الهند تتهم الصين بمحاولة «تغيير الوضع القائم» عند الحدود

قافلة عسكرية هندية في منطقة لاداخ المحشورة بين الهند وباكستان والصين في 20 سبتمبر الماضي (أ.ب)
قافلة عسكرية هندية في منطقة لاداخ المحشورة بين الهند وباكستان والصين في 20 سبتمبر الماضي (أ.ب)
TT

الهند تتهم الصين بمحاولة «تغيير الوضع القائم» عند الحدود

قافلة عسكرية هندية في منطقة لاداخ المحشورة بين الهند وباكستان والصين في 20 سبتمبر الماضي (أ.ب)
قافلة عسكرية هندية في منطقة لاداخ المحشورة بين الهند وباكستان والصين في 20 سبتمبر الماضي (أ.ب)

اتّهمت الهند، أمس (الثلاثاء)، جارتها الصين بمحاولة «تغيير الوضع القائم بشكل أحادي» عند الحدود المتنازع عليها بين الطرفين في الهيمالايا، عندما أسفرت اشتباكات الأسبوع الماضي عن سقوط جرحى من الجانبين، في أخطر حادثة على الحدود بين الدولتين الآسيويتين النوويتين منذ عام 2020، عندما قُتل 20 جندياً هندياً و4 جنود صينيين في مواجهات.
وقال وزير الدفاع الهندي راجنات سينغ: «في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) 2022، حاولت قوات جيش التحرير الشعبي الصيني تغيير الوضع القائم بشكل أحادي عبر التعدي على خط السيطرة الفعلية في منطقة يانغتسي التابعة لقطاع تاوانغ».
واندلعت حرب بين الصين والهند في عام 1962 حول مسألة الحدود الطويلة المتنازع عليها بينهما.
ولفت سينغ إلى أن المواجهة، التي أعقبت مناورات عسكرية أميركية - هندية مشتركة قرب الحدود أثارت غضب بكين، أدّت إلى «إصابات في صفوف الجنود من الجانبين».
وأضاف: «نشب شجار في هذه المواجهة. منع الجيش الهندي بشجاعة جيش التحرير الشعبي الصيني من التعدي على أراضينا وأجبره على الانسحاب إلى مواقعه. وأصيب بعض الجنود من الجانبين في المناوشة».
وقال مصدر عسكري لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إن 6 جنود هنود على الأقل أُصيبوا.
بدوره، أعلن الجيش الصيني أن جنوداً هنوداً عبروا «بشكل غير شرعي» الحدود المتنازع عليها في الهيمالايا، و«عرقلوا» القوات الصينية.
وقال ناطق باسم جيش التحرير الشعبي، إن القوات الصينية «تعرّضت إلى عرقلة من الجيش الهندي الذي عبر بشكل غير شرعي خط (السيطرة الفعلية)». وأضاف: «كانت إجراءات الرد التي قمنا بها مهنية ووفق المعايير وقوية، وتم تحقيق استقرار في الوضع على الأرض. حالياً، فُضّ الاشتباك بين الصين والهند».
وأضاف: «طلبنا من الجانب الهندي أن يسيطر بشكل مشدد ويضبط الجنود على الخطوط الأمامية، وأن يعمل مع الصين للمحافظة على السلام والهدوء على الحدود».
وفي وقت سابق أمس (الثلاثاء)، أكد الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين، للصحافيين، أنه «على حد فهمنا، فإن الوضع الحدودي بين الصين والهند مستقر بالمجمل»، مضيفاً أن الطرفين «حافظا على حوار من دون عراقيل بشأن المسألة الحدودية عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية».
وأضاف: «نأمل أن يتحرّك الجانب الهندي في ذات الاتجاه على غرار الصين، وأن يلتزم بصرامة بروح الاتفاقات التي سبق أن توصل إليها الجانبان، والتمسك معاً بالسلام والهدوء في منطقة الحدود بين الصين والهند».
وأشار سينغ إلى أن القادة المحليين من الجانبين عقدوا اجتماعاً في 11 ديسمبر ونوقشت الحادثة. وأوضح أن في هذه الحادثة «لم يمت أي من جنودنا ولم يُصب أحد بجروح خطيرة».
وذكر المصدر العسكري، أن «مواجهة» أخرى بين قوات هندية وقوات صينية وقعت في الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) في منطقة ديمشوك في لاداخ شمال غربي البلاد، بالقرب من مكان مواجهات يونيو (حزيران) 2020.
وتحدث المصدر العسكري عن تزايد لنشاط عسكري صيني في لاداخ، إلى جانب انتهاك «محتمل» للمجال الجوي من قبل القوات الجوية الصينية في المنطقة نفسها.
ويلي ذلك تدريبات عسكرية أميركية - هندية مشتركة أثارت غضب بكين الشهر الماضي في ولاية أوتاراخاند شمال الهند المتاخمة للصين.
وقال المصدر العسكري، إن الجنود الصينيين رفعوا لافتة تعترض على التدريبات العسكرية الهندية - الأميركية.
حتى قبل اشتباكات يونيو 2020، كانت الهند قد بدأت تتجه استراتيجياً إلى الغرب لتعميق التعاون الأمني مع الولايات المتحدة واليابان وأستراليا في منطقة آسيا المحيط الهادئ.


مقالات ذات صلة

الهند: الوضع مع الصين خطير في منطقة الهيمالايا

العالم الهند: الوضع مع الصين خطير في منطقة الهيمالايا

الهند: الوضع مع الصين خطير في منطقة الهيمالايا

وصف وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشانكار، السبت، الوضع بين الهند والصين في منطقة لاداخ بمنطقة الهيمالايا بأنه هش وخطير، إذ تنتشر القوات المسلحة من الجانبين على مقربة من بعضها في بعض المناطق. وقُتل 24 جندياً على الأقل في اشتباكات بين الجانبين بالمنطقة منتصف عام 2020، لكن جولات من المحادثات الدبلوماسية والعسكرية هدأت الوضع. واندلعت أعمال عنف في القطاع الشرقي من الحدود غير المرسمة بين البلدين الآسيويين الكبيرين المسلحين نووياً في ديسمبر (كانون الأول)، لكنها لم تسفر عن سقوط أي قتلى. ونقلت «رويترز» عن جيشانكار قوله في منتدى لمجلة «إنديا توداي»: «لا يزال الوضع في رأيي هشاً للغاية، لأن هناك أماك

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
العالم هنود يتظاهرون ضد الصين في مومباي أمس (رويترز)

تطبيع العلاقات بين الهند والصين يمر بطريق طويل ووعر

بعد فوز الرئيس الصيني شي جيبينغ بولاية ثالثة، لم يسبق لها مثيل على رأس الحزب الشيوعي الصيني، سوف ينصب تركيز بكين الآن على إصلاح العلاقات والتواصل مع الدول الصديقة، على الأقل في المستقبل القريب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم وزير الدفاع الهندي راجنات سينغ (أ.ب)

الهند تتهم الصين بمحاولة «تغيير الوضع» عند الحدود

اتهم وزير الدفاع الهندي راجنات سينغ الصين اليوم (الثلاثاء) بمحاولة «تغيير الوضع القائم بشكل أحادي» عند الحدود المتنازع عليها بين الطرفين في الهيمالايا عندما أسفرت اشتباكات الأسبوع الماضي عن سقوط جرحى من الجانبين، فيما أكدت الصين أن الوضع «مستقر». وقال الوزير «في التاسع منذ ديسمبر (كانون الأول) 2022، حاولت قوات جيش التحرير الشعبي الصيني تغيير الوضع القائم بشكل أحادي عبر التعدي على خط السيطرة الفعلية في منطقة يانغتسي التابعة لقطاع تاوانغ». وتعد هذه الحادثة الأكثر خطورة على الحدود بين الدولتين الآسيويتين النوويتين منذ العام 2020 عندما قتل 20 جنديا هنديا وأربعة جنود صينيين في مواجهات.

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم جنود هنود بالقرب من الحدود مع الصين (رويترز)

مقتل 7 عسكريين هنود في حادث قرب حدود متنازع عليها مع الصين

لقي سبعة عسكريين هنود على الأقل حتفهم وأصيب 19 آخرون في حادث في منطقة لاداخ النائية قرب حدود البلاد المتنازع عليها مع الصين، حسب ما أعلنت الشرطة، اليوم الجمعة. وأعادت الدولتان الأكثر سكاناً في العالم نشر عشرات الآلاف من العسكريين الإضافيين في المنطقة المرتفعة في هيمالايا بعد معركة دامية بالأيدي في يونيو (حزيران) 2020 قُتل خلالها ما لا يقل عن 20 عسكرياً هندياً وأربعة صينيين. وصرح ضابط شرطة كبير في لاداخ لوكالة الصحافة الفرنسية أن «سبعة جنود قتلوا وأصيب 19 في منطقة نوبرا النائية». ووقع الحادث في ساعة مبكرة من صباح (الجمعة) عندما انحرفت مركبة تقل عسكريين إلى مكان عملهم عن الطريق قرب الحدود المتنا

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
العالم الهند للصين: المواجهة الحدودية تعيق العلاقات

الهند للصين: المواجهة الحدودية تعيق العلاقات

أعلنت الهند أمس، أنها ترى في التجنب الكامل لأي مواجهة على الحدود مع القوات الصينية مفتاحاً لتحسين العلاقات ببكين، وذلك عقب محادثات أجراها وزير خارجيتها مع نظيره الصيني خلال زيارته لنيودلهي. ويعد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أكبر مسؤول صيني يزور الهند منذ أن أدت الاشتباكات الحدودية في منطقة لاداخ شمال جبال الهيمالايا في يونيو (حزيران) 2020 إلى تدهور حاد في العلاقات بين البلدين الآسيويين الكبيرين. ونقلت وكالة الصحافة الألمانية عن وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جيشانكار قوله في إفادة صحافية بعد اجتماع استمر ثلاث ساعات مع وانغ: «كنت صادقاً للغاية في محادثاتي مع وزير الخارجية الصيني، لا سيما في

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».