الأمم المتحدة: لا أساس لقرار بوركينا فاسو طرد مسؤولة بارزة

مظاهرة ضد فرنسا وتأييداً لروسيا في واغادوغو في 30 سبتمبر الماضي (أ.ب)
مظاهرة ضد فرنسا وتأييداً لروسيا في واغادوغو في 30 سبتمبر الماضي (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة: لا أساس لقرار بوركينا فاسو طرد مسؤولة بارزة

مظاهرة ضد فرنسا وتأييداً لروسيا في واغادوغو في 30 سبتمبر الماضي (أ.ب)
مظاهرة ضد فرنسا وتأييداً لروسيا في واغادوغو في 30 سبتمبر الماضي (أ.ب)

أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن بوركينا فاسو ليس لديها أي أساس لإصدار أمر للمسؤولة البارزة في المنظمة الدولية باربرا مانزي بمغادرة البلاد، وأن تبرير ذلك بأنها «شخص غير مرغوب فيه» لا ينطبق عليها.
وكانت الحكومة العسكرية في بوركينا فاسو أصدرت بياناً، الجمعة، أمرت فيه مانزي، وهي منسقة مقيمة للأمم المتحدة عُينت العام الماضي، بمغادرة الدولة الواقعة في غرب أفريقيا «فوراً».
واتهمت وزيرة الخارجية أوليفيا روامبا، مانزي لاحقاً برسم صورة سلبية عن الوضع الأمني في بوركينا فاسو، التي تواجه تمرداً لمتشددين إسلاميين منذ عام 2015.
ونقلت «رويترز» عن روامبا قولها في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي، إن مانزي «توقعت حدوث فوضى في بوركينا فاسو في الأشهر القليلة المقبلة».
وأضافت الوزيرة أن مانزي أوصت من جانب واحد بإجلاء بعض موظفي الأمم المتحدة وأسرهم من العاصمة واغادوغو.
وقالت الوزيرة: «لقد أفقدت البلاد صدقيتها، وثبطت عزيمة المستثمرين المحتملين»، مشيرة إلى «الجهود الكبيرة» التي تبذلها الحكومة لتحسين الوضع الأمني.
المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، قال في بيان، أمس السبت، إن الأمين العام «علم بكل أسف» بشأن قرار بوركينا فاسو، وأعرب عن «ثقته الكاملة في التزام السيدة مانزي بواجباتها ومهنيتها». وأضاف أن «مبدأ الشخص غير المرغوب فيه لا ينطبق على مسؤولي الأمم المتحدة».
وتشهد بوركينا فاسو منذ 2015 هجمات دامية تشنها جماعات مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش» أودت بحياة الآلاف، وأجبرت نحو مليوني شخص على النزوح.
ويأتي طرد المبعوثة الأمميّة بعد أيام قليلة من ترحيل واغادوغو شخصين فرنسيين كانا يعملان في شركة محليّة وتشتبه السلطات في أنّهما جاسوسان. وبوركينا فاسو ليست أول دولة في منطقة الساحل الأفريقي تطرد مسؤولاً من الأمم المتحدة هذا العام.
فقد أقدمت مالي المجاورة في يوليو (تموز) على طرد المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في مالي (مينوسما)، أوليفييه سالغادو؛ لنشره وفق المجلس العسكري الحاكم «معلومات غير مقبولة» غداة اعتقال السلطات المالية 49 عسكرياً من ساحل العاج. مانزي كانت أيضاً منسّقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في بوركينا فاسو منذ أغسطس (آب) 2021، وقد قدمت أوراق اعتمادها إلى الرئيس السابق روش مارك كريستيان كابوري، الذي أطاح به انقلاب عسكري في يناير (كانون الثاني) 2022.
ويحكم بوركينا فاسو منذ نهاية سبتمبر (أيلول) الكابتن إبراهيم تراوري، الذي قام بانقلاب عسكري هو الثاني في ثمانية أشهر.
وكان رئيس وزرائه أبولينير كيليم دي تامبيلا أعرب في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) عن رغبة في «تنويع علاقات الشراكة حتى يتم إيجاد الصيغة الصحيحة التي تخدم مصالح بوركينا فاسو».
وأضاف أنّ «بعض الشركاء لم يكونوا دائماً مخلصين» من دون تسمية دول بعينها.
ومن بين الشركاء الجدد المحتملين لبوركينا فاسو، روسيا التي تُطرح مسألة التقارب معها منذ الانقلاب الذي أوصل تراوري إلى السلطة.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

