علاج مركّب لـ«ضباب الدماغ» لدى مرضى «كوفيد الطويل»

رئيس الفريق البحثي تحدث إلى «الشرق الأوسط» عن نتائج تجاربه السريرية

«ضباب الدماغ» أحد أعراض «كوفيد – 19» الطويل (iStock)
«ضباب الدماغ» أحد أعراض «كوفيد – 19» الطويل (iStock)
TT
20

علاج مركّب لـ«ضباب الدماغ» لدى مرضى «كوفيد الطويل»

«ضباب الدماغ» أحد أعراض «كوفيد – 19» الطويل (iStock)
«ضباب الدماغ» أحد أعراض «كوفيد – 19» الطويل (iStock)

توصل فريق بحثي من جامعة ييل الأميركية، إلى تركيبة من دواءين يمكن أن تكون مفيدة في علاج «ضباب الدماغ»، وهي مشكلة يعاني منها الأفراد المصابون بـ«كوفيد – 19» لفترة طويلة. و«ضباب الدماغ»، مصطلح علمي يشير إلى العجز المعرفي الكبير والمستمر، مع ضعف ثابت في الأداء التنفيذي والذاكرة العاملة، وقد تستمر أعراضه لأسابيع أو شهور أو حتى سنوات بعد الإصابة الفيروسية الحادة.
وخلال الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية «نيروإمينيولوجي ريبورتيز»، وجد الباحثون أن «غوانفاسين» و«إن أسيتيل سيستين»، وهما دواءان معتمدان من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، يمكن أن يفيدا عند الجمع بينهما كعلاج مركب في تخفيف «ضباب الدماغ»، وذلك خلال تجربة سريرية محدودة شملت 12 مريضاً.
و«غوانفاسين» يُستخدم منذ عام 2009 لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، في حين «إن أسيتيل سيستين»، هو مضاد مؤكسد يُستخدم أيضاً لعلاج إصابات الدماغ الرضحية.
ووفق أرمان فشاركي زاده، أستاذ مساعد في الطب النفسي والأعصاب بجامعة ييل، الباحث الرئيسي في الدراسة، فإنه «تقدم بطلب للحصول على تمويل لدراسة مدتها 3 سنوات لإجراء دراسة على نطاق أوسع تشمل عدداً كبيراً من المرضى».
وعن أسباب تفكيره في هذين الدواءين على وجه التحديد، أوضح فشاركي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «خبرته السريرية والبحثية في مجال إصابات الدماغ الرضحية TBI)) واعتلال الدماغ الرضحي المزمن (CTE)، جعلته يدرك أن هناك قدراً كبيراً من أوجه التشابه في الأعراض بين مرضى ما بعد (كوفيد - 19) ومرضى ما بعد الارتجاج، ومن خلال تجربته في علاج حالات ما بعد الارتجاج، قام بعلاج مرضى ما بعد (كوفيد - 19)».
وتتعامل هذه الأدوية مع مشكلات يسببها الفيروس؛ إذ تم تصميم «غوانفاسين» لتقوية اتصالات قشرة الفص الجبهي بالمخ والحماية من الالتهاب والتوتر، وفي حين تم تطويره في الأصل لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فإنه يُستخدم لعلاج الحالات الأخرى المرتبطة بخلل قشرة الفص الجبهي، وتُظهر الدراسات أن الدواء «فعال» في استعادة الأداء التنفيذي والذاكرة، أما الدواء الثاني «إن أسيتيل سيستين»، فهو مضاد قوي للأكسدة ومضاد للالتهابات، ويمكن استخدامه أيضاً لعلاج هذه المنطقة العصبية.
والعقاران متوفران بالأسواق، كما يؤكد فشاركي. ويضيف أن «عقار (غوانفاسين) تم اعتماده عام 2009، وهو متاح على نطاق واسع، لكن على حد علمي أن هناك مشكلات في إتاحته بالمملكة المتحدة، ولكن آمل أن يكون هناك عمل حول البدائل، أما (إن أسيتيل سيستين)، فهو مكمل غذائي لا يحتاج إلى وصفة طبية، وهو متوفر تماماً، بما في ذلك المتاجر عبر الإنترنت».


