الجامعة العربية تعلن استعدادها لتسهيل الحوار بين اللبنانيينhttps://aawsat.com/home/article/4058856/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%86-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AF%D9%87%D8%A7-%D9%84%D8%AA%D8%B3%D9%87%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86
الجامعة العربية تعلن استعدادها لتسهيل الحوار بين اللبنانيين
ميقاتي: لبنان على مفترق طرق بين النهوض والتدهور
ميقاتي مستقبلاً أمس الأمين العام لجامعة العربية الذي شارك في «منتدى الاقتصاد العربي» (دالاتي ونهرا)
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
الجامعة العربية تعلن استعدادها لتسهيل الحوار بين اللبنانيين
ميقاتي مستقبلاً أمس الأمين العام لجامعة العربية الذي شارك في «منتدى الاقتصاد العربي» (دالاتي ونهرا)
حذّر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أمس، من أن لبنان يقف «على مفترق طرق»، «إما النهوض المنتظر أو التدهور القاتم»، مطالباً المسؤولين السياسيين «بالترفّع عن مصالحهم الضيقة»، في إشارة إلى ترابط الأزمتين السياسية والاقتصادية. وجاء ذلك خلال أعمال الدورة الـ28 لـ«منتدى الاقتصاد العربي» التي عُقدت في بيروت، وشارك فيها أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وأكد، أن «تحقيق الانطلاق الاقتصادي في لبنان مرهون بكسر الانسداد السياسي»، معلناً، أن «الجامعة العربية على أتم الاستعداد للقيام بما يُطلب منها» في ملف تفعيل الحوار. ونظمت دورة منتدى الاقتصاد العربي «مجموعة الاقتصاد والأعمال» بالاشتراك مع الهيئات الاقتصادية اللبنانية واتحاد الغرف العربية والمؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان (إيدال) بالتعاون مع جامعة الدول العربية، تحت عنوان «لبنان: الطريق إلى النفط». ورأى ميقاتي، أن المنتدى «يشكل فرصة للتواصل حول المسائل الاقتصادية الأساسية في منطقتنا العربية في ظل تلاقي شخصيات ومرجعيات وخبراء مرموقين من لبنان والعالم». وقال «في لبنان، ورغم الضغوط الماكرو - اقتصادية المستمرة والاختلالات المالية المتواصلة في ظل تشنج سياسي متعاظم، عاد الاقتصاد ليسجل هذا العام نمواً يقارب 2 في المائة بالقيم الفعلية، بعد الانكماش الصافي الملحوظ الذي شهده منذ بداية الأزمة»، لافتاً إلى أن «نمو الاستيراد بنسبة 44 في المائة في الأشهر الأحد عشر الأولى من هذا العام مردّه إلى تحسن النشاط الاقتصادي المحلي في ظل ارتفاع الطلب الداخلي». وحذر ميقاتي من أن «لبنان على مفترق طرق، خلاصته إما النهوض المنتظر أو التدهور القاتم». وأوضح «في حال تحقّق السيناريو السياسي - الاقتصادي الإيجابي، تبدأ الضغوط الاقتصادية والاجتماعية بالانحسار ويبدأ البلد بالنهوض من كبوته القاتمة»، لافتاً إلى أن هذا الأمر «يتمحور حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن، وتشكيل حكومة جديدة تتعهد باعتماد نهج إصلاحي حقيقي بدعم سياسي فاعل وشامل يطال، خصوصاً القطاع العام وإيجاد بيئة استثمارية آمنة في ظل قضاء عادل ومستقل، واستكمال الخطوات المطلوبة للانتقال إلى مرحلة الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي؛ مما يؤسس للحصول على مساعدات خارجية واستثمارات باتجاه لبنان والتي تشترط انخراط الصندوق كمراقب دولي للإصلاحات في الداخل. وفي حال تحقق السيناريو الإيجابي المنشود». وطالب ميقاتي «بأن يترفّع المسؤولون السياسيون عن مصالحهم الضيقة ويبدّون المصلحة العامة ويعززون القواسم المشتركة؛ ما يؤسس للخروج من الكبوة القاتمة واحتواء المخاطر الكامنة وإلى الانتقال إلى حقبة من النهوض الاقتصادي المرجو في الأفق». وأشار إلى أن «الدولة اللبنانية أنجزت اتفاقية ترسيم الحدود البحرية جنوباً وأطلقت عملية الاستكشاف في البلوك الرقم 9، وسوف تقوم الشركات المكلفة بذلك بحفر بئر استكشافية في سنة 2023. وفي حال أتت نتائج التنقيب إيجابية، يتعزز عامل الثقة في الأسواق. وبما أن عنوان المؤتمر اليوم هو (الطريق إلى النفط)، من المهم القول، إن استكشاف الغاز سيدرّ مكاسب اقتصادية مهمة على لبنان، أولاً من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية، وتالياً من خلال تعزيز إيرادات الدولة في حال تبيّن أن الموارد الهيدروكربونية قابلة للتسويق. كما أن انتعاش القطاع الهيدروكربوني في لبنان