ليست الحالة الذهنية العامل الوحيد الذي يحدد تصرفات أولئك الذين يعانون من الأفكار الانتحارية. فقد كشفت دراسة جديدة نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأميركية عن وجود صلة جينية بالأفكار والسلوكيات الانتحارية، ما يلقي الضوء على مسارات جديدة لعلاج الحالة المميتة، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست».
حدّد باحثون من جامعة ديوك الأميركية، بقيادة الأستاذ المشارك الدكتور ناثان كيمبريل وأليسون آشلي كوخ، 4 جينات مرتبطة بهؤلاء الأشخاص وهي: ESR1 وDRD2 وDCC وTRAF3.
والانتحار هو ثاني قاتل رئيسي للرجال الأميركيين دون سن 45 عاماً، والسبب الثاني عشر للوفاة بين الأميركيين بشكل عام، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
على الرغم من أن معدلات الانتحار كانت في السابق في انخفاض، فإن الوباء والمصاعب الاقتصادية والاضطرابات المدنية في الآونة الأخيرة أثرت بشدة على أذهان الأميركيين - وعادت المعدلات إلى الارتفاع اعتباراً من عام 2021.
بحثاً عن أساس وراثي لهذه الإحصائيات، وضع علماء ديوك أنظارهم على عينات الدم من قاعدة بيانات تضم أكثر من 630 ألفاً من قدامى المحاربين العسكريين الأميركيين. كان الملف الشخصي للمشاركين في الغالب من الرجال المنحدرين من أصل أوروبي (71.4 في المائة)، يليهم الأميركيون من أصل أفريقي (19.1 في المائة)، بينما كان الأقل تمثيلاً أولئك الذين ينحدرون من أصول إسبانية وآسيوية (8.1 في المائة و1.3 في المائة).
تم ترتيب عينات الدم للكشف عن الشفرة الجينية لكل فرد ومقارنتها، ثم تمت المقارنة مع السجلات الطبية للمشاركين لتحديد حالات الأفكار أو المحاولات الانتحارية.
أبلغ أكثر من 20 في المائة من المشاركين عن تاريخ انتحاري.
https://twitter.com/DukePsychiatry/status/1603091247970848769?s=20&t=FNFsu7S4pekWFFvVnRt6ow
وهذه هي الجينات الأربعة التي عثر عليها باحثو ديوك:
*ESR1 هو مستقبل هرمون للإستروجين وكان معروفاً سابقاً أنه مرتبط بتشخيصات الصحة العقلية مثل اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب.
*DRD2 هو مستقبل للدوبامين، وهي مادة كيميائية مرتبطة بمشاعر السرور والسعادة، ولكنها تظهر أيضاً في مرضى الفصام واضطرابات المزاج واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) وتعاطي المخدرات.
*تم العثور أيضاً على DCC عند مستويات مرتفعة لدى الأشخاص الذين يموتون بالانتحار، ومتورطون في بعض اضطرابات الجهاز العصبي.
*TRAF3 هو مستقبل مهم لتنشيط الاستجابة المناعية، على الرغم من أنه يعتقد أيضاً أنه مرتبط بالسلوك المعادي للمجتمع وتعاطي المخدرات واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
وقال كيمبريل في بيان: «في حين أن الجينات مسؤولة عن قدر ضئيل من المخاطر مقارنة بالعوامل الأخرى، فإننا بحاجة إلى فهم أفضل للمسارات البيولوجية التي تشكل أساس خطر الانخراط في سلوك انتحاري».
واختتم كلامه قائلاً: «كلما عرفنا أكثر، كان بإمكاننا منع هذه الوفيات المأساوية بشكل أفضل».
اكتشاف 4 جينات ترتبط بزيادة خطر الانتحار
اكتشاف 4 جينات ترتبط بزيادة خطر الانتحار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة