نتنياهو يؤكد أن لديه «حكومة» لكنه لا يستطيع تمريرها قبل أسبوع

حلفاؤه رأوا أنه بات «أكثر ضعفاً» لحاجته إلى داعمين في محاكمته بالفساد

النائب المتطرف بن غفير يصافح نتنياهو بعد أداء اليمين للبرلمان الإسرائيلي الجديد نوفمبر 2022 (رويترز)
النائب المتطرف بن غفير يصافح نتنياهو بعد أداء اليمين للبرلمان الإسرائيلي الجديد نوفمبر 2022 (رويترز)
TT

نتنياهو يؤكد أن لديه «حكومة» لكنه لا يستطيع تمريرها قبل أسبوع

النائب المتطرف بن غفير يصافح نتنياهو بعد أداء اليمين للبرلمان الإسرائيلي الجديد نوفمبر 2022 (رويترز)
النائب المتطرف بن غفير يصافح نتنياهو بعد أداء اليمين للبرلمان الإسرائيلي الجديد نوفمبر 2022 (رويترز)

على الرغم من أن بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة المكلف، يؤكد بأن لديه ائتلافاً حكومياً ناجزاً يتألف من أكثرية 64 نائباً من مجموع 120، وأن لديه تصوراً نهائياً لتشكيلة حكومته وتوزيع الحقائب الوزارية، فإنه يعترف بوجود مصاعب تمنعه من عرض هذه الحكومة على الكنيست (البرلمان) فور الإعلان عنها.
وهناك احتمال بأن ينهي المهلة التي منحها له رئيس الدولة، يتسحاق هيرتسوغ، وينهي مهلة أخرى يجيزها القانون، حتى يستطيع عرضها الأسبوع المقبل.
والمشكلة التي تواجه نتنياهو هي بالأساس داخل صفوف ائتلافه.، فالحلفاء لا يثقون بوعوده بتلبية شروطهم القانونية، ويصرون على أن تسن القوانين التي يطلبونها، وبعد ذلك فقط يصوتون إلى جانب الحكومة.
ولكن عملية سن القوانين تطول وتواجه عراقيل من المعارضة والائتلاف. ومع أن نتنياهو واثق جداً من أنه سيتغلب على هذه المصاعب، فإن مرور الوقت من دون المصادقة على الحكومة يثير الكثير من علامات الاستفهام. وهناك من يقول حتى داخل حزبه الليكود، إنه يبدو في شخصية جديدة أضعف بكثير من شخصيته القوية السابقة. ويؤكدون أن هذا الضعف نابع من معرفة الجميع بأن غرضه الأساسي هو إقامة حكومة بأي شكل من الأشكال حتى يلغي محاكمته.
وقد نشرت صحيفة «هآرتس»، الأربعاء، على لسان عناصر في ائتلافه، أن القانون الذي يسعى إليه لتغيير وضع الشرطة وتقليل مكانتها، مرتبط جداً بمحاكمته المتواصلة في تهم الفساد.
يذكر أن المشاهد التي تظهر من النقاش في القوانين الإسرائيلية التي اشترطها شركاء نتنياهو عليه لكي يصوتوا على الحكومة، بدأت تثير قلق الإسرائيليين. وقد أظهر استطلاع أن غالبيتهم يعترضون عليها ويعتبرونها «عملية تشريعية خاطفة».
وبحسب الاستطلاع الذي أوردته القناة 13 الإسرائيلية، على سبيل المثال، قال 65 في المائة من الإسرائيليين إنهم يعارضون «قانون درعي»، وهو تعديل يعتمده معسكر نتنياهو ليسمح بتعيين رئيس حزب «شاس»، أرييه درعي، وزيراً، على الرغم من إدانته بمخالفات فساد والحكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ. فيما قال 24 في المائة من المستطلعة آراؤهم إنهم يؤيدون هذه الخطوة.
كما أظهر الاستطلاع أن 37 في المائة من الجمهور الإسرائيلي يعارض إحداث تغييرات جذرية في النظام القانوني والقضائي، ويعتقد أن الحكومة المشكّلة حديثاً ستقدم على ذلك. من جهة أخرى، قال 28 في المائة من المستطلعة آراؤهم، إنهم يؤيدون مثل هذه التغييرات، فيما يعتقد نحو 26 في المائة أن الحكومة لن تحدث تغييرات مهمة في هذا الإطار.
ويهدد ائتلاف نتنياهو الجهاز القضائي بتمرير ما يعرف باسم «بند التغلب»، الذي يهدف إلى الالتفاف على المحكمة الإسرائيلية العليا وتقليص صلاحياتها، ومنعها من شطب قوانين يسنها الكنيست، حتى لو كانت غير دستورية وتتعارض مع قوانين الأساس.
وفي قضايا أكثر تعقيداً يحاول نتنياهو تغييرها أيضاً، أظهر الاستطلاع بلبلة بين الجمهور. ومع أن نتنياهو لا يزال يحظى بجماهيرية واسعة، فإن الاستطلاع يظهر رغبة في رؤيته متحالفاً مع قوى الوسط؛ إذ قال 45 في المائة من الإسرائيليين إنهم يفضلون تشكيل حكومة بقيادته، وبمشاركة حزب «المعسكر الوطني» الذي يترأسه وزير الدفاع المنتهية ولايته، بيني غانتس. في حين قال 32 في المائة إنهم يفضلون أن تضم الحكومة حزب «الصهيونية الدينية» برئاسة بتسلئيل سموتريتش، عوضاً عن «المعسكر الوطني». ويرى 56 في المائة من المستطلعة آراؤهم أن نتنياهو استسلم للأحزاب الحريدية، وخضع لمطالبها فيما يتعلق بالوضع الراهن وعلاقة الدين بالدولة، بينما يعتقد 33 في المائة أن الأمر ليس كذلك.
وفيما يتعلق بتعديل «مرسوم الشرطة» أو «قانون بن غفير»، والذي يهدف إلى توسيع صلاحيات رئيس حزب «عوتمسا يهوديت» كوزير للأمن القومي في الحكومة المقبلة، وتوليه مسؤولية مطلقة عن الشرطة وسياستها؛ عارض 46 في المائة إجراء هذا التعديل التشريعي، فيما قال 41 في المائة إنهم يؤيدونه.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

تباين إيراني حول تقديرات تأثير غياب الأسد

قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)
قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)
TT

تباين إيراني حول تقديرات تأثير غياب الأسد

قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)
قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)

تباين مسؤولون وقادة عسكريون إيرانيون حول تقديرات تأثير سقوط نظام بشار الأسد على الجماعات المتحالفة مع طهران في المنطقة.

وقال رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، إنَّ سقوط الأسد «سيتسبب في اختلال في العمق الاستراتيجي للقوى المرتبطة بالجمهورية الإسلامية»، لكنَّه أشار إلى أنَّ «(حزب الله) في لبنان سيتمكّن سريعاً من التكيف مع الظروف الجديدة».

في المقابل، قلَّل قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، مرة أخرى، من تأثير سقوط الأسد على نفوذ إيران الإقليمي خصوصاً صلاتها بجماعات «محور المقاومة». وقال سلامي لمجموعة من قادة قواته: «البعض يّروج لفكرة أنَّ النظام الإيراني قد فقد أذرعه الإقليمية، لكن هذا غير صحيح، النظام لم يفقد أذرعه». وأضاف: «الآن أيضاً، الطرق لدعم (جبهة المقاومة) مفتوحة. الدعم لا يقتصر على سوريا وحدها، وقد تأخذ الأوضاع هناك شكلاً جديداً تدريجياً».