سيخفض من عجز قطاع الطاقة ويعزز الوضعية الخارجية للبنان ويساعد على الولوج إلى نهوض اقتصادي عام». وقال، إن «عملية المسار السريع للاستكشاف (Fast Track Exploration) وفي حال وجود كميات تجارية سوف يستتبعها تطوير للحقل بالسرعة القصوى؛ وذلك لإمداد السوق المحلية بالغاز الطبيعي، وعلى وجه التحديد معامل الكهرباء، بدءاً بمعمل الزهراني جنوباً حتى دير عمار شمالاً. وسوف يكون هناك دور كبير للقطاع الخاص في عملية تمويل وإنشاء البنى التحتية للغاز الطبيعي، مما سيساعد على خفض كلفة الكيلوات وسوف يسهم في تنمية الصناعات المحلية التي سوف تعتمد على الغاز الطبيعي». وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته، إن «الوضع اللبناني، لا يزال أسيراً لدائرة حزينة من المعاناة والألم، ولا يزال أسيراً للتدهور الاقتصادي والجمود السياسي. والجانبان يرتبطان برباطٍ وثيق، كما صار واضحاً لنا جميعاً، فتحقيق الانطلاق الاقتصادي مرهون بكسر الانسداد السياسي». وأشار إلى «ان الإصلاحات المطلوبة لإخراج لبنان من الأزمة لم تعد خافية على أحد، والإصلاح لم يعد خياراً، وإنما ضرورة مُلحة لا تقبل التأجيل، خصوصاً في ضوء تفاقم أزمتي الغذاء والطاقة، وما يشهده الاقتصاد العالمي من انجراف متسارع نحو الركود التضخمي»، مؤكداً، أن «هذه الأزمات زادت من صعوبة الوضع في لبنان، وهي أيضاً باعثٌ قوي للإسراع بالإصلاح». وقال «الخطوة الأولى إذن على «الطريق إلى النفط»، هي الإصلاح. ولكي تصل هذه الطريق إلى غايته المنشودة، من الانتعاش الاقتصادي والازدهار، فإن عملاً جاداً لا بد أن يُبذل على صعيد إصلاح النظام المالي والمصرفي وهيكلة الدين العام، بما يمكّن من استعادة الثقة في النظام المصرفي، والحفاظ على حقوق المودعين، وبخاصة من أصحاب الودائع الصغيرة، ووقف الانهيار في قيمة العملة المحلية». وشدد على ضرورة «استكمال بنود الاتفاق الأولي الذي تم التوصل إليه مع صندوق النقد الدولي عبر إقرار القوانين اللازمة؛ تمهيداً للتوصل إلى اتفاق نهائي يسهم في تحقيق التعافي الاقتصادي ويفتح الطريق أمام تدفق أكبر للمساعدات الدولية». وقال أبو الغيط، إن المدخل سيكون بـ«استعادة ثقة المستثمرين والداعمين من الأشقاء والأصدقاء في الإقليم وخارجه، وقبل ذلك كله ثقة الشعب اللبناني ذاته في الحكومة والقيادات السياسية وفي عزمها على السير في طريق الإصلاح إلى غايته». وشدد على أن لبنان «لا يتحمل شغوراً رئاسياً يطول أمده، لا يتحمل وضعه الاقتصادي أو الاجتماعي هذا الفراغ الذي يزعزع الثقة بدلاً من تعزيزها، ويؤثر سلباً على فرص التعافي الاقتصادي». وتابع «لقد عاش لبنان الشغور الرئاسي من قبل، في ظل أوضاع اقتصادية مختلفة تماماً. وتعامل السياسيون اللبنانيون معه بما هو معهود عنهم من إبداعٍ في فنون السياسة وبناء التوافقات. على أن الأزمة الحالية ليست كسابقاتها، والسياق الذي نعيشه اليوم غير مسبوق في ضغوطاته وتحدياته ولا ينبغي التعامل مع الوضع الحالي بوصفه مساراً طبيعياً، أو حالة اعتيادية يُمكن تمديدها إلى ما لا نهاية، بل يتعين الإسراع بإنهاء الشغور عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية يكون مُعبّراً عن اللبنانيين، بكافة أطيافهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية وعنواناً على وحدة البلاد وعلامة على استعادة الثقة». وناشد «مختلف القيادات السياسية اللبنانية الالتفات إلى خطورة اللحظة التي يمر بها البلد وسط ظرف دولي مضطرب يفرض على المجتمع الدولي قائمة أولوياتٍ مزدحمة». وقال، إن «هذا الظرف ذاته يفرض على الأفرقاء تجاوز كل الانقسامات واحتواءها، ويحتم على الجميع وضع المصلحة اللبنانية فوق كل اعتبار». وأكد، «أن قنوات الحوار يتعين أن تبقى مفتوحة ومباشرة بين جميع القوى والتيارات السياسية»، معلناً أن «الجامعة العربية على أتم الاستعداد للقيام بما يُطلب منها في هذا الصدد». وقال، إن «انسداد الحوار واستسهال التمترس خلف المواقف لتمرير الوقت، لا يُمثل استراتيجية ناجعة لمعالجة الانسداد القائم». وقال، «إن الحفاظ على السلم الأهلي والأمن في لبنان واجب على كل لبناني في هذه الظروف الدقيقة، وفي ظل دور الجيش، كمؤسسة وطنية جامعة، محورياً في صيانة أمن هذا البلد، وفي ظل اتفاق الطائف، عقداً وطنياً لا غِنى عنه للاستقرار وسياجاً حامياً للسلم الأهلي في لبنان بكل مكوناته وطوائفه».
استنكر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الخميس، استخدام الولايات المتحدة «الفيتو» لعرقلة قرار بمجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.
أجمع عدد من قادة الدول العربية والإسلامية على رفض حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، واستمرار العدوان على لبنان.
عبد الهادي حبتور (الرياض )
جمال مصطفى: عرفنا في المعتقل بإعدام الرئيس ونقل جثته للتشفيhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5084585-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89-%D8%B9%D8%B1%D9%81%D9%86%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%82%D9%84-%D8%A8%D8%A5%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D9%88%D9%86%D9%82%D9%84-%D8%AC%D8%AB%D8%AA%D9%87-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%81%D9%8A
جمال مصطفى: عرفنا في المعتقل بإعدام الرئيس ونقل جثته للتشفي
عائلة صدام وتبدو حلا إلى يساره (أ.ف.ب)
ليس بسيطاً أن تكون صهر الرئيس صدام حسين، وسكرتيره الثاني، وابن عشيرته، وموفده إلى العشائر، وأن تذهب لإحضار العشائر للدفاع عن بغداد، وأن تكتشف لدى عودتك أنها احتُلّت، وأن الأميركيين أدرجوا صورتك مع لائحة كبار المطلوبين على ورق اللعب، وأن تلجأ إلى سوريا فتمتنع عن استقبالك، وأن تعود وتغري الدولارات رجلاً بالوشاية، فتجد نفسك في المعتقل.
ليس بسيطاً أن تقيم في زنزانة انفرادية منقطعاً عن العالم والكاميرا تحصي حركاتك وآلة التسجيل تعد أنفاسك لالتقاط أي كلمة، وأن تُتهم رغم عزلتك بأنك تقود المقاومة وترسل سيارات مفخخة، وأن تعرف في المعتقل نبأ يوجعك وهو وقوع «قائد المقاومة» صدام حسين في أيدي القوات الأميركية، وأن تلمحه في المعتقل، وأن تُستدعى ذات يوم إلى محاكمة الدجيل فتجد في قفص الاتهام من كان سيّد البلاد والمصائر، وأن تكتشف لاحقاً أن «السيد الرئيس» أُعدم فجر يوم العيد، وأن جثته طُرحت أمام منزل رئيس الوزراء نوري المالكي الذي كان يحتفل بزفاف ابنه، وأن تشارك في صلاة الغائب مع أعضاء القيادة طه ياسين رمضان وخالك علي حسن المجيد «الذي سُمي ظلماً الكيماوي» وبرزان التكريتي وعبد حمود، وأن تستوقفك مشاركة طارق عزيز المسيحي في تأدية صلاة الغائب.
وليس بسيطاً أن يبلغك القاضي سراً في 2011 أن لا مبرر لمحاكمتك، وأنه قادر على إطلاق سراحك مقابل مبلغ نقدي محترم بالعملة الخضراء، وأن تعرض على القاضي أن يتولى بيع قطعة أرض ورثتها عن جدك الرابع لأنك لا تملك الدولارات التي يحلم بها، وأن يرفض القاضي العرض فتترك في السجن فترة إضافية تقترب من العقد ثم يفرج عنك بسبب نقص الأدلة.
