إردوغان يعلن عن محادثات مع بوتين وزيلينسكي

ارتفع عدد السفن الجمعة إلى أكثر من 20 سفينة وسط محادثات من دول غربية مع تركيا لتخفيف التكدس (رويترز)
ارتفع عدد السفن الجمعة إلى أكثر من 20 سفينة وسط محادثات من دول غربية مع تركيا لتخفيف التكدس (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن محادثات مع بوتين وزيلينسكي

ارتفع عدد السفن الجمعة إلى أكثر من 20 سفينة وسط محادثات من دول غربية مع تركيا لتخفيف التكدس (رويترز)
ارتفع عدد السفن الجمعة إلى أكثر من 20 سفينة وسط محادثات من دول غربية مع تركيا لتخفيف التكدس (رويترز)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه سيجري محادثات هاتفية غداً الأحد، مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي لبحث سبل حل أزمة الحبوب. وأضاف إردوغان، أمام منتدى إعلامي عقد في إسطنبول الجمعة، أنه سيناقش مع بوتين، وكذلك مع زيلينسكي، سبل تعزيز ممر الحبوب، ووصولها إلى الدول الأقل نمواً كما عبر عن ذلك الرئيس الروسي أكثر من مرة. ولفت إردوغان إلى أن التغلب على الانسداد في اتفاقية ممر الحبوب الموقعة في إسطنبول في 22 يوليو (تموز) الماضي سيكون ممكناً بفضل مبادرات تركيا، التي قال إنها عارضت صب الزيت على النار في المنطقة بتنفيذ سياسات غير عقلانية ضد روسيا، في وقت تدافع فيه بقوة عن وحدة التراب الأوكراني.
وأسفرت جهود بذلتها تركيا والأمم المتحدة عن تمديد اتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لمدة 120 يوماً إضافية.
وعن عقد اجتماع لمسؤولي شركة «روساتوم» الروسية وخبراء هيئة الطاقة الذرية في إسطنبول؛ لمناقشة المخاوف بشأن محطة «زابوروجيا» للطاقة النووية في أوكرانيا، قال إردوغان إن تركيا ستستمر في لعب دور قيادي في التغلب على الأزمة التي سببتها الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
بدوره، جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الإشادة باتفاقية الممر الآمن للحبوب الموقعة بين بلاده وروسيا وتركيا والأمم المتحدة، قائلاً إن «هذا الاتفاق التاريخي الذي توصلت إليه أوكرانيا إلى جانب تركيا والأمم المتحدة وضع حداً لخطر الفقر وتصدى له».
وأضاف زيلينسكي، في رسالة مصورة خلال فعاليات المنتدى المنعقد في إسطنبول، أن أزمة الغذاء نتيجة الحرب في أوكرانيا ملموسة في جميع أنحاء العالم، وأدت إلى عدم استقرار في السوق العالمية. وعد استمرار شحنات الحبوب من 3 موانئ أوكرانية على البحر الأسود إنجازاً تحقق بفضل «الجهود المشتركة لتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة». وتابع: «لقد وضعنا حداً لخطر الفقر لأننا بالفعل ندافع عن حقوقنا ومصالحنا»، ونوه بجهود الجنود الأوكرانيين الذين عملوا على «إبقاء موانئ البلاد على البحر الأسود مفتوحة. وكرر الدعوة للالتزام بالقانون الدولي من أجل حل الأزمة مع روسيا، والحرب الجارية في بلاده.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمام المنتدى الذي تنظمه سنوياً هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية، إنه لولا جهود بلاده ما كانت اتفاقية الحبوب ستبرم، مشيراً إلى وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاتفاقية بأنها أهم إنجازاته منذ توليه منصبه. ولفت أيضاً إلى اتفاق تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا بمساع تركية، قائلاً إنه تم حصد نتائج كثيرة أخرى بفضل الوساطة التركية.
في سياق متصل، أكدت المفوضية الأوروبية أن سقف الأسعار الذي فرضته مجموعة السبع على النفط الروسي، ليس مسؤولاً عن تكدس الناقلات المنتظرة في البحر الأسود لعبور مضيق البوسفور في إسطنبول، والتي ارتفع عددها، الجمعة، إلى أكثر من 20 سفينة، وسط محادثات من دول غربية مع تركيا لتخفيف التكدس، مشيرة إلى أنها تتواصل مع السلطات التركية لطلب التوضيح وتعمل على حل المشكلة.
كانت تركيا طبقت، منذ بداية ديسمبر (كانون الأول) الحالي، إجراء يلزم السفن بتقديم ما يثبت وجود غطاء تأميني خلال مدة الانتقال في مضيق البوسفور أو عند التوقف في الموانئ التركية، ما اعتبر السبب وراء تكدس ناقلات النفط الروسي المنتظرة في البحر الأسود.
وجاء التكدس بالتزامن مع اقتراح مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي خطة لمنع شركات التأمين من المساعدة في تصدير النفط الروسي المنقول بحراً، ما لم يتم بيعه وفقاً لسقف الأسعار، في محاولة للحد من إيرادات النفط الروسي.
وأوضحت المفوضية الأوروبية أن هذا الوضع ليس ناتجاً عن سقف الأسعار الذي فرضته مجموعة السبع؛ إذ توجد فترة سماح مدتها 45 يوماً، تستمر حتى 19 يناير (كانون الثاني) المقبل، للنفط الخام الروسي المنقول بحراً والذي تم شراؤه قبل 5 ديسمبر. وبموجب خطة مجموعة السبع لفترة السماح، يمكن مواصلة تقديم خدمات الشحن، مثل التأمين للنفط الروسي المنقول بحراً المشترى قبل 5 ديسمبر، حتى وإن تم بيعه بسعر أعلى من سقف الأسعار.
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية، إنه بعد فترة السماح يمكن للسلطات التركية مواصلة التحقق من وثائق التأمين على الناقلات بالطريقة نفسها مثلما كان الحال من قبل، ولذلك نتواصل مع السلطات التركية لطلب توضيحات، ونعمل على حل الموقف.


