«النهضة» التونسية: سجن العريض محاولة للتغطية على فشل الانتخابات

علي العريض (إ.ب.أ)
علي العريض (إ.ب.أ)
TT

«النهضة» التونسية: سجن العريض محاولة للتغطية على فشل الانتخابات

علي العريض (إ.ب.أ)
علي العريض (إ.ب.أ)

اعتبرت حركة النهضة التونسية قرار إيداع رئيس الحكومة السابق ونائب رئيس الحزب، علي العريض، السجن على خلفية ما يسمى «قضية تسفير» الشباب التونسي إلى بؤر التوتر «استهدافاً ممنهجاً له، ومحاولة يائسة ومفضوحة» من السلطات ومن الرئيس قيس سعيد؛ «للتغطية على الفشل الذريع في الانتخابات التشريعية، المهزلة التي قاطعها أكثر من 90 في المائة من الناخبين»، بحسب ما ورد بنص البيان.
وطالبت الحركة بإطلاق سراح علي العريض، مشددة على أن قياداتها «لا علاقة لهم أصلاً بملف التسفير... والزج بهم في هذه القضية، وغيرها بملفات خاوية وتهم ملفقة، يراد من خلالها الضغط على السياسيين الرافضين» لقرارات الرئيس سعيد وبرنامجه السياسي. مؤكدة، أنّ استهداف قياداتها وسائر المعارضين، «لن يحسّن من معيشتهم، ولن يحلّ مشاكل المواد الغذائية المفقودة والأسعار الملتهبة، وهو محاولة للتلهية والتغطية عن الفشل. والشعب التونسي الذي انتفض في صمت وعبر عن سحب الوكالة من قيس سعيد، عبر مقاطعته الواسعة للانتخابات، لن تنطلي عليه حيل المحاكمات المفبركة». كما أكدت «مواصلة النضال السلمي مع بقية القوى الحية في المجتمع من أجل إنقاذ البلاد، وفق مقاربة وطنية»، وأنها مستعدة لـ«دفع ثمن إنقاذ تونس من الأخطار التي تتهددها، والخراب الجاثم عليها».
وكان القطب القضائي لمكافحة الإرهاب في تونس قد أصدر الليلة قبل الماضية أمراً بسجن علي العريض، إثر الاستماع إليه لمدة قاربت 12ساعة، بخصوص القضية المتعلّقة بشبكات تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر والإرهاب، ما بين سنتي 2012 و2013.
وفور صدور هذا الحكم، عقدت «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة، أمس، مؤتمراً صحافياً أكدت فيه، أن هيئة الدفاع عن العريض لا يمكنها الخوض في تفاصيل القرار القضائي، وأن واجب التحفظ وسرية التحقيق يمنعها عن القيام ذلك. لكن سمير ديلو، أحد أعضاء هيئة الدفاع عن العريض، قال، إن الشكوى «تعتمد على أفعال وأشخاص ووثائق ومؤيدات وهيكلة كاملة للقضية، لكن يوجد أيضاً ملف آخر قضائي تحت تسمية كيف تمت فبركة ملف التسفير؟»، على حد قوله.
وأضاف ديلو موضحاً، أنّ الملف ومحتواه «مفبرك» من قِبل ثلاث جهات، تمثل الجهة المشتكية، وبعض النقابيين الأمنيين، وجهة معينة في مدينة صفاقس، مبيناً أن الشكوى «كانت ضد ثلاثة أشخاص، ضمنهم امرأة لم تتم إحالتها أصلاً على حاكم التحقيق، ثم ارتفع العدد ليصل بعد ذلك إلى 817 شخصاً». كما أوضح ديلو، أنه سبق أن أكد ناطق رسمي لإحدى المحاكم بأن ملف التسفير يعد أكبر ملف قضائي في تاريخ تونس، من حيث العدد؛ لأن فيه «أسماء مكررة، وأسماء أشخاص مختفية، وأشخاصاً لقووا حتفهم في بؤر التوتر، وكذا أسماء لا يمكن التأكد إن كانت حقيقية أم لا»، معتبراً أن رقم المشتبه بهم «مضخم جداً بهدف فسح المجال للجهة المتعهدة لتأخذ راحتها في الملف، وتطلق أوامر بالاعتقال على ذمة القضية».
في سياق ذلك، تساءل ديلو عن سر اختزال عمليات التسفير في سنتي 2012 و2013 بالضبط، وقال، إن تحديد هذا التاريخ بعينه فيه استهداف لشخص علي العريض؛ لأنه التاريخ الذي صادف تحمل العريض مسؤولية في هرم الدولة.
يذكر، أن القضاء العسكري التونسي أحال قضية تسفير تونسيين إلى بؤر التوتر للقتال إلى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، وذلك على خلفية شكوى تقدّمت بها النائبة البرلمانية السابقة فاطمة المسدي، باعتبار أنها كانت عضواً في لجنة التحقيق البرلمانيّة، التي قدمت شكوى سنة 2017 لكشف ملابسات شبكات تسفير الشباب إلى بؤر التوتر.
ويحتوي الملف الذي أودعته لدى القضاء على أربعة أقسام، الأول يتعلق بدعوى تشمل الأئمة والجمعيات والسياسيين، الذين ساهموا في تحضير الأرضية الفكرية لإقناع الشباب للسفر إلى سوريا، والجانب الأمني الذي يتعلق بكيفية تأمين الرحلات، وتسهيل دخول هؤلاء الشبان، وخروجهم وتحضير جوازات السفر، في حين يتعلق الجانب الثالث بعمليات التمويل، أما الجانب الرابع فيتمثل في ارتباط عمليات التسفير بعمليات إرهابية أخرى.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

الدبيبة وخوري يبحثان «آلية موحدة» للإنفاق في ليبيا

الدبيبة مستقبلاً خوري بمكتبه (حكومة الوحدة)
الدبيبة مستقبلاً خوري بمكتبه (حكومة الوحدة)
TT

الدبيبة وخوري يبحثان «آلية موحدة» للإنفاق في ليبيا

الدبيبة مستقبلاً خوري بمكتبه (حكومة الوحدة)
الدبيبة مستقبلاً خوري بمكتبه (حكومة الوحدة)

بحث عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، مع المبعوثة الأممية بالإنابة، ستيفاني خوري، سبل وقف «الإنفاق الموازي» خلال عام 2025، والعمل على إيجاد «آلية موحدة» للإنفاق تضمن الشفافية المالية والتوزيع العادل للموارد.

وقال مكتب الدبيبة الأحد، إنه التقى خوري، التي قدمت له «إحاطة حول مشاركتها في اجتماع لندن الأخير، موضحة ما تم تناوله من ورقات بحثية ومشاركات علمية، بمشاركة خبراء محليين ودوليين، بهدف تعزيز المسارين السياسي والاقتصادي في ليبيا».

ونقل مكتب الدبيبة أن خوري «أشادت خلال اللقاء بجهود الحكومة في دعم الانتخابات البلدية الماضية»، مشددةً على أهمية استمرار هذا الدعم والتنسيق مع «المفوضية الوطنية العليا» للانتخابات بشأن الاستحقاقات البلدية المقررة في عام 2025، وشدد على «دعمه الكامل» لجهود البعثة الأممية «في تحريك العملية السياسية، بما يضمن الوصول إلى الانتخابات، وإنهاء المراحل الانتقالية، والذهاب المباشر نحو الاستحقاق الانتخابي». وانتهى الدبيبة مؤكداً «ضرورة احترام الاتفاق السياسي والمؤسسات المنبثقة عنه، لضمان تحقيق العدالة والاستقرار السياسي».

ويأتي هذا اللقاء ضمن مواصلة خوري مشاوراتها لكسر الجمود الراهن في العملية السياسية. وكانت بحثت مساء السبت في العزيزية، مع اللواء أسامة الجويلي آمر منطقة الجبل الغربي العسكرية التابعة لقوات حكومة «الوحدة»، التطورات السياسية والأمنية الحالية، وكذلك السبل للمضي قدماً بالبلاد نحو الانتخابات، وتوحيد مؤسسات الدولة، بما في ذلك مؤسسات الجيش والأمن، وتعزيز السلام والاستقرار بشكل مستدام في ليبيا.

في غضون ذلك، أعلن قادة «كتائب وسرايا الثوار» في مدينة مصراتة بالغرب الليبي، دعمهم الكامل لمخرجات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالأزمة الليبية.

وأكدوا في بيان، «أهمية دور البعثة الأممية في دفع العملية السياسية نحو تشكيل حكومة موحدة، تفرض سيطرتها على كامل التراب الليبي، وتسعى لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية شاملة، وتحقيق المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب الليبي».

وبعدما شددوا على التزامهم بـ«الثوابت الوطنية»، أكدوا رفضهم «القاطع لأي محاولات لإثارة الفتنة أو تهديد سلطة القانون من قبل أي جهات تسعى لتحقيق مصالح شخصية أو إحداث انقسامات داخل البلاد».

من استخراج جثمانين مجهولي الهوية من «مقبرة جماعية» جنوب ترهونة (الهيئة العامة)

إلى ذلك، قالت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين، إن فرقها المختصة، تمكنت مساء السبت من استخراج جثمانين مجهولي الهوية من «مقبرة جماعية» جنوب ترهونة، في المنطقة الواقعة بين وادي وشتاتة ووادي تاجموت، مشيرة إلى أنه تم عرضهما على الطب الشرعي بالهيئة، ليتم أخذ عينات منهما وإحالتها لإدارة المختبرات ومطابقتها مع العينات المرجعية لأهالي المفقودين.

وأدرجت الهيئة هذه العملية ضمن جهودها المستمرة منذ سنوات للكشف عن مصير الأشخاص، الذين فقدوا خلال السنوات الماضية في مختلف أنحاء ليبيا.

المنفي يستقبل الأمين العام لاتحاد المغرب العربي (المجلس الرئاسي الليبي)

من جهته، قال محمد المنفي رئيس «المجلس الرئاسي»، والرئيس الحالي لاتحاد المغرب العربي، إنه بحث بالعاصمة طرابلس، مع أمين الاتحاد، طارق بن سالم، «سُبل تفعيل عمل الاتحاد، وكل ما من شأنه تعزيز العمل المغاربي المشترك في كل المجالات والقطاعات وتفعيل أجهزته ومؤسساته، وإعادة تفعيل اللجان الوزارية القطاعية ومؤسساته، بالإضافة لتمتين أواصر الأخوة والتعاون التي تربط الدول الأعضاء وشعوبها ونهج سياسة مشتركة في مختلف الميادين».

كما التقى الدبيبة، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، بن سالم، وناقش معه أيضاً سبل تعزيز التعاون بين ليبيا والاتحاد، وتقوية العلاقات بين دول المغرب العربي، خصوصاً في مجالات التكامل الاقتصادي.

وفي تقرير للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن الحالة السياسية والاقتصادية والأمنية في ليبيا خلال الفترة من أغسطس (آب) إلى ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تحدث عن حالات الإخفاء القسري والاعتقال والاحتجاز التعسفيين في جميع أنحاء ليبيا.

ودعا غوتيريش في التقرير الذي نشرته البعثة الأممية بليبيا، اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، إلى مواصلة العمل على توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية، وتعزيز تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالبلاد.