تساؤلات بشأن مصير تبرعات «مستشفى سرطان الأطفال» بمصر

وزارة التضامن قدمت له 75 مليون جنيه

مستشفى سرطان الأطفال (فيسبوك)
مستشفى سرطان الأطفال (فيسبوك)
TT

تساؤلات بشأن مصير تبرعات «مستشفى سرطان الأطفال» بمصر

مستشفى سرطان الأطفال (فيسبوك)
مستشفى سرطان الأطفال (فيسبوك)

أثارت تصريحات مدير مستشفى سرطان الأطفال «57357» المصرية ردوداً متباينة، وذلك بعد أيام من حالة الجدل التي تفجرت بشأن نقص تبرعات المستشفى، وانتقاد إدارته من قبل متابعين طالبوا مديره بالإعلان عن أوجه الإنفاق وكيفية الرقابة على التبرعات.
واعتبر متابعون أن أجوبة الدكتور د شريف أبو النجا مدير المستشفى، لم تكن مقنعة، وتتضمن غموضاً وهروباً من تساؤلات تشغل الرأي العام في مصر، بينما رأى البعض الآخر أن «الرجل استطاع بناء منظومة طبية بمواصفات عالمية تعالج الجميع بالمجان لكن ربما ينقص مديرها بعض اللباقة في التعامل مع الإعلام وهو ما يتطلب وجود متحدث إعلامي باسم هذا الصرح الطبي»، لا سيما بعد استخدامه مثلاً شعبياً اعتبره كثيرون «غير لائق».
وكان أبو النجا قد قال في برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي مصر» ويقدمه الإعلامي عمرو أديب، رداً على سؤال عن الأزمة الحالية التي يواجهها المستشفى إن «السبب يعود إلى ارتفاع تكاليف التشغيل ما أدى إلى انخفاض عدد المرضى الذين يتكفل المستشفى بعلاجهم إلى 700 مريض سنوياً»، مؤكداً أن «الميزانية الحالية للمستشفى لا تتجاوز 300 مليون جنيه تكفي للتشغيل 4 شهور فقط»، مطالباً الإعلام بـ«وقف حملات التشكيك» على حد تعبيره.
ورداً عن سؤال حول حجم التبرعات ومن يقوم بمراقبتها، أجاب أبو النجا أن «الله سبحانه وتعالى هو من يراقب» ولم يعط تفاصيل، مشيراً إلى أن المستشفى «يضم مجلس أمناء من أوائل المتبرعين وهم ليسوا بحاجة إلى من يراقبهم». وهو ما عرضه لموجة من الانتقادات.
في السياق نفسه، تفقدت السبت وزيرة التضامن الاجتماعي د. نيفين القباج مستشفى سرطان الأطفال «57357» بالقاهرة على خلفية أزمة مالية يعاني منها المستشفى معلنة عن التبرع له بمبلغ 75 مليون جنيه (الدولار الأميركي يعادل 24.7 جنيه مصري) مشيدة بـ«كفاءة الخدمة الطبية التي يقدمها بالمجان لغير القادرين». كما أعلنت أن «وزارة الصحة هي المعنية باعتماد الخدمات الطبية التي تقوم بها المستشفيات التي تديرها جمعية أهلية كما هو الحال مع (57357)، ويتم التنسيق بين وزارتي الصحة والتضامن في هذا السياق مالياً وقانونياً».
وقال مصدر في مستشفى سرطان الأطفال لـ«الشرق الأوسط» إن «التبرعات الآتية للمستشفى تخضع للرقابة المباشرة من جانب وزارة التضامن الاجتماعي وفق القانون رقم 70 لسنة 2017 فضلاً عن القرارات الوزارية المنظمة لجمع المال». وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه أن «القانون يلزم المستشفى بألا تزيد نسبة المصروفات الإدارية ومنها نفقات الدعاية والإعلان عن 20 في المائة من حصيلة التبرعات التي تصل».
وكانت إدارة المستشفى قد حذرت من أن المؤسسة مهددة بالتوقف نهائياً عن العمل بسبب «شح الموارد» نتيجة «نقص التبرعات» التي تعد المصدر الرئيسي لتمويل العمل بهذه المنشأة الطبية الشهيرة.
ووصف د. جمال شعبان، مدير معهد القلب الأسبق، المستشفى بأنه «مفخرة لكل المصريين، ومطابق للمواصفات العالمية من حيث الجودة والنظافة وبروتوكولات التشخيص والعلاج وتسجيل البيانات والرقمنة وروح الفريق، حتى أن هناك متدربين يأتون من أميركا للتدرب فيه».
وأشار في منشور له على صفحته بموقع «فيسبوك» إلى أن «هذا الصرح الطبي قريب للغاية من إنتاج أدوية السرطان محلياً بدلاً من استيرادها من الخارج».
وغرد الناشط الحقوقي المعروف نجاد البرعي على موقع «تويتر» مطالباً بـ«ضخ دماء جديدة وتغيير الطاقم الطبي الذي يدير المستشفى»، مؤكداً أن «المشكلة تكمن في طرق الإنفاق».
وفيما حذر د. عبادة سرحان، عضو مجلس الأمناء بالمستشفى، في تصريحات إعلامية من «عدم القدرة على استقبال حالات جديدة»، طالبت د. هناء سرور، عضو لجنة الصحة في مجلس النواب الحكومة بـ«سرعة التدخل لإنقاذ صرح طبي رائد على مستوى الشرق الأوسط»، على حد تعبيرها.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
TT

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)

يراهن مهرجان «الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة» في نسخته الأولى التي انطلقت، الاثنين، وتستمر حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على الفنون المعاصرة والحضور الشبابي، مع تقديم عدد من العروض في جامعة الفيوم.

وشهد حفل انطلاق المهرجان تكريم الممثلة المصرية إلهام شاهين، والمنتجة التونسية درة بو شوشة، إضافة إلى الممثل المصري حمزة العيلي، مع حضور عدد من الفنانين لدعم المهرجان، الذي استقبل ضيوفه على «سجادة خضراء»، مع اهتمامه وتركيزه على قضايا البيئة.

وتحدثت إلهام شاهين عن تصويرها أكثر من 15 عملاً، بين فيلم ومسلسل، في الفيوم خلال مسيرتها الفنية، مشيدة خلال تصريحات على هامش الافتتاح بإقامة مهرجان سينمائي متخصص في أفلام البيئة بموقع سياحي من الأماكن المتميزة في مصر.

وأبدى محافظ الفيوم، أحمد الأنصاري، سعادته بإطلاق الدورة الأولى من المهرجان، بوصفه حدثاً ثقافياً غير مسبوق بالمحافظة، مؤكداً -في كلمته خلال الافتتاح- أن «إقامة المهرجان تأتي في إطار وضع المحافظة على خريطة الإنتاج الثقافي السينمائي التي تهتم بالبيئة والفنون المعاصرة».

جانب من الحضور خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وبدأ المهرجان فعالياته الثلاثاء بندوات حول «السينما والبيئة»، ومناقشة التحديات البيئية بين السينما والواقع، عبر استعراض نماذج مصرية وعربية، إضافة إلى فعاليات رسم الفنانين على بحيرة قارون، ضمن حملة التوعية، في حين تتضمن الفعاليات جلسات تفاعلية مع الشباب بجانب فعاليات للحرف اليدوية، ومعرض للفنون البصرية.

ويشهد المهرجان مشاركة 55 فيلماً من 16 دولة، من أصل أكثر من 150 فيلماً تقدمت للمشاركة في الدورة الأولى، في حين يُحتفى بفلسطين ضيف شرف للمهرجان، من خلال إقامة عدة أنشطة وعروض فنية وسينمائية فلسطينية، من بينها فيلم «من المسافة صفر».

وقالت المديرة الفنية للمهرجان، الناقدة ناهد صلاح: «إن اختيارات الأفلام تضمنت مراعاة الأعمال الفنية التي تتطرق لقضايا البيئة والتغيرات المناخية، إضافة إلى ارتباط القضايا البيئية بالجانب الاجتماعي»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» حرصهم في أن تراعي الاختيارات تيمة المهرجان، بجانب إقامة فعاليات مرتبطة بالفنون المعاصرة ضمن جدول المهرجان.

وأبدى عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، الناقد السعودي خالد ربيع، حماسه للمشاركة في المهرجان بدورته الأولى، لتخصصه في القضايا البيئية واهتمامه بالفنون المعاصرة، وعَدّ «إدماجها في المهرجانات السينمائية أمراً جديراً بالتقدير، في ظل حرص القائمين على المهرجان على تحقيق أهداف ثقافية تنموية، وليس فقط مجرد عرض أفلام سينمائية».

إلهام شاهين تتوسط عدداً من الحضور في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «تركيز المهرجان على تنمية قدرات الشباب الجامعي، وتنظيم ورش متنوعة لتمكين الشباب سينمائياً أمر يعكس إدراك المهرجان للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، التي ستُساعد في دعم المواهب الشبابية في الفيوم»، لافتاً إلى أن «اختيارات لجنة المشاهدة للأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان بمسابقاته الرسمية ستجعل هناك منافسة قوية، في ظل جودتها وتميز عناصرها».

يذكر أن 4 أفلام سعودية اختيرت للمنافسة في مسابقتي «الأفلام الطويلة» و«الأفلام القصيرة»؛ حيث يشارك فيلم «طريق الوادي» للمخرج السعودي خالد فهد في مسابقة «الأفلام الطويلة»، في حين تشارك أفلام «ترياق» للمخرج حسن سعيد، و«سليق» من إخراج أفنان باويان، و«حياة مشنية» للمخرج سعد طحيطح في مسابقة «الأفلام القصيرة».

وأكدت المديرة الفنية للمهرجان أن «اختيار الأفلام السعودية للمشاركة جاء لتميزها فنياً ومناسبتها لفكرة المهرجان»، لافتة إلى أن «كل عمل منها جرى اختياره لكونه يناقش قضية مختلفة، خصوصاً فيلم (طريق الوادي) الذي تميز بمستواه الفني المتقن في التنفيذ».