احتجاجات إيران تدخل شهرها الرابع

رجل دين متشدد ينتقد الاتحاد الأوروبي بعد عقوبات ضده

جانب من احتجاجات إيران في أكتوبر (تشرين الأول) حيث لعبت النساء دوراً مهماً فيها (أ.ف.ب)
جانب من احتجاجات إيران في أكتوبر (تشرين الأول) حيث لعبت النساء دوراً مهماً فيها (أ.ف.ب)
TT

احتجاجات إيران تدخل شهرها الرابع

جانب من احتجاجات إيران في أكتوبر (تشرين الأول) حيث لعبت النساء دوراً مهماً فيها (أ.ف.ب)
جانب من احتجاجات إيران في أكتوبر (تشرين الأول) حيث لعبت النساء دوراً مهماً فيها (أ.ف.ب)

نزل عشرات الأشخاص، أمس الجمعة، إلى الشارع في جنوب شرقي إيران الذي يشهد توتراً، على ما أظهرت تسجيلات مصورة نشرتها مجموعات حقوقية، في وقت تدخل موجة الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني شهرها الرابع. وهتف متظاهرون في زاهدان عاصمة محافظة سيستان بلوشستان «الموت للديكتاتور»، قاصدين بذلك المرشد علي خامنئي، حسبما يظهر في فيديو نشرته «منظمة حقوق الإنسان في إيران» ومقرها أوسلو. وأظهرت صور أخرى من زاهدان حشوداً من الرجال، بعضهم يرفع لافتات كتبت عليها شعارات منددة بالنظام، ومجموعة من النساء بلباس أسود يسرن في شارع مجاور على ما يبدو، ويطلقن بدورهن هتافات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
تشهد إيران موجة احتجاجات منذ 16 سبتمبر (أيلول) في أعقاب وفاة أميني الشابة الإيرانية الكردية البالغة 22 عاماً، بينما كانت محتجزة لدى «شرطة الأخلاق» بتهمة مخالفة قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها طهران على النساء. ويقول مسؤولون إيرانيون إن المئات قتلوا جراء العنف في الشوارع، بينهم عشرات من قوات الأمن، إضافة إلى اعتقال الآلاف، ما أدى إلى إدانات دولية وفرض عقوبات وإخراج إيران يوم الأربعاء من هيئة الأمم المتحدة المعنية بحقوق المرأة.
وكانت سيستان بلوشستان، التي تقع على الحدود الجنوبية الشرقية لإيران مع أفغانستان وباكستان، وتضم أقلية البلوش العرقية، كانت مسرحاً لأعمال عنف دامية متكررة حتى قبل اندلاع الاحتجاجات في أنحاء البلاد. وكثيراً ما اشتكت أقلية البلوش من التمييز في المحافظة ذات الغالبية السنية. وقالت «وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان» (هرانا)، ومقرها في الولايات المتحدة، إن المئات تظاهروا بعد صلاة الجمعة في زاهدان، التي شهدت مظاهرات أسبوعية منذ مقتل 90 شخصاً على أيدي قوات الأمن في المدينة في 30 سبتمبر، الذي بات يعرف في أوساط الناشطين بـ«يوم الجمعة الدامي». وانفجرت أعمال العنف تلك بعد الاغتصاب المفترض لشابة تبلغ 15 عاماً، من قبل قائد في الشرطة بمدينة شهبهار الساحلية في المحافظة. ويشير محللون إلى أن تحرك البلوش مستلهم من الاحتجاجات المرتبطة بوفاة أميني، التي بدأت للمطالبة بحقوق المرأة قبل أن يتسع نطاقها لاحقاً لتشمل مطالب أخرى.
وقتل رجل الأسبوع الماضي بعد خطفه من مسجده في بلدة خاش بمحافظة سيستان بلوشستان. وقال مدعي عام زاهدان مهدي شمس عبادي، يوم الثلاثاء، إن قتلة رجل الدين عبد الواحد ريكي اعتقلوا، واتهمهم بالسعي لإثارة الإضرابات بين الأقلية السنية في إيران. وحسب أحدث حصيلة أوردتها منظمة «حقوق الإنسان في إيران»، مقرها النرويج، في السابع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، قُتل 458 شخصاً على الأقل في حملة قمع المظاهرات التي تشهدها إيران، لكن مصادر أخرى تضع الرقم الحقيقي فوق 500 قتيل، كما أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) أن أكثر من 200 شخص قتلوا في أعمال العنف بينهم عناصر أمن.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن حصيلة الموقوفين بلغت 14 ألفاً على الأقل. وأعلن القضاء الإيراني أنه أصدر 11 حكماً بالإعدام على صلة بالاحتجاجات. والأسبوع الماضي، نفذ حكمان بالإعدام شنقاً بحق محسن شكاري وماجد رضا رهنورد (كلاهما في الثالثة والعشرين وكانا أول شخصين يحكم عليهما بالإعدام على خلفية الاحتجاجات)، علماً بأن الأخير شُنق على رافعة في مكان عام لا في السجن، ما أثار غضباً عارماً. وقالت منظمة العفو الدولية، أمس الجمعة، إن 26 شخصاً على الأقل يواجهون خطر الإعدام في اتهامات على صلة بالاحتجاجات. وحسب المنظمة الحقوقية، ومقرها في لندن، فإن إيران تأتي في مقدمة الدول من حيث عدد الأشخاص الذين يتم إعدامهم سنوياً، بعد الصين.
فيما وجه رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي، يوم الجمعة، انتقادات لاذعة للاتحاد الأوروبي على خلفية «قمع المتظاهرين». وفرضت عقوبات على خاتمي بتهمة التحريض على العنف ضد المتظاهرين، بما في ذلك طلب عقوبة الإعدام. وخلال خطبة الجمعة في طهران قال رجل الدين إن لدى الاتحاد الأوروبي سجل حقوق إنسان «أسود»، حسبما ذكرت وكالة «إرنا». وأضاف أن الاتحاد الأوروبي «على رأس لائحة منتهكي حقوق الإنسان». ودانت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الخميس، إجراءات الاتحاد الأوروبي، معتبرة أنها «غير مقبولة وباطلة». وأضاف خاتمي أن الاتحاد الأوروبي «على رأس لائحة منتهكي حقوق الإنسان».
ونقلت عنه الوكالة قوله إنه في السنوات القليلة الماضية «تصرف الاتحاد الأوروبي كمستعمرة أميركية، وفعل ما طلبت منه الولايات المتحدة القيام به». ودانت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الخميس، إجراءات الاتحاد الأوروبي، معتبرة أنها «غير مقبولة وباطلة».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

تقرير: نتنياهو وترمب يبحثان الوضع في سوريا و«حرب غزة» واتفاق الرهائن

دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)
دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)
TT

تقرير: نتنياهو وترمب يبحثان الوضع في سوريا و«حرب غزة» واتفاق الرهائن

دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)
دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)

بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الليلة الماضية، الوضع في سوريا، والحرب في قطاع غزة، واتفاق الرهائن.

وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم (الأحد)، أنه لا توجد أي بيانات أو معلومات رسمية بشأن المكالمة الهاتفية.

وذكرت تقارير أن الجانبين ناقشا اتفاقاً محتملاً بشأن الرهائن، والحرب ضد حركة «حماس» الفلسطينية في غزة، والوضع في سوريا.

وصرّح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، (الخميس)، بأن انطباعاً تَكوَّن لديه أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مستعدٌّ لاتفاق حول إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة.

وقال سوليفان، في مؤتمر صحافي في تل أبيب، إثر لقائه نتنياهو: «نتطلع الآن إلى إبرام صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار» في غزة، مضيفاً: «حان الوقت لإنهاء المهمة وإعادة الرهائن جميعاً إلى ديارهم... لديّ انطباع أن رئيس الوزراء مستعد لإبرام صفقة».

وقال سوليفان إن مقاربة «حماس» للمفاوضات تغيّرت، ناسباً ذلك إلى إطاحة حليفها بشار الأسد في سوريا، ودخول وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني، حليف «حماس» الآخر، حيّز التنفيذ.