تحركات مصرية مكثفة لتسريع زمن الإفراج عن السلع والمواد الخام

شركات العقارات تدخل على خط الأزمة

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ومحافظ {المركزي} حسن عبد الله (يمينه) وعدد من الوزراء خلال اجتماع أمس (الشرق الأوسط)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ومحافظ {المركزي} حسن عبد الله (يمينه) وعدد من الوزراء خلال اجتماع أمس (الشرق الأوسط)
TT

تحركات مصرية مكثفة لتسريع زمن الإفراج عن السلع والمواد الخام

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ومحافظ {المركزي} حسن عبد الله (يمينه) وعدد من الوزراء خلال اجتماع أمس (الشرق الأوسط)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ومحافظ {المركزي} حسن عبد الله (يمينه) وعدد من الوزراء خلال اجتماع أمس (الشرق الأوسط)

تكثّف مصر تحركاتها، لتسريع وتيرة الإفراج عن السلع والمواد الخام الموجودة بالجمارك، لتيسير حركة التجارة الداخلية والخارجية، التي تراجعت بشدة الفترة الماضية.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في اجتماع أمس لمتابعة موقف تطبيق منظومة التسجيل المسبق للشحنات «ACI»، بحضور حسن عبد الله محافظ البنك المركزي، ومحمد معيط وزير المالية، وأحمد سمير وزير التجارة والصناعة، والشحات الغتوري رئيس مصلحة الجمارك، على «دور منظومة التسجيل المسبق للشحنات ACI، في حوكمة وتبسيط الإجراءات الخاصة بمنظومة الاستيراد، وصولاً لاختصار زمن الإفراج الخاص بالسلع والمواد الخام المستوردة من الخارج، وخفض التكلفة، وكذا تيسير حركة التجارة الداخلية والخارجية».
ووجه مدبولي بتكثيف العمل على تقليص زمن الإفراج لمختلف الشحنات الموجودة بالموانئ، خصوصاً ما يتعلق منها بالسلع الاستراتيجية، والمواد الغذائية، تحقيقاً لزيادة المعروض منها، وتأميناً للمخزون من تلك السلع.
وتعاني المصانع والشركات من قلة المواد الخام وشح المعروض، في الوقت الذي تتراكم فيه شحنات بمليارات الدولارات في الموانئ المصرية، انتظاراً لتوافر العملة الصعبة، التي بدأت تهدأ وتيرتها التصاعدية مع الإعلان عن موافقة صندوق النقد الدولي على قرض جديد بقيمة 3 مليارات دولار، ما يسمح لمصر بإمدادات إضافية تصل إلى 14 مليار دولار.
ودخلت شركات العقارات على خط الأزمة، التي تعاني هي الأخرى من قلة مدخلات الإنتاج في بعض المراحل الإنشائية والتشطيبية.
وغيّرت بعض الشركات من استراتيجياتها خلال الفترة الماضية، لتتأقلم مع أوضاع السوق، وأعلنت في هذا الصدد، شركة وادي دجلة للتنمية العقارية، أمس (الأربعاء)، عن استراتيجية جديدة للوقت الراهن، من أهدافها: «وضع معايير جديدة لخطة إدارة الأعمال تتماشى مع تطورات السوق العقارية، وضمان الجدوى المالية، وتعزيز ضوابط الحوكمة».
وقال ريمون عهدي، نائب المدير التنفيذي للشركة، في مؤتمر صحافي أمس، إن «متطلبات السوق الحالية وفي ظل الوضع الاقتصادي العام، يستلزم العمل من خلال استراتيجية مختلفة، شديدة التركيز، من أجل زيادة سرعة حركة المؤسسات وتحسين كفاءة العمل بها». وأضاف أن عام 2022 جاء بمفاجآت على جميع القطاعات وعلى وجه التحديد العقارات مع زيادة معدل التضخم السنوي في مصر ليصل إلى 18.7 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، وهو الأعلى في 4 سنوات، وترتبت عليه زيادة تكلفة التشغيل وتكلفة التمويل بالإضافة إلى ارتفاع إجمالي تكلفة البناء التي تمثل نحو 33 في المائة من إجمالي استثمارات المشروعات لتصل إلى 20 في المائة.
وأشار إلى مجموعة من العوامل المتوفرة على الساحة التي تؤدي إلى تراجع الأعمال، «بداية ببيئة العمل التنافسية المتزايدة والمتطورة، خصوصاً في ظل دخول كيانات جديدة إلى السوق، وارتفاع التكاليف نتيجة ما يمر به الاقتصاد من تضخم ومشكلات سلاسل التوريد، والانكماش المالي، بالإضافة إلى التحول غير المتوقع في الطلب وهو الموقف المماثل للسوق العقارية لعام 2018... ونتيجة لكل هذه الأسباب، قررت (وادي دجلة) وضع استراتيجية عمل جديدة وأكثر تخصصاً وتطوراً تؤهلها للتكيف والتغيير والاستجابة والتعامل مع تحديات السوق الحالية 2022».
وقال عهدي، لـ«الشرق الأوسط» على هامش مؤتمر الشركة أمس، إن الشركة تدرس زيادة نسب تملك العرب والأجانب في مشروعاتها، بنسبة تتراوح بين 5 و10 في المائة من إجمالي المبيعات، على أن «يتم فيما بعد دراسة التوسع في دول الخليج، خصوصاً السعودية والإمارات، لما لهما من سوقين واعدتين».


مقالات ذات صلة

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

الاقتصاد منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

وقّعت مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية اتفاقين باستثمارات 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.