مجلس الأمن يعتمد أول قرار لميانمار

مجلس الأمن خلال التصويت على القرار المتعلق بميانمار أول من أمس (أ.ف.ب)
مجلس الأمن خلال التصويت على القرار المتعلق بميانمار أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

مجلس الأمن يعتمد أول قرار لميانمار

مجلس الأمن خلال التصويت على القرار المتعلق بميانمار أول من أمس (أ.ف.ب)
مجلس الأمن خلال التصويت على القرار المتعلق بميانمار أول من أمس (أ.ف.ب)

دعا مجلس الأمن المجموعة العسكرية الحاكمة في ميانمار (بورما سابقا) إلى إطلاق سراح رئيسة الوزراء السابقة أونغ سان سو تشي، في أول قرار له يتناول الوضع في الدولة التي تمزقها الاضطرابات بجنوب شرق آسيا.
ومنذ عقود ينقسم المجلس المكون من 15 عضوا إزاء ميانمار، وتمكن في السابق من الاتفاق فقط على إعلانات رسمية بشأن هذا البلد الخاضع لحكم مجموعة عسكرية منذ فبراير (شباط) 2021.
وتقبع سو تشي البالغة 77 عاماً، في السجن منذ أطاح الجيش بحكومتها قبل سنتين وشن حملة قمع على المعارضة. وذكرت وكالة «فرانس برس» أن القرار الدولي حض الجيش على «الإفراج الفوري عن جميع السجناء المعتقلين بشكل تعسّفي»، مشيراً إلى الرئيس السابق وين ميينت وأونغ سان سو تشي. ويطالب نص القرار بـ«الوقف الفوري لكل أشكال العنف»، كما يدعو «كل الأطراف إلى احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وسيادة القانون».
وبدا المجلس موحداً نسبياً عند اعتماد القرار فيما كثرت الانقسامات في صفوفه خلال السنة الأخيرة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال المتحدث باسم الأمين العام لمجلس الأمن أنطونيو غوتيريش قبيل التصويت إن «أي فرصة لمجلس الأمن للتكلم بصوت واحد قوي وموحد بشأن أي من القضايا وخصوصا بشأن ميانمار (بورما سابقاً) ستكون موضع ترحيب».
ووافق 12 عضواً في المجلس على قرار الأربعاء من دون معارضة أي عضو، كون الصين وروسيا لم تستخدما حق النقض (الفيتو)، كما امتنعت الهند عن التصويت.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن القرار يوجه «رسالة قوية» من العالم مفادها أن على المجموعة العسكرية أن «تضع حدا للعنف الذي تمارسه في أنحاء البلاد» وتطلق سراح السجناء.
وقال دبلوماسيون إن القرار الوحيد الصادر عن المجلس بشأن ميانمار هو القرار الذي صادقت عليه الأمم المتحدة في 1948 ووافقت فيه على عضوية هذا البلد في الهيئة الدولية. في 2008، أخفق المجلس في اعتماد مشروع قرار حول ميانمار بعد استخدام بكين وموسكو حق الفيتو. ثم في ديسمبر (كانون الأول) 2018، قامت بريطانيا بمحاولة أخرى عقب أزمة الروهينغا عندما فر 700 ألف شخص من ميانمار إلى بنغلادش المجاورة، لكن لم تعقد أي جلسة تصويت على الإطلاق. وبدأت بريطانيا في سبتمبر (أيلول) توزيع مسودة نص لقرار الأربعاء. وأدخلت الكثير من التعديلات لضمان إقراره، بحسب متابعين لشؤون الأمم المتحدة.
كذلك اعترض عدد من الأعضاء على بند يطلب من الأمين العام للمجلس إطلاع المجلس بتطورات الوضع في ميانمار كل 60 يوما.
وبدلا من ذلك يدعو القرار الأمين العام وموفده لتقديم تقريره للمجلس بحلول 15 مارس (آذار) 2023، بالتنسيق مع رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان).


مقالات ذات صلة

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

المشرق العربي أشخاص يلوحون بالأعلام السورية خلال مسيرة في السويداء بسوريا في 13 ديسمبر 2024، احتفالاً بانهيار حكم بشار الأسد (أ.ف.ب)

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

نقلت متحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن عنه قوله، اليوم (الجمعة)، إنه يرى تحديات كثيرة ماثلة أمام تحقيق الاستقرار في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».