الكونغرس الأميركي يتجنّب شلل الإدارات الفدرالية... والميزانية العسكرية 858 ملياراً

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
TT

الكونغرس الأميركي يتجنّب شلل الإدارات الفدرالية... والميزانية العسكرية 858 ملياراً

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

أقرّ الكونغرس الأميركي، الخميس، مشروع قانون يمدّد أسبوعاً العمل بالميزانية الحالية للحؤول دون انقطاع التمويل عن الحكومة الفدرالية وإغلاق عدد من مؤسّساتها.
والنصّ الذي لا يزال بحاجة لأن يوقّعه الرئيس جو بايدن لكي يصبح قانوناً نافذاً، أقرّه مجلس النواب الأربعاء قبل أن يحصل في مجلس الشيوخ الخميس على تأييد 71 سناتوراً مقابل 19 صوّتوا ضدّه.
وبذلك يكون الكونغرس قد منح نفسه أسبوعاً إضافيا لكي يتوصّل أعضاؤه من كلا الحزبين إلى اتّفاق على ميزانية 2023.
وينتهي العمل بالميزانية الحالية ليل اليوم الجمعة، ما يعني أنّ المؤسّسات الفدرالية في الولايات المتّحدة مهدّدة بتعليق أعمالها بعد هذا التاريخ إذا لم يمدّد العمل بالميزانية الحالية. ولو لم يبادر الكونغرس إلى هذا الإجراء، لانقطع التمويل عن الحكومة الفدرالية ولأصبح عدد كبير من مؤسساتها في حالة إغلاق، الأمر الذي يعني بطالة جزئية لمئات آلاف الموظفين.
وفي ظلّ عدم تمكّن الحزبين في الكونغرس من الاتّفاق على مشروع قانون ميزانية السنة المالية 2023 ودنوّ أجل انتهاء العمل بميزانية 2022، كان الحلّ بتمديد العمل بالميزانية الحالية أسبوعاً ريثما يذلّل الحزبان خلافاتهما. ووفقاً للتقليد المتّبع في الكابيتول، يتعيّن على الحزبين أن يتّفقا على أيّ إجراء يتعلّق بالموازنة.
وعلى الرّغم من الانقسامات الحزبية القوية في الكابيتول، فإنّ غالبية البرلمانيين من كلا المعسكرين لا يريدون الوصول إلى الإغلاق، لما في ذلك من تداعيات على الكثير من جوانب الحياة ولا سيّما قبيل حلول عيدي الميلاد ورأس السنة.
ويأمل الكونغرس إقرار الميزانية بحلول 23 الجاري كي لا يضطر البرلمانيون إلى قطع عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة للعودة إلى واشنطن لإنجاز هذه المهمة.
من جهة أخرى، صوت مجلس الشيوخ الخميس بالموافقة على مشروع قانون السياسة الدفاعية السنوي، وإرسال النص الذي تبلغ قيمة الإنفاق فيه 858 مليار دولار إلى بايدن لتوقيعه.
ويفصّل مشروع القانون، الذي تم تمريره بأغلبية 83 صوتًا مقابل 11، كيفية إنفاق الأموال الفيدرالية على وزارة الدفاع (البنتاغون) والجيش والبرامج ذات الصلة. وهذا العام، يشمل القانون مساعدة أوكرانيا في محاربة الغزو الروسي، وبرنامجًا جديدًا لتزويد تايوان بمستويات غير مسبوقة من المساعدة العسكرية، وزيادة في رواتب العسكريين، وتدابير لمعالجة ارتفاع التكاليف بسبب التضخم.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الديمقراطيون الأميركيون يرفضون التورط في عمل بري بفنزويلا

طائرة من طراز «سي 2 غرايهاوند» على مدرج فيه مقاتلات من طراز «إف 35» في قاعدة «روزفلت رود» البحرية في بورتوريكو (رويترز)
طائرة من طراز «سي 2 غرايهاوند» على مدرج فيه مقاتلات من طراز «إف 35» في قاعدة «روزفلت رود» البحرية في بورتوريكو (رويترز)
TT

الديمقراطيون الأميركيون يرفضون التورط في عمل بري بفنزويلا

طائرة من طراز «سي 2 غرايهاوند» على مدرج فيه مقاتلات من طراز «إف 35» في قاعدة «روزفلت رود» البحرية في بورتوريكو (رويترز)
طائرة من طراز «سي 2 غرايهاوند» على مدرج فيه مقاتلات من طراز «إف 35» في قاعدة «روزفلت رود» البحرية في بورتوريكو (رويترز)

غداة التصريحات المتجددة للرئيس الأميركي دونالد ترمب في شأن عمليات بريّة «قريباً جداً» في حوض البحر الكاريبي، عبّر السيناتور الديمقراطي مارك وارنر عن شكوك حيال الأهداف النهائية للبيت الأبيض في فنزويلا، رافضاً بصورة قاطعة أي تورط بري للولايات المتحدة هناك.

