الصومال: اعتقال شيوخ محليين بتهمة «التعاون» مع حركة «الشباب»

إشادة رئاسية بنجاح العمليات العسكرية ضد الإرهاب

الرئيس الصومالى يحتفل بذكرى تأسيس الشرطة في العاصمة مقديشو (وكالة الصومال الرسمية)
الرئيس الصومالى يحتفل بذكرى تأسيس الشرطة في العاصمة مقديشو (وكالة الصومال الرسمية)
TT

الصومال: اعتقال شيوخ محليين بتهمة «التعاون» مع حركة «الشباب»

الرئيس الصومالى يحتفل بذكرى تأسيس الشرطة في العاصمة مقديشو (وكالة الصومال الرسمية)
الرئيس الصومالى يحتفل بذكرى تأسيس الشرطة في العاصمة مقديشو (وكالة الصومال الرسمية)

اعتقلت قوات الجيش الصومالي بعض الشيوخ المحليين، بتهمة الذهاب إلى حركة «الشباب» المتطرفة والتعاون معها، بينما أشاد الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، بالعمليات العسكرية الناجحة ضد الحركة المرتبطة بتنظيم «القاعدة».
ونقلت وكالة الأنباء الصومالية عن الرئيس الصومالي قوله، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ79 لتأسيس قوات الشرطة الصومالية، إن «القوات المسلحة الباسلة تمكنت من تحرير كافة مناطق إقليم شبيلي الوسطى، بما في ذلك مديرية (رون نرجود) آخر معقل للمتمردين»، مضيفاً أن «مناطق محافظة هيران كلها تحررت فعلاً من قبضة الخلايا الإرهابية».
وبعدما أكد «طرد مناطق ولاية جلمدج للمتشددين في معظم مناطق نفوذهم»، لفت إلى خطط العمليات العسكرية الرامية إلى تحرير مناطق جنوب البلاد، خاصةً مناطق ولايتي جنوب الغرب، وجوبالاند، حيث «تستعد قوات الجيش لخوض معاركها للقضاء على الميليشيات الإرهابية»، على حد قوله.
وطالب الرئيس الصومالي الأجهزة الأمنية بـ«منع الجنود من تعاطي المخدرات، التي اعتبرها عدواً يمنع الجندي من القيام بواجبه»، وقال إنه «لا ينبغي السماح بذلك».
كما حث الرئيس حسن، الضباط العسكريين على القيام بأداء واجباتهم وفق قانون البلاد لحماية أرواح وممتلكات وشرف المواطنين الصوماليين، مشيراً إلى «ضرورة محاسبة كل ضابط على العمل المكلف به».
بدوره، قال فارح ورسمي، حاكم مدينة عادادو التابعة لإقليم غلغدود بولاية غلمدغ الإقليمية، إن «الشيوخ الذين اعتقلتهم قوات الجيش، اخترقوا توجيهات الحكومة الفيدرالية بشأن الإرهاب، وسيمثلون أمام العدالة وفق القوانين المرسومة للدولة».
وأعلن العقيد حسن أبوبكر قائد الفرقة 21 بالجيش، نقل المعتقلين إلى مدينة طوسمريب حاضرة ولاية غلمدغ، للمحاكمة، لافتاً إلى «إصدار الحكومة بياناً في السابق لتجريم التعامل مع ميليشيات الخوارج الإرهابية، (التسمية الرسمية المعتمدة في الصومال لحركة الشباب)».
إلى ذلك، شرعت الحكومة الصومالية في إرسال وفود إلى المناطق المحررة من قبضة «الشباب»، حيث ترأس وزير الدولة بوزارة الدفاع، عبد النور طاهر، وفداً إلى المناطق المحررة بمحافظات شبيلي الوسطى بولاية هيرشبيلي الإقليمية، ضم قائد الجيش العميد يوسف راغي، وقائد المشاة اللواء محمد تهليل بيحي.
وأعلن طاهر تحرير منطقة «الكوثر» التابعة لإقليم شبيلي الوسطى، من قبضة الإرهاب، ودعا للعمل على إعادة الخدمات الاجتماعية، بما في ذلك التعليم الأساسي.
بدوره، لفت قائد الجيش إلى «الاعتداءات التي ارتكبتها الخلايا الإرهابية، من فرض الإتاوات، وتكفير السكان المحليين، وطرد مدرسي الحلقات القرآنية، وعلماء الدين، ورجال الأعمال، وقطاع الشباب». وأوضح أن «عناصر حركة (الشباب) منعت، خلال تواجدها بالمنطقة الدراسة والخدمات الصحية»، مشيراً إلى أن «الحكومة وضعت خطة واسعة النطاق لإحلال السلام، والاستقرار بالمناطق المحررة».


مقالات ذات صلة

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

شؤون إقليمية مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: حملة تفتيشات جديدة بحثاً عن إرهابيين سابقين في «الجيش الأحمر»

تُعد جماعة «الجيش الأحمر»، التي تأسست في عام 1970، إحدى أبرز الجماعات اليسارية بألمانيا الغربية السابقة في فترة ما بعد الحرب حيث تم تصنيفها هناك جماعة إرهابية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شمال افريقيا عناصر الشرطة الألمانية في حملة مداهمات سابقة (غيتي)

ألمانيا تحيل 4 يُشتبه بانتمائهم لـ«حماس» للمحاكمة بتهمة جمع أسلحة

مكتب المدعي العام الاتحادي في ألمانيا: «(حماس) نظمت عمليات تخبئة أسلحة في دول أوروبية مختلفة لتنفيذ هجمات محتملة ضد مؤسسات يهودية وغربية في أوروبا».

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).