حذر ناشطون ومنظمات محلية من تداعيات ونتائج توقف آلية إدخال المساعدات الإنسانية الأممية عبر الحدود إلى أكثر من مليون ونصف المليون نازح في أكثر من 1430 مخيماً تنتشر شمال إدلب وبالقرب من الحدود السورية - التركية، والتي سينتهي العمل فيها في 10 يناير (كانون الثاني) من العام المقبل، في وقت يعاني النازحون من ظروف إنسانية غير عادية وارتفاع نسبة الفقر وانعدام فرص العمل. فيما أسفرت عملية هجومية لفصائل المعارضة شمال غربي سوريا، على موقع عسكري لقوات النظام بريف حلب، فجر أمس السبت، عن سقوط أكثر من 20 عنصراً بين قتيل وجريح، وفق ما أكدته مراصد معارضة.
وقالت منظمة «فريق استجابة سوريا»، في بيان لها، إن «آلية التفويض الخاصة بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود للاجئين في شمال غربي سوريا، وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2642 /2022، ستنتهي في العاشر من يناير 2023 أي خلال أقل من 25 يوماً، وذلك في ذروة الاحتياجات الإنسانية للمنطقة بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة، الأمر الذي سيحد من قدرة المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة على التعامل مع الوضع الإنساني الحالي، ويفتح المجال أمام احتمالات ومآلات كثيرة قد تواجه المنطقة، وخصوصاً مع الإصرار الروسي على إيقاف الآلية الحالية المعمول بها منذ عام 2014، واستبدالها بآلية إدخال المساعدات عبر الخطوط»، في إشارة إلى إدخالها من مناطق النظام السوري.
ويقضي قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في يوليو (تموز) 2021 بتمديد آلية دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا لمدة عام عن طريق معبر «باب الهوى» الحدودي مع تركيا، لمدة ستة أشهر، تمدد لستة أخرى شرط نجاح إدخال المساعدات عبر الخطوط من مناطق النظام. ودخلت منذ ذلك الحين حتى الآن، 9 قوافل محملة بمواد إنسانية للاجئين في شمال غربي سوريا غير كافية ولا يمكن مقارنتها بالمساعدات القادمة عبر الحدود.
وأكدت منظمة «فريق استجابة سوريا» أنه «لا يمكن مقارنة دخول المساعدات الإنسانية عبر الطرق المعتمدة عبر الحدود وعبر الخطوط، وفق قرار مجلس الأمن الدولي، حيث عدد الشاحنات الإغاثية الواردة عبر خطوط التماس منذ بداية القرار هو 64 شاحنة وفق أربع دفعات تتجاوز المدة الزمنية بين كل دفعة وأخرى أكثر من شهر. أما عدد الشاحنات الإغاثية الواردة عبر الحدود منذ بداية القرار، فهو 8275 شاحنة حتى الآن».
وأضافت المنظمة أن «نسبة المساعدات الإنسانية عبر خطوط التماس تشكل 0.77 في المائة من إجمالي المساعدات في حين تبلغ نسبتها عبر الحدود 99.23 في المائة؛ إذ إن المساعدات الواردة عبر الخطوط هي مساعدات غذائية بالمجمل وبعض المساعدات الأخرى بشكل محدود. أما تلك الواردة عبر الحدود، فتضم بحسب الشاحنات 73 في المائة من المساعدات الغذائية إضافة إلى 2.5 في المائة مساعدات طبية و12 في المائة مساعدات خاصة بالمخيمات و5 في المائة مساعدات تخص النظافة و3.5 في المائة تخص مشاريع المياه والإصلاح، و4 في المائة لبقية المشاريع المعمول بها في المنطقة».
وفي هذا الوقت، أسفرت عملية هجومية لفصائل المعارضة شمال غربي سوريا، على موقع عسكري لقوات النظام بريف حلب، فجر أمس السبت، عن سقوط أكثر من 20 عنصراً بين قتيل وجريح، وفق ما أكدته مراصد معارضة. وأفاد ناشطون معارضون بأن الفصائل المسلحة في غرفة عمليات «الفتح المبين»، وأبرزها «هيئة تحرير الشام»، نفذت هجوماً انغماسياً مباغتاً استهدف موقعاً عسكرياً لقوات النظام السوري في منطقة قبتان الجبل بريف حلب الغربي، فجر أمس السبت.
وأسفر الهجوم عن مقتل وجرح أكثر من 20 عنصراً، قبيل انسحاب القوات المهاجمة من الموقع. وأدى ذلك إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين الطرفين وقصف مدفعي مكثف طال المناطق القريبة من خطوط التماس. في وقت تشهد المنطقة ضباباً كثيفاً يحجب الرؤية، وهذا ما سهل على فصائل المعارضة القيام بالعملية وتكبيد قوات النظام خسائر فادحة بالعدة والعتاد والبشر.
وبحسب قيادي في فصائل المعارضة ضمن غرفة عمليات «الفتح المبين»، فإن العملية أتت رداً على خروقات قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية على المناطق المأهولة بالسكان القريبة من خطوط التماس، لا سيما قرى وبلدات جبل الزاوية جنوب إدلب ومناطق بريف حلب الغربي، والتي أسفرت مؤخراً عن مقتل ما لا يقل عن 6 مدنيين، بينهم أطفال، إضافة إلى محاولات التسلل المستمرة لقوات النظام على مواقع تابعة لفصائل المعارضة.
وأشار القيادي إلى وقوع اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة وقذائف المدفعية الثقيلة والهاون، بين فصائل المعارضة وقوات النظام على محاور منطقة الكبينة شرق اللاذقية، تزامناً مع العملية الانغماسية التي جرت غرب حلب. ولفت إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل عنصر من المعارضة وجرح آخرين، متوعداً قوات النظام بعمليات عسكرية نوعية من شأنها ردع الأخيرة عن مواصلة قصفها للمدنيين في شمال غربي سوريا.
ويشكو مدنيون في مناطق جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي من القصف المتكرر لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية على بلداتهم، التي ارتفعت وتيرتها مع بدء فصل الشتاء، ودفعتهم إلى اللجوء للمغارات والكهوف، وسط ظروف إنسانية صعبة للغاية، بحسب أحد المدنيين من أبناء بلدة البارة جنوب إدلب.
وقال القيادي في هذا الإطار: «يعيش في قرى جبل الزاوية (البارة وكفرعويد والفطيرة وكنصفرة والموزرة وعين لاروز وفليفل) نحو 100 ألف نسمة، ظروفاً إنسانية صعبة بسبب مواصلة قوات النظام السوري قصفها لتلك القرى والبلدات، وارتفعت وتيرة القصف المدفعي وتحليق طائرات الاستطلاع الإيرانية والروسية في الأجواء على مدار الساعة، مع حلول فصل الشتاء، الأمر الذي يمنع المدنيين من تأمين وسائل التدفئة، وأهمها الحطب، والتي يحصلون عليها من مزارعهم المحيطة بالقرى والبلدات، ما اضطر عشرات العائلات إلى العيش في المغارات والكهوف، تفادياً لوقوع إصابات نتيجة القصف المتواصل، في ظل توقف عمل عدد من المراكز الطبية في المنطقة بعد استهدافها بشكل مباشر من قبل قوات النظام والمقاتلات الروسية وإخراجها عن الخدمة نهائياً».
تحذيرات من توقف المساعدات الأممية للنازحين «عبر الحدود»
قتلى وجرحى من قوات النظام بهجوم للمعارضة شمال غربي سوريا
تحذيرات من توقف المساعدات الأممية للنازحين «عبر الحدود»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة