صدرت في بيروت، عن «شركة المطبوعات للتوزيع والنشر»، مجموعة شعرية جديدة، بعنوان «تفاح»، للشاعر اللبناني سلمان زين الدين، هي السابعة له بعد: «زاد للطريق» 2002، «أقواس قزح» 2012، «ضمائر منفصلة» 2015، «دروب» 2017، «أحوال الماء» 2019، و«حكايات شعرية» 2022. والشاعر، في هذه المجموعة، كما في سابقاتها، لا ينفك عن التأمل في أحوال الإنسان ومقاماته، ويجرد من تأملاته قصائد تطرح أسئلة الحياة والموت، وترصد بصمات الزمن، وتقف على أطلال الماضي بطريقة عصرية، وتعيش الحاضر بكل تحولاته، وتتلمس آفاق المستقبل.
وهو غالباً ما يتخذ من قصيدة التفعيلة شكلاً للتعبير عن هواجسه وأحلامه ومواجعه، فيجمع بين مجدي الإيقاع الموسيقي الذي هو من صلب الهوية الشعرية من جهة، والمعنى العميق الذي يلتقطه ويعيد صياغته بلغة تصويرية من جهة ثانية، ويتحرر من نمطية الوزن والقافية اللتين قد تقمعان المخاض الشعري من جهة ثالثة. وبذلك، يكون الشاعر نسيج وحده في مسار شعري فريد لا يقلد فيه أحداً، و«لا يضع حافره على حافر سواه»، وفق التعبير العربي، يستمر فيه في تشكيل شخصيته الشعرية المستقلة، ويكون صوته لا صدى للآخرين.
وفي «تفاح»، يقول الشاعر العراقي حميد سعيد، «أجمل الشعر هو الذي يفاجئك من دون انتظار أو توقع، والشعراء الحقيقيون، منذ المهلهل التغلبي، أو لنقل منذ أول من غنى من شعراء الإغريق، ليس المرء بحاجة إلى عناء وكد في أن يتلقى أصواتهم، إذ تصل إليه قصائدهم منذ لحظة قراءتها أو الاستماع إليها، وهذا ما كان لي مع الشاعر سلمان زين الدين، حين قرأت مجموعته الشعرية (تفاح)، فوجدت فيها ما كنت أبحث عنه، موضوعاً ولغة وإيقاعاً، وصوتاً شعرياً وليس صدى. وجميع ما أشرت إليه ييسر لي القول: إن سلمان زين الدين شاعر حقيقي».
من أجواء المجموعة نختار:
منْ زمانٍ،
آدمُ المِسكينُ يمضي مسرعاً،
في قطفِهِ التفاحَ،
كي يُطفئ جوعاً
أيقظَتْهُ القضمة الأولى،
وراحت نارُهُ تذكو لهيباً،
كلما أرخى لساقيْهِ العِنانْ.
أدمنَ القضمَ، وأضحى لعبة
يلهو بها تفاحُ حواءَ
الذي ازدانَ بهِ حقلُ الزمانْ.
«تفاح»... مجموعة شعرية جديدة لسلمان زين الدين
الأربعاء - 27 جمادى الأولى 1444 هـ - 21 ديسمبر 2022 مـ رقم العدد [
16094]


بيروت: «الشرق الأوسط»