جاءت دعوة رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، إلى جلسة نيابية لانتخاب رئيس الجمهورية غداً بمثابة إعلان عن فشل تحويل هذه الجلسة إلى جلسة حوار حول الأزمة الرئاسية، وذلك بعد رفض حزب «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» المشاركة في الحوار.
وكان بري يريد من قرار الدعوة إلى جلسة حوار تشاورية فتح ثغرة في الحائط المسدود المؤدي إلى تعطيل جلسات الانتخاب وتحويلها إلى مسرحية ممجوجة من قبل الرأي العام اللبناني، وأصبحت موضع تهكم تجاوز الداخل إلى الخارج بتحميل المجتمع الدولي البرلمان مجتمعاً مسؤولية التمديد للأزمة بصرف النظر عمن يعطل انتخاب الرئيس.
ويقول مصدر نيابي بارز لـ«الشرق الأوسط» إن دعوة الرئيس بري لتحويل جلسة الانتخاب إلى جلسة حوارية للتشاور حققت الأهداف السياسية المرجوة منها برغم أن الثنائي «القوات» و«التيار الوطني» امتنعا عن التجاوب معها، وإنما من موقع اختلافهما في مقاربتهما لانتخاب رئيس الجمهورية؛ إذ إن رفضهما المشاركة يتيح لبري أن يرمي مسؤولية عدم الاستجابة لدعوته الحوارية على «الثنائي الماروني» بإصراره على إعطاء الأولوية لانتخاب الرئيس، وإنما من موقع الاختلاف بين هاتين القوتين داخل الطائفة المارونية.
من جهة أخرى، يسير لبنان بسرعة نحو مركز الصدارة العالمي في حصيلة التضخم التراكمي لمؤشري التضخم وانهيار العملة الوطنية، وتتجه الحصيلة التراكمية لمؤشر التضخم العام لتخطي مستوى 2000 في المائة منذ أواخر عام 2018. وسجل لبنان ثاني أعلى نسبة تضخم في أسعار الغذاء حول العالم خلال فترة الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، حيث بلغت نسبة التغير السنوية 198 في المائة، في مؤشر تضخم أسعار الغذاء، ليحل مباشرة بعد زيمبابوي التي سجلت نسبة 353 في المائة.