سام بانكمان ـ فرايد في الطريق للمحاكمة بأميركا

«المركزي» الهندي: العملات المشفرة ستتسبب في الأزمة المالية المقبلة

سام بانكمان-فرايد يسير مكبلاً في الطريق إلى ترحيله للولايات المتحدة الأميركية من جزر الباهاماس (رويترز)
سام بانكمان-فرايد يسير مكبلاً في الطريق إلى ترحيله للولايات المتحدة الأميركية من جزر الباهاماس (رويترز)
TT

سام بانكمان ـ فرايد في الطريق للمحاكمة بأميركا

سام بانكمان-فرايد يسير مكبلاً في الطريق إلى ترحيله للولايات المتحدة الأميركية من جزر الباهاماس (رويترز)
سام بانكمان-فرايد يسير مكبلاً في الطريق إلى ترحيله للولايات المتحدة الأميركية من جزر الباهاماس (رويترز)

أعلن المدّعي العام لدولة جزر الباهاماس في منطقة البحر الكاريبي، مساء الأربعاء، موافقته على تسليم سام بانكمان-فرايد، مؤسس شركة تداول العملات المشفرة المفلسة «إف.تي.إكس»، للسلطات الأميركية؛ لمحاكمته بتهم الفساد.
وقال ريان بيندر، المدعي العام، في بيان نشرته وسائل إعلام محلية، إنه من المقرر ترحيل بانكمان-فرايد، مساء الأربعاء بالتوقيت المحلي. وجرى القبض على المتهم (30 عاماً) في جزر الباهاماس يوم 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي بناء على طلب من السلطات الأميركية؛ لمحاكمته حيث يواجه عقوبة السجن لفترة طويلة في حال إدانته بالجرائم المنسوبة إليه.
وتتهم هيئة الأوراق المالية والتداول الأميركية بانكمان-فرايد بإدارة نظام للاحتيال على مستثمري الأوراق المالية عبر منصة تداول العملات الرقمية المشفرة التي شارك في تأسيسها.
ووفق شكوى الهيئة، فإن شركة إف.تي.إكس، التي كان مقرها في جزر الباهاماس، جمعت أكثر من 1.8 مليار دولار من مستثمري الأوراق المالية منذ مايو (أيار) 2019 على الأقل. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي انهارت المنصة المضطربة بعد إثارة الشكوك في احتياطياتها المالية، مما أدى إلى خروج العملاء منها وسحب مليارات الدولارات من أموالها.
يُذكر أن بانكمان-فرايد كان يُعدّ معجزة في مجال العملات المشفرة، وكان يتصدر صفحات المجلات الاقتصادية في الولايات المتحدة؛ مثل فورشن، حتى شهور مضت، بوصفه نموذجاً ناجحاً لرواد الأعمال.
وتزامناً مع الواقعة الهائلة في سوق العملات المشفرة، قال «البنك المركزي الهندي»، الأربعاء، إن العملات المشفرة قد تسبِّب الأزمة المالية العالمية المقبلة، معتبراً انهيار منصة «إف تي إكس» دليلاً على «المخاطر الكامنة» في هذه السوق.
وقال حاكم البنك الاحتياطي الهندي شاكتيكانتا داس، في اجتماع مع صناعيين: «خلافاً لكل السلع الأخرى، مصدر قلقنا الرئيسي من العملات المشفرة هو أنه ليست لها قيمة حقيقية على الإطلاق». وأضاف أن «وجهة نظرنا هي أنه يجب حظرها؛ لأنه إذا جَرَت محاولة تنظيمها والسماح لها بالنمو فتذكروا ذلك: الأزمة المالية المقبلة ستحدث بسبب العملات المشفرة الخاصة».
وتابع أن إفلاس منصة «إف تي إكس» لتبادل العملات المشفرة التي قُدّرت قيمتها بـ32 مليار دولار مؤخراً، كشف «المخاطر الهائلة الكامنة في هذا القطاع على اقتصادنا الكلي واستقرارنا المالي».
وأثار إفلاس المنصة ضجة كبيرة إذ استمرت القيمة الإجمالية لسوق العملات المشفرة في التراجع؛ مدفوعة بالانخفاض العالمي في أسعارها مثل سعر البتكوين.
وكان داس يتحدث في نهاية عام صعب جداً لتجار العملات المشفرة في الهند البالغ عددهم نحو مائة مليون، وكانوا يعانون أساساً من انهيار السوق العالمية والضرائب المرتفعة.
ومُنعت العملات المشفرة في الهند خلال 2018، ثم أعيد طرحها قبل عامين مع انتعاش هذا القطاع بفضل تطوير منصات للتداول ودعم من بعض الشخصيات... لكن فرض ضريبة نسبتها 30 %، هذا العام، على أرباح تداول «العملات الخاصة» أدى إلى تقليص عدد الصفقات بمقدار 90 %.
وأطلق بنك الاحتياطي الهندي، هذا العام، روبية رقمية خاصة به وضعت على تقنية للمصادقة على عمليات التبادل عبر الإنترنت «بلوكتشين»، في بلد يتراجع اعتماده على العملات الورقية... ومع ذلك دعا رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى تنظيم أكبر لهذه العملات الخاصة من أجل تجنب تمويل الجريمة ومخاطر سوء استخدامها بين الشباب.


مقالات ذات صلة

107 ملايين دولار جمعتها صناديق «الإيثريوم» بأول يوم تداول

الاقتصاد تمثيل للعملة الافتراضية «الإيثريوم» أمام رسم بياني للأسهم (رويترز)

107 ملايين دولار جمعتها صناديق «الإيثريوم» بأول يوم تداول

سجلت أول صناديق أميركية متداولة تستثمر مباشرة في عملة «الإيثريوم» المشفّرة تدفقاً صافياً للاستثمار بإجمالي 107 ملايين دولار بعد انطلاقها يوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد انضم البنك المركزي السعودي إلى مشروع «إم بريدج» بصفته «مشاركاً كاملاً» (البنك المركزي)

«المركزي» السعودي يستكشف إمكانات العملات الرقمية لتسهيل المدفوعات عالمياً

بدأ البنك المركزي السعودي باستكشاف إمكانات «العملات الرقمية» في الوقت الذي تعمل فيه الدول على تطوير عملات رقمية لها.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد رسم توضيحي يحاكي عملة «الإيثريوم» المشفرة أمام رسم بياني للأسهم والدولار (رويترز)

السلطات الأميركية توافق على إطلاق أول صناديق متداولة لعملة «الإيثريوم»

وافقت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، رسمياً، على إطلاق صناديق تداول لعملة «الإيثريوم» المشفرة، بداية من صباح يوم الثلاثاء، لتتبع بذلك «بتكوين».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الإصلاح الضريبي الرقمي العالمي يمكن أن يؤثر على شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى مثل «أمازون» و«ميتا» و«أبل» حسب صندوق النقد (د.ب.أ)

الاتفاق الضريبي العالمي بخطر في ظل التعنت الأميركي

يهدد الشلل التشريعي في واشنطن بإشعال حرب ضريبية عالمية، في وقت تستعد الدول للفشل المحتمل لاتفاقية تاريخية لإصلاح الضرائب على الشركات الكبرى متعددة الجنسيات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مقر البنك المركزي السعودي في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

«المركزي السعودي» ينضم إلى مشروع دولي لتجربة العملات الرقمية

انضم البنك المركزي السعودي، الأربعاء، إلى تجربة رئيسية عابرة للحدود للعملات الرقمية للبنوك المركزية يقودها بنك التسويات الدولية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ارتفاع معتدل لأسعار السلع الأميركية في يونيو

صيدلية في أحد شوارع منطقة مانهاتن بولاية نيويورك الأميركية (أ.ف.ب)
صيدلية في أحد شوارع منطقة مانهاتن بولاية نيويورك الأميركية (أ.ف.ب)
TT

ارتفاع معتدل لأسعار السلع الأميركية في يونيو

صيدلية في أحد شوارع منطقة مانهاتن بولاية نيويورك الأميركية (أ.ف.ب)
صيدلية في أحد شوارع منطقة مانهاتن بولاية نيويورك الأميركية (أ.ف.ب)

ارتفعت أسعار السلع في الولايات المتحدة بشكل معتدل في يونيو (حزيران) الماضي، وهو ما يؤكد تحسن بيئة التضخم ما قد يضع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في موقف يسمح له ببدء خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وقال مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة الأميركية يوم الجمعة إن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي، بعد أن ظل دون تغيير في مايو (أيار). وفي الاثني عشر شهرا حتى يونيو، ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي 2.5 في المائة، بعد أن ارتفع 2.6 في المائة في الفترة المعادلة حتى مايو.

وباستثناء مكونات الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي 0.2 في المائة الشهر الماضي. وجاء ذلك بعد زيادة غير معدلة بلغت 0.1 في المائة في مايو. وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا ارتفاع كل من مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الشهري والتضخم الأساسي 0.1 في المائة في يونيو.

وبعد بيانات الناتج المحلي الإجمالي الصادرة يوم الخميس، والتي أظهرت ارتفاع التضخم الأساسي بشكل أسرع قليلا من المتوقع في الربع الثاني، رفع البعض تقديراتهم لمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي إلى 0.2 في المائة. ولم تتغير توقعات التضخم الرئيسي لأسعار الاستهلاك الشخصي كثيراً.

وبشكل عام، تتراجع ضغوط الأسعار وقد تساعد اجتماع مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل في بناء المزيد من الثقة في أن التضخم يتحرك نحو هدف البنك المركزي الأميركي البالغ 2 في المائة. ويتتبع بنك الاحتياطي الفيدرالي مقاييس أسعار الاستهلاك الشخصي لتحديد توجهات السياسة النقدية.

وتباطأ الطلب في الاقتصاد استجابة لتشديد السياسة النقدية العنيف للبنك المركزي في عامي 2022 و2023. وبلغ متوسط ​​النمو الاقتصادي 2.1 في المائة في النصف الأول من هذا العام، مقارنة بـ4.2 في المائة في النصف الثاني من عام 2023.

وحافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة في النطاق الحالي 5.25 إلى 5.50 في المائة منذ يوليو الماضي. كما رفع سعر الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس منذ عام 2022.

وأدى تراجع التضخم وتخفيف ظروف سوق العمل إلى دفع الأسواق المالية إلى توقع ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام، بدءاً من سبتمبر المقبل.

وأظهر التقرير أيضا أن إنفاق المستهلكين، الذي يمثل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة، ارتفع بنسبة 0.3 في المائة الشهر الماضي، بعد ارتفاعه بنسبة 0.4 في المائة في مايو. وتم تضمين البيانات في تقرير الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، والذي أظهر نمو الاقتصاد بمعدل سنوي بلغ 2.8 في المائة، وهو ضعف وتيرة الربع الأول البالغة 1.4 في المائة.