«احتجاجات صامتة» في السويداء بمطالب سياسية ومعيشية

المنظمون يشددون على سلميتها

وقفة احتجاجية صامتة وسط السويداء (السويداء 24)
وقفة احتجاجية صامتة وسط السويداء (السويداء 24)
TT

«احتجاجات صامتة» في السويداء بمطالب سياسية ومعيشية

وقفة احتجاجية صامتة وسط السويداء (السويداء 24)
وقفة احتجاجية صامتة وسط السويداء (السويداء 24)

نفّذ العشرات من أهالي محافظة السويداء، وقفة احتجاجية صامتة، في ساحة السير وسط مدينة السويداء صباح يوم الاثنين، رافعين شعارات ومطالب سياسية واقتصادية ومعيشية، منها «تطبيق قرار مجلس الأمن 2254» الذي ينص على انتقال سياسي في سوريا، و«إذا جاعت الشعوب تحاسب الحكام»، و«إنقاذ المجتمع من المخدرات»، وغيرها من الشعارات التي تنادي بحقوق الشعب والسلمية ووحدة الشعب والأرض السورية.
واعتبر منظمو الوقفة الاحتجاجية الصامتة، أن الهدف إعلان سلمية واستمرار الاحتجاجات والمطالب المحقة لكل السوريين، وهي دعوة للشعب السوري للمشاركة، ورسالة للعالم والمجتمع الدولي ليعي حقيقة ما وصل إليه الشعب السوري، مشددين على أنها رسالة سلمية لجميع الأطراف بعيداً عن العنف وليس كما يدعي النظام السوري دائماً.
ونفّذ محتجون وقفة صامتة في بلدة مليح في الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة السويداء قبل يومين، شارك فيها طلاب رافعين شعارات تعبر عن الحق في التعليم والتدفئة والعيش الكريم، وشعارات تعبر عن سلمية احتجاجهم.
وكانت دعوات قد وُجهت قبل أسبوع في السويداء من قبل نشطاء، جدّدت الدعوة للاحتجاج في ساحات السويداء. وجاء البيان موجهاً لكل السوريين للمشاركة في الاعتصام الصامت في مدينة السويداء في ساحة الكرامة، والالتزام بالمطالب السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحقة والمشروعة للشعب السوري.
وقبل أيام من انطلاق الاحتجاجات التي أعلن منظموها استمرارها في كل يوم اثنين، توجّهت مجموعة من قادة الفصائل والمحتجين إلى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز أبو وائل حمود الحناوي، مطالبين بتوحيد موقف مشيخة العقل والخطاب الديني، للوقوف مع هموم الناس والمطالبة بحقوقهم وإيصال صوتهم إلى أعلى المستويات. وأكد شيخ عقل الطائفة أنه «مع مطالب الأهالي المحقّة».
وكانت آخر احتجاجات في مدينة السويداء قد نُظمت مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول)، عندما شهدت المدينة حالة توتر وأعمال عنف تمثّلت باقتحام مبنى المحافظة وإحراق بعض مكاتبه وتمزيق صورة رأس السلطة السورية بشار الأسد. ونتج عن تلك الصدامات مقتل شاب من مدينة السويداء وشرطي من قوات حفظ النظام، ما دفع النظام في حينها إلى تكرار اتهاماته لجهات خارجية بـ«الوقوف وراء ما يحدث في السويداء».
جاء ذلك على لسان المستشارة الإعلامية للرئيس بشار الأسد لونا الشبل، التي نشرت عبر حسابها الشخصي في وسائل التواصل الاجتماعي، تفاصيل ما يحدث في مسقط رأسها، قائلة إن «استخدام القناصة الذي أدى لارتقاء شهيد فهذا يؤكد وجود أوامر خارجية لتنفيذ أجندة معينة»، وهددت بالقول إن الأمر «سوف يعامل بحزم أمني شديد».
وعززت هذا التصور جريدة الوطن السورية المحسوبة على النظام السوري، التي ألقت باللائمة على عناصر مخربة وعقوبات غربية، وقالت إن «هذا الواقع (الاقتصادي) لا يمكن أن يتغير ما لم تتغير سياسات الغرب تجاه سوريا».
أما قادة الطائفة الدرزية في مشيخة العقل، فقد توزعت بين تهدئة ودعم إحقاق مطالب المتظاهرين. وفي ظهوره عبر التلفاز الرسمي السوري، دعا حمود الحناوي الجميع للتهدئة وتغليب العقل والحكمة. وقال إن ظروف البلاد يجب أن تواجه بـ«الصبر والتحمل وتقدير العواقب»، داعياً إلى «السلم الأهلي ووأد الفتنة». في حين قال يوسف الجربوع: «لو تمت المطالبة بشكل راقٍ فإننا نقول عنها مطالب شعبية لتحسين الأوضاع الاقتصادية، لكن عندما توجهت لتخريب منشآت الدولة، كانت لها أهداف أخرى تسيّر من خارج البلاد»، على حد قوله.
في حين غرد الشيخ حكمت الهجري خارج سرب المشيخة، واصفاً ما حصل بـ«حراك سلمي عفوي لشعب هدّه الجوع والحاجة وآلمته المزايدات وعدم الاستجابة لمطالبه المحقة»، رافضاً أي استخدام للسلاح ضد المحتجين مهما كانت أسبابه.
أما بالنسبة لحركة «رجال الكرامة»، أكبر الفصائل المحلية المسلحة بالسويداء، فقد وقفت في بيانها إلى جانب المحتجين في مطالبهم، رافضة أي فعل تخريبي خارج نطاق المطالب.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الحوثيون يؤكدون استمرار «العمليات بالصواريخ والمسيّرات» ضد إسرائيل

مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)
مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يؤكدون استمرار «العمليات بالصواريخ والمسيّرات» ضد إسرائيل

مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)
مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)

أكد زعيم المتمردين اليمنيين عبد الملك الحوثي، اليوم (الخميس) استمرار الهجمات التي تشنها قواته «بالصواريخ والمسيرات» ضد إسرائيل مهدداً بهجمات «أقوى وأكبر»، غداة بدء سريان وقف لإطلاق النار بين الدولة العبرية و«حزب الله» في لبنان.

وقال زعيم الحوثيين المدعومين من إيران في كلمة بثتها قناة «المسيرة» إنّ «العمليات من جبهة اليمن المساندة للشعب الفلسطيني بالقصف بالصواريخ والمسيّرات على العدو الإسرائيلي مستمرة».

وأطلق المتمردون الحوثيون في اليمن طائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل بشكل منتظم منذ بدء حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

كما استهدفوا سفن شحن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متوجهة إليها في البحر الأحمر وخليج عدن، ما أدى إلى تعطيل هذا الطريق التجاري الحيوي بشكل كبير.

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الحوثي «آمل من الجميع في الجيش وعلى المستوى الشعبي أن ندرك مسؤوليتنا لنبذل الجهد ونستعين بالله ليعيننا على فعل ما هو أقوى وأكبر ضد العدو الإسرائيلي».

وفي السياق ذاته، أفاد تلفزيون «المسيرة» التابع للحوثيين، مساء اليوم (الخميس)، بأن طائرات أميركية وبريطانية شنت غارتين على محافظة الحديدة في غرب اليمن.

وأوضح التلفزيون أن الغارتين استهدفتا مديرية باجل، دون ذكر مزيد من التفاصيل.