حض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الرئيسة البيروفيانية الجديدة دينا بولوارتي، على إجراء إصلاحات سياسية عقب إطاحة الرئيس اليساري بيدرو كاستيلو، وإعلان حال الطوارئ في إطار السعي إلى مواجهة الاضطربات العنيفة التي أدت حتى الآن إلى مقتل كثير من الأشخاص في هذا البلد من جبال الأنديز. وبدأت الاضطرابات في بيرو بعد إطاحة كاستيلو، الذي اعتقل الأسبوع الماضي، بعد محاولته حل الكونغرس في ليما. وسارعت الولايات المتحدة إلى تهنئة بولوارتي بمنصبها الرئاسي الجديد، علماً بأنها كانت نائبة الرئيس. وأوقف كاستيلو أثناء محاولته اللجوء إلى السفارة المكسيكية. وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، بأن بلينكن أجرى محادثة هاتفية مع الرئيسة الجديدة في بيرو وشجعها على «مضاعفة جهودها لإجراء الإصلاحات اللازمة وحماية الاستقرار الديمقراطي». كما ركز على «ضرورة انخراط كل الأطراف البيروفيانية في حوار بناء من أجل تخفيف الانقسامات السياسية والتركيز على المصالحة». وقال إن «الولايات المتحدة تتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع الرئيسة بولوارتي في شأن الأهداف والقيم المشتركة المتعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والأمن ومكافحة الفساد والازدهار الاقتصادي».
وعلى الرغم من مواقف واشنطن، انتقد الرئيس المكسيكي اليساري أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، مسارعة إدارة الرئيس جو بايدن إلى القرار بشرعية إطاحة الرئيس اليساري. وهو انتقد أيضاً اجتماع السفيرة الأميركية في ليما، ليزا كينا، مع بولوارتي. ووصف كاستيلو بأنه الرئيس الشرعي لبيرو، على الرغم من إصراره على أن سياسته الخارجية تمليها عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. ورأى أن حالة الطوارئ في بيرو جعلت المواطنين «في حالة حصار». وقال: «يجب عدم استخدام القوة، ويجب عدم قمع الناس، ويجب ضمان الحريات». وفي إشارة إلى اجتماع السفيرة الأميركية مع الرئيسة بولوارتي، تساءل: «ألا يبدو ذلك كأنه استعراض للغطرسة، أو عدم احترام كيفية سير الأمور؟».
كما تساءل لوبيز أوبرادور لاحقاً عما إذا كانت واشنطن على علم بما يفعله مسؤولوها في بيرو. وقال: «ربما لا يعرف بلينكن من وزارة الخارجية أي شيء عن ذلك، وأن الأمر متروك للسفارة»، مضيفاً أن «هذا ما فعلوه دائماً، خصوصاً في أميركا اللاتينية».
ودعا البابا فرنسيس من جهته إلى الحوار، قائلاً: «دعونا أيضاً نصلي من أجل السلام في بيرو، لكي يتوقف العنف في هذا البلد ويتم سلوك طريق الحوار للتغلب على الأزمتين السياسية والاجتماعية». وحيال الاضطرابات الشديدة، يمكن أن تنتهي فترة حكم بولوارتي بسرعة، على الرغم من أنها ناشدت المواطنين التزام الهدوء وإتاحة الفرصة لها للحكم، وأصرت على أن وظيفة تصريف الأعمال أتت إليها بسبب الظروف، وليس الطموح الشخصي.
ولكن في المناطق الريفية الفقيرة، لا تظهر أي بوادر على التراجع عن الاحتجاجات وسط الغضب من عزل كاستيلو، الذي كان أول رئيس لبيرو له تراث من السكان الأصليين. وأصر الفلّاحون الذين جرى تجاهلهم منذ فترة طويلة على مطالبهم بإطلاقه من السجن.
وعلى الرغم من جذور بولوارتي المتواضعة في الأنديز، يصفها كثيرون في منطقتها بأنها «خائنة» و«انتهازية».
واشنطن تحض بيرو على الإصلاحات لوقف العنف
المكسيك تنتقد مسارعة الأميركيين إلى الاعتراف ببولوارتي
واشنطن تحض بيرو على الإصلاحات لوقف العنف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة