المشي إلى الخلف... توسّع في الاستخدام الطبي لفوائده الصحية

لتأهيل المصابين بالشلل والأمراض التنكسّية

المشي إلى الخلف... توسّع في الاستخدام الطبي لفوائده الصحية
TT

المشي إلى الخلف... توسّع في الاستخدام الطبي لفوائده الصحية

المشي إلى الخلف... توسّع في الاستخدام الطبي لفوائده الصحية

طرحت دراسة أوروبية حديثة موضوع قدرة المرء على المشي إلى الوراء، ودلالات الاضطراب الناجم عن ذلك من ناحية كفاءة وظائف الدماغ.

- دراسة المشي والإدراك
وفق ما نُشر ضمن عدد 6 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من المجلة الدولية لأبحاث البيئة والصحة العامة International Journal of Environmental Research and Public Health، قامت مجموعة من الباحثين من جامعات غرونوبل ألب في فرنسا، وكيل في ألمانيا، وسابينزا في إيطاليا، بمراجعة علمية للعلاقة بين قدرات المشي الخلفي Backward Walking ومستوى الإدراك الذهني. واتخذوا من مرض باركنسون العصبي Parkinson›s Disease نموذجاً لفحص هذه العلاقة بطريقة منهجية.
وقال الباحثون في مقدمة الدراسة «تحصل الحاجة إلى المشي للوراء في الحياة اليومية. وهو أكثر تعقيداً من المشي إلى الأمام؛ لأنه يرتبط بانخفاض مستوى التنسيق الحركي. ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كان الانخفاض في أداء المشي الخلفي مرتبطاً بضعف قدرات الإدراك الذهني Cognitive Deficits». وبرر الباحثون اتخاذهم نموذج مرض باركنسون، بقولهم، هو مرض عصبي يحصل فيه بشكل شائع عجز قدرات الحركة في المشي، كما يحصل فيه عجز معرفي ذهني.
ومعلوم أن ما يحصل في مرض باركنسون هو انتكاس عصبي، يتميز بأعراض حركية وغير حركية. ومن بين الأعراض «غير الحركية»، يحصل بشكل شائع ضعف إدراكي على هيئة انخفاض في العديد من الوظائف المعرفية (خاصة في المجالات التنفيذية، والانتباه، والمجالات البصرية المكانية Visuospatial Domains)، عند المقارنة بالبالغين الأصحاء المتطابقين في العمر، وفق ما أفاد به الباحثون.
وبالمقابل، فإن ضعف المشي واضطراب التوازن، هما أيضاً من مظاهر «العجز الحركي» الشائع لدى مرضى باركنسون العصبي. ومنه اضطراب «طريقة المشي»، الذي يؤثر بشكل كبير على نوعية حياة أولئك المرضى الذين يعانون بالأصل من انخفاض الاكتفاء الذاتي (الاعتماد على النفس) في الأداء الحركي، ويزيد من احتمالات حدوث حالات السقوط لديهم.

- طريقة المشي
وتفيد المصادر الطبية، بأن طريقة المشي (المشية) Gait لدى الإنسان، لها مرحلتان أساسيتان في حركة القدم الواحدة، هي مرحلة الوقوف Stance Phases ومرحلة التأرجح Swing Phases. وتتكون مرحلة الوقوف من الوقت الذي تكون فيه القدم ملامسة للأرض، وتتكون مرحلة التأرجح من الوقت الذي تكون فيه القدم في الهواء. وتتميز المشية لدى مرضى باركنسون، كمثال على اضطراب المشي، بمرحلة تأرجح أقل، وسرعة مشي أبطأ، وطول خطوة أقصر Stride Length.
وطول الخطوة هو المسافة بين تلامسين اثنين متعاقبين لقدم واحدة خلال المشي. وقد لا يتغير تردد الخطوة Step Frequency لدى مرضى باركنسون، مقارنة بغيرهم، باعتبار أن تردد الخطوة آلية تعويضية لقصر طول الخطوة عند الحفاظ على نفس سرعة المشي.
والبشر الطبيعيون في الحياة اليومية، يمشون في اتجاهات متعددة إضافة إلى المشي للأمام، بما في ذلك المشي على الجانب Side - Stepping والمشي للخلف. ولكن المهم في الأمر، أن غالباً ما تحدث هذه المهام غير المعتادة (المشي للخلف أو على الجانب) للضرورة ودون سابق إنذار وعن غير قصد. وحينها يكون من المهم جداً توفر كفاءة قدرة القيام بها، منعاً للسقوط أو الانزلاق.
وبالأساس، عند المشي للخلف عمداً، تبدو المهمة معقدة، ومستوى قدرة التنسيق فيها منخفض، وذلك حتى لدى الإنسان الطبيعي. كما أن من المتوقع بطء السرعة عند المشي إلى الوراء، تبعاً لسلوك الحذر الغريزي. ومع التقدّم في العمر، ورغم البطء مع تدني الحذر من المرء، ترتفع خطورة السقوط. ولذا؛ أفاد الباحثون بالقول «ومن ثمَ، غالباً ما يُستخدم المشي إلى الوراء في العلاج الطبيعي لتحسين خصائص المشي وحركة الأطراف السفلية؛ إذْ يُحسّن المشي المتكرر للخلف نطاق حركة الركبة والورك والكاحل، والقوة والتنسيق Coordination لدى الأطفال المصابين بالشلل الدماغي Cerebral Palsy ولدى الأفراد البالغين المصابين بأمراض الجهاز العصبي والعضلي الهيكلي».
وكانت «المجلة الدولية لأبحاث البيئة والصحة العامة» قد نشرت في عدد مارس (آذار) الماضي دراسة مراجعة طبية لباحثين من الصين بعنوان «التدريب على المشي الخلفي يؤثر إيجابياً على تحسين القدرة على المشي بعد الإصابة بالسكتة الدماغية». وفيها قال الباحثون من جامعة شنغهاي ما مفاده «بمراجعة نتائج سبع دراسات سابقة، وجدنا أن التدريب على المشي الخلفي له تأثير إيجابي على تحسين وظيفة المشي بين المرضى بعد الإصابة بالسكتة الدماغية. بما في ذلك اختبار المشي للخلف 10 أمتار، بإيقاع Step Cadence 4 خطوات في الدقيقة، ومعدل طول الخطوة 7 سنتيمترات».

- مرض باركنسون
وتجدر ملاحظة أن طريقة المشي، في أي اتجاه بالعموم، تعتمد على المعلومات التي تصل إلى الدماغ من مصادر متعددة من الحواس (البصر، اللمس، السمع،...)، وأيضاً على كفاءة المسارات العصبية النازلة من جذع الدماغ إلى النخاع الشوكي. وكذلك من منطقة العقد القاعدي والمخيخ اللذين يؤثران على العمليات التلقائية والمعرفية للمشي. إضافة إلى سلامة الأطراف من أي أمراض أو اضطرابات في المفاصل أو العضلات أو الأعصاب، أو تراكيب القدم بالذات.
وبالعودة إلى الدراسة الأوروبية الحديثة، أفاد الباحثون بأن مرضى باركنسون يعانون من عجز في المشي إلى الأمام، كما يعانون من عجز أكبر في المشي الخلفي (مقارنة بالمشي إلى الأمام)، وانخفاض في سرعة المشي للخلف.
وتحديداً، عند المشي في ظروف غير مألوفة، كالمشي للخلف، يزيد العبء المعرفي للتحكم في وضع الجسم أثناء ذلك. ما يؤدي أثناء المشي للخلف، إلى خطوات أبطأ وأقصر وأكثر تأرجحاً وأعلى نسبة في وقت التوقف، لدى المرضى الذين يعانون من مرض باركنسون، مقارنة بغيرهم. وقد يؤدي ضعف الوظيفة الإدراكية إلى السقوط آنذاك. وأفاد الباحثون «تشير الأدلة إلى أن الضعف الإدراكي قد يكون عاملاً أساسياً فيما يتعلق بأداء المشي للخلف».