قبل أسابيع، شاهدت صورة قديمة للرئيس الراحل صدام حسين مع كامل العائلة. كان في الصورة صدام وزوجته ساجدة ونجلاه عدي وقصي وبناته رغد وزوجها حسين كامل المجيد، ورنا وزوجها شقيقه صدام كامل المجيد، وحلا وزوجها جمال مصطفى السلطان. ضرب الزلزال الصورة الجامعة. قُتل خمسة من الرجال الستة الذين ظهروا في الصورة. أعدم صدام، وقُتل عدي وقصي ومصطفى نجل الأخير على أيدي الأميركيين، وقُتل حسين كامل وصدام كامل على يد أبناء العشيرة عقاباً لهم على الانشقاق عن النظام. لم يبق من رجال العائلة إلا واحد هو الدكتور جمال مصطفى السلطان.
ولد جمال في تكريت 4 مايو (أيار) 1964. التحق الشاب بجهاز حماية الرئيس الذي شجعه على متابعة دراسته بموازاة عمله. وهكذا حصل على إجازة جامعية تبعتها دكتوراه في العلوم السياسية. لعب دوراً كبيراً في تشجيع الرياضة وربطته علاقات واسعة بالرياضيين. وأوكل إليه ملف العشائر فنسج علاقات واسعة معها. وكان دائماً موضع ثقة الرئيس وكان يشارك في جلسات مجلس الوزراء. اعتُقل في العشرين من أبريل (نيسان) 2003 وأُفرج عنه من سجن الحوت في الناصرية في 17 يونيو (حزيران) 2021. توجّه من بغداد إلى أربيل حيث التقى الزعيم الكردي مسعود بارزاني ثم غادر للإقامة في الدوحة مع زوجته والسيدة ساجدة أرملة الرئيس العراقي الراحل.
استوقفني ابتعاد الرجل عن الإعلام فاتصلت به وقرر الخروج عن صمته. سألته عن قصته وطال اللقاء. وعلى العادة العشائرية رفض أن نغادر من دون غداء متأخر كان الطبق الرئيسي فيه «الهبيط» الذي كان صدام حسين يعده شخصياً في اللقاءات العائلية ومع الأصدقاء المقربين.
بعد مغادرتي تذكرت ما سمعته من القاضي عبد الرؤوف رشيد الذي أصدر حكم الإعدام بحق صدام حسين في قضية الدجيل. وكان جمال السلطان برفقة صدام في تلك الزيارة التي تعرض خلالها لمحاولة اغتيال. قال القاضي بعد اختتام الحوار معه: «للأسف نحن تصرفنا بمنطق القانون والعدالة. لكن بعض المعنيين أعطوا المسألة طابع الثأر والشماتة حين اختاروا يوم العيد لتنفيذ حكم الإعدام وأساءوا التصرف بجثة صدام. هذه الممارسات - عملياً - هدية لجمهور صدام إذ يمكن أن تبقي ذكره حياً لفترة طويلة».
سألت جمال مصطفى السلطان عن اتصالاته في المعتقل مع الرئيس السجين، وتركته يروي قصة الاتصال الأول الذي «كان من خلال بعض المعتقلين الذين كانوا معه في المحكمة، محكمة الدجيل»، أحدهم رئيس محكمة الثورة عواد البندر الذي نُفذ فيه حكم الإعدام أيضاً.
ويقول: «كان الرجل (البندر) ينقل لي بعض الكلام عن السيد الرئيس، إذ كان يذهب إلى محكمة الدجيل، وكانت علاقتي به جيدة ونجلس معاً ونتحدث، وأبو بدر في الحقيقة طيب وشجاع وإنسان لديه تفاؤل، التنفيذ (الإعدام) ربما بعد ساعة لكن هو يتحدث معك ويقول لك: لا تُقلق نفسك، ولا تهتم، وهذا الموضوع لن يحصل. يعطيك طمأنينة ويريحك. كنت أتواصل من خلال عواد البندر، كلام يأتي ويذهب.
وهكذا كنا نتبادل السلام والكلام وغيرهما. بعدها كان سلطان هاشم، وزير الدفاع العراقي، الله يرحمه ويغفر له، وحسين رشيد، الله يفرج عنه، فريق أول ركن أمين سر القيادة العامة للقوات العراقية، وهو لا يزال في المعتقل وتجاوز عمره 85 سنة... كان حسين رشيد وسلطان هاشم، الله يرحمه، أُرسل معهما كلاماً ويأتي كلام من خلالهما، رسائل شفهية، إضافة إلى أنني كنت أرسل كتباً للسيد الرئيس.
كتب متنوعة، خصوصاً التاريخية التي كانت عندي في المعتقل، إضافة إلى أنه كان يأتيني منه بعض السيجار الذي يحمل توقيعه. يوقّع على السيجار ويرسله لي لأتأكد أن الكلام وصل وما زلت أحتفظ بعدد من السيجار المرسل منه.
سيجار كوبي موقّع عليه بيده داخل المعتقل. وكنت أبعث السيجار إلى أسرتي مع المحامي الأستاذ بديع عارف، الله يرحمه، وكان يستغرب كيف وصلت هذه الرسائل وهذا السيجار فأقول له: أستاذ هذا الموضوع دعه بيننا الآن ولا تتحدث به ودعنا سائرين لأنني إذا قلت لك عن السبيل ربما يضيع السبيل علينا. دعنا نتبادل الرسائل والحاجات.
تسألني عن معنويات الرئيس في المعتقل. نحن نعرف السيد الرئيس، الله يرحمه، بشكل دقيق، والعراقيون والعرب والمسلمون أيضاً يعرفونه. يعرفون أنه رجل شجاع وثابت ثبات الجبال لا تهزه العواصف ولا تزيله القواصف. ثابت ومعروف عنه هذا الجانب. لذلك، نحن نتحدث عن شجاعته وبطولاته وعقليته وأملنا الكبير به وكنا معولين عليه لتحرير العراق من خلال وجوده خارج السجن، فكان الحديث يدور بشتى الطرق.
وليس سراً أن الرئيس كان يتوقع أن يُعدم. بصورة عامة، كل الذين دخلوا السجن بمن فيهم أنا، لم يغب عن بالنا هذا الموضوع، إذ يمكن إلصاق أي تهمة لتبرير الحكم والإعدام. لم يغب ذلك عن بالي، لأن المحكمة مجرد مسرحية وبنيت وأسست من قبل الأميركيين وبأوامر إيرانية، وتنفذ بأيادي عملاء عراقيين لإرضاء أسيادهم الإيرانيين والأميركيين. فهي أداة للانتقام من النظام السابق».
مع صدام في الدجيل
كان جمال مصطفى إلى جانب صدام حسين حين تعرض لمحاولة اغتيال في الدجيل واستدعي إلى المحكمة، وها هو يتذكر: «موضوع الدجيل تناقلته آنذاك وسائل الإعلام ثم المحكمة لاحقاً. تم الحديث عن الموضوع وبالكثير من التفاصيل. الرجل، الله يرحمه ويغفر له، زار الدجيل مثلما كان يزور أي مدينة أو قرية في العراق. زارهم والتقى المواطنين الذين احتفوا ورحبوا به. تحدث مع المواطنين وكانت بينهم امرأة. نحن عندنا عادة كلما زار السيد الرئيس قرية أو مدينة ذبحوا خروفاً. أتذكّر أن المرأة دمغت السيارة بكفها وأصبح هناك أثر دم على السيارة. نحن في هذه الأثناء نعرف أن هذه يمكن أن تكون إشارة ممكن بحسن نية، ولكن نحن لا نترك الأمور سائبة لحسن النية، فبدّلنا بسيارته، الله يرحمه، سيارة أخرى. عاد الرئيس إلى سيارته ومشينا باتجاه الطائرات للعودة إلى بغداد.
وفيما نحن نسير باتجاه الطائرات تعرّض الموكب لإطلاق نار من البساتين، وكان إطلاق النار كثيفاً وبأسلحة متنوعة. نزل الرئيس في هذه الأثناء من السيارة، وأصيب عدد من السيارات ووقع جرحى. بدأ الرئيس يتمشى مع المواطنين حتى يشيع جواً من الطمأنينة وعدم الخوف. راح يتحدث مع المواطنين ثم رجع إلى السيارة فاستقلها ورجع إلى المكان نفسه الذي ألقى فيه الخطاب للمواطنين والتقاهم وألقى فيهم خطاباً، وبعدما ألقى خطابه رجع وركب الطائرة وعدنا إلى بغداد.
بعد عودتنا ألقي القبض على عدد من الموجودين الذين شاركوا في هذه العملية. وبعد ساعة من هذه المحاولة الفاشلة، أوحى (الرئيس الإيراني الراحل) هاشمي رفسنجاني خلال زيارته إلى سوريا بأنهم هم من حاولوا اغتيال الرئيس العراقي الله يرحمه. أعلنها من دمشق. و(هذا) دليل قاطع على أن إيران وراء العملية، وهم من كانوا يسعون إلى اغتياله. يعرفون أنهم إذا اغتالوا السيد الرئيس يصبح العراق بأيديهم. حوكم المشاركون وأعدموا.
استدعيت إلى المحكمة بعد الاحتلال الأميركي. الحقيقة أول ما دخلت رأيت السيد الرئيس جالساً في المحكمة، فسلّمت عليه وأتذكر بالضبط ما قلته: «السلام عليكم يا أبي وعمي وقائدي العزيز الغالي». بالضبط هذا كان كلامي للسيد الرئيس عندما دخلت وسلّمت عليه. أديت اليمين وبدأت شهادتي.
أتذكر أنني استحضرت أشياء، قلت لهم هي سلسلة انفجارات حصلت في العراق، وهي ليست القضية الأولى في العراق وإنما قضايا كثيرة حدثت من قبل عملاء إيران وسلسلة من الانفجارات التي حصلت في بغداد وقلت لهم عن جامعة المستنصرية وأشياء أخرى. بماذا أجابني القاضي؟ قال لي: نحن لسنا بصدد هذا الموضوع حتى نتحدث عنه لنقول إنها إيران أو لا، أنا بصدد الآن أنك آتٍ لتدافع عن هذا المتهم، فجاوبته: نعم، السيد الرئيس متهم ومجرم منذ زمن بعيد بالنسبة إلى أعداء العراق والأمة ولكنه قائد وابن بار للعراق وللأمة.
تسألني إن كنت عوقبت لأنني صهر الرئيس وجوابي هو نعم. بقائي لمدة 18 سنة ونصف السنة في السجن هذا أحد أسبابه. هم بطريقتهم وفهمهم وحقدهم جاءوا فقط لأغراض الانتقام، لذلك هذا شيء بالنسبة إليهم جريمة، جريمة كبرى. دفعت ثمناً، ولكن هم حاولوا أن ينتقموا مني بهذه الطريقة وأبقوني طوال هذه المدة في السجن. وحقيقة لم تبق تهمة لم يوجهوها لي وبينها أنني أقود المقاومة من داخل المعتقل.
الزنزانة والاتهامات
لفقوا لي تهماً كثيرة. قالوا لكونك صهر صدام حسين وعندك علاقات متميزة مع شيوخ عشائر ورياضيين ومواطنين يمكن إذا طلعت أن تعمل علينا انقلاباً، لذلك يجب أن تكون في السجن ولا تخرج منه، بل يجب أن تموت فيه. هذا الكلام قاله عراقيون. الأميركيون قالوا لن تخرج للأسباب التالية التي ذكرتها لك، لكن العراقيين أضافوا: «يجب أن تموت في السجن لأنهم جاءوا لأغراض الانتقام، وهم لم يبقوا تهمة لم يتهموني بها منها، أنني قائد المقاومة، وقائد (ثوار العشائر) وقائد (جيش عمر) وقائد (جيش أبو بكر) وقائد (جيش محمد)».
أكثر من 10 تهم، يأخذونني إلى المحكمة ثم أدافع عن نفسي بقوة وثبات وشجاعة، وحين تتأكد براءتي يطلقون تهمة أخرى. كانت الهيئة الاستشارية للأمن الوطني مسؤولة عن 3 أجهزة هي المخابرات، والأمن الوطني، والاستخبارات. هذه الأجهزة الثلاثة كانت تراقبني داخل السجن، وتراقب كل خطواتي وكان لديهم عناصر داخل السجن لمراقبتي. هذه الأجهزة كانت تتهمني. مثلاً يتهمني جهاز المخابرات بقضية وعندما تنتهي يبدأ جهاز الأمن الوطني بقضية، ثم يبدأ جهاز الاستخبارات بقضية، وهكذا. عزلوني عن جماعتي - جماعة النظام السابق - لمدة 7 سنوات لكوني صهر صدام حسين والأخطر من بين كل السجناء، عزلة كاملة. لا ألتقي بسجين ولا بأيٍّ كان.
كان طول الزنزانة 3 أمتار ونصف المتر وعرضها 3 أمتار، والمرحاض. ساهم في مساعدتي عدد من الحراس الذين كانوا يحترمونني كثيراً ويقدرونني ويتعاملون معي باحترام كبير لأنهم يعرفونني من خلال عملي في الرياضة وعلاقاتي الواسعة في هذا الوسط. أتذكر في 2018، جاء مدير جديد للسجن اسمه عبد الرحمن، إنسان عراقي أصيل ليست لديه أدران وأحقاد تجاهنا. كان رجلاً مهنياً. زارني وقلت له إن المعتقلين والسجناء في هذا السجن كلهم محكومون بالإعدام. أنا لست معهم ومعزول عنهم ولا ألتقيهم، ولكن في هذا السجن الذي تعدونه مهماً جداً لكم وتعدونه رقمَ واحد تضعون فيه كل المحكومين بالإعدام. كلهم محكومون بالإعدام ورغم ذلك تعطونهم تليفونات وتسمحون لهم بالتواصل مع عوائلهم هاتفياً وتصل إليهم رسائل ولديهم مواجهات مع عوائلهم وكذلك لديهم محامون يلتقون بهم، بينما أنا لا أحصل على أي شيء من هذا.
