انقلابيو اليمن ينكلون بعشرات المعتقلين في صنعاء رداً على إضرابهم

أفرجوا عن 6 آلاف سجين وألحقوهم بالجبهات

سجناء في مدينة ذمار اليمنية أخضعتهم الميليشيات لدورات طائفية (إعلام حوثي)
سجناء في مدينة ذمار اليمنية أخضعتهم الميليشيات لدورات طائفية (إعلام حوثي)
TT

انقلابيو اليمن ينكلون بعشرات المعتقلين في صنعاء رداً على إضرابهم

سجناء في مدينة ذمار اليمنية أخضعتهم الميليشيات لدورات طائفية (إعلام حوثي)
سجناء في مدينة ذمار اليمنية أخضعتهم الميليشيات لدورات طائفية (إعلام حوثي)

لليوم الرابع على التوالي، يستمر إضراب عشرات المعتقلين بالسجن المركزي في صنعاء عن الطعام؛ احتجاجاً على استمرار الحوثيين في اعتقالهم منذ سنوات، وارتكاب الميليشيات شتى صنوف التعذيب والإذلال في حقهم.
وفي حين ردت الميليشيات على إضراب السجناء بالتنكيل بهم، وفق أقاربهم، قام عناصر الجماعة بتسليم جثمان سجين يدعى عمر عبد الله السامعي إلى عائلته التي وصلت لزيارته من تعز والاطمئنان على صحته، بعد مكوثه في السجن أكثر من عامين، وسط اتهام للميليشيات بتصفيته في السجن.
وكان العشرات من المعتقلين في السجن المركزي الخاضع للانقلاب في صنعاء أعلنوا عبر وثيقة صادرة عنهم عن تنفيذهم إضراب مفتوح عن الطعام حتى تستجيب الجماعة لمطالبهم بإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط، وردّ اعتبارهم وتعويضهم عن كافة الأضرار التي لحقت بهم عقب سنوات من الخطف والاعتقال غير القانوني.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن المعتقلين في سجن الانقلابيين مستمرون في الإضراب عن الطعام منذ أيام، نتيجة سوء المعاملة وأعمال القمع والتعذيب التي يمارسها سجانون حوثيون ضدهم.
ونقلت المصادر عن المعتقلين توجيههم اتهامات مباشرة لما تسمى «المنظومة العدلية» التي يرأسها القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي، إضافة إلى المحكمة والنيابة الجزائية الخاضعة للميليشيات في صنعاء، بتعمد سجنهم دون وجه حق.
وطالب السجناء -ممن مضت أعوام عدة على اعتقالهم- المنظمات الحقوقية والإنسانية بالنظر في قضيتهم ومظلوميتهم، والتدخل لرفع الظلم الحوثي عنهم وإنصافهم والإفراج عنهم؛ كون استمرار اعتقالهم على يد الميليشيات «يعد مخالفة واضحة للقانون والدستور وكل القوانين والأعراف والقيم الإنسانية».
وعلى صعيد توالي الاتهامات للانقلابيين بمواصلة ارتكابهم جرائم تنكيل وقمع ضد العشرات من السجناء، تحدثت تقارير محلية عن إصابة 6 معتقلين على الأقل قبل يومين في السجن المركزي بذمار؛ بسبب اعتداء عناصر حوثيين عليهم بالضرب.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن مسلحي الجماعة داهموا السجن المركزي وسط مدينة ذمار بصورة مباغتة، وباشروا الاعتداء على النزلاء فيه بزعم إدخال هاتف محمول لأحد السجناء.
ويأتي ذلك في سياق مواصلة الجماعة منع إدخال الهواتف إلى سجونها؛ خشية من توثيق جرائم وانتهاكات طالت ولا تزال مئات السجناء في ذمار ومناطق أخرى تحت سيطرة الميليشيات.
وعدّت مصادر حقوقية الاعتداء الأخير على المعتقلين في ذمار بأنه يندرج ضمن جرائم الميليشيات المتكررة بحق السجناء الذين يقبع الكثير منهم في السجون السرية على ذمة تهم ملفقة.
وبخصوص مقايضة الجماعة للسجناء بالإفراج عنهم مقابل الالتحاق بالجبهات، قدرت مصادر مطلعة أن الميليشيات أفرجت في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي فقط عن 6 آلاف سجين بمناطق سيطرتها، بعضهم على ذمة قضايا جنائية، من أجل إلحاقهم بجبهات القتال.
وفي سياق استمرار الميليشيات في استغلال السجناء عبر ما تسمى مصلحة التأهيل بوزارة الداخلية في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها، أفادت مصادر قريبة من دائرة حكم الميليشيات بأنها نقلت منذ نحو شهر 25 ألف سجين إلى النيابات والمحاكم في مناطق عدة تحت سيطرتها؛ تمهيداً لإطلاق سراحهم بعد أن أبدى السجناء موافقتهم المسبقة على الانضمام لصفوفها والخضوع لتلقي دوراتها الفكرية والعسكرية.
وسبق للجماعة الحوثية أن أطلقت حملات استهداف وتجنيد سابقة بحق مئات السجناء والمعتقلين في مناطق سيطرتها بزعم العفو عنهم وحل قضاياهم؛ شريطة مشاركتهم بالقتال معها.
وكان آخرها قيام الميليشيات في أبريل (نيسان) الماضي، بالإفراج عن 230 سجيناً في سجون مركز محافظة إب ومديرياتها من أجل إلحاقهم بجبهات القتال.
وسبق ذلك إبرام إدارة السجن المركزي في مدينة إب صفقة مع نحو 85 سجيناً، بعضهم على ذمة قضايا قتل وسرقات وجرائم أخرى، حيث أفرج عنهم مقابل الانخراط في صفوف الميليشيات.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.