- اضطرابات المشية... مظاهر متنوعة وأسباب متعددة
> وفق ما تفيد به المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة NIH، فإن «نمط طريقة مشي الشخص» تسمى «المشية» Gait. واضطراب المشية يتخذ مظاهر عدة». وتضيف «لقد تم إطلاق أسماء لبعض اضطرابات المشي:
 - مشية دافعة Propulsive Gait - وضعية منحدرة وقاسية مع ثني الرأس والرقبة للأمام.
 - مشية المقص Scissors Gait - تنثني الأرجل قليلاً عند الوركين والركبتين مثل الانحناء، مع ارتطام أو عبور الركبتين والفخذين في حركة تشبه المقص.
 - مشية تشنجية Spastic Gait - مشي متيبس يسحب القدمين، بسبب تقلص عضلي طويل في أحد الجانبين.
 - مشية خطوة بخطوة Steppage Gait - تدلي القدم، حيث تتدلى القدم مع توجيه أصابع القدم لأسفل؛ مما يتسبب في كشط أصابع القدم للأرض أثناء المشي، ما يتطلب من الشخص رفع ساقه أعلى من المعتاد عند المشي.
 - مشية التمايل Waddling Gait - مشية تشبه البطة، قد تظهر في مرحلة الطفولة أو لاحقاً في الحياة. وهي مشية متقلبة أو عريضة القاعدة - متباعدة القدمين بشكل غير منتظم ومتشنج عند محاولة المشي.
 - المشية المغناطيسية Magnetic Gait - مشية عشوائية مع الشعور بالقدم كما لو كانت ملتصقة بالأرض».
وأوضحت، أن العديد من الأمراض والحالات المختلفة، يمكن أن تؤثر على المشية وتؤدي إلى مشاكل في المشي. مثل:
 - نمو غير طبيعي لعضلات أو عظام الساقين أو القدمين،
 - التهاب مفاصل الوركين أو الركبتين أو الكاحلين أو القدمين،
 - اضطرابات المخيخ، وهي اضطرابات في منطقة الدماغ التي تتحكم في التنسيق والتوازن الحركي،
 - مشاكل القدم، بما في ذلك مسامير القدم Corns والدُشبذات Calluses والقروح والثآليل،
 - الالتهابات، والعدوى الميكروبية،
 - الإصابات مثل الكسور (كسور العظام) والالتواء والتهاب الأوتار،
 -  اضطرابات الحركة، مثل مرض باركنسون،
 -  أمراض الجهاز العصبي، بما في ذلك التصلب المتعدد MS واضطرابات الأعصاب الطرفية Peripheral Nerve Disorders،

- عدد من الفوائد الصحية للمشي إلى الخلف
 المشي شيء نقوم به تلقائياً، لا يتطلب مجهوداً ذهنياً «واعياً» كبيراً منا كما قد نعتقد. ولكن الحقيقة هي أن المشي عملية أكثر تعقيدا مما يدركه الكثير منا. حيث يتطلب البقاء في وضع مستقيم ومتحرك، والتنسيق بين الأنظمة المرئية والدهليزية في الأذن الداخلية (الأحاسيس المرتبطة بحركات مثل الالتواء أو الدوران أو التحرك بسرعة) ونظام التحسس العميق (الوعي بمكان وجود أجزاء أجسامنا في الفضاء المحيط).
إذن، ماذا يحدث إذا تحدينا أدمغتنا وأجسادنا بالسير للخلف؟ إن هذا التغيير في الاتجاه لا يضع مزيداً من العبء على انتباهنا الذهني وأدائنا الحركي فحسب، بل قد يجلب أيضاً فوائد صحية إضافية؛ لأننا عندما نسير إلى الوراء، يستغرق الأمر وقتاً أطول حتى تتمكن أدمغتنا من معالجة المتطلبات الإضافية لتنسيق هذه العملية. ومع ذلك، فإن هذا المستوى المتزايد من التحدي يجلب معه فوائد صحية متزايدة، للجسم وللدماغ.
ومن أكثر فوائد المشي للخلف، التي أشارت إليها العديد من الدراسات، تحسين الاستقرار والتوازن. وبالتالي يمكن للمشي للخلف أن يحسن المشي إلى الأمام ويضبط التوازن، خاصة لدى البالغين الذين يعانون من روماتزم الفصال العظمي في الركبة Knee O.A.. وذلك ربما نتيجة زيادة قوة عضلات الساق الأقل استخداما أو ربما تخفيف العبء على أجزاء من المفصل.
والمشي للخلف يؤدي تلقائيا إلى اتخاذ خطوات أقصر وأكثر تكراراً؛ مما يؤدي إلى تحسين القدرة على التحمل العضلي لعضلات أسفل الساقين، مع تقليل العبء على مفاصلنا.
كما تؤدي تغييرات الميل إلى تغيير نطاق حركة المفاصل والعضلات. وتتسبب تغييرات الوضعية (الناتجة عن المشي للخلف) في تنشيط المزيد من العضلات التي تدعم العمود الفقري في أسفل الظهر والورك، ما يمكن أن يكون تدريباً مفيداً للأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة، ولكن وفق مشورة الطبيب المعالج.
هذا، وكما تقدم في متن المقال، تم استخدام المشي للخلف لتقييم ومعالجة اضطراب التوازن وسرعة المشي، خلال العلاج التأهيلي للمرضى بعد السكتة الدماغية.
والمشي للخلف يحرق مزيداً من الطاقة، مقارنة بالمشي للأمام، عند المشي بالسرعة نفسها. وأشارت بعض الدراسات إلى أن حرق الطاقة خلال المشي للخلف في هذه الظروف يفوق بنسبة 40 في المائة مقارنة مع المشي للأمام. وكذلك خفض كمية تراكم الشحوم في الجسم.
وبعد التدريب الجيد على قدرة المشي للخلف، تفيد المصادر الطبية، بأن «الجري للخلف» Backward Running يزيد بشكل أكبر من قوة العضلات الأساسية المشاركة في استقامة الركبة، والتي لا تنتقل فقط إلى الوقاية من الإصابات فيها، ولكن أيضاً في قدرتنا على توليد القوة والأداء الرياضي. وتحديداً، الجري المستمر للخلف يقلل من الطاقة والجهد البدني الذي ننفقه عادة عندما نركض إلى الأمام. وتشير بعض المصادر الطبية إلى عدد من الفوائد النفسية للمشي للخلف، مثل تعزيز الشعور بوعي الجسم، زيادة الوعي بتنسيق الجسم والحركة، وتخفيف الشعور بالملل أثناء ممارسة الرياضة، وتحسين المزاج النفسي، وتسهيل النوم، وشحذ مهارات التفكير، ورفع مستوى التخمين الذهني وغيرها. وغالبها يحتاج إلى إثباتات علمية.


مقالات ذات صلة

دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بأمراض القلب

صحتك دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بسبب النوبات القلبية أو قصور القلب (رويترز)

دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بأمراض القلب

أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين لديهم جيوب خفية من الدهون في عضلاتهم معرضون لخطر أكبر للوفاة، بسبب النوبات القلبية أو قصور القلب، بغض النظر عن وزن الجسم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الغرسة يمكنها تغيير نشاط المخ وتحسين الحالة المزاجية (أ.ف.ب)

غرسة دماغية يمكنها تحسين المزاج

ستخضع غرسة دماغية، يمكنها تحسين الحالة المزاجية باستخدام الموجات فوق الصوتية، للتجربة من قِبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا الساعات الذكية تزيد من قلق الأشخاص بشأن صحتهم (رويترز)

الساعات الذكية تزيد من قلق الأشخاص بشأن صحتهم

أظهر تقرير جديد أن أكثر من نصف مالكي الساعات الذكية يقولون إن هذه الأجهزة تجعلهم يشعرون بمزيد من التوتر والقلق بشأن صحتهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

أفادت دراسة علمية حديثة بأن تناول المأكولات الغنية بالألياف يزيد من حماية الجسم من العدوى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية

7 نصائح للرجال للياقة بدنية تتجاوز العمر

القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية ليتمتعوا بصحة أفضل يوماً بعد يوم وفي أي عمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بأمراض القلب

دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بسبب النوبات القلبية أو قصور القلب (رويترز)
دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بسبب النوبات القلبية أو قصور القلب (رويترز)
TT

دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بأمراض القلب

دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بسبب النوبات القلبية أو قصور القلب (رويترز)
دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بسبب النوبات القلبية أو قصور القلب (رويترز)

أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين لديهم جيوب خفية من الدهون في عضلاتهم معرضون لخطر أكبر للوفاة، بسبب النوبات القلبية أو قصور القلب، بغض النظر عن وزن الجسم.

وحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد أجريت الدراسة على 669 شخصاً خضعوا للتقييم في مستشفى «بريغهام والنساء» في بوسطن، بسبب إصابتهم بآلام الصدر أو ضيق التنفس.

وتم إجراء فحوصات للمشاركين لتقييم وظائف القلب لديهم، بينما استخدم الباحثون أيضاً فحوصات التصوير المقطعي المحوسب لتحليل تكوين الجسم، وقياس كميات وموقع الدهون والعضلات في أقسام من جذعهم.

ولتحديد كمية الدهون المخزنة في العضلات، قام الفريق بحساب نسبة العضلات الدهنية إلى إجمالي العضلات العادية.

وقالت البروفسورة فيفياني تاكيتي، مديرة مختبر الإجهاد القلبي في مستشفى «بريغهام والنساء»، وعضو هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة هارفارد: «يمكن العثور على الدهون بين العضلات في معظم عضلات الجسم، ولكن كمية الدهون يمكن أن تختلف بشكل كبير بين الأشخاص المختلفين».

وأضافت: «في دراستنا، نقوم بتحليل العضلات وأنواعها المختلفة، لفهم كيف يمكن لتكوين الجسم أن يؤثر على الأوعية الدموية الصغيرة أو (الدورة الدموية الدقيقة) للقلب، وأن يؤثر على خطر الإصابة بقصور القلب والنوبات القلبية والوفاة في المستقبل».

ووجدت تاكيتي وفريقها أن الأشخاص الذين لديهم كميات أكبر من الدهون المخزنة في عضلاتهم، كانوا أكثر عرضة للإصابة بخلل الأوعية الدموية الدقيقة التاجية (CMD)، وهي حالة تؤثر على الأوعية الدموية الصغيرة في القلب.

علاوة على ذلك، فقد كان أولئك الأشخاص أكثر عرضة للذهاب إلى المستشفى أو الموت بسبب أمراض القلب.

وحسب الدراسة، فإن كل زيادة بنسبة 1 في المائة في نسبة العضلات الدهنية، تزيد من خطر الإصابة بخلل الأوعية الدموية الدقيقة التاجية بنسبة 2 في المائة، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب الخطيرة في المستقبل بنسبة 7 في المائة.

وأشارت تاكيتي إلى أن الدهون المخزنة في العضلات قد تساهم في الالتهاب ومقاومة الإنسولين، وهي المشكلات التي قد تؤدي إلى تلف الأوعية الدموية، بما في ذلك تلك التي تغذي القلب، والإضرار بعضلة القلب نفسها.

ولا يُعرف بعد كيفية تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأشخاص الذين لديهم دهون في عضلاتهم، على الرغم من أن الباحثين يشيرون إلى أن نتائجهم قد تكون مهمة للدراسات الجارية التي تبحث في تأثير أدوية إنقاص الوزن على صحة القلب.