ميسي وأنتونيلا: سحر ولعب وعائلة وحب

ليونيل ميسي وزوجته أنتونيلا روكوزو (إنستغرام)
ليونيل ميسي وزوجته أنتونيلا روكوزو (إنستغرام)
TT

ميسي وأنتونيلا: سحر ولعب وعائلة وحب

ليونيل ميسي وزوجته أنتونيلا روكوزو (إنستغرام)
ليونيل ميسي وزوجته أنتونيلا روكوزو (إنستغرام)

عمرُ معرفة ليونيل ميسي بزوجته أنتونيلا روكوزو من عمرِ معرفتِه بالكُرة. بين أزقّة الطفولة في مسقط رأسَيهما بمدينة روزاريو الأرجنتينية التقيا وهُما لم يتجاوزا الثامنة بعد. كانت أنتونيلا رفيقة اللعب وقريبة أفضل أصدقاء ميسي؛ لوكاس سكاليا.
قدمٌ على الكرة ويدٌ في يد أنتونيلا التي تصغره بسنة واحدة، كبر ليونيل. وعندما بلغ عامه الـ13 وحان وقت الجدّ ومغادرة الأرجنتين إلى إسبانيا للتدريب، افترقت اليدان الصغيرتان. قليلةٌ صداقات الطفولة التي تنتصر على الزمن والمسافات، وعلاقة ميسي وروكوزو واحدةٌ منها. رغم انقطاع التواصل لفترة بسبب انشغاله في تطوير موهبته ضمن نادي برشلونة، كان، ومع كل عطلة تردّه إلى مسقط رأسه روزاريو، يزور أنتونيلا ويمضي الوقت معها.


ميسي وروكوزو في سنوات الطفولة (إنستغرام)
ليست الساحرة المستديرة وحدها التي أوقعت ليونيل ميسي في شِباكها، فعطلةً تلو العطلة كان سحر أنتونيلا يفعل فعله. وبما أنّ صلابة العلاقات لا تُمتَحن إلا في أوقات الشدّة، فقد أثبت ميسي أن حبه روكوزو ليس مجرّد سحابة صيف. ففي عام 2005، خسرت ابنة الـ17 عاماً صديقتها المقرّبة أورسولا في حادث سير. عندما بلغه الخبر، لم يتردد ميسي في السفر من إسبانيا إلى الأرجنتين للوقوف إلى جانب أنتونيلا ومواساتها.
عام 2009، وبالتزامن مع فوزه بأولى كُراته الذهبية (Ballon d’Or)، نقل ميسي علاقته مع روكوزو إلى العلَن، مصرّحاً في إحدى مقابلاته أن بينهما قصة حب. وتثبيتاً لهذا الحب، بدأ الثنائي فترة من الخطوبة عام 2010 وانتقلت أنتونيلا للعيش مع ليونيل في إسبانيا. تفرّغت للاهتمام بخطيبها، فلم تكمل دراستها الجامعية في طب الأسنان. وفي سن الـ24 أنجبت طفلهما الأول تياغو. حتى قبل ولادة ابنه البكر، أظهر ميسي حماسةً كبيرةً للأبوّة، فهو اختار أسلوباً طريفاً للإعلان عن حمل شريكته واضعاً الكرة تحت قميصه بعد تسجيل منتخب بلاده هدفاً خلال مباراة الأرجنتين ضد الإكوادور عام 2012.


«لقد بدّل ابني حياتي أكثر ممّا فعلت الـ(Ballon d’Or)»؛ بهذه العبارة اختصر ميسي فرحته بتياغو في مقابلة مع صحيفة «El Periodico» الإسبانية عام 2013. لم يَطُل انتظاره لاختبار فرحة مماثلة، فخلال سنة 2015 أنجبت أنتونيلا ابنهما الثاني ماتيو.
كان تياغو وماتيو في الخامسة والثانية من عمرَيهما يوم شهدا على زفاف والدَيهما في صيف 2017. في أحد فنادق مدينة روزاريو حيث زُرعت بذور حبهما، ارتبط الثنائي رسمياً بعد 7 سنوات من الخطوبة. كاد عدد الصحافيين يوازي عدد المدعوين الذي لم يتخطّ الـ260؛ من بينهم أسماء بارزة في عالم كرة القدم.
على مواسم عدّة، قسّم ميسي وروكوزو علاقتهما. لم يحرقا المراحل، فكان موسمٌ لحب الطفولة البريء، وموسمٌ آخر لاكتشاف الآخر خلال المراهقة، وبعدها أتت الخطوبة التي تَلاها الإنجاب. بكامل اقتناعهما، وقف ليونيل وأنتونيلا عريساً وعروساً في أفخم فنادق روزاريو ليقولا «نعم» مرةً ثانية.


ميسي وروكوزو في حفل زفافهما عام 2017 (أ ف ب)
لا يُخفي ميسي تقديره الكبير لزوجته، ويبدو فخوراً بإخلاصه لها. ففي مقابلة مع صحيفة «لا ماركا» الإسبانية قال مرة: «أنا معجب بكل ما فيها. لديها كثير من الصفات الحسنة. شخصيتها، مزاجها الجيّد، طريقتها الرائعة في مواجهة المشكلات، ذكاؤها…».
من جانبها، لا توفّر أنتونيلا فرصة لإظهار مساندتها لزوجها؛ أكان من خلال مرافقتها إياه إلى المباريات، أو عبر الصور التي تنشرها عبر صفحتها على «إنستغرام» التي يتابعها أكثر من 26 مليون شخص. لا تبخل أنتونيلا على المتابعين بمشاركتهم اللحظات العائلية الحميمة التي تجمعها بميسي والأولاد، كأعياد الميلاد والجلسات مع الأصدقاء والإجازات الصيفية. كما أنها تُفرد مساحةً لعملها الخاص، فهي تملك متجراً للأحذية الأرجنتينية في برشلونة، إلى جانب عرضِها أزياء من ماركات عالمية.
عام 2018، استقبل ميسي وزوجته مولودهما الثالث سيرو. انضمّ اسمه إلى مجموعة الأوشام على جسدَي الوالدَين، والتي تحمل أسماء أبنائهما. أما الوشم المشترك الرابع بين ليونيل وأنتونيلا، فهو تاريخ زواجهما، 30 يونيو (حزيران) 2017.


يحترف ميسي لعبة الزواج والأبوّة، بقدرِ احترافه كرة القدَم. وتُجاريه زوجته في هذا الاحتراف، فمن الواضح أن الاثنين يضعان العائلة قبل كل شيء. يقول في إحدى مقابلاته: «أولادي الثلاثة غيّروا نظرتي إلى الحياة وطريقة تفكيري، كما أنهم ساعدوني في النضوج». من المعروف أن ميسي يمضي كثيراً من الوقت مع عائلته، وهو يكشف أن فترات الراحة والهدوء قليلة جداً في المنزل بوجود ثلاثة أطفال: «أنتونيلا وأنا نحاول أن نستمتع بكل لحظة معهم؛ أكان خلال مشاهدة التلفزيون أو اللعب… نحب أن نبقى في البيت ونفرح بتلك الأوقات».
لعلّ الأيام التي أمضاها ميسي في مونديال قطر 2022 والتي لم تفارقه عائلته خلالها، كانت خير دليل على هذا التماسك العائلي. بعد مباراة الأرجنتين ضد أستراليا تحدّث قائلاً: «منذ الركلة الأولى وحتى صافرة النهاية، كنت أفكّر في أولادي. هم يكبرون ويستوعبون أكثر ما يجري في المباريات». مع العلم أن تياغو وماتيو يتدربان في «أكاديمية باريس سان جيرمان لكرة القدم».
كافأ الوالد فريقه الصغير منذ أيام عندما حمل لهم كأس العالم، هو الذي حلم بأن يتوّج مسيرته بهذا الإنجاز التاريخيّ. في طليعة الفخورين، وقفت أنتونيلا التي نشرت مجموعة من الصور العائلية برفقة الكأس المذهّبة. وهي التي رافقت ميسي منذ أولى سنوات الحلم، كتبت: «شكراً لأنك علّمتنا ألا نستسلم أبداً، وأنه علينا القتال حتى النهاية. لقد أنجزت ذلك أخيراً... أنت بطل العالم. نعرف أنك عانيت لسنوات طويلة من أجل تحقيق ذلك».


مقالات ذات صلة

الدوري المصري: الأهلي يفرط بنقاط الاتحاد السكندري

رياضة عربية من مباراة الأهلي والاتحاد السكندري (الأهلي)

الدوري المصري: الأهلي يفرط بنقاط الاتحاد السكندري

فشل فريق الأهلي في الحفاظ على تقدمه بهدف نظيف أمام الاتحاد السكندري، وتعادل معه 1/1 في المباراة التي جمعتهما ضمن منافسات الجولة الثالثة من الدوري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية روبن أموريم المدرب الجديد لمانشستر يونايتد (رويترز)

أموريم: أنا «الحالم» القادر على إعادة أمجاد يونايتد!

قال المدرب البرتغالي روبن أموريم إنه الرجل المناسب لإعادة مانشستر يونايتد أخيراً إلى مجده السابق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية النيجيري الدولي فيكتور بونيفاس مهاجم باير ليفركوزن (أ.ف.ب)

ليفركوزن يخسر بونيفاس «مباريات عدة»

خسر باير ليفركوزن بطل ألمانيا جهود مهاجمه النيجيري الدولي فيكتور بونيفاس «مباريات عدة» بعد عودته من النافذة الدولية الأخيرة مصاباً.

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)
رياضة عالمية دييغو سيميوني سيخوض مباراته رقم 700 مدرباً لأتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني ممتن للوصول إلى 700 مباراة مع أتلتيكو

سيخوض دييغو سيميوني مباراته رقم 700 مدرباً لأتلتيكو مدريد عندما يستضيف ألافيس في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، السبت.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان (أ.ف.ب)

فونسيكا: نحترم يوفنتوس لكننا لا نخشاه

قال باولو فونسيكا مدرب ميلان، الجمعة، إن فريقه لا يهاب مواجهة يوفنتوس.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».