مقالات ذات صلة

400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

علوم 400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

عدواه أدت إلى تغييرات دائمة وغير مرئية في أجزاء مختلفة من الجسم.

داني بلوم (نيويورك) أليس كالاهان (نيويورك)
آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)

5 أفعال صغيرة لزيادة إنتاجيتك وتحسُّن مزاجك

حذف التطبيق الذي تستخدمه بكثرة سيجعلك أكثر إنتاجية وفقاً لمؤلفة كتاب «أمة الدوبامين» (أرشيفية- رويترز)
حذف التطبيق الذي تستخدمه بكثرة سيجعلك أكثر إنتاجية وفقاً لمؤلفة كتاب «أمة الدوبامين» (أرشيفية- رويترز)
TT
20

5 أفعال صغيرة لزيادة إنتاجيتك وتحسُّن مزاجك

حذف التطبيق الذي تستخدمه بكثرة سيجعلك أكثر إنتاجية وفقاً لمؤلفة كتاب «أمة الدوبامين» (أرشيفية- رويترز)
حذف التطبيق الذي تستخدمه بكثرة سيجعلك أكثر إنتاجية وفقاً لمؤلفة كتاب «أمة الدوبامين» (أرشيفية- رويترز)

يهتم خبراء علم النفس وخبراء الصحة النفسية بسؤال: «كيف يمكننا تعزيز سعادتنا في دقائق معدودة اليوم؟» ولدى خبراء علم النفس إجابات لمهام سهلة التنفيذ، يمكن لأي شخص تقريباً تنفيذها. بعضها يهدف إلى زيادة إنتاجيتك، والبعض الآخر يساعدك على التخلص من عادة سيئة.

وإليك 5 مهام صغيرة ينصح بها الخبراء إذا كنت تسعى لتعزيز سعادتك اليوم.

1- راسل صديقاً أو اتصل به

أثبتت الدراسات أن العلاقات الاجتماعية الإيجابية تُحسِّن جودة حياتنا؛ بل وتُساعدنا على إطالة العمر. ومع ذلك، يُقلِّل الناس باستمرار من شأن رغبة أصدقائهم في التواصل معهم، وفقاً لدراسة أُجريت عام 2022. تُقدَّر المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية غير المتوقعة تقديراً كبيراً. وتُظهر الأبحاث أنه كلما كانت المكالمة مفاجئة، كان استقبالها أفضل.

لا يشترط أن يكون التفاعل طويلاً، كما صرَّحت فيينا فارون، المعالجة النفسية ومؤلفة كتاب «أصولك»، لقناة «سي إن بي سي»، وتقول إن التواصل لمدة عشر دقائق هو وسيلة سهلة لتعزيز العلاقات الإيجابية في حياتك.وتتابع: «إنها تُشعرنا بالسعادة عندما نُقدِّم للآخرين، والميزة الإضافية هي أنها تُنشئ أيضاً تواصلاً ضرورياً».

2- افعل شيئاً كنت تتجنبه

إن شطب أصغر المهام من قائمتك يُحفز دماغك على إفراز الدوبامين. وتقول فارون: «إن معالجة شيء كنت تتجاهله يُخفف العبء، ويُتيح لك إنجاز شيء كان يُثقل كاهلك». وإذا كنت تواجه صعوبة في تضييق نطاق ما تُريد تنفيذه، فضع بعض الأمور في اعتبارك: أولاً: لست مُضطراً لاختيار مهمة تقليدية. وتقول فارون: «النوم مُبكراً، شرب مزيد من الماء، إجراء محادثة مُرهقة، ممارسة تمرين رياضي مُرهق، وضع هاتفك جانباً ليلاً؛ أي منها أو جميعها يُمكن أن يُحسِّن مزاجك».

