أبلغت تركيا، الولايات المتحدة، مجدداً، عزمها على الاستمرار في حربها ضد ما وصفته بـ«الإرهاب» في سوريا، في إشارة إلى عملية عسكرية خططت لها لاجتياح مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية المدعومة أميركياً غالبية قوامها.
وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، أن بلاده ستواصل بحزم حربها ضد «الإرهاب» في سوريا.
وأوضح بيان للخارجية التركية أن الوزيرين تناولا، خلال الاتصال الذي جرى ليل الخميس - الجمعة، التطورات الأخيرة على الساحة السورية، وأن جاويش أوغلو أكد لبلينكن أن تركيا لن تتنازل أو تتراجع في حربها ضد الإرهاب بسوريا.
وحذرت الولايات المتحدة، تركيا، مراراً، من خطورة أي عمل عسكري في شمال سوريا على قواتها الموجودة هناك، وكذلك على عمليات مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك بعد أن أعلنت تركيا عزمها القيام بعملية برية تستهدف مواقع «قسد» في شمال سوريا. ونفذت تركيا عملية جوية باسم «المخلب - السيف» في شمال سوريا والعراق على خلفية تفجير إرهابي وقع في شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم في إسطنبول في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وخلف 6 قتلى و81 مصاباً، ونسبته السلطات إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية و«حزب العمال الكردستاني».
وتعد الولايات المتحدة «الوحدات» الكردية حليفاً وثيقاً في الحرب ضد «داعش»، وتقدم لها دعماً عسكرياً في هذا الإطار ما يثير غضب تركيا التي تصنفها تنظيماً إرهابياً، وتقول إنها تشكل امتداداً لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بات رايدر، في وقت سابق، إن واشنطن كانت واضحة جداً لحليفتها تركيا فيما يتعلق بالقيام بعملية عسكرية جديدة في شمال سوريا وعارضتها بشكل صريح، لافتاً إلى أن قنوات الاتصال ستبقى مفتوحة مع أنقرة في هذا الصدد.
وجدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، منذ أيام قليلة، تمسك بلاده بالعملية العسكرية في شمال سوريا، لافتاً إلى أن «قسد» تستهدف أمن وسلامة الأراضي التركية، وأن العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا تستند إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تخول تركيا حق الدفاع عن نفسها. وحذر المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، من عواقب التوتر بين بلاده وتركيا حول سوريا، مؤكداً أنها قد تؤدي إلى انهيار العلاقات بين الطرفين، جراء التهديدات التركية بشن عملية برية ضد قوات «قسد» حليفة واشنطن. وقال جيفري إن واشنطن تخشى أن توغلاً تركياً جديداً في سوريا يمكن أن يقوض العمليات ضد تنظيم «داعش»، وعلى وجه الخصوص حراسة «قسد» لآلاف السجناء من التنظيم وأفراد أسرهم.
في سياق متصل، رفض حزبا «الشعب» الحاكم (يمين وسط) و«الخضر» في النمسا، مقترحاً بإدانة عمليات تركيا العسكرية خارج الحدود، المقدم إلى البرلمان من «الحزب الديمقراطي الاجتماعي»، موقعاً من النائبة كاتارينا كوتشاروفيتس ونواب آخرين بالمعارضة، يطالب الحكومة بإدانة العمليات التي تنفذها تركيا ضد مواقع «قسد» و«حزب العمال الكردستاني» في سوريا والعراق.
وذكرت وكالة «الأناضول» التركية، الجمعة، أنه خلال جلسة التصويت، التي عقدت الخميس، تم رفض المقترح من قبل أعضاء الأحزاب المنضوية في الحكومة.
في الوقت ذاته، واصلت القوات التركية قصفها المدفعي لمواقع «قسد»، حيث قصفت مواقع في قرية تل اللبن بريف تل تمر، شمال الحسكة.
كما قصفت القواعد العسكرية التركية الموجودة في محيط مدينتي مارع والباب بريف حلب الشرقي، بالمدفعية الثقيلة محيط قرى سد الشهباء وتل مضيق وزويان ضمن مناطق انتشار «قسد» وقوات النظام السوري في ريف حلب الشمالي، بعد تعرض القاعدة العسكرية التركية في محيط قرية دابق بريف اخترين شمال حلب، لقصف مدفعي وصاروخي، ليل الخميس، من مناطق انتشار قوات «قسد» والنظام في ريف حلب الشمالي، حسب ما ذكر تقرير لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وأشارت وسائل إعلام قريبة من «قسد» إلى أن القصف التركي أسفر عن مقتل 119 شخصاً منذ بدء عملية «المخلب - السيف» التركية في 19 نوفمبر الماضي، كاشفة أن من بين القتلى 23 مقاتلاً من «قسد».
في غضون ذلك، أجرت القوات التركية عملية تبديل واسعة لقواتها الموجودة في منطقة «خفض التصعيد» في شمال غربي سوريا، بعد توقف لفترة بسبب سوء الأحوال الجوية. وأشار «المرصد السوري» إلى خروج رتل عسكري تركي يضم أكثر من 50 آلية مدرعة وسيارات نقل، منتصف ليل الخميس - الجمعة، من معبر باب الهوى باتجاه الأراضي التركية، وتم استبدالها بقوات جديدة انتشرت في ريف حلب الغربي وجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي. وكانت عملية تبديل مماثلة أجريت في 28 نوفمبر الماضي.
انقرة تبلغ واشنطن تمسكها بالتحرك العسكري شمال سوريا
واصلت قصف مواقع «قسد»... وأجرت تبديلاً لقواتها في مناطق خفض التصعيد
انقرة تبلغ واشنطن تمسكها بالتحرك العسكري شمال سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة