تيغراي: الاتحاد الأفريقي لتسريع تنفيذ «الشق العسكري» في اتفاقية السلام

وسط شكاوى من أزمات معيشية في الإقليم الإثيوبي الشمالي

وسطاء الاتحاد الأفريقي يجتمعون مع طرفي النزاع لتنفيذ اتفاق السلام (وزارة الخارجية الإثيوبية)
وسطاء الاتحاد الأفريقي يجتمعون مع طرفي النزاع لتنفيذ اتفاق السلام (وزارة الخارجية الإثيوبية)
TT
20

تيغراي: الاتحاد الأفريقي لتسريع تنفيذ «الشق العسكري» في اتفاقية السلام

وسطاء الاتحاد الأفريقي يجتمعون مع طرفي النزاع لتنفيذ اتفاق السلام (وزارة الخارجية الإثيوبية)
وسطاء الاتحاد الأفريقي يجتمعون مع طرفي النزاع لتنفيذ اتفاق السلام (وزارة الخارجية الإثيوبية)

يسعى الاتحاد الأفريقي إلى تسريع تنفيذ «الشق العسكري» في اتفاقية السلام المبرمة بين الحكومة الإثيوبية و«الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي»، والمعنيّ بنزع سلاح مقاتلي الجبهة وإعادة دمجهم في الجيش الوطني.
‎وأنهى اتفاق وقّع في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بجنوب أفريقيا، اقتتالاً استمر عامين وخلّف آلاف القتلى والنازحين، أعقبه البدء في ترتيبات لتنفيذ الاتفاق خصوصاً ما يتعلق بإدخال المساعدات وإعادة إعمار الإقليم.
ووفق وزارة الخارجية الإثيوبية، أمس، فإن مفوضية الاتحاد الأفريقي عقدت اجتماعاً هو الثاني من نوعه في كينيا، ضم كبار قادة قوات الدفاع الوطني الإثيوبي، وجبهة تحرير تيغراي، لمتابعة «تنفيذ اتفاق الوقف الدائم للأعمال العدائية».
ووضع الاجتماع اللمسات الأخيرة على الشروط المرجعية للآلية المشتركة للمراقبة والتحقق من تنفيذ الاتفاقية، كما ناقش تنفيذ عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة دمج المقاتلين.
وبحسب البيان الختامي، أثنت مفوضية الاتحاد الأفريقي على «الأطراف لإجراءات بناء الثقة الإيجابية منذ توقيع اتفاق وقف الأعمال العدائية، وشجعتهم على مواصلة جهودهم لاستعادة السلام والأمن والاستقرار في إثيوبيا».
ويقود جهود الوساطة، المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي للقرن الأفريقي الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو، إلى جانب أعضاء فريق رفيع المستوى في الاتحاد الأفريقي، بينهم الرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا، والدكتورة فومزيلي ملامبو نكوكا نائبة رئيس جنوب أفريقيا السابقة.

ويرى الناشط السياسي الإثيوبي أبو قدير إسماعيل، أن «الإسراع بتنفيذ كافة البنود خصوصاً العقبات الرئيسية فيها، ومنها نزع السلاح وتولي الجيش الوطني حماية كل الحدود، سيسهم في إرساء السلام، وتفويت أي فرصة لتجدد النزاع»، مضيفًا لـ«الشرق الأوسط» أن من شأن تلك الأمور أن تمهد الأمر للمهمة الكبرى وهي إعادة إعمار الإقليم الذي دمرته الحرب، وهذا العائد الحقيقي الذي ينتظره شعب تيغراي من اتفاق السلام، الذي يحظى بـ«ضمانة دولية واسعة»، على حد قوله.
واتفق طرفا النزاع على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى «جميع من يحتاجون إليها» في تيغراي، والمناطق المجاورة في شمال إثيوبيا، حيث يشهد إقليم تيغراي الواقع في أقصى شمال إثيوبيا والبالغ عدد سكانه نحو ستة ملايين نسمة، أزمة إنسانية حادة بسبب شح الأغذية والأدوية، كما تعاني المنطقة تقنيناً للخدمات الأساسية بما في ذلك إمدادات التيار الكهربائي والخدمات المصرفية والاتصالات.
ورغم إعلان الحكومة الإثيوبية بدء تدفق المساعدات الإنسانية إلى الإقليم، فقد قال «تلفزيون تيغراي» إن «القوات الإريترية – المتهمة بمساعدة الحكومة الإثيوبية إبان الحرب - لا تزال تستمر في ارتكاب الجرائم في المناطق التي تحتلها، وبينها منطقة إمباسنيتي، الأمر الذي تسبب في نزوح الكثير».
وشكا «تلفزيون تيغراي»، عبر موقعه الرسمي، من معاناة الكثيرين من «نقص في الغذاء وعدم توافر الدواء اللازم، خصوصاً النازحين من شمال غربي تيغراي في مدينة ميكيلي غير القادرين على الحصول على اللوازم الأساسية».
وتسبب النزاع، الذي بدأ في نوفمبر 2020 في نزوح أكثر من مليوني إثيوبي ومعاناة مئات الآلاف أوضاعاً قريبة من المجاعة، وفق الأمم المتحدة.
في المقابل، قالت حكومة أديس أبابا إن وزارة الصحة والمنظمات الشريكة «تعمل على توفير الوصول إلى العلاج المنقذ للحياة والإمدادات الطبية واستعادة الخدمات الصحية لمن يحتاجون إليها في المناطق المتضررة من الحرب».
وذكرت في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، السبت، أنه «بعد اتفاق السلام، تبذل الحكومة الإثيوبية كل الجهود لتقديم المساعدة الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية وكذلك استعادة الخدمات الصحية في المناطق المتضررة».
ووفق الوزارة تم تسليم أدوية ومستلزمات طبية منقذة للحياة إلى شيري وألاماطا وميقيلي. وفي المناطق التي لا تصل إليها الحكومة، يقوم شركاء مختلفون في المجال الإنساني – وفقاً للوزارة - بتسليم إمدادات مختلفة خاصة بهم، بالإضافة إلى تسليم إمدادات الوزارة.


مقالات ذات صلة

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

العالم ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

أثار عدم التوصل إلى اتفاق، بعد محادثات سلام أولية بين الحكومة المركزية الإثيوبية، ومتمردي إقليم «أوروميا»، تساؤلات حول مستقبل تلك المحادثات، واحتمالات نجاحها، وأسباب تعثرها من البداية. ورأى خبراء أن «التعثر كان متوقعاً؛ بسبب عمق الخلافات وتعقيدها»، في حين توقّعوا أن «تكون المراحل التالية شاقة وصعبة»، لكنهم لم يستبعدوا التوصل إلى اتفاق. وانتهت الجولة الأولى من المحادثات التمهيدية بين الطرفين، دون اتفاق، وفق ما أعلنه الطرفان، الأربعاء.

العالم رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

أعلن رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد اليوم (الخميس) مقتل مسؤول الحزب الحاكم في منطقة أمهرة الواقعة في شمال البلاد. وقال آبي أحمد عبر «فيسبوك»، إنّ «أولئك الذين لم يتمكّنوا من كسب الأفكار بالأفكار، أخذوا روح شقيقنا جيرما يشيتيلا». واتهم أحمد، وفقا لما نقلته وكالة «الصحافة الفرنسية»، «متطرّفين يتسمون بالعنف» بالوقوف وراء هذا العمل الذي وصفه بـ«المخزي والمروّع».

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
العالم محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

تنطلق في تنزانيا، الثلاثاء، محادثات سلام غير مسبوقة بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ومتمردي إقليم أوروميا، ممثلين في «جبهة تحرير أورومو» التي تخوض معارك مع القوات الحكومية بشكل متقطع منذ عقود. وتسعى أديس أبابا لإبرام اتفاق سلام دائم مع متمردي الإقليم، الذي يشغل معظم مناطق وسط البلاد، ويضم مجموعة من الفصائل المسلحة التابعة لقومية الأورومو، على غرار ما حدث في «تيغراي» شمالاً، قبل 5 أشهر، خشية دخول البلاد في حرب جديدة مع تصاعد التوتر بين الجانبين. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي زار مدينة نكيمتي بالإقليم مؤخراً، أن «جولة مفاوضات ستبدأ معهم (جيش تحرير أورومو) الثلاثاء في تنزانيا»، في أ

محمد عبده حسنين (القاهرة)
شمال افريقيا هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

عاد الخلاف الحدودي بين إثيوبيا والسودان، بشأن منطقة «الفشقة»، إلى الواجهة، بعد أنباء سودانية عن نشاط «غير اعتيادي» للقوات الإثيوبية ومعسكراتها، في المنطقة المتنازع عليها، منذ بداية الاضطرابات الأخيرة في السودان.

محمد عبده حسنين (القاهرة)
أفريقيا إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

أظهر متمردو إقليم «تيغراي» شمال إثيوبيا، «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام، الموقَّع قبل نحو 5 أشهر، مع الحكومة الفيدرالية بأديس أبابا، وذلك بتسليمهم مزيداً الأسلحة، ضمن عملية نزع سلاح الإقليم ودمج مقاتليه في الجيش الوطني. وحسب نائب مفوض «إعادة التأهيل الوطني»، العميد ديريبي ميكوريا، اليوم (الخميس)، فإن «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي سلمت الدفعة الأولى من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة المتنوعة التي تم جمعها حول منطقة دينقولات في إقليم تيغراي». وأنهى اتفاق السلام، الموقّع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حرباً عنيفة استمرت عامين، راح ضحيتها الآلاف، حسب منظمات دولية.

محمد عبده حسنين (القاهرة)

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
TT
20

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس (السبت)، من أنه «إذا تعرضت مصالحنا للضرر فسوف نرد»، في وقت ينذر فيه وصول دونالد ترمب إلى السلطة في الولايات المتحدة بعلاقات تجارية ودبلوماسية عاصفة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي.

وقال بارو في مقابلة مع صحيفة «ويست فرنس»: «من لديه مصلحة في حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا؟ الأميركيون لديهم عجز تجاري معنا، ولكن العكس تماماً من حيث الاستثمار. فكثير من المصالح والشركات الأميركية موجود في أوروبا».

وأضاف: «إذا رفعنا رسومنا الجمركية، فستكون المصالح الأميركية في أوروبا الخاسر الأكبر. والأمر نفسه ينطبق على الطبقات الوسطى الأميركية التي ستشهد تراجع قدرتها الشرائية».

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد حذر بارو قائلاً: «إذا تأثرت مصالحنا، فسوف نرد بإرادة من حديد».

وتابع: «يجب أن يدرك الجميع جيداً أن أوروبا قررت ضمان احترام العدالة في التبادلات التجارية. وإذا وجدنا ممارسات تعسفية أو غير عادلة، فسنرد عليها».

وقد هدد ترمب الذي يعود إلى البيت الأبيض، الاثنين، الأوروبيين بفرض رسوم جمركية شديدة جداً. وهو يتوقع خصوصاً أن يشتري الاتحاد الأوروبي مزيداً من النفط والغاز الأميركي ويقلل من فائضه التجاري مع الولايات المتحدة.