قلت له: «أنا لا أتحدث عن حقي بصفتي سجيناً. على الأقل لصالحكم لتقولوا نحن نسمح له بأن يبعث رسائل، أنا أريد أن أبعث رسائل من خلالكم إلى أخي. فقال: طبعاً هذا حقك، حق مشروع، ثم بعثت رسائل، اثنتين أو ثلاثاً، من خلاله إلى أخي، ثم بعد فترة، حسبما فهمت، جهاز الاستخبارات الذي يراقب اتهمه بأنه أوصل لي رسائل. كان الأمر قانونياً والرجل لم يخترق القانون. فاعتقلوه ووضعوه في السجن، ثم بدأوا يحققون معه. حاولوا أن يتهموه بأنني أعطيته رشوة وحاولوا اتهامه بأنني أسرّب من خلاله رسائل إلى المقاومة وسعوا إلى تحويله شاهداً ضدي، لكن أراد الله شيئاً آخر فتوفي الرجل في السجن من التعذيب والأذى الذي حصل له. كان كثيرون من العراقيين متفانين في مساعدتي، لأنهم يعرفونني عن قرب ويعرفون أن وجودي كله (في المعتقل) ظلم وافتراء.
تصوّر أنني اتهمت بجريمة قتل في أثناء وجودي في المعتقل. زعموا أنني كلفت شخصاً بإعداد سيارة مفخخة وتفجيرها بالمقدم محمد الموسوي وهو يعمل في الشرطة أو المرور. يعرفون أنني في المعتقل ولكن أعتقد أن الحقد أعماهم. أنا لا أعرف من هو الموسوي ولم يسبق أن سمعت به».
كتمت القيادة دموعها وشاركنا طارق عزيز في صلاة الغائب
سألته عن لقاء آخر مع الرئيس فأجاب: «أنا رأيته مرتين (بعد الاعتقال). وكان ألمي كبيراً عندما رأيته لأن السيد الرئيس بالنسبة لي شيء عظيم، هو قدوتي. وألمي الشديد لأنني وجدته في مكان يحاول فيه بعض العملاء إيذاءه. كان رجلاً كالأسد وثابتاً على مبادئه التي نشأ عليها وناضل وضحّى من أجلها، حقيقة هذا أول لقاء. واللقاء الثاني، مثلما ذكرت لك، كان في قاعة المحكمة.
اللقاء الأول كان في السجن. معنوياته كانت عالية، وهو معروف بشجاعته وثباته أنه رجل لا تلقى إنساناً بمستواه من الشجاعة والثبات والإقدام.
نعم الرئيس تعرض للتعذيب. أعلن في المحكمة أنه تعرض للتعذيب. وأيضاً آخرون من القيادات العراقية تعرضوا للتعذيب مثل الأستاذ طه ياسين رمضان الذي كنت بين فترة وأخرى أتحدث إليه. تعرض للتعذيب. وبعض الإخوان تعرضوا للتعذيب أيضاً. في البداية على يد الأميركيين لأننا كنا لدى الأميركيين ولمدة طويلة حتى 2008 عندما التحق القسم الأول بالعراقيين، ثم القسم الثاني في 2010، ثم القسم الآخر في 2011 و2012. الأستاذ طارق عزيز تعرض أيضاً للتعذيب النفسي».
متى عرفت وأنت في المعتقل أن صدام حسين قد أعدم، وهو عمك ووالد زوجتك ورئيس العراق؟
أجاب: «كنا في قاطع أغلب الموجودين فيه لهم صلة بالرئيس، الله يرحمه. مثلاً كان معي الفريق الركن كمال، أخي، حجي عبد، خالي علي حسن المجيد، ابن عم الرئيس، سبعاوي إبراهيم، إضافة إلى بعض الموجودين من الأقرباء الآخرين، والقياديين طارق عزيز، سلطان هاشم، طه ياسين رمضان، عواد البندر. نحن عادة نشعر بشيء يحصل أو سيحصل. كان لدينا راديو أعطانا إياه الأميركيون نسمع به أخباراً. عندما استيقظنا صباحاً لم نجد الراديو في مكانه. وبالوقت نفسه وجدت أن بين الحراس مترجماً. هذا يعطيك مؤشراً بأن هناك حدثاً ما حاصل.
نعم، المترجم كان جالساً مع الحراس. في الأيام الاعتيادية يوجد الحراس فقط من دون مترجم، ولكن وجود المترجم يعطيك مؤشراً آخر أن هناك حدثاً. ثم غياب الراديو. هذان الأمران يعطيانك مؤشراً. القاطع الذي أمامنا لم يأخذوا منه الراديو. سمعنا بعض الكلام منهم وبعض الانزعاج، سمعنا منهم أن هذا اليوم تم تنفيذ حكم الإعدام واستشهاد السيد الرئيس القائد الله يرحمه. حقيقة، تألمنا كثيراً، وأنا أول الموجودين ورحت أمشي في المكان والمترجم قريب مني والحرس، وقلت التالي: صدام حسين خالد خلود عمر المختار والقادة العرب الكبار، ومن الآن فصاعداً هو رمز وأيقونة للشجاعة والبطولة والتضحية والفداء لكل العراقيين والعرب والمسلمين، وهو خالد خلود كل قادة العرب. المترجم كان يسمع ويترجم لهم لكنه كان رجلاً هادئاً وكان الحراس هادئين ولم يصدر منهم أي شيء. الفريق كمال أيضاً شاطرني الكلام نفسه وراح يتحدث بالروحية نفسها والطريقة نفسها، ثم صلينا صلاة الغائب عليه، رحمه الله.
كلنا حضرنا صلاة الغائب بمن فينا طارق عزيز، وهو رجل مسيحي، لكنه كان من قادة العراق البارزين. كان لدى الجميع شعور عارم بالصدمة. استشهاده كان صدمة لكل العراقيين الوطنيين الشرفاء والعرب والمسلمين وكانت في الوقت نفسه خسارة عظيمة لأنه هو جدار الصد للأعداء. فكان الكل بانياً عليه أملاً، وفي الوقت نفسه كانت خسارة عظيمة. فالكل كان يشعر بهذا الشعور والألم.
حاول الجميع ضبط مشاعرهم أمام الخسارة. ولكن حقيقة، نحن الرجال، نخجل من أن نبكي رغم أنه أمر طبيعي. وعندما يريد أحد أن يقوم بهذا الموضوع يعزل نفسه في جانب ما حتى لا يُشاهد.
لم يكن خالي علي حسن المجيد في تلك اللحظة إلى جانبي لأنه كان في قاطع آخر، لكن هو أيضاً كان محكوماً بالإعدام وكانوا بين فترة وأخرى يأخذونه لتنفيذ الحكم، ولكنني رأيته رجلاً ثابتاً وشجاعاً وكان هو أيضاً يعطيني شيئاً من الاطمئنان. كان يقول نحن كلنا سائرون على هذا الدرب، ولطالما شعرنا بأننا سنستشهد في أي لحظة، ليس الآن بل منذ كنا مناضلين ونقاتل في كل الحروب التي خضناها.
وبصورة عامة كل من شارك في تلك المرحلة نجا من الاستشهاد مرات عدة. ليس مرة ومرتين، مرة نجوا من قنبلة ومرة من رصاص لكننا نجونا بفضل الله سبحانه وتعالى. تعرضنا لمخاطر كثيرة، لذلك الكل يشعر بهذا الأمر، أنه مؤمن والقدر مكتوب. إذا كتب لك الله أن تستشهد فتستشهد».
قبور صدام وعدي وقصي في عهدة رجال موثوقين
سألته عما إذا كان لتوقيت عملية الإعدام وقع خاص وعما تردد عن الجثة والقبر، فأجاب: «مؤكد كان لتاريخ تنفيذ الإعدام وقع خاص وكان القصد إذلال العرب والمسلمين لأن الإعدام نفّذ يوم عيد الأضحى، فكل العرب والمسلمين يتأثرون تأثراً كبيراً لأن المقصود إيذاؤهم نفسياً وإذلالهم. هذا هو الموضوع.
الجثة نقلت في وقتها إلى مكان، حسبما وصلنا من روايات وسمعنا، هو منزل نوري المالكي (رئيس الوزراء السابق)، وهو من التابعين لإيران، وكان عنده حفل زفاف لابنه، حسبما يدّعون. نُقلت إلى المكان للانتقام، وأشير إلى هذه النقطة لأنهم لم يأتوا لخدمة العراق وتقديم شيء للعراق غير الانتقام وتدميره.
بعدها نُقلت الجثة إلى تكريت إلى صلاح الدين، وتحديداً العوجة مسقط رأس الرئيس ودُفن هناك. كان العزاء موجوداً وكان زوّار من كل أنحاء العالم والعراق يزورونه، الله يرحمه، لفترة طويلة. مكان القبر الآن غير معروف ولأسباب معروفة، لأننا نتعامل مع صغار القوم وفي الوقت ذاته أكبر الناس الحاكمين. هدفهم وغايتهم وغرضهم القتل والانتقام. الأمر نفسه بالنسبة إلى قبرَي عدي وقصي. القبور موجودة في عهدة أناس موثوقين مائة في المائة».
أرسلت إلى الرئيس المحتجز الكتب وأرسل لي السيجار مع توقيعه