حصاد 2022 الموسيقي

صعود لـ «الهيب هوب» العربي... وعمرو دياب في أعلى الهضبة

«الهضبة» عمرو دياب ونجم الهيب هوب ويجز (فيسبوك)
«الهضبة» عمرو دياب ونجم الهيب هوب ويجز (فيسبوك)
TT

حصاد 2022 الموسيقي

«الهضبة» عمرو دياب ونجم الهيب هوب ويجز (فيسبوك)
«الهضبة» عمرو دياب ونجم الهيب هوب ويجز (فيسبوك)

رغم الأزمات التي واجهها مع نقابة المهن الموسيقية المصرية، فإن «البخت» كان حليف ويجز هذه السنة، والأغنية التي افتتح بها عامَه تخطّت مع نهاية 2022 الـ164 مليون استماع على «يوتيوب». أما على منصة «أنغامي»، فقد جمعت أكثر من 45 مليون استماع في أقل من سنة، لتصبح الأغنية العربية الأولى لعام 2022. وحسب مصادر «أنغامي»، فإن «البخت» هي الأغنية الأكثر استماعاً منذ انطلاقة التطبيق الموسيقي الأول عربياً.
ومن أسرار خلطة «البخت» أنها أظهرت ويجز في حلّة موسيقية جديدة، ورفعت عنه غطاء الراب لتقرّبه من جماهير تسمع أنواعاً موسيقية أخرى. مع العلم بأنها ليست أغنية ويجز الوحيدة التي حالفها الحظ هذه السنة؛ إذ حصل إجماع كذلك على أغنيتَي الرابر المصري «أميرة» و«بعودة يا بلادي».

نجاح... «من أول دقيقة»
يداً بيَد تسلّقت الفنانة اللبنانية إليسا مع الفنان المغربي سعد لمجرّد قمة الرومانسية؛ فقدّما أغنية دخلت القلوب «من أول دقيقة»، وحطّمت أرقام الاستماعات من أول أسبوع. مع حلول نهاية العام وبعد 7 أشهر تقريباً على إصداره، تخطّى الديو الـ300 مليون استماع على «يوتيوب». أما على «أنغامي»، فقد احتلّت الأغنية التي لحنها رامي جمال، وكتب كلامها أمير طعيمة، المرتبة الثانية على قائمة الأغاني الأكثر استماعاً لعام 2022.


النجمة إليسا والفنان سعد لمجرّد
ظاهرة «الغزالة رايقة»
كل ما في خلطة أغنية «الغزالة رايقة» مميّز؛ من صوت الطفل محمد أسامة الذي شارك كريم محمود عبد العزيز الغناء، مروراً بالكلام السلس والبسيط الذي كتبته منة القيعي، وليس انتهاءً باللحن الذي علق في الآذان، فجعل من الأغنية ظاهرة عام 2022.
تخطّت الأغنية بشعبيتها فيلم «من أجل زيكو» الذي انطلقت منه. ورغم الاتهامات بسرقة اللحن، التي سارع الملحّن إيهاب عبد الواحد إلى نفيها، فقد حافظت «الغزالة رايقة» على جماهيريتها، وشكّلت إحدى أبرز أغاني صيف 2022، مع أنها صدرت في مطلع العام.

«وزير السعادة» وسفير التجدّد
حسب أرقام «أنغامي»، فإن الفنان المصري عمرو دياب هو الرقم «واحد» من بين الفنانين، مع 500 مليون استماع خلال 2022 على التطبيق. هذه سابقة لناحية عدد الاستماعات خلال عام واحد، وقد عززها الاتفاق الذي حصل بين دياب و«أنغامي»، الذي انتقلت بموجبه حصرية بث أغانيه إلى المنصة الموسيقية.
رغم انشغاله بالحفلات الكثيرة والمشاريع الخاصة، ما كاد يمرّ شهر في 2022 من دون أن يُصدر دياب أغنية جديدة. وقد حفلت السنة بإصدارات عدة تميزت، من بينها أغاني «هتدلّع»، و«زمن المجاملة»، و«وزير السعادة»، و«من 6 لـ9»، و«اللي يمشي يمشي»، و«اللوك الجديد»، و«باريس».

