون، شرحاً للأسباب وراء التغييرات التي يطالب بها بايدن، وقالت في الرسالة إن تنظيم مناظرة وبناء عروض ضخمة مع جماهير كبيرة بتكلفة باهظة ليس ضرورياً أو يفضي إلى مناقشات جيدة. وأضافت: «يجب إجراء المناظرات لصالح الناخبين الأميركيين، ومشاهدتها على شاشات التلفزيون وفي المنزل، وليس بوصفها ترفيهاً لجمهور شخصي مع أنصار ومانحين صاخبين أو مزعجين، يستهلكون وقت المناظرة الثمين بمشاهد صاخبة من الاستحسان أو الاستهزاء».

كان الرئيس السابق دونالد ترمب قد دعا منافسه الديمقراطي بايدن إلى مناظرة، متحدياً أن يقدم بايدن على الموافقة على إجراء هذه المناظرة، وقال ترمب لبايدن في مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي في 9 مايو (أيار): «دعونا نجهز الأمر الآن... أنا مستعد للذهاب إلى أي مكان تكون فيه». واقترح ترمب إجراء المناقشة في العاصمة – ربما في البيت الأبيض – أو في نيويورك. ورد بايدن في ذلك الوقت أنه مستعد للمناظرة، لكنه رفض تحديد أي التزام صارم أو تفاصيل محددة.

صورة أرشيفية لترمب وستولتنبرغ خلال قمة «الناتو» في واتفورد البريطانية ديسمبر 2019 (أ.ب)

ترمب يقبل التحدي

وسرعان ما رد الرئيس السابق دونالد ترمب وقبل التحدي الذي قدمه بايدن وقال في تغريدة على حسابه بـ«تروث سوشيال»: «فقط أخبرني متي وسأكون هناك»، مضيفاً: «لنستعد للحركة».

وقال ترمب لشبكة «فوكس نيوز ديجيتال»: «لقد حان الوقت لإجراء مناظرة، حتى لو كان لا بد من إجرائها من خلال مكاتب لجنة المناظرات الرئاسية، التي يسيطر عليها الديمقراطيون بالكامل، والتي، كما يتذكر الناس، تم ضبطها وهي تغش في مستويات صوت النقاش». وأضاف ترمب «أنا مستعد للذهاب إلى أي مكان، والتواريخ التي اقترحوها جيدة... في أي مكان... في أي وقت... دعونا نر ما إذا كان جو يستطيع الوصول إلى منصة التتويج».

وأضاف ترمب: «جو بايدن المحتال هو أسوأ مناظر واجهته على الإطلاق، فهو لا يستطيع الجمع بين جملتين! المحتال هو أيضاً أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، على الإطلاق». «لقد حان الوقت للمناقشة حتى يتمكن من أن يشرح للشعب الأميركي سياسة الحدود المفتوحة المدمرة للغاية، والسماح بالتضخم الساحق، والضرائب المرتفعة، وسياسته الخارجية الضعيفة حقاً».

وشدد ترمب في تحد واضح لبايدن قائلاً: «أنا مستعد وراغب في مناظرة جو الملتوي في الموعدين المقترحين، في يونيو وسبتمبر، وأوصي بشدة بإجراء أكثر من مناظرتين، وبغرض الإثارة، في مكان كبير للغاية، على الرغم من أن بايدن يخشى الحشود، هذا فقط لأنه لم يفهمهم، فقط أخبرني متى سأكون هناك، فلنستعد».

وأشار المحللون إلى أن مقترحات بايدن تشير إلى محاولته تحييد المخاطر المحسوبة التي قد تؤثر على حظوظه في سباق تظهر فيه معظم استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة أن الرئيس بايدن يتخلف عن الرئيس السابق دونالد ترمب. ويواجه بايدن معضلة حشد الناخبين وإقناعهم بأنه رئيس فعال وقام بإنجازات على صعيد الاقتصاد وخلق الوظائف، إضافة إلى الغضب المتزايد من سياساته الخارجية وما يتعلق بمساندته لإسرائيل.

تجمع لأنصار ترمب قبل زيارته الحدود الأميركية المكسيكية في إيغل باس بولاية تكساس 29 فبراير 2024 (أ.ف.ب)

تاريخ تنظيم المناظرات

وعلى مدى عقود عملت لجنة المناظرات الرئاسية، وهي منظمة مستقلة غير ربحية لها مجلس إدارة من الحزبين، في رعاية المناظرات الرئاسية بعد أن حدث خلاف بين الحملتين الرئاسيتين للحزبين في عام 1984 من أجل الاتفاق على الشروط.

ومنذ ذلك الحين، كانت المناظرات عبارة عن أحداث غير متناسقة، وخضعت لخلافات كبيرة بين المرشحين. كان الجمهوري ريتشارد إم نيكسون والديمقراطي جون إف كنيدي، أول من التقيا في مناظرة رئاسية متلفزة خلال انتخابات عام 1960. جرت المناظرة الرئاسية التالية للحزب الرئيسي في عام 1976، وتلاها اجتماعات تم التفاوض عليها مباشرة في عامي 1980 و1984.

وسعت اللجنة خلال العديد من المنافسات الانتخابية الرئاسية إلى توحيد الإجراءات والممارسات بعدّها حكماً محايداً، ووضع الشروط والمعايير للمرشحين المشاركين في هذه المناظرات، وأيضاً اختيار أماكن المناظرات وتحديد المشرفين عليها وأسلوب إدارتها، وحددت نمطاً من ثلاث مناظرات للمرشحين الرئاسيين يتم عقدها في الخريف، وسط جمهور من الناخبين، ومناظرة واحدة لمرشح منصب نائب الرئيس.


بلينكن يعلن مساعدة عسكرية بملياري دولار إضافية لأوكرانيا

وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والأوكراني دميترو كوليبا يتصافحان خلال مؤتمر صحافي مشترك في كييف (أ.ب)
وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والأوكراني دميترو كوليبا يتصافحان خلال مؤتمر صحافي مشترك في كييف (أ.ب)
TT

بلينكن يعلن مساعدة عسكرية بملياري دولار إضافية لأوكرانيا

وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والأوكراني دميترو كوليبا يتصافحان خلال مؤتمر صحافي مشترك في كييف (أ.ب)
وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والأوكراني دميترو كوليبا يتصافحان خلال مؤتمر صحافي مشترك في كييف (أ.ب)

في ظل تقدم القوات الروسية على جبهات عدة، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، مساعدة عسكرية جديدة بقيمة مليارَي دولار لأوكرانيا، ساعياً من كييف إلى تسريع وصول الأسلحة الجديدة إلى الخطوط الأمامية، وإلى طمأنة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي ألغى كل رحلاته الخارجية للتعامل مع خطورة المستجدات الميدانية.

وتزامنت زيارة بلينكن لكييف مع اضطرار القوات الأوكرانية إلى الانسحاب من بعض أجزاء شمال شرقي البلاد، حيث تقدمت القوات الروسية، في تطورات أشاعت القلق في البيت الأبيض، ودفعت إدارة الرئيس جو بايدن إلى إعادة حساباتها في شأن مستقبل الحرب في أوكرانيا.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف (أ.ب)

وتفتح روسيا جبهات جديدة من أجل زيادة الضغط على الجيش الأوكراني الذي يعاني نقص الذخيرة والقوة البشرية، على خط المواجهة الذي يبلغ طوله نحو ألف كيلومتر، على أمل أن تنهار الدفاعات الأوكرانية. وتشن القوات الروسية هجوماً جديداً في منطقة خاركيف. وسعت في الأسابيع الأخيرة إلى البناء أيضاً على المكاسب التي حققتها في منطقة دونيتسك. كما تهدد الغارات المدفعية والتخريبية الروسية منطقتَي تشيرنيهيف وسومي، شمال أوكرانيا. وأقرَّت هيئة الأركان العامة الأوكرانية ليل الثلاثاء، بأن قواتها تراجعت من منطقتَي لوكيانتسي وفوفشانسك في خاركيف «من أجل إنقاذ حياة جنودنا وتجنب الخسائر»

استعجال الأسلحة

في هذه المرحلة الخطيرة، زار بلينكن أوكرانيا لتسليط الضوء على الدعم الأميركي، رغم أن معظم الأموال (نحو 1.6 مليار دولار) التي أعلنها، الأربعاء، تأتي من 60 مليار دولار خُصصت لأوكرانيا في قانون المساعدات الخارجية التكميلية الذي أقره الكونغرس ووقَّعه الرئيس جو بايدن. وأفاد المسؤولون الأميركيون بأن الأموال ستُستخدم لثلاثة أغراض: توفير الأسلحة على المدى القصير، والاستثمار في القاعدة الصناعية الدفاعية في أوكرانيا، والسماح لكييف بشراء إمدادات عسكرية من دول أخرى.

وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والأوكراني دميترو كوليبا يضعان الزهور عند الجدار التذكاري للذين سقطوا دفاعاً عن أوكرانيا في كييف (أ.ب)

وفي مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أكد بلينكن أن واشنطن تتفهم مدى إلحاح حاجة أوكرانيا إلى دفاعات جوية إضافية للحماية من الهجوم الروسي وتعطيها الأولوية في مساعدتها. وقال: «إننا نستعجل الذخيرة والعربات المدرعة والصواريخ والدفاعات الجوية للوصول إلى الخطوط الأمامية لحماية الجنود والمدنيين»، مضيفاً أن الولايات المتحدة «لم تشجع أو تمكّن من توجيه ضربات خارج أوكرانيا» باستخدام أسلحة بعيدة المدى قدمتها الولايات المتحدة. وشدد على أن هذا القرار يعود للسلطات الأوكرانية، علماً بأن الولايات المتحدة «ستواصل دعم أوكرانيا بالمعدات التي تحتاج إليها لتحقيق النجاح، والتي تحتاج إليها للنصر». وتوقع أن يلتقي الرئيس جو بايدن، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الأسابيع المقبلة. ورأى كوليبا أن المساعدات الأميركية «رسالة قوية للغاية إلى أصدقائنا وأعدائنا على حد سواء».

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

«منطقة عازلة»

وأفاد معهد دراسات الحرب الثلاثاء، بأن وتيرة تقدم القوات الروسية في منطقة خاركيف الحدودية تباطأت بعدما حققت تقدماً كبيراً الأسبوع الماضي، مضيفاً أن هدف موسكو الرئيسي هناك هو إنشاء «منطقة عازلة» تمنع الهجمات الأوكرانية عبر الحدود على منطقة بيلغورود الروسية.

إلى ذلك، أعلن مكتب زيلينسكي، الأربعاء، أنه ألغى كل زياراته الخارجية المقبلة وسيحاول إعادة جدولتها، علماً بأنه كان متوقعاً أن يزور إسبانيا، وربما البرتغال، في وقت لاحق من هذا الأسبوع. ولم يقدم أي سبب لقراره، لكن الصعوبات على خط المواجهة كانت تخيِّم عليه.

وكان التقدم الروسي مبعث قلق للمسؤولين الأميركيين الذين عبَّر بعضهم عن ثقته بأن الكثير من هذه المكاسب يمكن عكسها بمجرد تدفق الأسلحة الجديدة، على الأرجح في وقت ما في يوليو (تموز) المقبل. ومع ذلك، يتردد هؤلاء المسؤولون في تقديم توقعات حول المكان الذي يمكن أن تصل إليه خطوط المعركة بعد بضعة أشهر من الآن، أو ما إذا كان زيلينسكي سيكون قادراً على شن هجوم مضاد طال انتظاره.

وخلال مقابلة تلفزيونية عبر شبكة «سي بي إس» الأميركية، حاول بلينكن التقليل من شأن التقدم الروسي، لكنه أقرَّ بأنه «ليس هناك شك في وجود تكلفة» للتأخير الطويل في إرسال الأسلحة. وقال: «نبذل كل ما في وسعنا لتسريع تقديم هذه المساعدة». لكنَّ المسؤولين الأميركيين يؤكدون أن بايدن لا يزال يرفض اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نشر قوات غربية في أوكرانيا.

وفي السر، يشعر بعض مساعدي بايدن بالقلق من أنه مثلما تعلمت الولايات المتحدة الدروس الأساسية من الحرب -حول التقنيات الناجحة وتلك التي لم تنجح- فقد تعلم المسؤولون الروس أيضاً ذلك. وقلقهم الأكبر من أن تنشر روسيا على الجبهات بديلاً عن الأسلحة التي دُمِّرت خلال الأشهر الـ27 الأولى من الحرب.


حراك تشريعي للإفراج عن شحنة أسلحة لإسرائيل

يسعى الجمهوريون لإرغام بايدن على الإفراج عن شحنة الأسلحة لإسرائيل (رويترز)
يسعى الجمهوريون لإرغام بايدن على الإفراج عن شحنة الأسلحة لإسرائيل (رويترز)
TT

حراك تشريعي للإفراج عن شحنة أسلحة لإسرائيل

يسعى الجمهوريون لإرغام بايدن على الإفراج عن شحنة الأسلحة لإسرائيل (رويترز)
يسعى الجمهوريون لإرغام بايدن على الإفراج عن شحنة الأسلحة لإسرائيل (رويترز)

مواجهة مرتقبة بين البيت الأبيض من جهة وجمهوريي الكونغرس من جهة أخرى، عنوانها: إسرائيل. فقرار الإدارة الأميركية تجميد شحنة أسلحة لتل أبيب ولّد موجة من الانتقادات في المجلس التشريعي، تجسّدت في طرح مشروع قانون يرغم الرئيس الأميركي جو بايدن على تسليم الأسلحة المذكورة. مشروع طموح، والأرجح ألا يبصر النور في مجلس الشيوخ الذي تسيطر عليه غالبية ديمقراطية، لكنه يسلّط الضوء على الجدل المتزايد في أروقة الكونغرس حول السياسة الأميركية تجاه إسرائيل، كما يمثل سابقة تشريعية في تفاصيله؛ إذ يمنع تجميد أو وقف أو إلغاء تسليم أسلحة أو خدمات دفاعية لإسرائيل، كما يلزم وزير الخارجية الأميركي بالإفراج عن أي «مواد دفاعية» وتسليمها لإسرائيل فوراً.

ولا يتوقف المشروع عند هذا الحد، بل يتخطى التفاصيل المرتبطة بقرار التجميد ليشمل قطع رواتب المسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية الذين كان لهم دور في تجميد أو إلغاء تسليم الأسلحة لإسرائيل، كما يجمد جزءاً من تمويل الوزارتين والبيت الأبيض إلى أن تتم الموافقة على التسليم. وتتخطى بنود هذا المشروع صلاحيات الإدارة بشكل مباشر؛ ما دفع ببايدن إلى التلويح بحق النقض (الفيتو) ضده، رغم صعوبة إقراره في مجلس الشيوخ، في خطوة أراد من خلالها إبراز المعارضة الشديدة له، مشيراً إلى أنه «يهدد قدرته على تطبيق السياسة الخارجية بشكل فعال».

وهذا التهديد سارع الجمهوريون إلى رفضه على لسان رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الذي اتهم في بيان لاذع اللهجة بايدن بالتخلي عن إسرائيل والتساهل مع «حماس» وإيران. وقال جونسون في بيان: «الرئيس لم يتخذ خطوات حاسمة عندما كانت إيران تخطط للهجوم على إسرائيل، والآن وبينما تقاتل إسرائيل من أجل وجودها، قرر تجميد الأسلحة وهدد باستعمال (الفيتو) ضد مشروع يعطي الإسرائيليين ما يحتاجون إليه للدفاع عن انفسهم بالشكل اللازم». وختم جونسون قائلاً: «على الرئيس وإدارته تغيير المسار فوراً والوقوف إلى جانب إسرائيل ضد الإرهاب والفظائع من إيران ووكلائها».

بايدن ونتنياهو في تل أبيب في 18 أكتوبر 2023 (د.ب.أ)

حزمة أسلحة جديدة

لكن مشكلة الإدارة لا تكمن في استرضاء الجمهوريين، الذين لن يتراجعوا عن مساعيهم، بل في استقطاب الأصوات الديمقراطية من حزبه للحرص على عدم انشقاق الصف الديمقراطي في مجلس النواب وامتداد الشرخ إلى الشيوخ؛ لهذا السبب فقد عمدت الإدارة إلى إخطار المشرّعين بنيتها إرسال حزمة أسلحة جديدة لإسرائيل بقيمة مليار دولار، بحسب ما أكدت مصادر في الكونغرس لـ«الشرق الأوسط»؛ وذلك في محاولة منها لرص الصف الديمقراطي، خاصة بين داعمي الحزب، كما دفعت بكل من مستشار الأمن القومي جايك سوليفان ونائبه جون فاينر للتواصل مع الديمقراطيين وإقناعهم بالتصويت ضد المشروع.

وبالفعل، ظهرت بوادر هذه المساعي واضحة في تصريحات أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين الذين اتهموا الجمهوريين بمحاولة التسبب بشرخ في صفوف حزبهم، وهذا ما قاله كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة آدم سميث الذي أشار إلى أن الرئيس الأميركي «كان واضحاً في موقفه الحريص على أن إسرائيل سيكون لديها ما تحتاج إليه للدفاع عن نفسها»، كما انتقد النائب الديمقراطي جاريد موسكوفيتش، المعروف بدعمه الشديد لإسرائيل، المشروع الجمهوري، معتبراً أنه تخطى حدود السلطة التشريعية، ومشيراً إلى أنه لن يبصر النور في مجلس الشيوخ.

السيناتور الجمهوري توم كوتون طرح مشروع قانون مطابقاً في مجلس الشيوخ (إ.ب.أ)

مجلس الشيوخ ومصير متأرجح

وفي حين يحتدم الجدل في مجلس النواب، تتوجه الأنظار إلى مجلس الشيوخ، حيث طرح السيناتور الجمهوري توم كوتون مشروع قانون لتقييد يدي بايدن في ملف الأسلحة لإسرائيل بعنوان: «قانون دعم المساعدات الأمنية لإسرائيل».

وترجّح مصادر في الكونغرس لـ«الشرق الأوسط» أن يعمد كوتون إلى دفع المشروع نحو التصويت، الخميس؛ ما سيؤدي على الأرجح إلى تصدي الديمقراطيين له برئاسة زعيمهم في المجلس تشاك شومر. ويذكّر الجمهوريون إدارة بايدن بإقرار الكونغرس بمجلسيه لحزمة المساعدات لإسرائيل «بهدف إرسال رسالة واضحة لخصوم الولايات المتحدة»، ويتهمونها في هذا الإطار بـ«إعاقة أمن الولايات المتحدة القومي وإرسال رسالة خطيرة مفادها أنه لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة كحليف»، وذلك من خلال قراره تجميد شحنة الأسلحة.

وقد أرسل كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية في الشيوخ جيم ريش، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في النواب مايك مكول رسالة إلى بايدن يتهمونه فيها بممارسة سياسة التعتيم مع الكونغرس في قرار التجميد، وتقول الرسالة: «رغم مطالب متعددة من مجلسي الكونغرس، ليس لدينا أجوبة حول الأسلحة التي أوقفت تسليمها». وتابع الجمهوريان: «حلفاء أميركا وخصومها يشاهدون ما يجري... وهم يستنتجون بأن الولايات المتحدة هي صديق متقلب لا يمكن الاعتماد عليه لاحترام التزاماته في وقت الضيق».

بالإضافة إلى البنود المذكورة، يتضمن مشروع القانون بنداً يلزم وزير الدفاع الأميركي بتقديم تقرير شهري للكونغرس حول تسليم الأسلحة لإسرائيل.


ترمب يوافق على مناظرة بايدن في يونيو وسبتمبر

صورة تجمع بايدن وترامي (أ.ف.ب)
صورة تجمع بايدن وترامي (أ.ف.ب)
TT

ترمب يوافق على مناظرة بايدن في يونيو وسبتمبر

صورة تجمع بايدن وترامي (أ.ف.ب)
صورة تجمع بايدن وترامي (أ.ف.ب)

قبِل الرئيس الاميركي السابق دونالد ترمب عرض الرئيس الأميركي جو بايدن لمناظرته عبر التلفزيون في شهري يونيو (حزيران)وسبتمبر (أيلول)، حسبما أعلنت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

وجاء الاقتراح من قبل حملة بايدن-هاريس في رسالة إلى لجنة المناظرات الرئاسية المكونة من الحزبين صباح اليوم (الأربعاء).

وقال ترمب لشبكة فوكس نيوز ديجيتال: «جو بايدن المحتال هو أسوأ مناظر واجهته على الإطلاق، فهو لا يستطيع الجمع بين جملتين».

وقال ترمب لـ«فوكس نيوز»: «لقد حان الوقت لإجراء مناظرة حتى لو كان لا بد من إجرائها من خلال مكاتب لجنة المناظرات الرئاسية، التي يسيطر عليها الديمقراطيون بالكامل والتي، كما يتذكر الناس، تم ضبطها وهي تغش».

وأضاف: «أنا مستعد للذهاب (الى المناظرة). والتواريخ التي اقترحوها جيدة. في أي مكان وفي أي وقت. دعونا نرى ما إذا كان جو يستطيع الوصول إلى منصة التتويج».


جناح طائرة ترمب يصطدم بطائرة خاصة في مطار بفلوريدا

طائرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب متوقفة في مطار بالم بيتش (رويترز)
طائرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب متوقفة في مطار بالم بيتش (رويترز)
TT

جناح طائرة ترمب يصطدم بطائرة خاصة في مطار بفلوريدا

طائرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب متوقفة في مطار بالم بيتش (رويترز)
طائرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب متوقفة في مطار بالم بيتش (رويترز)

قال مصدر مطلع إن جناح طائرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب -وهي من طراز «بوينغ 757»- اصطدم بطائرة خاصة في أثناء تحركها بمطار وست بالم بيتش الدولي في فلوريدا، يوم الأحد الماضي.

وقالت إدارة الطيران الاتحادية في بيان، إن الطائرة «بوينغ 757» ذات الملكية الخاصة اصطدمت بطائرة خاصة متوقفة وغير مأهولة. ولم يحدد بيان الإدارة ما إذا كانت الطائرة مملوكة لترمب.

وأضافت إدارة الطيران أن الحادث وقع في منطقة بالمطار لا توجه فيها الإدارة الطائرات، مضيفة أنها تحقق في الأمر، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

ولم ترُد حملة ترمب بعد على طلب التعليق.

وعقد ترمب تجمعاً حاشداً في وايلد وود بولاية نيوجيرسي يوم السبت. ووقع الحادث بعد أن هبطت الطائرة في مطار وست بالم بيتش في نحو الساعة 1:20 صباح يوم الأحد.


مؤيدون للفلسطينيين... طلاب «هارفارد» يفضُّون مخيمهم ويتعهدون بمواصلة الاحتجاج

طائرة من دون طيار ترصد المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين وهم يحزمون مخيمهم طواعية في ساحة جامعة هارفارد (رويترز)
طائرة من دون طيار ترصد المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين وهم يحزمون مخيمهم طواعية في ساحة جامعة هارفارد (رويترز)
TT

مؤيدون للفلسطينيين... طلاب «هارفارد» يفضُّون مخيمهم ويتعهدون بمواصلة الاحتجاج

طائرة من دون طيار ترصد المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين وهم يحزمون مخيمهم طواعية في ساحة جامعة هارفارد (رويترز)
طائرة من دون طيار ترصد المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين وهم يحزمون مخيمهم طواعية في ساحة جامعة هارفارد (رويترز)

قالت مجموعة من طلاب جامعة هارفارد إنهم سيفضُّون مخيم احتجاج مؤيد للفلسطينيين سلمياً، بعد أن وافقت الجامعة على مناقشة استثمارات وقفها المالي مع المحتجين، والبدء في إعادة النظر في وقف بعض الطلاب عن الدراسة.

وتشرف «هارفارد» على أكبر وقف أكاديمي في العالم يقارب 50 مليار دولار، وتستخدمه في الإنفاق على الأنشطة التعليمية والبحثية ودعم الطلاب. كما تستثمر جانباً منه في صناديق وشركات، لبعضها صلة بإسرائيل، مما يعود عليها بالربح، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

طلاب في جامعة هارفارد خلال جمع الخيام لانتهاء الاعتصام الذي مضى عليه 3 أسابيع (رويترز)

وقال متحدث باسم الجامعة إن «هارفارد» وافقت على «مناقشة أسئلة الطلاب المتعلقة باستثمارات الوقف المالي»، وأشار إلى تصريحات سابقة لقادة الجامعة ترفض دعوات سحب الاستثمارات من الشركات المرتبطة بإسرائيل.

وأعلن ائتلاف «هارفارد خارج فلسطين المحتلة» الذي دعا الجامعة إلى سحب استثماراتها من الشركات التي لها علاقات مع إسرائيل، في منشور على موقع «إنستغرام» أنه سيفكك المخيم الذي مضى عليه 3 أسابيع؛ لكنه تعهد «بإعادة تجميع صفوفه ومواصلة هذا النضال الطويل بوسائل أخرى».

طلاب أمام البوابة الرئيسية لجامعة هارفارد (أ.ب)

وجاء في المنشور: «لا تساورنا أي أوهام. لا نعتقد بأن هذه الاجتماعات تمثل نصراً فيما يتعلق بسحب الاستثمارات (من الكيانات ذات الصلة بإسرائيل). تهدف هذه الصفقات الجانبية إلى تهدئتنا دون الكشف الكامل عن الاستثمارات وسحبها. اطمئنوا، فلن يصلوا إلى مبتغاهم».

أثار المخيم في إحدى الجامعات الأميركية المرموقة انقساماً في أوساط الجامعة؛ حيث ندد بعض خريجيها الأثرياء بالاحتجاجات، ووصفوها بأنها معادية للسامية ومتعارضة مع «القيم الغربية» بينما وقَّع آخرون على رسائل تدعم المتظاهرين.

مؤيدون يقفون في ساحة جامعة هارفارد في كمبردج (رويترز)

واتخذت كليات وجامعات شهدت احتجاجات مماثلة في جميع أنحاء الولايات المتحدة أساليب مختلفة للتعامل مع هذه التحركات، إذ استدعى بعضها قوات الأمن إلى الحرم الجامعي، بينما سمح البعض الآخر بتنظيم المظاهرات دون تدخل.

ووافقت جامعة هارفارد على بدء عملية إعادة ما لا يقل عن 22 طالباً بعد وقفهم، وتسريع بحث حالات أكثر من 60 طالباً يواجهون اتهامات إدارية بسبب مشاركتهم في المخيم، وفقاً لصحيفة الطلاب.

إحدى الطالبات تستخدم جهازاً محمولاً لتصوير أخرى ترتدي الكوفية (على اليمين) بالقرب من بقايا مخيم في «هارفارد يارد» (رويترز)

وذكرت صحيفة الطلاب أن المتظاهرين قاموا صباح أمس (الثلاثاء) بتشغيل الموسيقى في أثناء تفكيك خيامهم وإزالة أكياس نومهم من «هارفارد يارد»، وهو جزء مركزي من الحرم الجامعي الواقع في كمبردج، بولاية ماساتشوستس.


البيت الأبيض: بايدن سيستخدم «الفيتو» ضد مشروع قانون يلزمه بإرسال الأسلحة لإسرائيل

 الرئيس الأميركي جو بايدن (ا.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (ا.ف.ب)
TT

البيت الأبيض: بايدن سيستخدم «الفيتو» ضد مشروع قانون يلزمه بإرسال الأسلحة لإسرائيل

 الرئيس الأميركي جو بايدن (ا.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (ا.ف.ب)

أعلن البيت الأبيض، فجر اليوم (الأربعاء)، أن الرئيس الأميركي جو بايدن، سيستخدم حق النقض (فيتو) ضد مشروع القانون الذي يقوده الحزب الجمهوري والذي سيلزمه بإرسال أسلحة دفاعية إلى إسرائيل.
ويأتي مشروع القانون وسط رد فعل سلبي في الكونغرس بعد قرار بايدن تعليق إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل بسبب مخاوف بشأن قيام قواتها بتوغل واسع النطاق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفقاً لشبكة «سي إن إن».

وقال مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض، في بيان، إن «مشروع

القانون هو رد فعل مضلل على التشويه المتعمد لنهج الإدارة تجاه إسرائيل، لقد كان الرئيس واضحا: سنضمن دائما أن لدى إسرائيل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها، والتزامنا تجاه إسرائيل صارم».

وأضاف أن «مشروع القانون من شأنه أن يقوض قدرة الرئيس على تنفيذ سياسة خارجية فعالة، ويمكن أن يثير مخاوف جدية بشأن التعدي على سلطات الرئيس بموجب المادة الثانية من الدستور، بما في ذلك واجباته كقائد أعلى للقوات المسلحة ورئيس تنفيذي وسلطته في إدارة العلاقات الخارجية».

ويهدف مشروع القانون، الذي من المتوقع أن يتم التصويت عليه غداً الخميس في مجلس النواب، إلى منع الإدارة الأميركية من حجب أو وقف أو إلغاء تسليم مواد أو خدمات دفاعية من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، ويتطلب الإفراج عن أي مواد أو خدمات تم حجبها بالفعل خلال 15 يوماً من صدور مشروع القانون.


أميركا تطالب بالتحقيق بمقتل عامل إغاثة في مركبة «أممية» بغزة

شعار وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن 26 يناير 2017 (رويترز)
شعار وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن 26 يناير 2017 (رويترز)
TT

أميركا تطالب بالتحقيق بمقتل عامل إغاثة في مركبة «أممية» بغزة

شعار وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن 26 يناير 2017 (رويترز)
شعار وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن 26 يناير 2017 (رويترز)

عبّر متحدث باسم الخارجية الأميركية، الثلاثاء، عن قلق بلاده من مقتل عامل إغاثة في استهداف مَركبة تابعة للأمم المتحدة في غزة، وطالب بتحقيق كامل في الحادث.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، عبر منصة «إكس»: «تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق إزاء الهجوم الذي استهدف مَركبة للأمم المتحدة في غزة وأدى إلى مقتل أحد عمال الإغاثة وإصابة آخر».

وأضاف ميلر: «نضم صوتنا إلى الأصوات المطالبة بإجراء تحقيق كامل في هذا الحادث، ويجب حماية العاملين في المجال الإنساني وهم يواصلون عملهم».

وأكدت الأمم المتحدة، الاثنين، مقتل موظف أممي وإصابة آخر يعملان ضمن قسم إدارة الأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن في غزة في رفح بجنوب القطاع.


استقالة ضابط في البنتاغون احتجاجاً على سياسات بايدن بحرب غزة

مقر البنتاغون في أرلينغتون قرب واشنطن (رويترز)
مقر البنتاغون في أرلينغتون قرب واشنطن (رويترز)
TT

استقالة ضابط في البنتاغون احتجاجاً على سياسات بايدن بحرب غزة

مقر البنتاغون في أرلينغتون قرب واشنطن (رويترز)
مقر البنتاغون في أرلينغتون قرب واشنطن (رويترز)

في أول موقف من نوعه لموظف في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، استقال ضابط بالجيش الأميركي يعمل في وكالة استخبارات الدفاع، بسبب اعتراضه على سياسات إدارة الرئيس جو بايدن.

وقال الرائد هاريسون مان، الذي عد نفسه بأنه «ضابط جيش انتقالي»، في رسالة نشرها على موقع «لينكد إن»، يوم الاثنين، إنه «يشعر بالأسى لأن عمله أسهم في مقتل مدنيين فلسطينيين». وكتب مان في رسالته: «عملي هنا - مهما بدا أنه إداري أو هامشي - أسهم من دون شك في هذا الدعم... لقد قدمت لنا الأشهر الماضية أكثر الصور رعباً وحزناً التي يمكن تخيلها... ولم أتمكن من تجاهل العلاقة بين تلك الصور وواجباتي هنا. لقد سبب لي هذا عاراً وذنباً لا يصدقان». وأضاف: «هذا الدعم غير المشروط يشجع أيضاً على التصعيد المتهور الذي يهدد بحرب أوسع نطاقاً». يذكر أن الدعم الأميركي لإسرائيل شمل تقديم الأسلحة والاستخبارات، فضلاً عن حشد الأساطيل في المنطقة.

وتوضح رسالة الضابط أن تاريخ عمله في وكالة الاستخبارات الدفاعية وخبرته بوصفه محللاً يركز على الشرق الأوسط وأفريقيا، تزامن مع الهجوم الذي شنته «حركة حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والحرب التي شنتها إسرائيل لاحقاً على غزة.

وقالت المتحدثة باسم الجيش، اللفتنانت كولونيل روث كاسترو، في بيان، إن مان طلب الاستقالة في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وحصل على الموافقة في أوائل يناير (كانون الثاني)، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل.

وفيما أكدت الوكالة أن مان، قد تم تعيينه سابقاً فيها، أضافت أن «استقالة الموظفين هي حدث روتيني في الوكالة، كما هي الحال في الوكالات الأخرى، حيث يستقيل الموظفون من مناصبهم لأي عدد من الأسباب والدوافع».

وقال مان في منشوره على موقع «لينكد إن» إنه قام بتوزيع نسخة سابقة من رسالته في 16 أبريل (نيسان)، في الوقت الذي كثف فيه الجيش الإسرائيلي خططه لاقتحام مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وانتقد مسؤولو إدارة بايدن هذا القرار، قائلين إن عملية محدودة ومستهدفة أكثر ملاءمة، وإن إسرائيل تتحمل مسؤولية حماية 1.3 مليون فلسطيني لجأوا إليها بعد فرارهم من أجزاء أخرى من غزة بأوامر إسرائيلية. وبدا أن هذه العملية المتصاعدة هي التي دفعت مان إلى اتخاذ قرار بنشر رسالته.

وكتب في منشوره: «من الواضح أنه هذا الأسبوع، سيُطلب من البعض منكم تقديم الدعم - بشكل مباشر أو غير مباشر - للجيش الإسرائيلي أثناء قيامه بعمليات في رفح وأماكن أخرى في غزة».

نازحون من جباليا بشمال قطاع غزة الثلاثاء (رويترز)

تطهير عرقي

وقال مان إن تحفظاته يمكن التعامل معها، وإنه يأمل أن تنتهي الحرب سريعاً، أو أن النفوذ الأميركي سيغير الطريقة التي تدير بها إسرائيل حملتها العسكرية. وأشار أيضاً إلى أنه من المفهوم داخل وزارة الدفاع أنه يتعين على الموظفين أحياناً دعم شيء لم يؤيدوه شخصياً.