مقالات ذات صلة

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

العالم الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب) play-circle 01:00

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

بدأ التأثير العالمي لولاية ترمب الرئاسية الثانية في الولايات المتحدة حيث يُشعر به بالفعل حتى قبل انطلاق العهد الجديد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ جانب من لقاء بين بوتين وترمب في اليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

بوتين يهنّئ ترمب ويؤكد انفتاحه على الحوار بشأن أوكرانيا لتحقيق «سلام دائم»

سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تهنئة دونالد ترمب، الاثنين، قبل ساعات من تنصيبه رئيساً، قائلاً إنه «منفتح على الحوار» بشأن أوكرانيا لتحقيق «سلام دائم».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا رجال الإطفاء يظهرون في موقع تعرض لهجوم صاروخي روسي على كييف (أ.ب)

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن هجوماً صاروخياً أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في كييف، خلال الليل، جاء رداً على هجوم أوكراني في وقت سابق من الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ الاستعدادات جارية لحفل تنصيب ترمب أمام مبنى الكابيتول في 12 يناير 2025 (أ.ف.ب)

ترمب في عهده الثاني: نسخة جديدة أم تكرار لولايته الأولى؟

يأمل كبار السياسيين بواشنطن في أن تكون إدارة دونالد ترمب الثانية مختلفة عن الأولى، وأن يسعى لتحقيق توازن في الحكم ومدّ غصن زيتون للديمقراطيين.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا أفراد من القوات العسكرية البولندية خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى انتصار بولندا على الجيش الأحمر السوفياتي عام 1920 في وارسو 15 أغسطس 2023 (رويترز)

كيف تستعد بولندا لإعادة التسلح الأوروبي؟

بوصفها «أفضل طالب» في حلف الناتو، تحاول بولندا إشراك شركائها في مواجهة تحدي زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة التهديد الروسي، حسب تقرير لصحيفة «لوفيغارو».

«الشرق الأوسط» (وارسو)

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
TT

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

خلُص تقرير جديد إلى أن عدد ضحايا الأسلحة المتفجرة من المدنيين وصل إلى أعلى مستوياته عالمياً منذ أكثر من عقد من الزمان، وذلك بعد الخسائر المدمرة للقصف المُكثف لغزة ولبنان، والحرب الدائرة في أوكرانيا.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قالت منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» (AOAV)، ومقرها المملكة المتحدة، إن هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024، بزيادة قدرها 67 في المائة على العام الماضي، وهو أكبر عدد أحصته منذ بدأت مسحها في عام 2010.

ووفق التقرير، فقد تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة بنحو 55 في المائة من إجمالي عدد المدنيين المسجلين «قتلى أو جرحى» خلال العام؛ إذ بلغ عددهم أكثر من 33 ألفاً، في حين كانت الهجمات الروسية في أوكرانيا السبب الثاني للوفاة أو الإصابة بنسبة 19 في المائة (أكثر من 11 ألف قتيل وجريح).

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على أقاربهم الذين قُتلوا بالغارات الجوية الإسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (د.ب.أ)

وشكّلت الصراعات في السودان وميانمار معاً 8 في المائة من إجمالي عدد الضحايا.

ووصف إيان أوفيرتون، المدير التنفيذي لمنظمة «العمل على الحد من العنف المسلح»، الأرقام بأنها «مروعة».

وأضاف قائلاً: «كان 2024 عاماً كارثياً للمدنيين الذين وقعوا في فخ العنف المتفجر، خصوصاً في غزة وأوكرانيا ولبنان. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل حجم الضرر الناجم عن هذه الصراعات».

هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024 (أ.ب)

وتستند منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» في تقديراتها إلى تقارير إعلامية باللغة الإنجليزية فقط عن حوادث العنف المتفجر على مستوى العالم، ومن ثم فهي غالباً ما تحسب أعداداً أقل من الأعداد الحقيقية للمدنيين القتلى والجرحى.

ومع ذلك، فإن استخدام المنظمة المنهجية نفسها منذ عام 2010 يسمح بمقارنة الضرر الناجم عن المتفجرات بين كل عام، ما يُعطي مؤشراً على ما إذا كان العنف يتزايد عالمياً أم لا.