بوتين يهنئ نتنياهو بالتزامن مع زيارة زيلينسكي لواشنطن

لقاء نتنياهو بالرئيس بوتين في إسرائيل يونيو 2012 (أ.ب)
لقاء نتنياهو بالرئيس بوتين في إسرائيل يونيو 2012 (أ.ب)
TT

بوتين يهنئ نتنياهو بالتزامن مع زيارة زيلينسكي لواشنطن

لقاء نتنياهو بالرئيس بوتين في إسرائيل يونيو 2012 (أ.ب)
لقاء نتنياهو بالرئيس بوتين في إسرائيل يونيو 2012 (أ.ب)

في توقيت يحمل كثيراً من الرموز، وبينما كان رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، يزور الولايات المتحدة ويوقع على صفقات سلاح، اتصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، برئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف، بنيامين نتنياهو، اليوم (الخميس)، وهنَّأه بالنجاح في تشكيل الحكومة.
وأفاد بيان لمكتب نتنياهو بأن «الرئيسين ناقشا عدداً من القضايا، على رأسها الحرب في أوكرانيا»، وأن نتنياهو قال للرئيس بوتين إنه يأمل في إيجاد طريقة في أسرع وقت ممكن لإنهاء الحرب والمعاناة التي سبَّبتها.
وأضاف أنه عازم على منع إيران من حيازة سلاح نووي ولجم محاولاتها للتموضع عسكرياً في سوريا، ما يعني استمرار الغارات الإسرائيلية في سوريا، المتواصلة منذ سنوات عدّة.
وقد أثار الشق الأوكراني من هذه المحادثة ردود فعل متباينة في إسرائيل؛ إذ هاجمها اليسار والوسط الليبرالي متهمين نتنياهو بتأييد روسيا في هذه الحرب، محذرين من تبعات موقف كهذا على سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن. بينما امتدحها اليمين الإسرائيلي، ورأى فيها إشارة على أن نتنياهو وحده قادر على القيام بوساطة ناجعة بين روسيا وأوكرانيا.
المعروف أن عهد حكومات نتنياهو السابقة شهد علاقات جيدة مع روسيا بشكل عام، بلغ ذروته في إقامة فريق تنسيق بقيادة نائبي رئاسة الأركان في البلدين، منذ دخلت روسيا إلى سوريا، وأقامت لها قواعد عسكرية هناك، ثم شهدت هذه العلاقات تدهوراً مع وصول يائير لبيد إلى رئاسة الحكومة، لأنه وقف مع أوكرانيا ضد روسيا والرئيس بوتين بشكل علني صريح في الحرب.
وكان نتنياهو، وبعد أيام من الإطاحة بحكومته في مارس (آذار) 2021، قد اتصل ببوتين، وقال له: «أعدك بأنني سأعود قريباً». وشكره بوتين على «التعاون والتفاهم المتبادل بيننا لسنوات عديدة».
وكتب بوتين لاحقاً: «إنني أُقدّر العمل العظيم الذي استثمرته في تعزيز الروابط بين بلدينا في العديد من المجالات. ستظل قدراتك وخبراتك مكسباً لإسرائيل دائماً».
واعتاد نتنياهو القول إن علاقاته الشخصية مع بوتين هي فقط التي منعت الصدام بين إسرائيل وروسيا في سوريا، حيث يعمل جيشا البلدين. وصرح نتنياهو في مقابلة لإذاعة الجيش عام 2019: «قال لي بوتين إنه لولا علاقتنا لكنا وجدنا أنفسنا في خضم صدام عسكري. وفقط لأننا نلتقي كل بضعة أشهر تم تجنب ذلك».
وكانت صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من نتنياهو، قد نشرت تقريراً في 15 يونيو (حزيران) 2020 قالت فيه إن الرئيس بوتين كان قد استجاب عشية تسلم الرئيس دونالد ترمب مهام منصبه، لطلب من رئيس الحكومة نتنياهو باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مبادرة لإدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يلزم إسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة وإقامة دولة فلسطينية».
وتتخذ إسرائيل موقفاً شبه حيادي من الحرب في أوكرانيا، وترفض إرسال أسلحة إلى أوكرانيا. وقد تعرض موقفها لنقد أميركي وأوكراني وأوروبي. ووعد نتنياهو خلال الانتخابات «بتحسين الموقف ودعم أوكرانيا»، إلا أن مقربين منه يؤكدون أن ذلك كان مجرد تصريح انتخابي ليكسب أصوات اليهود من أصل أوكراني، بينما هو في الحقيقة أقرب للموقف الروسي، وفي أحسن الحالات سيحاول التوسط بين البلدين.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

«الذرية الدولية»: إيران قبلت تعزيز إجراءات التفتيش في منشأة فوردو

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
TT

«الذرية الدولية»: إيران قبلت تعزيز إجراءات التفتيش في منشأة فوردو

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)

وافقت إيران على تشديد الرقابة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على منشأة فوردو الواقعة تحت الجبال، بعدما سرعت على نحو كبير تخصيب اليورانيوم بما يقترب من الدرجة المطلوبة لصناعة أسلحة.

وذكر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير سري لدول الأعضاء، أن إيران «وافقت على طلب الوكالة بزيادة وتيرة وكثافة تدابير الرقابة في منشأة فوردو لتخصيب الوقود، وتسهيل تطبيق هذا النهج الرقابي».

والأسبوع الماضي، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران ضاعفت وتيرة تخصيبها إلى نقاء يصل إلى 60 في المائة في منشأة فوردو، وهو مستوى قريب من 90 في المائة المطلوب لصنع الأسلحة النووية، ما اعتبرته القوى الغربية تصعيداً خطيراً في الخلاف مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لفوردو الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.