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Anghami (@anghami)

أصالة... الاستمرارية والثبات
شكّل ألبوم «شايفه فيك» للفنانة أصالة محطة أساسية في المشهد الموسيقي العربي هذه السنة. أصدرته على مراحل مشوّقةً جمهورها إلى مزيد من الأغاني، وقد تنوّعت لهجات الألبوم وأمزِجته الموسيقية. أما الأغاني التي تصدّرت الأرقام فهي «غلبان»، و«شايفه فيك»، و«اللي متضايق يفارق»، و«بالسلامة».
ومع أن شهية الفنانين العرب لإصدار الألبومات تراجعت أكثر خلال هذه السنة، فإن أصالة خالفت السائد، وأثبتت أن الأغاني الجيّدة تفرض نفسها سواء جاءت في سياق ألبوم كامل، أم منفردة، على غرار أغنية «شكراً» التي صدرت في مارس (آذار).

عودة بهاء سلطان
2022 هي السنة التي كرّس فيها الفنان المصري بهاء سلطان عودته إلى الساحة الغنائية، وأثبت من جديد أنه رقم غنائي صعب. فبعد شِبه غياب عن النشاط الفني، افتتح سلطان سنته مع ألبوم جديد حمل عنوان «سيجارة»، وضم 10 أغانٍ تصدّرت من بينها «تعالى ادلعك» و«أنا غلطان». وحسب أرقام «أنغامي»، فقد تصدّر «سيجارة» قائمة الألبومات الأكثر استماعاً لهذا العام.
استقبلت الجماهير العربية عودة بهاء سلطان بحفاوة، في دليل على أن المستمع ينتظر دوماً ما يثري أذنيه. ولا يبدو أن نشاط سلطان توقف عند الألبوم؛ فهو يتابع الإصدارات المنفردة بالتعاون مع شركة «روتانا»، ومن بينها أغنية «دلوقتي عجبناكو»، التي حصدت كثيراً من الإعجاب.

أحمد سعد في حلّة جديدة
لم يخطئ الفنان المصري أحمد سعد في حساباته عندما قرر أن يخرج على الجمهور العربي في حلة غنائية جديدة. عام 2022 ليس ككل الأعوام بالنسبة لسعد. إنه عام التغيير؛ فبعد أن أقفلت سنة 2021 على خلافات بينه وبين نقابة الموسيقيين أسفرت عن إيقافه عن الغناء، طوى سعد صفحة السلبيات. من «عليكي عيون»، مروراً بـ«سايرينا يا دنيا»، وليس انتهاءً بـ«وسع وسع»، و«اليوم الحلو ده»، راكمَ أحمد سعد الأغاني الضاربة وتصدّر الأرقام. ولم يقتصر نجاح تلك الأعمال على مصر، بل تعداها إلى كل أرجاء الوطن العربي.

الهيب هوب العربي يحلّق
بأكثر من أغنية اخترق فنانو «الهيب هوب» قائمة الأغاني العشر الأكثر استماعاً على «أنغامي» لعام 2022؛ فإلى جانب ويجز الذي تصدّر الأرقام، تميّز كل من مروان موسى مع أغنيتَي «حدوتة ألماني» و«بطل عالم»، ومروان بابلو مع «بربري»، وعلي لوكا مع «متخافيش ياما».
وتشير مصادر «أنغامي» إلى أنّ «الهيب هوب» العربي شهد نمواً بنسبة 98 في المائة خلال 2022؛ ما يؤكد من جديد أن هذا النوع الغنائي هو المفضل لدى الأجيال الشابة.

أسماء صاعدة وألبوم خارق
النوع الموسيقي الثاني الذي يحصد شعبية كبيرة في صفوف الجيل الجديد، هو «الإندي العربي» الذي يندرج في خانته فنانون صاعدون برزوا ضمن المشهدية الموسيقية في 2022. من بين هؤلاء الفنانين، سيلاوي، والأخرس، ومُسلم.
وفي الخانة ذاتها، حقق فريق «كايروكي» المصري إنجازاً هذه السنة مع ألبوم «روما». فور إصداره، حقق هذا الألبوم استماعات قياسية، فاحتل المرتبة الثالثة على قائمة الألبومات الأكثر استماعاً على «أنغامي» لهذا العام.


بالانتقال إلى ضفة الموسيقى الغربية، حققت الفنانة الأميركية تايلور سويفت نجاحاً قلّ نظيره، فدخلت التاريخ من باب الألبوم الأكثر استماعاً. حصد «Midnights» المراتب الأولى، وسرعان ما تحوّلت «Anti - Hero» إلى الأغنية رقم واحد عالمياً.
ومن بين الفنانين الأجانب الذين تصدروا استماعات سنة 2022، سيلينا غوميز في «الديو» الذي جمعها بريما تحت عنوان «Calm Down»، إضافة إلى هاري ستايلز وأغنية «As It Was» من ألبوم «Harry’s House». كما كانت سنة مميزة لكلٍ من بيونسيه و«باد باني»، وستيف لايسي و«ذا ويكند» الذي لا يزال ألبومه «Dawn FM» يحصد حتى اللحظة ملايين الاستماعات رغم إصداره في مطلع 2022.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

ماكرون قريباً في لبنان... وتأكيد فرنسي على دعم «غير مشروط» بعد انتخاب عون

الرئيس الجديد جوزيف عون جالساً على كرسي الرئاسة في قصر بعبدا لأول مرة بعد انتخابه الخميس (أ.ف.ب)
الرئيس الجديد جوزيف عون جالساً على كرسي الرئاسة في قصر بعبدا لأول مرة بعد انتخابه الخميس (أ.ف.ب)
TT

ماكرون قريباً في لبنان... وتأكيد فرنسي على دعم «غير مشروط» بعد انتخاب عون

الرئيس الجديد جوزيف عون جالساً على كرسي الرئاسة في قصر بعبدا لأول مرة بعد انتخابه الخميس (أ.ف.ب)
الرئيس الجديد جوزيف عون جالساً على كرسي الرئاسة في قصر بعبدا لأول مرة بعد انتخابه الخميس (أ.ف.ب)

عجلت فرنسا في الإعراب عن سرورها بانتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية في الجولة الثانية من جلسة مجلس النواب، وعدّت أن وصوله إلى «قصر بعبدا» يأتي «في لحظة تاريخية وحاسمة بالنسبة إلى لبنان، هذا الانتخاب يضع حداً لسنتين من الشغور الرئاسي الذي أضعف لبنان. ويفتح صفحة جديدة للبنانيين، وينبغي أن يكون الانتخاب مصدر أمل لهم ولجميع شركاء لبنان وأصدقائه»، فيما أعلن «الإليزيه» أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور «لبنان قريبا جدا»، بعد اتصال هاتفي جمعه مع الرئيس عون وتمنّى فيه الرئيس الفرنسي «كل النجاح» لنظيره اللبناني.

وكانت وزارة الخارجية الفرنسية، قد قالت بعد دقائق قليلة من انتهاء العملية الانتخابية، في بيان قرأه كريستوف لوموان، الناطق باسمها، إن انتخاب الرئيس الجديد «مصدر تشجيع لفرنسا، التي عملت جاهدةً على إعادة تشغيل المؤسسات اللبنانية عبر التعبئة الكاملة للوزير جان نويل بارو، وبعثة المساعي الحميدة التي يقودها منذ يونيو (حزيران) 2023 الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية في لبنان، جان إيف لودريان، بالتعاون الوثيق، بالطبع، مع شركائنا في (اللجنة الخماسية)».

هذا وذكرت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس ماكرون «أبلغ الرئيس عون بأنّ فرنسا ستواصل جهودها الرامية للتوصل سريعاً إلى تشكيل حكومة قادرة على جمع اللبنانيين وتلبية تطلعاتهم واحتياجاتهم وإجراء الإصلاحات اللازمة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار والاستقرار والأمن وسيادة لبنان».