وكتب: «في مرحلة ما - مهما كان المبرر - إما أن تتقدم بسياسة تمكن من المجاعة الجماعية للأطفال، وإما لا تفعل ذلك... وأريد أن أوضح أنني سليل اليهود الأوروبيين، فقد نشأت في بيئة أخلاقية لا ترحم بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بموضوع تحمل المسؤولية عن التطهير العرقي».

ونشرت وسائل إعلام أميركية عدة خبر استقالة الضابط، مشيرة إلى أن سياسات إدارة الرئيس بايدن تجاه الأزمة في غزة، أدت إلى انقسام عميق بين الموظفين الأميركيين، مما أدى إلى التعبير عن المعارضة في جميع أنحاء الحكومة، لكن حفنة منهم فقط استقالوا احتجاجاً.

وفي وزارة الخارجية، كتب المسؤولون عدة برقيات حول غزة في «قناة المعارضة» التابعة للوزارة، وهي آلية للاحتجاج الداخلي تعود إلى حقبة حرب فيتنام، وتدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار، وفرض قيود على الدعم العسكري الأميركي. واستقال جوش بول، الذي عمل في وزارة الخارجية لأكثر من عقد من الزمن، في أكتوبر من وظيفته في معالجة عمليات نقل الأسلحة، قائلاً إن قرار الإسراع «بالمزيد من الأسلحة إلى جانب واحد من الصراع كان قصير النظر ومدمراً وظالماً».

واستقالت أنيل شيلين، وهي زميلة في وزارة الخارجية تعمل في قضايا حقوق الإنسان، في مارس (آذار)، قائلة إنها لم تعد قادرة على القيام بعملها بعد الآن. وقالت: «أصبحت محاولة الدفاع عن حقوق الإنسان مستحيلة». وفي أبريل، استقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، هالة هاريت، وهي دبلوماسية قديمة، احتجاجاً، معربة عن شكوكها حول قدرة أي مسؤول محترف على التأثير على السياسة الأميركية.

وفي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وقّع مئات الموظفين رسالة في نوفمبر تدعو إدارة بايدن إلى استخدام نفوذها لبدء وقف إطلاق النار، وتحدى مسؤولون آخرون قادة الوكالات خلال المناسبات العامة.

وقالت إدارة بايدن في تقرير للكونغرس يوم الجمعة إنه «من المعقول تقييم» أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي باستخدام أسلحة أميركية في حملتها العسكرية في غزة، لكنها وجدت أنه لا توجد معلومات كافية للتوصل إلى نتيجة قاطعة في أي حالات محددة.


ترمب في يوم عاصف آخر مع «الشاهد الملك» في محكمة نيويورك

ترمب يتحدث للإعلام وبجانبه محاميه تود بلانشيه خارج محكمة نيويورك الثلاثاء (رويترز)
ترمب يتحدث للإعلام وبجانبه محاميه تود بلانشيه خارج محكمة نيويورك الثلاثاء (رويترز)
TT

ترمب في يوم عاصف آخر مع «الشاهد الملك» في محكمة نيويورك

ترمب يتحدث للإعلام وبجانبه محاميه تود بلانشيه خارج محكمة نيويورك الثلاثاء (رويترز)
ترمب يتحدث للإعلام وبجانبه محاميه تود بلانشيه خارج محكمة نيويورك الثلاثاء (رويترز)

شهدت محاكمة الرئيس السابق دونالد ترمب بقضية «أموال الصمت» يوماً عاصفاً، الثلاثاء؛ إذ تعرض محاميه السابق مايكل كوهين الذي صار عدواً لدوداً له، لاستجوابات قاسية من وكلاء الدفاع عن أول رئيس أميركي يحاكم بتهم جنائية بسبب ادعاءات عن تزوير وثائق وسجلات تجارية لإخفاء مدفوعات مالية غير مشروعة خلال حملته الانتخابية التي أوصلته إلى البيت الأبيض عام 2016. وكان كوهين، الذي يعد «الشاهد الملك» في القضية، أفاد خلال اليوم الأول من شهادته، الاثنين، بأنه دفع نيابة عن ترمب وبالتآمر معه مبلغ 130 ألف دولار للممثلة الإباحية ستورمي دانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، لشراء سكوتها في خضم الحملة الانتخابية لعام 2016 عن علاقة وجيزة غير مرغوبة أقامتها مع ترمب عام 2006. ويعد كوهين الرابط الرئيسي المباشر بين هذه الدفعات المالية وترمب، الذي صار المرشح الرئاسي الوحيد عن الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون يتحدث للإعلام بعد حضور جلسة محاكمة ترمب في نيويورك الثلاثاء (رويترز)

حاشية الجمهوريين

وفي مسعى للتضامن معه، انضمت إلى ترمب في المحكمة، الثلاثاء، حاشية من المسؤولين الجمهوريين، وبينهم رئيس مجلس النواب مايك جونسون الذي رافق موكب ترمب مع حاكم نورث داكوتا دوغ بورغوم، والنائبان بايرون دونالدز وكوري ميلز، ومنافسه السابق في الحزب الجمهوري فيفيك راماسوامي. وبعد استجواب المدعين العامين كوهين، الثلاثاء، حين أكد أن ترمب وافق على المدفوعات الأخيرة له خلال اجتماع بينهما في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض عام 2017، وأنه تلقى 11 من الشيكات الموقعة من ترمب بقيمة 420 ألف دولار، حصل وكلاء الدفاع على فرصتهم لاستجواب كوهين سعياً إلى إظهار عدم صدقيته؛ إذ إن اسمه شطب من نقابة المحامين في نيويورك، ودخل السجن، وأقر بشكل منفصل بأنه مذنب بالكذب في شأن مشروع عقاري في موسكو نيابة عن ترمب، فضلاً عن وصفه بأنه شاهد انتقامي مدفوع بأجندة ضد ترمب. ولكن كوهين شهد مراراً أمام القاضي المشرف على القضية خوان ميرشان وهيئة المحلفين المؤلفة من 12 شخصاً وستة بدلاء، على أن «كل شيء كان يتطلب توقيع السيد ترمب»، الذي قال لكوهين خلال فترة انتخابات 2016: «نحن بحاجة إلى منع انتشار» رواية الممثلة الإباحية، معبراً عن قلقه بشكل خاص من تأثير القصة على مكانته بين الناخبات الأميركيات.

لورا ترمب تصل إلى محكمة نيويورك لحضور جلسة محاكمة والدها الثلاثاء (أ.ف.ب)

وأشار كوهين إلى حادثة مماثلة عندما نبه ترمب إلى أن عارضة الأزياء السابقة لدى مجلة «بلاي بوي» كارين ماكدوغال تدعي أنها كانت على علاقة مع ترمب خارج نطاق الزواج، موضحاً أن ترمب قال له: «تأكد من عدم نشرها». وحصلت ماكدوغال على مبلغ 150 ألف دولار في ترتيب تلقى فيه ترمب «تحديثاً كاملاً وشاملاً لكل ما حدث». وقال كوهين في المحكمة: «ما كنت أفعله، كنت أفعله بتوجيه من السيد ترمب ولمصلحته». ودفع ترمب دوماً بأنه غير مذنب، ونفى إقامة علاقات مع النساء خارج نطاق الزواج.

الكذب والتنمر

وعلى الرغم من أن شهادته لم تكن بقوة شهادة ستورمي دانيالز أمام المحكمة، تعد إفادة كوهين الأهم للادعاء ضد ترمب؛ لأنه ربط ترمب مباشرة بالمدفوعات، وساعد في إلقاء الضوء على بعض الأدلة الأكثر جفافاً مثل الرسائل النصية وسجلات الهاتف التي عرضت أمام المحلفين بالفعل، وبالإضافة إلى ذلك، فإن كوهين لديه معرفة وثيقة بنشاطات ترمب، ويمكنه أن يكشف المزيد من الفجوات القانونية للمرشح الجمهوري المفترض إذا رأى المحلفون أنه يتمتع بالصدقية الكافية. وفي المقابل، فإن اعتماد المدعين على كوهين الذي لديه ماض متقلب، قد يكون لمصلحة ترمب؛ إذ إن كوهين أقر بالذنب في التهم الفيدرالية المتعلقة بالمدفوعات لدانيالز.

مايكل كوهين المحامي السابق لترمب يغادر قاعة المحكمة في نيويورك الثلاثاء (أ.ف.ب)

ولم يكن للرجلين، اللذين كانا قريبين من بعضهما إلى حد أن كوهين تفاخر بأنه «سيتلقى رصاصة» من أجل ترمب، أي تفاعل واضح داخل قاعة المحكمة. وكانت الأجواء الهادئة تنم عن تناقض ملحوظ مع المواجهة الأخيرة بينهما في قاعة المحكمة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما خرج ترمب من قاعة المحكمة بعدما انتهى وكيل الدفاع من استجواب كوهين خلال محاكمة الأخير بتهمة الاحتيال المدني. أما هذه المرة، فجلس ترمب إلى طاولة الدفاع وعيناه مغمضتان لفترات طويلة من الشهادات، بينما كان كوهين يروي مسيرته المهنية التي استمرت لعقد من الزمن بوصفه مسؤولاً تنفيذياً كبيراً في «منظمة ترمب»، إذ كان يقوم بعمل يتضمن في بعض الأحيان، باعترافه الشخصي، الكذب والتنمر على الآخرين نيابةً عن رئيسه.

جهود الإخفاء

واستمع المحلفون في شهادات سابقة إلى إفادات عن ممارسة صناعة الصحف الشعبية مثل «ناشونال إنكوايرير» المتمثلة في «القبض والقتل»، لشراء الحقوق في القصص المسيئة، ولكن من دون نشرها. ويشكل مبلغ الـ130 ألف دولار التي دفعها كوهين لدانيالز نيابة عن ترمب، أساساً للتهم الجنائية الـ34 ضد ترمب؛ لأنها احتوت في جانب منها على تزويرٍ للسجلات التجارية. ويقول ممثلو الادعاء إن المبلغ الذي استرده كوهين من ترمب سجل بوصفه نفقات قانونية لإخفاء الغرض الحقيقي منها.

رسم فني للقاضي خوان ميرشان في إحدى جلسات محاكمة ترمب (أرشيفية - رويترز)

ولإثبات معرفة ترمب الوثيقة بالمدفوعات، أخبر كوهين المحلفين أن ترمب وعد بتعويضه. وناقش الرجلان مع المدير المالي السابق لمنظمة ترمب ألان ويسلبيرغ كيفية دفع المبالغ المستردة بوصفها خدمات قانونية على أقساط شهرية. وأكد أن ترمب سعى إلى تأخير إتمام صفقة دانيالز إلى ما بعد يوم الانتخابات حتى لا يضطر إلى الدفع لها. كما قدم كوهين للمحلفين رواية داخلية عن مفاوضاته مع ناشر جريدته «ناشونال إنكوايرير» آنذاك ديفيد بيكر، الذي كان حليفاً مقرباً لترمب لدرجة أن بيكر أخبر كوهين أن منشوره محفوظ بـ«درج ملفات أو درج مغلق»، حيث توجد الملفات المتعلقة بترمب. واكتسبت هذه الجهود إلحاحاً متزايداً بعد الكشف في أكتوبر 2016 عن تسجيل بعنوان «الوصول إلى هوليوود»، والذي سُمع فيه ترمب وهو يتفاخر بالتحرش بالنساء.