«فاغنر» تُفجّر سجالاً بين غانا وبوركينا فاسو

واغادوغو نفت مجدداً التصريح للشركة الروسية بالسيطرة على مناجم

رئيس غانا نانا أكوفو أدو خلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
رئيس غانا نانا أكوفو أدو خلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
TT

«فاغنر» تُفجّر سجالاً بين غانا وبوركينا فاسو

رئيس غانا نانا أكوفو أدو خلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
رئيس غانا نانا أكوفو أدو خلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

فجّرت شركة «فاغنر» الروسية سجالاً واسعاً، على مدار الأيام الماضية، بين غانا وبوركينا فاسو، بسبب اتهامات تتعلق بمنح واغادوغو أحد المناجم المهمة، إلى الشركة الأمنية الروسية مقابل خدماتها هناك. ورغم النفي البوركيني الرسمي، فإن صدى واسعاً أحدثته تلك الاتهامات.
وكان رئيس غانا نانا أكوفو أدو، عبّر عن قلقه من التواجد الأمني الروسي المتنامي في بوركينا فاسو، قائلاً، إن «الجنود الروس باتوا متمركزين عند حدود بلاده الشمالية». وذكر خلال لقاء مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، أنّ «بوركينا أبرمت ترتيباً لتوظيف قوات فاغنر»، وأنه يعتقد أنه «تمّ تخصيص منجم في جنوب بوركينا لهم كوسيلة دفع في مقابل خدماتهم».
التصريح الصادم استدعى احتجاجاً دبلوماسياً، فاستدعت بوركينا فاسو سفير غانا للتشاور تعبيراً عن «رفضها» تصريحات الرئيس أدو، وقالت وزارة خارجية بوركينا فاسو، الجمعة الماضي، إنّ «الوزير المفوض المسؤول عن التعاون الإقليمي كاراموكو جان ماري تراوري، عبّر عن رفض حكومة بوركينا فاسو هذه التصريحات، التي أدلى بها رئيس دولة غانا».
ورغم محاولة السفير الغاني بونيفاس غامبيلا أداغبيلا، إلى تجاوز الأزمة السياسية، مؤكداً أن تصريحات رئيس بلاده «لم يكن القصد منها إدانة بوركينا فاسو ولا إثارة شكوك في أذهان الناس»، كما ورد في محضر الاجتماع الذي نشرته وزارة الخارجية في بوركينا فاسو، إلا أن واغادوغو أعادت الحديث عن القضية، أمس، ونفى وزير المناجم في بوركينا فاسو سيمون بيير بوسيم، أن تكون بلاده «دفعت للشركة الروسية من خلال منحهم حقوق الاستخراج من أحد المناجم».
واجتمع الوزير البوركيني مع جماعات المجتمع المدني التي أبدت قلقها بشأن هذه المزاعم، وقال بيير بوسيم «لم نمنح أي تصريح لشركة روسية في جنوب بوركينا فاسو»، وأضاف «وضعنا قائمة بجميع تصاريح الاستغلال أو البحث الخاصة بالمناجم الصناعية الكبيرة في الجنوب حتى يتمكنوا من أن يروا بوضوح عدم وجود موقع مخفي».
وأضاف، أن «حكومة بوركينا فاسو منحت مؤخراً تصريح استكشاف جديداً لشركة Nordgold الروسية لمنجم ذهب في Yimiougou، في منطقة الوسط والشمال، لكن الشركة كانت نشطة في بوركينا فاسو لأكثر من عقد من الزمان».
وتسجل روسيا حضوراً لافتاً في عدد من بلدان الغرب الأفريقي حالياً، على رأسها مالي وبوركينا فاسو وأفريقيا الوسطى، من خلال تعاون عسكري وسياسي، منحها دعماً شعبياً متزايداً، خاصة بعد فشل الدول الأوروبية في ترسيخ الاستقرار الأمني في هذه الدول على رغم وجودها العسكري طوال عشرات الأعوام.


