48 % من وفيات المصريين سببها أمراض القلب... والحكومة تتحرك

عبر مبادرات لتعزيز التعامل العاجل مع المصابين

وزير الصحة المصري يشهد توقيع بروتوكول تعاون بشأن مبادرة لرعاية مرضى الرعاية الحرجة (الحكومة المصرية)
وزير الصحة المصري يشهد توقيع بروتوكول تعاون بشأن مبادرة لرعاية مرضى الرعاية الحرجة (الحكومة المصرية)
TT

48 % من وفيات المصريين سببها أمراض القلب... والحكومة تتحرك

وزير الصحة المصري يشهد توقيع بروتوكول تعاون بشأن مبادرة لرعاية مرضى الرعاية الحرجة (الحكومة المصرية)
وزير الصحة المصري يشهد توقيع بروتوكول تعاون بشأن مبادرة لرعاية مرضى الرعاية الحرجة (الحكومة المصرية)

«مع الأسف، وصلتم متأخرين!»... جملة صارت تتردد في مستشفيات مصرية يصلها بشكل يومي مرضى الأزمات القلبية الذين يأملون في إسعافهم، وهي مشكلة تسعى وزارة الصحة المصرية إلى حلها عبر مبادرة «في كل ثانية حياة» التي أُعلن تدشينها السبت الماضي.
وقال خالد عبد الغفار، وزير الصحة المصري، في تصريحات تلفزيونية مساء السبت، إن المبادرة تهدف إلى «إنقاذ حياة المرضى من الذبحة الصدرية والنوبات القلبية، عن طريق التعامل السريع مع المريض، وذلك بعد أن أصبحت نسبة الوفاة بأمراض القلب تمثل 48 في المائة من الوفيات السنوية».
وأضاف وزير الصحة: «في الماضي كانت أمراض القلب مصاحبة لأمراض السكر والضغط؛ لكن اليوم نفاجأ بشباب في مقتبل العمر يصابون بأزمات قلبية حادة تؤدي إلى الوفاة، فأي إنسان معرض لأزمة قلبية في أي وقت؛ سواء كانت هناك مسببات لذلك أم لا».
ووقَّع ممثلون لـ«الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة» في وزارة الصحة المصرية، وشركة «أسترازينيكا مصر»، بروتوكولاً لمبادرة تستهدف رعاية مرضى الحالات الحرجة.
ووفق آلية عمل هذه المبادرة «سيكون هناك أطباء للرد على الحالات التي يشتبه أصحابها في أنهم يعانون بوادر أزمة قلبية، وذلك عبر الخط الساخن (16474)، ليوجه هؤلاء الأطباء أقرب سيارة إسعاف لنقل هذا الشخص إلى أقرب مستشفى يمكن أن يتعامل مع الأزمات القلبية الطارئة»، حسبما يقول حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية لـ«الشرق الأوسط».
ويوضح عبد الغفار أنه «بدأ بالأمس تدريب 100 طبيب على تقديم تلك الخدمة عبر الخط الساخن، وفور الانتهاء من التدريب سيُفعَّل العمل بالمبادرة».
ومن جانبه، يثني جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب القومي على تلك المبادرة، كونها «تتعامل مع واحدة من أهم المشكلات التي نلمسها في حياتنا الآن، وهي الموت المفاجئ بالأزمات القلبية، بسبب ضعف الوعي».
وكان شعبان نفسه عرضة لأزمة قلبية حدثت له في يونيو (حزيران) الماضي، عندما شعر بآلام شديدة في منطقة الصدر، توقفت بعد حصوله على أقراص مذيبة للجلطات والأسبرين، ولكن توقف الألم لم يمنعه من الذهاب على الفور إلى المستشفى لإجراء قسطرة تشخيصية، كشفت عن وجود انسداد في الشريان الخلفي بالقلب.
ويقول شعبان لـ«الشرق الأوسط»: «إن إحدى المشكلات هي أننا نهمل البحث عن سبب الألم بمجرد اختفائه، وهذا ما يجب الحذر من خطورته والتوعية به خلال تلك المبادرة».
ويضيف: «يجب التعامل مع أي ألم في منطقة الصدر على أنه يتعلق بمشكلة في القلب إلى أن يثبت العكس؛ لأن لدينا ثقافة تتمثل في إرجاع مثل هذه الآلام إلى الحالة النفسية أو وجود مشكلات في الجهاز الهضمي». ولا ينكر الطبيب أن «هناك أسباباً كثيرة لآلام الصدر؛ لكن يجب الاطمئنان إلى براءة القلب؛ لأن المشكلة في الجهاز الهضمي يمكن أن تتحمل الانتظار؛ لكن مشكلات القلب لا تنتظر، وقد تؤدي للوفاة».
ويؤكد العميد السابق لمعهد القلب أهمية الجانب التوعوي في المبادرة، عبر تدريب قطاعات عريضة من المصريين على تنفيذ الإسعافات الأولية لإنعاش القلب؛ لأن «حياة المريض قد تتوقف على إجراء يُنفَّذ قبل وصول سيارة الإسعاف، وهذا يمكن أن يتم في مراكز الشباب والمصالح الحكومية، للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المصريين، كما يجب أن تتم التوعية بعوامل الخطر التي تسبب الأزمات القلبية، وهي الإصابة بالضغط والسكر، ووجود تاريخ عائلي للأمراض القلبية، والتدخين».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مصر تتابع التحقيقات في مقتل أحد مواطنيها بإيطاليا

مقر وزارة الخارجية المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (الخارجية المصرية)
مقر وزارة الخارجية المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (الخارجية المصرية)
TT

مصر تتابع التحقيقات في مقتل أحد مواطنيها بإيطاليا

مقر وزارة الخارجية المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (الخارجية المصرية)
مقر وزارة الخارجية المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (الخارجية المصرية)

تتابع مصر التحقيقات التي تجريها السلطات الإيطالية في ميلانو حول ملابسات واقعة مقتل شاب مصري (19 عاماً). ووفق إفادة لوزارة الخارجية والهجرة المصرية، الجمعة، وجه وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي القنصلية المصرية في ميلانو بمتابعة إجراءات وسير التحقيقات مع السلطات الإيطالية، والوقوف على تقرير جهات الاختصاص لمعرفة ملابسات واقعة الوفاة، فور الانتهاء من التحقيقات.

وبحسب صحيفة «كوري ديلا سيرا» الإيطالية، فإن الحادث وقع بمنطقة «كورفيتو»، والشاب المصري سقط خلال وجوده على دراجة نارية «سكوتر» يقودها شاب تونسي، في أثناء محاولتهما الفرار من ملاحقة الشرطة «بسبب سير الشابين عكس الاتجاه بالطريق». وأوضحت الصحيفة أن المدعي العام فتح تحقيقاً في الحادث، بينما جرى توقيف الشاب التونسي قائد الدراجة النارية للتحقيق معه.

وتصدرت إيطاليا المرتبة الأولى من حيث استقبال المهاجرين المصريين في 2023 بحسب بيانات «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء»، فيما تقدر أعداد الجالية المصرية في إيطاليا بأكثر من 650 ألف مصري، بوصفها أكبر جالية مصرية في أوروبا التي يوجد فيها 1.5 مليون مصري على الأقل، وفق تقديرات شبه رسمية.

وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون الأوروبية، السفير جمال بيومي، قال لـ«الشرق الأوسط» إن مثل هذه الحوادث يصاحبها تحرك عاجل من القنصلية المصرية لمتابعة سير التحقيقات ونتائجها. وأضاف أن التعامل في التحقيقات يجري وفق قوانين الدولة التي وقع فيها الحادث، ويكون هناك تواصل بين مسؤول القنصلية وعائلة الضحية باستمرار مع تمكينهم من الاطلاع على ما يسمح به من معلومات حول القضية، مشيراً إلى "ضرورة عدم استباق نتائج التحقيقات حول ملابسات الواقعة.

وبحسب وسائل إعلام إيطالية فإن والد الشاب المصري يقيم في إيطاليا منذ 11 عاماً، ويتعاون مع السلطات الإيطالية في التحقيقات، وسبق أن طالب بـ«الكشف عن ملابسات وفاة نجله بناء على التحقيقات التي تجرى مع الشاب التونسي الموقوف، وأحد قوات الشرطة».

وتداول مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، مقاطع فيديو، قالوا: «إنها لأعمال شغب في ميلانو ضد الشرطة على خلفية مقتل الشاب المصري»، فيما نفى والد الشاب المصري «علاقة الأسرة بهذه الأعمال»، وفق تقارير إعلامية.

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق قال: «إن مثل هذه الحوادث لا تؤثر عادة على العلاقات الدبلوماسية، خصوصاً حال التأكد من عدم وجود تعمد في الواقعة»، لافتاً إلى أنه حال «ارتكاب الضحية خطأ»، فإن القنصلية المصرية «لا يمكنها سوى محاولة العمل على إنهاء الإجراءات بأسرع وقت».