تقرير: إيران تهرِّب الذهب الفنزويلي لتمويل «حزب الله»

طائرة «بوينغ 747» مملوكة لشركة «إمتراسور» التابعة لشركة «كونفياسا» المحتجزة قرب بوينس آيرس منذ 6 يونيو 2022 (أ.ف.ب)
طائرة «بوينغ 747» مملوكة لشركة «إمتراسور» التابعة لشركة «كونفياسا» المحتجزة قرب بوينس آيرس منذ 6 يونيو 2022 (أ.ف.ب)
TT

تقرير: إيران تهرِّب الذهب الفنزويلي لتمويل «حزب الله»

طائرة «بوينغ 747» مملوكة لشركة «إمتراسور» التابعة لشركة «كونفياسا» المحتجزة قرب بوينس آيرس منذ 6 يونيو 2022 (أ.ف.ب)
طائرة «بوينغ 747» مملوكة لشركة «إمتراسور» التابعة لشركة «كونفياسا» المحتجزة قرب بوينس آيرس منذ 6 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

كشفت وثيقة سرية لشركة «لويدز مارين» للتأمين، مخططات إيران غير القانونية عبر فنزويلا لتمويل «حزب الله» اللبناني عبر فنزويلا.
ففي تحذير سري لعملائها، قالت شركة «لويدز مارين» للتأمين، ومقرها لندن: «إن (فيلق القدس) التابع لـ(الحرس الثوري) الإيراني و(حزب الله) يرسلان الذهب بشكل غير قانوني من فنزويلا إلى إيران، لتمويل الأنشطة الإرهابية للميليشيات المدعومة من طهران في لبنان، بتجاوز للعقوبات».
وتقول الوثيقة التي اطلع عليها موقع «إيران إنترناشيونال» والصادرة في 28 أكتوبر (تشرين الأول) بعنوان «التجارة غير المشروعة ونقل الذهب والنفط الإيراني - (فيلق القدس) التابع لـ(الحرس الثوري) الإيراني و(حزب الله)»: «الغرض من هذا التنبيه الإلكتروني هو إعلام السوق بالشحن غير المشروع للذهب من قبل (فيلق القدس) التابع لـ(الحرس الثوري) الإيراني و(حزب الله) من فنزويلا إلى إيران، لجمع الأموال للأنشطة الإرهابية، لتسهيل بيع النفط الإيراني، بما يتعارض مع العقوبات».
وحددت «لويدز مارين» أيضاً بعض الأشخاص الذين سهّلوا الشحن غير القانوني للذهب من فنزويلا، نيابة عن «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني.
الشخص الأول هو علي قصير، وهو ممثل لـ«حزب الله» في إيران، وأحد المدرجين في لائحة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (الأميركي) للعقوبات العالمية ضد الإرهاب.
الشخص الثاني، محمد جعفر قصير، هو مسؤول كبير في «حزب الله» مدرج أيضاً من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، بسبب أنشطته غير القانونية المرتبطة بالجماعة المسلحة.
وتم تقديم شركة الطيران الإيرانية «ماهان إير»، وهي شركة مملوكة للقطاع الخاص مرتبطة بـ«الحرس الثوري» الإيراني الخاضع لعقوبات من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية (OFAC) لنقل الأسلحة، باعتبارها العنصر الثالث في الاستحواذ غير القانوني على الذهب وشحنه من فنزويلا، نيابة عن «فيلق القدس».
ودعت أكبر شركات التأمين البحري في العالم عملاءها إلى مراعاة تدابير العناية الواجبة المعززة، في حالة مشاركة أي من الكيانات المذكورة؛ حيث إن التغطية المقدمة قد تعرض الوكلاء الإداريين بشكل غير مباشر لمخاطر تمويل الإرهاب وغسل الأموال والتهرب الضريبي.
ونفى المسؤولون الإيرانيون تلقي مدفوعات مقابل الوقود المشحون إلى فنزويلا في ذلك الوقت. ومع ذلك، قال يحيى رحيم صفوي، وهو ضابط في «الحرس الثوري»، ومستشار المرشد علي خامنئي للشؤون العسكرية، لوسائل إعلام رسمية في وقت لاحق من عام 2020: «لقد قدمنا البنزين لفنزويلا، وتسلمنا سبائك الذهب، وجلبنا الذهب بالطائرات إلى إيران، لمنع أي حادث خلال النقل».
وأوقفت الأرجنتين طائرة شحن فنزويلية من طراز «بوينغ 747» مرتبطة بإيران في 12 يونيو (حزيران) 2022، بعد هبوطها في بوينس آيرس دون أي إعلانات مسبقة. وطلبت واشنطن في 3 أغسطس (آب) الإذن بمصادرة الطائرة المحتجزة في الأرجنتين، للاشتباه في صلتها بجماعات إرهابية دولية.
وحسب الموقع، واستناداً إلى الوثائق التي تم الكشف عنها، هناك طائرات أخرى تُستخدم لنقل الذهب من كاراكاس إلى طهران؛ لكن الاستيلاء على طائرة «بوينغ» الموجودة في مطار إيزيزا في بوينس آيرس ومصادرتها، يعدّان خطوة رئيسية لتقويض الموارد الاقتصادية لـ«حزب الله».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

إسرائيل ترى تهديداً متزايداً من سوريا رغم النبرة المعتدلة لحكامها

إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
TT

إسرائيل ترى تهديداً متزايداً من سوريا رغم النبرة المعتدلة لحكامها

إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (الأحد)، إن التهديدات التي تواجهها إسرائيل من سوريا لا تزال قائمةً رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، وذلك وسط إجراءات عسكرية إسرائيلية لمواجهة مثل هذه التهديدات.

ووفقاً لبيان، قال كاتس لمسؤولين يدققون في ميزانية إسرائيل الدفاعية: «المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختفِ، والتطورات الحديثة في سوريا تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يدّعيها زعماء المعارضة».

وأمس (السبت)، قال القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، الذي يوصف بأنه الزعيم الفعلي لسوريا حالياً، إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتماً بالانخراط في صراعات جديدة في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.

ويقود الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، «هيئة تحرير الشام» الإسلامية، التي قادت فصائل مسلحة أطاحت بالأسد من السلطة، يوم الأحد الماضي، منهيةً حكم العائلة الذي استمرّ 5 عقود من الزمن.

ومنذ ذلك الحين، توغّلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أُقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.

كما نفَّذت إسرائيل، التي قالت إنها لا تنوي البقاء هناك، وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه «إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود»، مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا.

وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات متشددة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» و«داعش».

وندَّدت دول عربية عدة، بينها مصر والسعودية والإمارات والأردن، بما وصفته باستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

وقال الشرع في مقابلة نُشرت على موقع «تلفزيون سوريا»، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار «بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة».