رئيس الوزراء العراقي يمهّد لحل هيئة «اجتثاث البعث»

بعد 17 عاماً من استحداثها ووسط انقسام شيعي حول قرار السوداني

جانب من مراسم استقبال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لنظيرته الإيطالية جيورجيا ميلوني في بغداد أمس (إ.ب.أ)
جانب من مراسم استقبال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لنظيرته الإيطالية جيورجيا ميلوني في بغداد أمس (إ.ب.أ)
TT

رئيس الوزراء العراقي يمهّد لحل هيئة «اجتثاث البعث»

جانب من مراسم استقبال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لنظيرته الإيطالية جيورجيا ميلوني في بغداد أمس (إ.ب.أ)
جانب من مراسم استقبال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لنظيرته الإيطالية جيورجيا ميلوني في بغداد أمس (إ.ب.أ)

أثار طلب حكومي عراقي بنقل وثائق وبيانات هيئة «المساءلة والعدالة» إلى القضاء تمهيداً لإنهاء عملها، جدلاً سياسياً حاداً بين أقطاب «الإطار التنسيقي» الشيعي. وهيئة «المساءلة والعدالة» امتداد لتشكيل مؤسساتي كان يعرف بـ«اجتثاث حزب البعث»، أُنشئ بقانون صدر عن سلطة الائتلاف المؤقتة برئاسة الحاكم الأميركي بول بريمر، عام 2003 لاجتثاث قيادات الحزب المنحل.
وقالت مصادر عراقية رفيعة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحكومة أرسلت طلباً إلى الهيئة يتضمن جمع بيانات المشمولين بالاجتثاث، وكل أرشيفها إلى القضاء». وأكد مصدر في «الإطار التنسيقي» أن هذا الطلب يمهّد لحل الهيئة، وصرف أمورها إلى القضاء حصراً، بناء على اتفاق سياسي سبق تشكيل الحكومة الحالية.
وكانت مصادر عراقية أبلغت «الشرق الأوسط»، الشهر الماضي، أن القوى السياسية التي تحالفت لتشكيل هذه الحكومة حصلت على وعود من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، من بينها إلغاء هيئة «المساءلة والعدالة».
وعلى مدى 17 عاماً، كانت القوى السنيّة العراقية تصوّب نحو القانون وتطالب بإلغائه أو حذف المواد التي تسمح للأحزاب باستغلالها ضدهم، لا سيما في ملف الانتخابات بمنع مرشحين سنة من خوض سباق نحو البرلمان.
وانتقد قادة أحزاب سنيّة آلية عمل الهيئة نتيجة تأخرها في حسم مئات آلاف القضايا المتعلقة بأفراد مشمولين بقرار الاجتثاث.
ويحظر القانون على المشمولين بإجراءات الهيئة تولي منصب مدير فما فوق وإحالة أصحاب الوظائف الرفيعة منهم إلى التقاعد.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن رئيس هيئة «المساءلة والعدالة»، باسم البدري، أن نحو مليون وربع مليون عراقي شملتهم إجراءات الاجتثاث، عازياً تأخر حسم ملفاتهم إلى الإجراءات الانتقالية ما بين «هيئة اجتثاث البعث» والهيئة الحالية.
وبحسب تصريحات البدري، فإن الهيئة لن تستجيب لطلب الحكومة الحالية، لأنها «مصرة على تطبيق العدالة الانتقالية، إنصافاً لضحايا النظام السابق». وقال رئيس الهيئة، باسم البدري، إنه أبلغ رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، الأسبوع الماضي، أن «المساءلة والعدالة ضرورة لإحقاق العدالة وإنصاف المظلومين».
وقال قيادي في «الإطار» الشيعي، الذي يدير الحكومة، إن قرار حل الهيئة جاء التزاماً باتفاق سياسي ألزم رئيس الوزراء بتنفيذه خلال الأشهر الستة من ولايته. وأضاف القيادي، الذي رفض الإفصاح عن هويته، أن القوى السنيّة لم تشترط حل الهيئة، بل إن الإجماع السياسي الشيعي كان على نقل هذه الوظائف القانونية إلى القضاء وأمانة مجلس الوزراء.
ويعتقد أن رفض الهيئة الحالية تنفيذ قرار الحكومة يعود إلى تمنع أحزاب شيعية، أبرزها «الدعوة الإسلامية» برئاسة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، الذي ترى قوى سنيّة أنه أكثر من استثمر سياسياً في آليات اجتثاث البعث، منذ ولايته الحكومية الأولى عام 2010. وقال السياسي العراقي، انتفاض قنبر، في تغريدة على موقع «تويتر»، إن قرار رئيس الوزراء بحل الهيئة «باطل وغير دستوري»، لأنه «من صلاحية البرلمان حصراً».
وينص الدستور العراقي على أن الهيئة «مستقلة» و«تواصل أعمالها ارتباطاً بمجلس النواب، الذي يملك الحق الحصري في إنهاء مهمتها بالأغلبية المطلقة».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام إلى بلاده

قصف مدفعي تركي على ريف منبج (المرصد السوري)
قصف مدفعي تركي على ريف منبج (المرصد السوري)
TT

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام إلى بلاده

قصف مدفعي تركي على ريف منبج (المرصد السوري)
قصف مدفعي تركي على ريف منبج (المرصد السوري)

رأت أنقرة أنَّ الرئيس السوري، بشار الأسد، لا يريد السلام في بلاده، وحذرت من أن محاولات إسرائيل لنشر الحرب في الشرق الأوسط بدأت تهدد البيئة التي خلقتها «عملية آستانة»، التي أوقفت إراقة الدماء في سوريا. وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أنَّ جهود روسيا وإيران، في إطار «مسار آستانة» للحل السياسي مهمة للحفاظ على الهدوء الميداني، لافتاً إلى استمرار المشاورات التي بدأت مع أميركا بشأن الأزمة السورية.

وقال فيدان، خلال كلمة في البرلمان، إنَّ تركيا لا يمكنها مناقشة الانسحاب من سوريا إلا بعد قبول دستور جديد وإجراء انتخابات وتأمين الحدود، مضيفاً أن موقف إدارة الأسد يجعلنا نتصور الأمر على أنه «لا أريد العودة إلى السلام».