وقال ترمب للصحافيين أخيراً: «قضينا على 96 في المائة من المخدرات التي تدخل عبر البحر، والآن نبدأ براً»، مضيفاً: «سيبدأ الأمر براً قريباً جداً».

ووصفت هيئة التحرير في صحيفة «وول ستريت جورنال» تحركات ترمب العسكرية بأنها تعهد لتغيير النظام. وكتبت أن ترمب «مُلزم الآن بتنفيذ» وعده بإزاحة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)

«نزاع لا داعي له»

أكد وارنر عبر شبكة «إيه بي سي» التلفزيونية الأميركية أنه وبقية الأعضاء في «مجموعة الثماني» التي تضم قادة مجلسي النواب والشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في لجان الاستخبارات، لم يطلعوا على نيات إدارة ترمب في ما يتعلق بفنزويلا، وقال: «لا أعرف ما هو هدف هذا الرئيس تجاه فنزويلا». وأضاف عضو لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ أنه في حين أن نظام مادورو «كان وحشياً تجاه الشعب الفنزويلي»، فإن تصرفات إدارة ترمب في المنطقة تُنذر بجر الولايات المتحدة إلى نزاع لا داعي له. كما دعا الإدارة إلى المثول أمام الكونغرس، وتوضيح نياتها فيما يتعلق بالكلام عن إطاحة مادورو، الذي قال ترمب إن «أيامه معدودة». وزاد: «لست متأكداً إلى أين يتجه (ترمب) هنا. أخشى أن يكون إرسال قوات برية إلى فنزويلا كارثة».

وعززت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الوجود العسكري للقوات بشكل كبير في منطقة القيادة الجنوبية الأميركية. وأذن الرئيس ترمب بتنفيذ ما لا يقل عن 22 غارة على قوارب يُشتبه في تهريبها للمخدرات في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ؛ ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 87 شخصاً يُشتبه في انتمائهم إلى «جماعات مخدرات إرهابية». كما احتجزت ناقلة كانت محملة بأكثر من مليون برميل من النفط قبالة سواحل فنزويلا. وصعّدت هذه التحركات من حدة التوتر مع مادورو، الذي يصفه مسؤولون في الإدارة الأميركية بأنه «زعيم غير شرعي» يقود شبكة إرهابية لتهريب المخدرات.

حشد إضافي

ناقلة نفط قبالة فنزويلا (إ.ب.أ)

وبحسب تقارير نُشرت، الأسبوع الحالي، على موقعي «ذا وور زون» و«بريكينغ ديفانس»، يُسرع «البنتاغون» نشر مقاتلات متطورة في قواعد أميركية سابقة في بورتوريكو وجمهورية الدومينيكان، استعداداً لشن غارات جوية على الأراضي الفنزويلية.

وأفاد موقع «ذا وور زون» بأن مقاتلات شبحية من طراز «إف 35 إيه» التابعة للجناح 158 في الحرس الوطني الجوي بولاية فيرمونت تلقت أوامر تعبئة فيدرالية للانتشار في منطقة الكاريبي. ويمثل نشر هذه الطائرات القادرة على حمل قنابل موجهة زنة 2000 رطل وضرب أهداف في عمق المجال الجوي الفنزويلي، تصعيداً كبيراً للوجود العسكري الأميركي في المنطقة. ورأى الموقع أن «نشر طائرات إف 35 إيه يُعد مؤشراً مهماً إلى نوع العمليات التي قد تُشن قريباً».

وكذلك وصلت 6 طائرات حرب إلكترونية من طراز «إي إيه 18 جي غرولير» إلى قاعدة روزفلت رودز البحرية السابقة في بورتوريكو في 10 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ووفقاً لموقع «بريكينغ ديفانس»، فإن طائرات «غرولير»، المصممة للتشويش على رادارات العدو واتصالاته ودفاعاته الجوية، ربما تعد «أبرز دليل على استعداد الولايات المتحدة لشن غارات جوية، أكثر من أي وقت مضى خلال الأشهر القليلة الماضية». كما وصلت إلى قاعدة روزفلت رودز طائرات البحث والإنقاذ القتالية من طراز «إتش سي - 130 جاي كومبات كينغ 2» وطائرات هليكوبتر من طراز «إتش إتش 60 دبليو جولي غرين». ورأى موقع «ذا وور زون» أن «نشر طائرات البحث والإنقاذ القتالية المخصصة في المنطقة يُشير إلى أن إدارة ترمب قد تصعّد ضغطها على مادورو بشكل كبير، وتستهدف عصابات المخدرات في الداخل بشن غارات. وتعد هذه الطائرات ضرورية لعمليات الإنقاذ السريع لأي أطقم جوية تُفقد في أثناء العمليات العسكرية، لا سيما فوق المناطق المتنازع عليها».

وإلى جانب مجموعة حاملة الطائرات «يو إس إس جيرالد فورد»، وأكثر من 15 ألف جندي منتشرين في المنطقة، وعشرات الطائرات الموجودة بالفعل في المنطقة، يُمثل هذا الحشد العسكري أكبر قوة أميركية في منطقة الكاريبي منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.

وتروج وسائل الإعلام الأميركية بنشاط لتغيير النظام في فنزويلا.

وعبّر الحلفاء الإقليميون لفنزويلا عن دعمهم حكومة مادورو خلال قمة عُقدت، الأحد، منددين باحتجاز إدارة ترمب ناقلة نفط، الأسبوع الماضي. وقال الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل: «تواجه أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، اليوم، تهديدات غير مسبوقة». وفي إشارة إلى احتجاز الولايات المتحدة لناقلة النفط، وصف الرئيس النيكاراغوي دانيال أورتيغا الأميركيين بأنهم «لصوص».


أميركا تدشن حملة لتعيين مهندسي ذكاء اصطناعي بمناصب اتحادية

علم أميركا على مجلس الشيوخ في العاصمة واشنطن (رويترز)
علم أميركا على مجلس الشيوخ في العاصمة واشنطن (رويترز)
TT

أميركا تدشن حملة لتعيين مهندسي ذكاء اصطناعي بمناصب اتحادية

علم أميركا على مجلس الشيوخ في العاصمة واشنطن (رويترز)
علم أميركا على مجلس الشيوخ في العاصمة واشنطن (رويترز)

دشنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حملة لتعيين ألف مهندس في وظائف حكومية اتحادية لمدة عامين، وفقاً لموقع إلكتروني حكومي اطلعت عليه «رويترز» اليوم الاثنين.

وأفاد الموقع بأن الإدارة تتطلع إلى الاستعانة بموظفين من ذوي الخبرة في هندسة البرمجيات والذكاء الاصطناعي والأمن الإلكتروني وتحليل البيانات. وسيعين هؤلاء في وظائف داخل الوكالات الحكومية، على أن يكون مقر معظم الوظائف في واشنطن العاصمة.

وذكر الموقع أن الشركات الخاصة تعهدت بالنظر في تعيين خريجي البرنامج في وظائف. وتتضمن قائمة الشركات «أبل» و«غوغل» و«إنفيديا» وغيرها.

والحملة جزء من مساعي إدارة ترمب لإعادة تشكيل الوكالات الحكومية.


هل تلتزم إدارة ترمب بنشر ملفات إبستين كاملة؟

جيفري إبستين في صورة التُقطت لسجل مرتكبي الجرائم الجنسية التابع لإدارة خدمات العدالة الجنائية في ولاية نيويورك بتاريخ 28 مارس 2017 (رويترز)
جيفري إبستين في صورة التُقطت لسجل مرتكبي الجرائم الجنسية التابع لإدارة خدمات العدالة الجنائية في ولاية نيويورك بتاريخ 28 مارس 2017 (رويترز)
TT

هل تلتزم إدارة ترمب بنشر ملفات إبستين كاملة؟

جيفري إبستين في صورة التُقطت لسجل مرتكبي الجرائم الجنسية التابع لإدارة خدمات العدالة الجنائية في ولاية نيويورك بتاريخ 28 مارس 2017 (رويترز)
جيفري إبستين في صورة التُقطت لسجل مرتكبي الجرائم الجنسية التابع لإدارة خدمات العدالة الجنائية في ولاية نيويورك بتاريخ 28 مارس 2017 (رويترز)

مع اقتراب الموعد النهائي في التاسع عشر من الشهر الحالي، تواصل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التحضيرات لنشر الملفات والوثائق المتعلقة بشبكة الاتجار الجنسي التي أدارها رجل الأعمال جيفري إبستين، وسط شكوك حول ما إذا كانت الإدارة ستحاول إبقاء بعض التفاصيل الخاصة بعلاقات إبستين بكبار الشخصيات طي الكتمان، وما إذا كان سيجري نشر هذه الوثائق دفعة واحدة أم على دفعات.

وتتضمن الوثائق المنتظر نشرها مجموعة واسعة من المعلومات، وهي نحو 95 ألف صورة لإبستين وأصدقائه، إضافة إلى وثائق مالية سلمها بنكا «جي بي مورغان» و«دويتشه بنك»، وتسلط مزيداً من الضوء على الشؤون المالية لإبستين، إضافة إلى قائمة اتصالاته المعروفة باسم كتابه الأسود، وبعض سجلات الرحلات الجوية لطائرته الخاصة، ومقطع فيديو مراقبة لوقت وفاته في السجن، والعديد من رسائل البريد الإلكتروني ورسائل التهنئة بعيد الميلاد، ودعوات الحفلات، وشهادات بعض ضحايا إبستين.

وأصدر الكونغرس قانون «شفافية ملفات إبستين» الذي وقّع عليه الرئيس ترمب في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، للكشف عن هذه الوثائق بعد أشهر من الضغوط المتزايدة من المشرعين ومن أنصار الرئيس نفسه، الذين يرون في نشر تلك الوثائق فرصة لكشف «مؤامرات الديمقراطيين»؛ حيث يُصرّ الجمهوريون على أن الكشف سيُثبت تورط شخصيات بارزة من الديمقراطيين في ملفات إبستين.

ويُلزم القانون الحكومة الأميركية بنشر جميع الملفات المتعلقة بقضية إبستين وشريكته غيلاين ماكسويل (التي تقضي 20 عاماً في السجن) وسجلات رحلاته، وتفاصيل وملابسات وفاته عام 2019، والأشخاص والكيانات التجارية المرتبطة بأنشطته الإجرامية.

صورة تُظهر الرئيس السابق بيل كلينتون (وسط) رفقة إبستين (على اليمين) وغيسلين ماكسويل (الثانية يميناً) (أ.ف.ب)

استثناءات لحجب المعلومات

يوفر القانون استثناءات لحجب بعض المعلومات مثل التي تكشف هوية الضحايا، أو صور تتعلق بالاعتداءات، أو المعلومات التي تعرض تحقيقاً فيدرالياً جارياً للخطر. ويتخوف المحللون والخبراء من أن إدارة ترمب قد تستغل هذه الاستثناءات، لا سيما تلك المتعلقة بوجود تحقيقات فيدرالية جارية، لحجب بعض المعلومات وبعض الوثائق، خصوصاً أن وزارة العدل فتحت تحقيقاً جديداً في علاقة إبستين بشخصيات ديمقراطية بارزة بينهم الرئيس الأسبق بيل كلينتون، والخبير الاقتصادي لاري سامرز.

وقد أشعل موت جيفري إبستين في زنزانته بنيويورك في 10 أغسطس (آب) 2019 - قبل أيام من محاكمته بتهم الاتجار الجنسي بالقاصرات - موجة من نظريات المؤامرة. ورغم تأكيدات السلطات الأميركية انتحاره شنقاً، فقد انتشرت نظريات مؤامرة تشير إلى أنه تم قتله للتستر على تورط شخصيات نافذة في عالم السياسة والأعمال والترفيه. وقد تم اتهام إبستين بالاعتداء الجنسي على أكثر من 100 امرأة العديد منهن قاصرات، واعتُقل في عام 2019 بتهمة الاتجار بالجنس قبل وفاته في السجن.

ويخشى الديمقراطيون من التلاعب بالملفات قبل موعد النشر الرسمي بحلول يوم الجمعة، وقاموا بنشر صور جديدة تظهر إبستين مع الرئيس السابق بيل كلينتون ومع ملياردير التكنولوجيا بيل غيتس والمخرج السينمائي وودي ألن، وصديق ترمب المقرب، ستيف بانون، وأيضاً الرئيس ترمب إلى جانب عدد من النساء اللاتي تم إخفاء وجوههن.

وكثيراً ما نفى الرئيس ترمب الذي كان أيضاً شخصية بارزة في أوساط النخبة في نيويورك آنذاك، أي علم له بسلوك إبستين الإجرامي، وأكد مراراً أن العلاقة بينهما انقطعت قبل وقت طويل من بدء التحقيق معه من قبل السلطات.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفقة امرأة مجهولة الهوية في صورة وزعتها إدارة تركة المدان بالاعتداء الجنسي جيفري إبستين بتاريخ 12 ديسمبر (رويترز)

ما الذي ستكشفه الوثائق؟

لا يزال مدى ما يُتوقع الكشف عنه في هذه الوثائق غير واضح، خصوصاً بعدما أعلنت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي في مذكرة صدرت في يوليو (تموز)، بعد مراجعة أكثر من 300 غيغابايت من البيانات، أنهما لم يعثرا على أي أدلة جديدة تبرر نشر وثائق إضافية. وعند إصدار هذه الاستنتاجات التي أشعلت عاصفة من الجدل داخل معسكر مؤيدي ترمب، أكدت السلطات القضائية انتحار إبستين، وصرحت بأنها لم تعثر على «قائمة عملاء» لشبكة اتجار بالجنس كان يديرها، ولا على «أدلة موثوق بها تثبت ابتزازه لشخصيات نافذة»، لكن حتى من دون تبعات قانونية، قد تُحرج هذه الوثائق المتوقعة العديد من الشخصيات البارزة، لا سيما في عالم الأعمال والسياسة والترفيه، ممن كانوا ضمن دائرة إبستين.