مقالات ذات صلة

تراجع العملات الأفريقية: موجات تضخم «قائمة»... واضطرابات «قادمة»

أفريقيا متظاهر كيني يلقي قنبلة غاز مسيل للدموع أطلقتها الشرطة خلال احتجاجات مناهضة للحكومة في نيروبي (أ.ف.ب)

تراجع العملات الأفريقية: موجات تضخم «قائمة»... واضطرابات «قادمة»

تواجه دول أفريقية عدة صعوبات اقتصادية، جراء تراجع ملموس في قيمة عملاتها المحلية أمام الدولار، ما يضاعف من تكلفة المعيشة بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

أسامة السعيد (القاهرة)
العالم غانا: تدريب قوات الكوماندوز براً وبحراً لمحاربة الإرهابيين

غانا: تدريب قوات الكوماندوز براً وبحراً لمحاربة الإرهابيين

قفز جنود يرتدون ملابس سوداء من زوارق بخارية بالقرب من منتجع على ضفاف النهر، وشقوا طريقهم على طول سياج خشبي صوب هدف محدد، هو مبنى احتجز فيه إرهابيون مسؤولا حكوميا رفيع المستوى. تردد دوي طلقات الرصاص ورد الجنود بفتح النيران، وسرعان ما خرج الجنود من المبنى المكون من طابق واحد ومعهم الرهينة المفرج عنه، والذي كان يرتدي رداء أبيض ملطخا بالدماء.

أفريقيا زراعة الكاكاو في كوت ديفوار (موقع وزارة التنمية الألمانية)

ألمانيا تعزز نفوذها التجاري في غرب أفريقيا

فيما فُسرت بأنها محاولة ألمانية لـ«تعزيز نفوذها التجاري» في غرب أفريقيا، بدأ وزيرا العمل والتنمية الألمانيان اليوم (الاثنين)، جولة أفريقية تشمل غانا وكوت ديفوار، تستهدف العمل من أجل إنتاج «عادل» للكاكاو والمنسوجات في دول غرب أفريقيا. وقالت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه، في تصريحات قبيل الجولة نقلتها عنها وكالة الأنباء الألمانية، إن «الجولة الأفريقية تأتي مع دخول قانون سلاسل التوريد الألماني حيز التنفيذ، ما يعطي أهمية لمساعدة المواطنين في غرب أفريقيا بوصفهم في بداية سلسلة التوريد».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شؤون إقليمية صورة لوصول جثمان الغاني أتسو إلى أكرا (رويترز)

وصول جثمان أتسو جناح غانا إلى أكرا

وصل جثمان كريستيان أتسو؛ جناح منتخب غانا لكرة القدم، إلى أكرا مساء يوم الأحد، بعد يوم من العثور عليه تحت أنقاض المبنى الذي كان يسكنه بعدما دمره زلزال تركيا الذي ضرب جنوب البلاد بقوة 7.8 درجة. وكان أتسو (31 عاماً) في عداد المفقودين بعد انهيار المبنى السكني في هاتاي منذ 6 فبراير (شباط) الحالي. وكان نائب رئيس غانا، محمدو باوميا، على رأس مستقبلي نعش اللاعب المغطى بعلم البلاد في مطار كوتوكو الدولي بالعاصمة أكرا. وقال مدير نادي هاتاي سبور إن أتسو تراجع عن مغادرة تركيا قبل ساعات من الزلزال المدمر بعدما سجل هدف الفوز لفريقه المنافس على لقب الدوري التركي لكرة القدم. وسجل لاعب غانا السابق هدف الفوز 1 -

«الشرق الأوسط» (أكرا)
العالم مجموعة من اللاجئين الفارين من العنف في بوركينا فاسو (مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)

غانا تتعهد بمواجهة أي «تمدد إرهابي» محتمل في أراضيها

مع استمرار تنامي النفوذ الإرهابي في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، تحاول غانا بدء المواجهة مبكراً من أراضي بوركينا فاسو المجاورة؛ حيث تعاني غانا ودول أخرى في المنطقة من هروب اللاجئين البوركينابيين إلى أراضيها، وسط أوضاع اقتصادية سيئة تعصف بالمنطقة برمتها، يفاقمها تمدد العنف. وخلال لقاء بوزير المالية الألماني، قال الرئيس الغاني نانا أكوفو أدو، الأحد: «نتحدث عن عدد كبير من الأشخاص الذين يتجهون بالفعل جنوباً نتيجة للصعوبات في بوركينا فاسو...


روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».