خرق الجمود السياسي في لبنان ودخول البلاد عطلة الأعياد، اللقاء الذي عقد مساء أول من أمس، بين الخصمين اللدودين رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ورئيس التيار «الوطني الحر» النائب جبران باسيل، في خطوة لا يبدو أنها ستغير كثيراً من المشهد السياسي العام مع تأكيد الأطراف على التمسك بثوابتها، وهو ما يؤكد عليه «الاشتراكي» رامياً الكرة في ملعب الطرف الآخر.
وكان اللقاء قد عقد مساء الجمعة واستمر ساعتين، فيما رفضت مصادر «التيار» التعليق عليه مكتفية بوضعه في إطار اللقاءات التي يجريها «الوطني الحر» مع عدد من الفرقاء اللبنانيين بهدف السعي لانتخاب رئيس للجمهورية.
وبانتظار ما ستكون عليه المواقف في المرحلة المقبلة، يوضح النائب في «الاشتراكي» هادي أبو الحسن خلفيات اللقاء وما قد ينتظر من نتائجه، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «اللقاء أتى بطلب من باسيل الذي طرح الأمر منذ فترة طويلة ولم تتوافر الظروف المناسبة قبل ذلك لانعقاده، وبعد تكرار الطلب عقد في منزل مدير تلفزيون (إل بي سي) بيار الضاهر (والد زوج ابنة جنبلاط)». ويضيف: «وتلبية الدعوة أتت من منطلق ثابت لدينا ولطالما كنا دعونا له وهو الحوار، والهدف هو إيجاد مساحة مشتركة بين اللبنانيين لنضع تصوراً واضحاً للإصلاح وانتظام العمل في المؤسسات الدستورية وأولها الانتخابات الرئاسية ومن ثم إيجاد تشكيل الحكومة»، مشدداً على أن كل ما حكي عن لقاء مصالح لتمرير تعيينات غير دقيق وليس صحيحاً.
وفي رد على سؤال عما سيأتي بعد هذا اللقاء وكيف يمكن تقييمه، يقول أبو الحسن: «لا بد من التأكيد على أن اللقاء لم ولن يؤثر في تحالفاتنا، لكن الأهم أن الأمور تبقى في النتائج العملية من خلال مواقف الطرف الآخر ليبقى الحكم عليها في النهاية»، أما نحن فموقفنا ثابت من مقاربة الاستحقاق الرئاسي والحوار لا بد أن يبقى مستمراً مع الجميع إلى حين التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية يؤمن بالإصلاح ويتكامل مع الحكومة ويؤمن بالطائف، وسنرى الطرف الآخر كيف سيتجاوب مع طروحاتنا».
وفيما يشير إلى عدم تفاؤله بإمكان تجاوب باسيل مع هذه الطروحات، يقول أبو الحسن: «حصل لقاء قبل نحو شهر بين كتلتي (الوطني الحر) و(اللقاء الديمقراطي) وكان نقاشاً مستفيضاً بالعمق، وقلنا كل ما يجب أن يقال دون تحفظ، لكن لم نلمس تبدلاً في خطاب الفريق الثاني بحيث إن المطلوب منه الإيجابية على الأرض عبر تسهيل الانتخابات والتعامل بإيجابية مع موضوع الحكومة».
وعما إذا كان قد طرح موضوع رئاسة الجمهورية مع رئيس «الوطني الحر»، قال أبو الحسن: «البحث بقي ضمن الإطار العام، ولم ندخل في الأسماء علماً بأن باسيل يعرف موقفنا، ويعرف أن مرشحنا اليوم هو النائب ميشال معوض الذي لن نتركه، ونحن منفتحون في الوقت عينه للتحاور مع الآخرين لإيجاد شخص توافقي يلبي طموحات الشعب اللبناني بالتنسيق مع معوض».
وفي الإطار نفسه، أكد النائب في «الاشتراكي» بلال عبد الله، أنه لم يحصل نقاش بالأسماء للرئاسة خلال لقاء جنبلاط - باسيل، مؤكداً «أن المقاربة الرئاسية للحزب الاشتراكي لم تتغير ولكنها ليست موضوعاً خشبياً جامداً، وليس هذا اللقاء هو ما فتح لنا منافذ الحوار فنحن منفتحون منذ البداية وثوابتنا لم تتغير».
وأكد أن «أي لقاء بين قوى سياسية، خاصة القوى المتخاصمة، موضوع إيجابي بكل ما للكلمة من معنى، وخطاب الحزب الاشتراكي هو الحوار والانفتاح ولبننة الاستحقاق الرئاسي ولقاء باسيل - جنبلاط يجب ألا يكون محط استفسارات واجتهادات وهو لقاء طبيعي».
لقاء جنبلاط - باسيل يخرق الجمود... و«الاشتراكي» يرمي كرة نتائجه في ملعب «التيار»
النائب أبو الحسن: لم يتطرق إلى الأسماء الرئاسية ومتمسكون بثوابتنا
لقاء جنبلاط - باسيل يخرق الجمود... و«الاشتراكي» يرمي كرة نتائجه في ملعب «التيار»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة