نقل آلاف النازحين إلى شقق سكنية شمال غربي سوريا

يقيمون في مخيمات عشوائية مهددة بالغرق خلال فصل الشتاء

صورة من الجو لمشروع سكني للنازحين افتتحته تركيا في إدلب بشمال سوريا في 13 نوفمبر الماضي (إ.ب.أ)
صورة من الجو لمشروع سكني للنازحين افتتحته تركيا في إدلب بشمال سوريا في 13 نوفمبر الماضي (إ.ب.أ)
TT

نقل آلاف النازحين إلى شقق سكنية شمال غربي سوريا

صورة من الجو لمشروع سكني للنازحين افتتحته تركيا في إدلب بشمال سوريا في 13 نوفمبر الماضي (إ.ب.أ)
صورة من الجو لمشروع سكني للنازحين افتتحته تركيا في إدلب بشمال سوريا في 13 نوفمبر الماضي (إ.ب.أ)

بدأت الجهات المحلية للشؤون الإنسانية في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا، بالتعاون مع منظمات تركية وأخرى دولية، بنقل 10 آلاف أسرة نازحة تباعاً من المخيمات العشوائية الواقعة في مجرى السيول والوديان التي تتعرض للغرق خلال فصل الشتاء، إلى شقق سكنية جاهزة، للحد من معاناة النازحين أثناء العواصف المطرية والثلجية وتلف الخيام وغرقها بمياه الأمطار.
بمشاعر من الفرح والسعادة، تسلّم أحمد، برفقة أفراد من أسرته وأطفاله، شقة سكنية جديدة في تجمع «الكمونة» السكني الذي بنته «هيئة الإغاثة الإنسانية التركية» شمال إدلب. وجاء انتقالهم إلى هذه الشقة بعد عناء دام لأكثر من 4 أعوام أثناء إقامتهم في مخيم «نور الهدى» العشوائي قرب مدينة سرمدا، علماً بأن هذا المخيم تعرض مرات عدة للغرق وتلف الخيام فيه، وعانى قاطنوه نتيجة الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة خلال فصول الشتاء الماضية.
وقال أحمد (48 عاماً)، وهو رب أسرة مؤلفة من زوجة و6 أولاد، إنه «يشعر وأسرته بالفرح والسعادة للمرة الأولى منذ سنوات». وأوضح، أنه نزح منذ 4 أعوام من بلدته جرجناز شرقي إدلب جراء القصف والعمليات العسكرية لقوات النظام، ولجأ إلى مخيم عشوائي. وهو حصل الآن على منزل جديد يضم 3 غرف ومطبخاً وحماماً صغيراً، ضمن تجمع سكني تتوفر فيه كل الخدمات الضرورية كالطرق والممرات المرصوفة والمعبّدة التي تحمي السكان من الغرق، مقارنة بالخيمة التي كان آوى إليها وأسرته وأقاموا فيها لسنوات، حيث تعرّضوا لأشكال من المعاناة، سواء في فصل الشتاء، حيث كانت الخيمة تغرق بمياه الأمطار، أو في فصل الصيف الذي كانت درجات حرارته المرتفعة «تخترق سقف الخيمة وتحوّل حياتنا إلى جحيم».
أما أم سعيد (37 عاماً)، وهي نازحة مع زوجها وأطفالها من ريف حلب الجنوبي، فقد كانت منهمكة في ترتيب ما تمتلك من أشياء منزلية في المطبخ والغرف الأخرى، وسط أجواء من الفرح والسعادة المتبادلة مع أفراد أسرتها في منزلهم الجديد الذي حصلوا عليه في تجمع «الكمونة»، خلال عملية نقل النازحين من مخيم «كفتين» العشوائي. قالت أم سعيد، إنها عاشت مع زوجها وأطفالها الخمسة 3 أعوام ضمن «خيمة واحدة لا تتجاوز مساحتها 6 أمتار مربعة، في مخيم (كفتين) شمال إدلب. كان المخيم مكتظاً بالخيام والنازحين، ولم تكن فيه خصوصية. كل شيء كان فيه عشوائياً، عدا مياه الصرف الصحي التي تمر ضمن مجرى مكشوف من جانب الخيمة والروائح المنبعثة منه. كان المخيم أشبه بسجن، بينما اليوم نعيش حياة جديدة في المنزل الجديد الذي يبعث شيئاً من الأمل والفرح، فالمنزل له باب رئيسي ونوافذ وإطلالة جميلة، بالإضافة إلى وجود مطبخ وصنابير مياه للشرب... ونظافة».
من جانبه، قال مسؤول في الشؤون الإنسانية في إدلب «تلبية لاحتياجات النازحين السوريين في المخيمات، وخصوصاً العشوائية التي تتعرض لظروف صعبة خلال فصل الشتاء وغرقها جراء السيول، بدأت مديرية الشؤون الإنسانية العاملة في إدلب، بالعمل على نقل 10 آلاف أسرة نازحة من المخيمات العشوائية ومنها مخيمات زمزم واليمامة والمنصورة والفقراء وفحيل وزيتان والنجمة والسعادة والبر والصالحين، ومخيمات أخرى في مناطق الدانا وجسر الشغور وأطمة بريف إدلب، إلى شقق سكنية ضمن تجمعات الكمونة ودير حسان وكفرلوسين التي جرى تشييدها من قِبل هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، وهي جهة إنسانية غير حكومية، وبإشراف مباشر من قِبل مؤسسة الشؤون الإنسانية والتنمية في (حكومة الإنقاذ السورية) في إدلب». ولفت إلى أنه «يجري الآن الإشراف على إنشاء 600 كرفان (عربات للعيش) في مخيم المهندسين في منطقة جسر الشغور غربي إدلب، لنقل العائلات التي تقطن الخيام وإسكانهم فيها، في حين يجري تقييم الأوضاع الإنسانية في المخيمات الأخرى الواقعة في السهول والوديان في مناطق أطمة وسرمدا وكللي وحارم والدانا بريف إدلب؛ تمهيداً لنقل النازحين إلى تجمعات سكنية بهدف إنهاء معاناتهم وحمايتهم من الكوارث التي تتسبب بها العواصف المطرية والثلجية خلال فصل الشتاء».
وقال عمر حاج محمود وهو ناشط معارض في إدلب، إنه في ظل انسداد أفق الحل السياسي في سوريا، وعدم إمكانية عودة المهجرين إلى ديارهم، ومعاناة أكثر من مليون ونصف المليون نازح يقيمون في أكثر من 1200 مخيم عشوائي تنتشر بالقرب من الحدود السورية - التركية شمال إدلب «لا بد من توفير إقامة مؤقتة وآمنة، تحميهم من الكوارث والعواصف والظروف الجوي».
وأشار إلى تعرض أكثر من 40 مخيماً للنازحين للغرق مع بدء فصل الشتاء هذا العام.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.