شمال افريقيا شاحنة تحمل لاجئين سودانيين من مدينة رينك الحدودية في جنوب السودان (د.ب.أ)

الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

أفاد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأحد، بأن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي جندي من قوات «اليونيفيل» في برج مراقبة قرب قرية مارون الراس اللبنانية (إ.ب.أ)

إصابة 4 من جنود «اليونيفيل» الإيطاليين في لبنان وروما تُحمّل «حزب الله» المسؤولية

أصيب 4 جنود إيطاليين في هجوم على مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة بلبنان «اليونيفيل» ببلدة شمع جنوب لبنان، وفق ما أعلن مصدران حكوميان، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد عمال الإغاثة والرعاية الصحية الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر، بحسب «أسوشييتد برس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في الضاحية الجنوبية لبيروت - 22 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يجدد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في لبنان والالتزام بالقرار «1701»

دعت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، اليوم (الجمعة)، مجدداً إلى التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن «1701» بشكل كامل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
TT

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)

قُتلت 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنحاء العالم عام 2023، معظمهن بأيدي أفراد عائلاتهنّ، وفقاً لإحصاءات نشرتها، (الاثنين)، الأمم المتحدة التي رأت أن بلوغ جرائم قتل النساء «التي كان يمكن تفاديها» هذا المستوى «يُنذر بالخطر».

ولاحظ تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في نيويورك أن «المنزل يظل المكان الأكثر خطورة» للنساء، إذ إن 60 في المائة من الـ85 ألفاً اللاتي قُتلن عام 2023، أي بمعدّل 140 كل يوم أو واحدة كل عشر دقائق، وقعن ضحايا «لأزواجهن أو أفراد آخرين من أسرهنّ».

وأفاد التقرير بأن هذه الظاهرة «عابرة للحدود، وتؤثر على كل الفئات الاجتماعية والمجموعات العمرية»، مشيراً إلى أن مناطق البحر الكاريبي وأميركا الوسطى وأفريقيا هي الأكثر تضرراً، تليها آسيا.

وفي قارتَي أميركا وأوروبا، يكون وراء غالبية جرائم قتل النساء شركاء حياتهنّ، في حين يكون قتلتهنّ في معظم الأحيان في بقية أنحاء العالم أفرادا من عائلاتهنّ.

وأبلغت كثيرات من الضحايا قبل مقتلهنّ عن تعرضهنّ للعنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي، وفق بيانات متوافرة في بعض البلدان. ورأى التقرير أن «تجنّب كثير من جرائم القتل كان ممكناً»، من خلال «تدابير وأوامر قضائية زجرية» مثلاً.

وفي المناطق التي يمكن فيها تحديد اتجاه، بقي معدل قتل الإناث مستقراً، أو انخفض بشكل طفيف فقط منذ عام 2010، ما يدل على أن هذا الشكل من العنف «متجذر في الممارسات والقواعد» الاجتماعية ويصعب القضاء عليه، بحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الذي أجرى تحليلاً للأرقام التي استقاها التقرير من 107 دول.

ورغم الجهود المبذولة في كثير من الدول فإنه «لا تزال جرائم قتل النساء عند مستوى ينذر بالخطر»، وفق التقرير. لكنّ بياناً صحافياً نقل عن المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، شدّد على أن هذا الواقع «ليس قدراً محتوماً»، وأن على الدول تعزيز ترسانتها التشريعية، وتحسين عملية جمع البيانات.