«الموسيقيين» المصرية تعود لجدل «التصاريح» بعد هدوء قصير

النقابة أوقفت عمر كمال بعد إقامته حفلاً دون إبلاغ

المطرب المصري عمر كمال (فيسبوك)
المطرب المصري عمر كمال (فيسبوك)
TT

«الموسيقيين» المصرية تعود لجدل «التصاريح» بعد هدوء قصير

المطرب المصري عمر كمال (فيسبوك)
المطرب المصري عمر كمال (فيسبوك)

عاد الجدل من جديد لنقابة المهن الموسيقية المصرية، بعد أن أصدر نقيبها الفنان مصطفى كامل قراراً بإيقاف تصريح الغناء الخاص بالفنان الشعبي عمر كمال، بعد أقل من شهرين على تولي كامل زمام النقابة، عقب استقالة الفنان هاني شاكر.

وجاء نص بيان «الموسيقيين» لإيقاف كمال كما يلي: «قرّرت نقابة المهن الموسيقية وقف التصريح السنوي للعضو عمر محمد كمال محمود، الشهير بـعمر كمال، لحين الانتهاء من التحقيق معه»، موقَّعاً بإمضاء مصطفى كامل ومعه سبعة من أعضاء مجلس النقابة، أبرزهم الفنانة نادية مصطفى، والفنان حلمي عبد الباقي والفنان أحمد أبو المجد سكرتير عام النقابة.

وكشف منصور هندي، رئيس لجنة العمل داخل نقابة الموسيقيين، سبب إيقاف كمال قائلاً: «هناك تعهّدات وضعتها نقابة الموسيقيين أمام كل أعضاء النقابة، المنتسبين والعاملين بتصاريح غناء، لا بد من التوقيع عليها قبل بدء العمل، منها إخطار النقابة قبل السفر والغناء بالخارج، وهو ما لم يلتزم به عمر كمال، حيث إنه سافر وأحيا أكثر من حفل غنائي بعدد من الدول العربية والأوروبية دون إخطار النقابة، وعلى الرغم من تحذير النقابة فإنه لم يأتِ ولم يوقّع على التعهدات».

وأضاف: «قرار الإيقاف جاء لكي يأتي كمال إلى مقر النقابة ويوقع على تعهد النقابة، وحينها سيتم رفع الإيقاف عنه، فالإيقاف مستمر إلى أن يأتي للنقابة، ولن يسمح له بالغناء في مصر ما دام لم يوقّع على تعهدات النقابة».

كان الفنان مصطفى كامل، نقيب الموسيقيين، قد وضع شروطاً خاصة لمطربي النقابة المنتسبين والحاصلين على تصاريح من أجل الغناء، وهي أن تخضع كلمات الأغنيات والمصنف الفني الذي سيقدمونه لجهة الرقابة الرسمية من الدولة، المتمثلة في جهاز الرقابة على المصنفات الفنية التابع لوزارة الثقافة، بجانب عدم خدش الحياء بأي إيحاءات أو عبارات أو إيماءات تتعارض مع القيم والعادات والأخلاق المصرية؛ للحفاظ على الذوق العام المصري.

كما وضعت النقابة تعهّداً على كلّ المؤدين وكل المطربين بشكل عام، وهو أن يشرك أي فنان فرقة موسيقية معه لا يقل عددها عن 12 عضواً عاملاً، ويستكمل الفرقة بأعضاء من المُصَرّح لهم بالعمل، سواء من المنتسبين أو العاملين بتصريح، وإخطار النقابة قبل السفر للغناء خارج مصر.

وتُعدّ هذه هي المرة الخامسة التي يتم فيها إيقاف عمر كمال عن الغناء خلال الفترة من 2020 إلى 2022، حيث كان الإيقاف الأول في فبراير (شباط) عام 2020، حينما قررت النقابة إيقافه بسبب التلفظ بكلمتي «خمور وحشيش» ضمن كلمات أغنيته الشهيرة «بنت الجيران»، في حفل عام أُقيم في استاد القاهرة رفقة مؤدي المهرجانات حسن شاكوش.

أما الإيقاف الثاني، فكان في شهر أغسطس (آب) من عام 2021، حينما انتشر فيديو لكمال وهو يتلفظ ببعض الكلمات التي اعتبرتها النقابة «خادشة للآداب العامة» في حفل خاص، وتم إيقافه لمدة أسبوع عن الغناء. أما الإيقاف الثالث فكان في ديسمبر (كانون الأول) بعد تصريحات اعتبرها البعض تتضمن «إساءة لمصر».

أما الإيقاف الرابع والأخير لكمال فكان في شهر فبراير الماضي، عندما أقدم على تصريحات اعتبرها النقيب السابق هاني شاكر إساءة له ولأعضاء «نقابة الموسيقيين»، خلال بث مباشر أجراه عبر صفحته الرسمية، وانتهى الإيقاف بتقديم اعتذار رسمي للنقابة، وللفنان هاني شاكر نقيب الموسيقيين السابق.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».