العثور مصادفة على أوراق توفيق الحكيم يجدد قضية «حفظ مقتنيات الرموز»

شاب مصري قال إنه اكتشفها في شقة بالقاهرة

مخطوط بيد الأديب توفيق الحكيم لثلاث مسرحيات للأطفال نُشرت بعد وفاته بعشرين عاماً (الكاتب محمد سلماوي)
مخطوط بيد الأديب توفيق الحكيم لثلاث مسرحيات للأطفال نُشرت بعد وفاته بعشرين عاماً (الكاتب محمد سلماوي)
TT

العثور مصادفة على أوراق توفيق الحكيم يجدد قضية «حفظ مقتنيات الرموز»

مخطوط بيد الأديب توفيق الحكيم لثلاث مسرحيات للأطفال نُشرت بعد وفاته بعشرين عاماً (الكاتب محمد سلماوي)
مخطوط بيد الأديب توفيق الحكيم لثلاث مسرحيات للأطفال نُشرت بعد وفاته بعشرين عاماً (الكاتب محمد سلماوي)

جدد العثور مصادفة على أوراق نادرة لعميد المسرح العربي توفيق الحكيم الجدل بشأن قضية حفظ مقتنيات رموز مصر، حيث يواجه إرثهم من المقتنيات والأوراق النادرة، بحسب نقاد وباحثين، «مصيراً مجهولاً وإهمالاً».
وكان شاب يدعى محمد فوزي قد أعلن عن عثوره بالمصادفة على عدد من المخطوطات والمسودات الأصلية لبعض أعمال «الحكيم» بخط يده مثل «أهل الكهف» و«سجن العمر»، فضلاً عن مسلسل إذاعي بعنوان «محمد رسول الله» ومعالجة لمسرحية «أبو مسلم الخراساني»، والأخيران يحملان كذلك توقيع المخرج الإذاعي حامد حنفي، الذي كان بصدد تحويل تلك الأعمال إلى دراما إذاعية.

وقال فوزي في تصريحات صحافية إنه «اشترى شقة من حفيد توفيق الحكيم لتكون مقراً تجارياً له غير أنه فوجئ عند تسلمها بوجود العديد من الصناديق والكراتين التي تحتوي على كنز أدبي»، مشيراً إلى أنه «تواصل مع البائع المهاجر إلى أوروبا ليخبره بما عثر عليه لكن الأخير تجاهل الأمر ولم يبدِ اهتماماً».
ويعد توفيق الحكيم (1898 - 1987) مؤسس النهضة الحديثة في المسرح العربي عبر عشرات الأعمال التي واكبت أهم المدارس والمذاهب الفنية في الأدب الحديث مثل «بجماليون» و«شهرزاد» و«مصير صرصار» و«يا طالع الشجرة» و«بنك القلق». ولم يقتصر إنتاجه على المسرح، بل امتد للقصة القصيرة والرواية مثل «عصفور من الشرق» و«يوميات نائب في الأرياف». كما اعتبره الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بمثابة «الأب الروحي» لثورة 23 يوليو (تموز) 1952. ومنحه «قلادة الجمهورية» عام 1957. وبحسب أدباء، لم يتبقَ من ورثة توفيق الحكيم سوى حفيد واحد يعيش حالياً خارج البلاد.
ويثار الجدل بين الحين والآخر بسبب ضياع تراث كبار الأدباء في مصر كما حدث من قبل على سبيل المثال مع الأديبة الشهيرة مي زيادة (1886 - 1941) التي بيعت شقتها في مصر بالمزاد العلني دون أن تتحول إلى متحف، فيما يواجه المنزلان اللذان تركهما عباس محمود العقاد (1889 - 1964) في أسوان مصيراً غامضاً وسط مطالب بسرعة تحويلهما إلى مزار في تلك المدينة السياحية.
وكانت وزيرة الثقافة المصرية د. نيفين الكيلاني قد أعلنت مؤخراً عن «رعايتها الكاملة» للحملة التي أطلقتها صحيفة مصرية بعنوان «لن يضيع»، بهدف «الحفاظ على تراث مصر الثقافي من الضياع».
ويبدي د. زين عبد الهادي، أستاذ علم المكتبات ورئيس تحرير مجلة «عالم الكتاب»، التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، أسفه الشديد على «المصير المعيب الذي تلقاه مقتنيات ومكتبات المشاهير في مصر، حيث غالباً ما تنتهي في أيدي باعة الكتب القديمة الذين يشترونها بالكيلوغرام كما هو الحال لدى باعة سور الأزبكية، وهو المصير الذي ربما تلقاه مكتبات مثقفين رحلوا مؤخراً عن عالمنا مثل د. صلاح فضل وبهاء طاهر ومن قبلهما د. جابر عصفور إن لم تتحرك وزارة الثقافة أو المجتمع المدني».
ويطالب د. زين في تصريح إلى «الشرق الأوسط» بصدور قانون يلزم ورثة الأدباء الذين يحصلون على جائزة النيل التي تعد أرفع جائزة أدبية مصرية أو جوائز عالمية بتسليم مقتنيات ومكتبة الأديب الراحل إلى وزارة الثقافة.
ويشدد الناقد والباحث الأدبي سيد محمود على «أهمية وجود وحدة خاصة أو قسم داخل دار الكتب والوثائق القومية مختص بفحص مكتبات كبار الأدباء واقتناء العناوين المهمة منها، فضلاً عن الاحتفاظ بالكتب التي تحمل إهداءات بتوقيع مشاهير المثقفين بدلاً من أن نجد مثل تلك المؤلفات مبعثرة لدى باعة الكتب القديمة هنا وهناك»، بحسب ما قاله لـ«الشرق الأوسط».
ويرى الناقد الأدبي إيهاب الملاح أنه من الأهمية بمكان «وجود مؤسسة مختصة برعاية تراث صفوة الأدباء وتحويل بيوتهم إلى متاحف تضم أوراقهم الخاصة ومقتنياتهم الشخصية عبر التفاوض مع الورثة» مشيراً في تصريح إلى «الشرق الأوسط» إلى أن «هذا الدور يجب أن يمتد إلى الاحتفاء بذكرى الراحلين عبر الندوات والمؤتمرات وإعادة نشر مؤلفاتهم وتنظيم المسابقات الثقافية في هذا السياق».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)
الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)
TT

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)
الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية»، التي تمنحها القناة التابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام «SRMG»، بالتعاون مع «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2024»، وذلك خلال حفل أُقيم بمنطقة «البلد» في جدة.

وتدور أحداث الفيلم حول 4 صحافيّين مكسيكيّين، يخاطرون بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» العنيفة في بلادهم. وتأتي الجائزة ضمن التزام القناة بدعم صناعة الأفلام، وتعزيز المواهب الناشئة في الوثائقيات، وتسليط الضوء على الجهود المستمرة لتوفير منصّة تفاعلية لعرض القصص.

وشهدت هذه النسخة مشاركة واسعة ومتنوعة شملت أفلام «يلّا باركور» للمخرجة عريب زعيتر (الأردن)، و«مركب فرسان: 128 كيلو عن بر الأمان» لموفق العبيد (السعودية)، و«ماي واي» لليزا أزويلوس وتيري تيستون (فرنسا - أميركا)، و«حالة من الصمت» لسانتياغو مازا (المكسيك)، و«لوميير السينما (تستمر المغامرة)» لتيري فريمو (فرنسا)، و«توليف وحكايات على ضفاف البوسفور» لزينة صفير (مصر - لبنان - تركيا)، و«عندما يشع الضوء» لريان البشري (السعودية) ، ضمن فئة الأفلام القصيرة.

محمد اليوسي يُتوّج المخرج سانتياغو مازا بالجائزة (الشرق الأوسط)

من جانبه، قال محمد اليوسي، المدير العام لقناتي «الشرق الوثائقية» و«الشرق ديسكفري»، إن الجائزة «تعكس التزامنا الراسخ بدعم المواهب، وتقديم محتوى أصلي وحصري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، مهنّئاً المخرج سانتياغو مازا على فيلمه الوثائقي المميز.

بدورها، ثمّنت شيفاني باندايا مالهوترا، المديرة الإدارية للمهرجان، الشراكة الاستراتيجية مع «الشرق الوثائقية» لتقديم جائزتها للعام الثاني على التوالي، مبيّنة أن هذه المبادرة «تجسّد التزامنا الراسخ بدعم صُنّاع الأفلام الموهوبين، وتوفير منصّة رائدة لعرض أعمالهم وإبداعاتهم للعالم أجمع».

وتقدم «الشرق الوثائقية» أفلاماً تتناول مواضيع عدة، تتنوّع بين السياسة والاقتصاد والأعمال والتاريخ، وتستعرض رؤًى فريدة وتحليلات ثاقبة حول آخر التوجهات والأحداث والشخصيات المؤثرة التي تشكل عالم اليوم.

وبفضل قدراتها الإنتاجية الداخلية، تبثّ القناة مجموعة برامج تتسلل إلى عمق الأخبار وعناوين الصحف، وتوفّر تحليلات جريئة وشاملة. ويُمكن مشاهدة محتواها من خلال البثّ التلفزيوني، والمباشر عبر الإنترنت، وخدمة الفيديو عند الطلب عبر «الشرق NOW»، وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.