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً لسفراء بلده عبر العالم الاثنين الماضي... وقد لعب دوراً ميسِّراً ساهم في انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية (أ.ف.ب)

بيد أن الدور الفرنسي لم يتوقف عند بارو وبعثة لودريان؛ إذ إن الرئيس إيمانويل ماكرون أدى درواً خاصاً وفاعلاً عبر الاتصالات الكثيرة التي أجراها مع المسؤولين اللبنانيين، الذين دعا بعضهم إلى باريس، والبعض الآخر تواصل معه عبر الهاتف، حتى في الأيام الأخيرة. فضلاً عن ذلك، أجرى ماكرون مشاورات عدة مع الجانب الأميركي ومع أطراف عربية، خصوصاً مع المملكة العربية السعودية، وكذلك مع مصر والأردن وقطر والإمارات. كذلك لعبت الخلية الدبلوماسية في «قصر الإليزيه» دوراً مهماً، ممثلة في مانويل بون، مستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية، وآن كلير لو جاندر، مستشارته لشؤون الشرق الأوسط والعالم العربي.

باريس تدعو لتعجيل تشكيل حكومة داعمة للرئيس الجديد

لم تكتف باريس بالتهنئة؛ بل وجهت مجموعة من الرسائل؛ أولاها دعوة السلطات والسياسيين اللبنانيين إلى «الانخراط في إنهاض مستدام» للبنان الغارق منذ سنوات في أزمات متعددة الأشكال سياسياً واقتصادياً ومالياً واجتماعياً، فضلاً عن إعادة إعمار ما تهدم بسبب الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» وما نتج عنها من دمار مخيف. والطريق إلى ذلك، يمر، وفق «الخارجية» الفرنسية، عبر «تشكيل حكومة قوية، وداعمة لرئيس الجمهورية، وقادرة على لمّ شمل اللبنانيين والاستجابة لتطلعاتهم واحتياجاتهم، وإجراء الإصلاحات اللازمة لانتعاش لبنان الاقتصادي واستقراره وأمنه وسيادته».

وسبق لفرنسا أن أسدت، مع دول رئيسية أخرى، هذه النصائح للبنان منذ سنوات كثيرة وقبل الشغور الرئاسي؛ لا بل إنها دعت منذ عام 2018 السلطات اللبنانية إلى القيام بإصلاحات سياسية (الحوكمة) واقتصادية يحتاجها لبنان، ويطالب بها المجتمع الدولي والمؤسسات المالية والاقتصادية الإقليمية والدولية؛ لمد يد العون والمساعدة للبنان. ويتعين التذكير بأن مؤتمر «سيدر» الذي دعت إليه فرنسا واستضافته في عام 2018، وعد بتقديم 11 مليار دولار للبنان قروضاً ومساعدات؛ شرط إتمام الإصلاحات، وهو الأمر الذي لم يحدث.

الرئيس اللبناني الجديد مستعرضاً الحرس الجمهوري لدى وصوله إلى قصر بعبدا الخميس (د.ب.أ)

دعم غير مشروط للبنان

ترى باريس أن انتخاب العماد عون يمكن أن يساهم في أمرين؛ الأول: الذهاب إلى استقرار لبنان من جهة؛ وثانياً، من جهة أخرى، «التنفيذ السليم، في المستقبل القريب، لوقف إطلاق النار» بين لبنان وإسرائيل بموجب الاتفاق المبرم في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، الذي دفعت باريس إليه بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية.

بيد أن الرسالة الأخرى التي شددت عليها وزارة الخارجية الفرنسية عنوانها أن باريس «ملتزمة بحزم» بتحقيق هذا الأمر (احترام وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي رقم «1701»)، وذلك «إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية و(قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - يونيفيل)».

وزيرا خارجية فرنسا والولايات المتحدة يتحدثان للصحافة بمقر وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء (أ.ف.ب)

وبكلام قاطع، أرادت فرنسا أن تقول إنها إذا كان لها دور عبر مشاركتها في «اللجنة الخماسية» وفي دفع الطبقة السياسية اللبنانية إلى الوصول لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، إلا إنها لن تتخلى عن لبنان مستقبلاً. وجاء في بيان «الخارجية» أن فرنسا «وقفت إلى جانب لبنان والشعب اللبناني، وستواصل القيام بذلك، وهو الأمر الذي يعلم به رئيس الجمهورية اللبنانية الجديد جوزيف عون».