وتتابع خبيرة الصحة: «لا تُرهق نفسك. اختر شيئاً يُمثل تحدياً لك، ولكنه قابل للتحقيق أيضاً». كما تنصح: «قسِّم المشروع الأكبر إلى مهام أسهل في الإدارة. على سبيل المثال: قد يستغرق تنظيف مطبخك بعمق بضع ساعات؛ لكنك قد تتمكن من إفراغ ثلاجتك في غضون 5 إلى 10 دقائق».

3- الثناء على شخص ما

وفقاً لدراسة أجريت عام 2020، يشعر الناس بالتحسن بعد الإطراء، حتى لو كانوا يشعرون بالقلق قبل التفاعل.

وفي هذا الصدد، تقول لوري سانتوس، أستاذة علم النفس بجامعة ييل، ومقدمة بودكاست «مختبر السعادة»، لشبكة «سي إن بي سي»: «قد تُحسِّن هذه الإطراءات السريعة مزاجك لفترة أطول مما تظن».

4- تخلص من عادة سيئة باتباع قاعدة الخمس ثوانٍ

قبل إصدار كتابها الشهير «نظرية دعهم يفعلون»، ألَّفت المدربة في تطوير الذات والتحفيز، ميل روبنز، كتاب «قاعدة الخمس ثوانٍ: غيِّر حياتك وعملك وثقتك بنفسك بشجاعة يومية». ويُحدد الكتاب ممارسة تهدف إلى مساعدتك على التخلص من العادات السيئة. عندما تشعر بتلك الدفعة من التحفيز لفعل شيء ترغب فيه بشدة، عدّ تنازلياً من 5 إلى 1؛ ثم انجز إجراءً واحداً يدفعك نحو هدفك.

وكتبت روبينز في كتابها: «ألاحظ أنه كلما طال انتظاري بين رغبتي الأولى في التصرف، زادت أعذاري، وأصبح إجبار نفسي على الحركة أكثر صعوبة».

وتنصح الكاتبة: «هل ترغب في التوقف عن تصفح الإنترنت والذهاب في نزهة؟ عدّ تنازلياً من 5 إلى واحد، ثم ضع هاتفك جانباً. هل أنت عالق في دوامة من الحديث السلبي مع نفسك؟ تغلب عليه بالعد التنازلي، ثم بذل جهد فعال للانتقال إلى أفكار أكثر إيجابية».

وتقول روبينز في محاضرة سابقة لـ«تيد TEDX»: «إذا كان لديك أحد تلك الدوافع الصغيرة التي تجذبك، وإذا لم تدمجها مع فعل في غضون 5 ثوانٍ، فإنك تضغط على مكابح الطوارئ وتقضي على الفكرة».

5- احذف التطبيق الأكثر استخداماً

تقول آنا ليمبكي، رئيسة عيادة التشخيص المزدوج للإدمان في جامعة ستانفورد، ومؤلفة كتاب «أمة الدوبامين»، إن الإفراط في استخدام الشاشة قد يُضعف التفاعلات الشخصية. وتضيف ليمبكي: «يختفي الناس تماماً عندما يكونون على أجهزتهم، ولا يستطيعون الوجود بشكل كامل مع أحبائهم».

ولتحسين جودة صداقاتك؛ بل وحتى شراكتك، تخلص من هذا الإغراء تماماً. وتقول ليمبكي: «احذف التطبيق الذي تقضي عليه وقتاً أطول مما ترغب، والتزم بالابتعاد عنه لمدة 30 يوماً».

وتحذر ليمبكي من أن عدم السماح لنفسك باستخدام تطبيق كنت تتحقق منه عشرات المرات يومياً سيكون أمراً مزعجاً. لكن النتيجة تستحق العناء. وتقول: «في الأسبوعين الأولين، ستشتاق إليه وستفتقده، وسيخبرك عقلك بكل الأسباب التي تجعله مشروعاً غير جدير بالاهتمام». وتردف: «إذا تمكنت من الالتزام بهذا لمدة 14 يوماً، فقد تلاحظ أنك لا تفتقده بالفعل، وأنك تجد أنك تشعر بتحسن من دونه».