أعلن بيان للمؤتمر الاندماجي لحزب «فيدرالية اليسار الديمقراطي المغربي»، أمس، أن اندماج حزبين يساريين وعدد من الشخصيات الحزبية والسياسية في حزب واحد «يشكل تعبيراً عن إرادات سياسية، بغاية إعادة بناء اليسار المغربي وتوحيده، ولإعطاء نفس جديد للنضال الديمقراطي الجماهيري، وإحداث نقلة نوعية تمكِّن من النفاذ إلى عمق المجتمع».
وأشار البيان إلى أن المؤتمر الذي انعقد ما بين 16 و18 ديسمبر (كانون الأول) الجاري في بوزنيقة، تحت شعار «مسارات تتوحد... يسار يتجدد»، يرمي إلى أن يتحول اليسار إلى «قوة مؤثرة فاعلة في مجريات الحياة السياسية، وقادرة على تغيير موازين القوى في أفق بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة»، مبرزاً أن هذا الحدث التاريخي الوحدوي: «تعزز بالانفتاح على مجموعات يسارية وفعاليات ديمقراطية»، في إطار إعطاء مفهوم الوحدة عمقه المجتمعي ودلالاته التكاملية.
ويضم «تحالف فيدرالية اليسار»، حزبي: «الطليعة الاشتراكي»، و«المؤتمر الوطني الاتحادي»، وأعضاء من الحزب «الاشتراكي الموحد»، وشخصيات سياسية أخرى. ويتوفر على عضو واحد في مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان).
واختتم المؤتمر أشغاله بانتخاب مكتب سياسي دون انتخاب أمين عام، والذي سيجري اختياره بالتوافق من طرف المكتب السياسي، ليتولى تسيير الحزب لمدة سنتين انتقاليتين، يتم بعدها عقد مؤتمر ينتخب أميناً عاماً.
وحسب البيان، فإن «هذه الخطوة التنظيمية والنضالية تأتي في سياق القراءة النقدية للتجارب اليسارية والاشتراكية والتقدمية المختلفة وطنياً ودولياً، ذات البعد الوحدوي، وما قدمته من دروس في التحامها بجماهير شعوبها، واحتضان المجتمعات لنضالها الوحدوي الديمقراطي». كما تأتي في إطار «استيعاب طبيعة التحولات الكونية، والمتغيرات الجيوستراتيجية والجيوسياسية التي أمْلت ضرورة التفكير في تجديد أدوات النضال الاجتماعي والمجتمعي، وآليات الخطاب السياسي بما يساير العصر».
وأشار البيان إلى «إيمان الأحزاب المندمجة بالضرورة التاريخية لبناء يسار نقدي مجدد ومبتكر ومبدع، يرتكز على هويته الديمقراطية، والهوية الوطنية متعددة الأبعاد بعمقها الثقافي واللغوي والحضاري، قادرٍ على تخطي الأعطاب الذاتية والموضوعية المعوِّقة لمساره، والتي حالت دون إنجاز مهامه التاريخية. وهو ما يستدعي إحداث القطائع مع الثقافة والممارسات التي طبعت الحياة الحزبية المغربية، وأفقدت السياسة نبلها القيمي، وعمقها الإنساني»؛ معتبراً أن الاندماج يرمي لإعادة بناء يسار يتجدد في دينامية مجتمعية، وأنه خطوة تاريخية لمد الجسور مع كل اليساريين وكافة الديمقراطيين.
كما جدد الحزب موقفه الثابت من قضية الصحراء المغربية، واستكمال الوحدة الترابية عموماً «سبتة ومليلية والجزر الجعفرية»، من خلال مقاربة شمولية تسعى إلى إيجاد حل سياسي نهائي، ارتكازاً على المقاربة الديمقراطية لفتح آفاق مغاربية متكتلة ومندمجة ومتعاونة؛ مطالباً السلطات بالتعاطي مع قضية الهجرة بمنظور ديمقراطي حقوقي. كما طالب بتمتيع مغاربة العالم بحقوقهم الدستورية والسياسية، إعمالاً لمبدأ المساواة، واستثماراً للكفاءات الوطنية وغيرها، فيما يمكن أن يثري التنوع الثقافي والغنى البشري للوطن، ويحفظ الوضع الاعتباري للمهاجرين المغاربة في أرض المهجر.
حزبان يساريان وشخصيات مغربية تعلن توحدها في حزب واحد
حزبان يساريان وشخصيات مغربية تعلن توحدها في حزب واحد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة