تحقيقات بمصر في اتهام طبيب بـ«إدارة مركز إجهاض»

غضب عقب العثور على «أجنة محروقة»

عناصر من الشرطة المصرية (رويترز)
عناصر من الشرطة المصرية (رويترز)
TT

تحقيقات بمصر في اتهام طبيب بـ«إدارة مركز إجهاض»

عناصر من الشرطة المصرية (رويترز)
عناصر من الشرطة المصرية (رويترز)

في واقعة مروِّعة، أعلنت النيابة العامة في مصر بدء تحقيقاتها بعد اتهام أحد الأطباء بإجراء عمليات إجهاض داخل مركز طبي خاص، وقيامه بحرق الأجنّة الناتجة عن تلك العمليات في برميل أعلى سطح المركز أو إلقائها للكلاب، بما يجدد ملف الرقابة على المنشآت الطبية الخاصة وقواعد مزاولة المهنة بها.
وأفادت تحريات المباحث في مصر بقيام طبيب أمراض نساء وتوليد (45 سنة)، وهو صاحب المركز الذي يقع بقرية كومبيرة بمنطقة كرداسة في محافظة الجيزة، بإجراء عمليات إجهاض، بالاشتراك مع 5 آخرين، وجرى التنسيق، عقب عرض لإلقاء القبض على الطبيب، وصيدلانية، وعامل، وممرضة، وعاملة، وهم الأفراد العاملون في المركز.
وخلال مداهمة المركز ومعاينة المكان، عُثر أعلى السطح على برميل به آثار حرق، بداخله 3 أجنة في حالة تفحُّم، كما ضُبطت كمية من أقراص ترامادول المخدِّرة.
كما ضُبطت 3 سيدات مع أزواجهن لولادة قيصرية، وحالة أخرى «طالبة» 18 عاماً تحت الإفاقة برفقة والدتها بعد إجراء عملية إجهاض حمل شهرين.
وكشفت التحقيقات الأولية قيام الطبيب المتهم بإجهاض فتيات حوامل في حمل غير مرغوب فيه، وبعد انتهاء العملية يقوم بحرق الأجنة في براميل على سطح المركز.
ووفق القانون المصري، فإن الإجهاض يُعدّ جريمة ويعاقَب عليها القانون بالحبس، وفقاً لما جاء بالمادتين 261، 262 من قانون العقوبات المصري الذي يَعتبر الإجهاض جريمة، وعقوبتها تبدأ من الحبس 24 ساعة وحتى السجن المشدَّد.
ووفق الدكتورة إيرين سعيد، النائبة في لجنة الصحة بمجلس النواب المصري، فإنه يجب تفعيل دور التفتيش الخاص بإدارة العلاج الحر داخل الوزارة، والتحري الدقيق حول هذه المراكز. وتضيف، لـ«الشرق الأوسط» أن «إجراء أي عمليات خارج المستشفيات المرخصة أمر مجرَّم، وأعتقد أنه سيجري تغليظ العقوبة فور صدور قانون المسئولية الطبية من مجلس النواب، فممارسة أي نشاط طبي دون ترخيص، أو حتى تجديد الترخيص بالنسبة للأطباء أمر مُلحّ، وأظن أن نقابة الأطباء عليها اتخاذ قرارات صارمة بشأن شطب أي طبيب يخلُّ بأعراف المهنة الطبية»، على حد تعبير النائبة المصرية.
ويعتبر أمين صندوق نقابة الأطباء في مصر الدكتور أبو بكر القاضي، أن مثل تلك الواقعة تجدد النداءات المستمرة لوزارة الصحة بتسهيل إجراءات ترخيص المراكز الطبية: «ترخيص المراكز الطبية يمر بتعقيدات كبيرة، وترخيص المراكز ضروري من أجل أن تكون خاضعة للرقابة وللإشراف الصحي عليها، فالرقابة تقتصر على وزارة الصحة، أما النقابة فدورها التحقيق في حال ورود شكاوى تخص طبيباً والقيام بأعمال غير قانونية، ويجري حينها بالتحقيق معه، وقد تصل التحقيقات به إلى الشطب والمنع من مزاولة المهنة»، كما يقول في حديثه، لـ«الشرق الأوسط».
ويضيف القاضي: «تجدد تلك الحادثة أيضاً مطالبنا بتفعيل دور اللجان النقابية الوزارية المشتركة؛ لمناقشة مثل تلك الخروقات والتوصل لحلول جذرية بشأنها؛ حتى لا تظل مجرد أخبار تتناقلها السوشيال ميديا والترند». ويستطرد بقوله: «في كل مهنة هناك النموذج السيئ، ومثل تلك الوقائع لا تضر أصحابها فحسب، بل الوطن كله، في وقت نقوم فيه بتفعيل ملف السياحة العلاجية بكل ما نحمله من مقومات عالية الجودة فيه، لذلك فمثل تلك الحوادث لا تمثل القطاع الأكبر من الأطباء الملتزمين بمواثيق الشرف المهني»، على حد تعبيره.
ويشن قطاع العلاج الحر بوزارة الصحة المصرية حملات لإغلاق المراكز الطبية ومعامل التحاليل غير المرخصة في القطاعات الطبية المختلفة، وعادة ما يعود ذلك إلى مخالفة اشتراطات الترخيص وعدم الالتزام بسياسة مكافحة العدوى داخل تلك المراكز. ويمنح القانون قطاع العلاج الحر بوزارة الصحة القيام بحملات تفتيش، كما منح أفراده حق الضبطية القضائية.
ويقرر قانون تنظيم المنشآت الطبية المعدل عام 2004، عقوبة مزاولة منشأة نشاط طبي قبل ترخيصها، وهي الغلق، وغرامة مالية تصل إلى 50 ألف جنيه (نحو 2000 دولار أميركي).


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الحكومة المصرية تتعهد بعدم اللجوء إلى «تخفيف أحمال الكهرباء»

TT

الحكومة المصرية تتعهد بعدم اللجوء إلى «تخفيف أحمال الكهرباء»

تعهّدت الحكومة المصرية بعدم اللجوء إلى خطة «تخفيف أحمال الكهرباء»، أي قطع الخدمة مدة محددة يومياً، الصيف المقبل، وقالت إنها «وفّرت الوقود الكافي لتشغيل المحطات»، إلى جانب «التوسع في إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة».

وافتتح رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، محطة «أبيدوس 1» للطاقة الشمسية في مدينة كوم أمبو، بمحافظة أسوان (جنوب مصر)، ضمن خطوات للحكومة المصرية للتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء.

ولجأت الحكومة المصرية لخطة تُسمى «تخفيف الأحمال»، تقضي بقطع التيار عن مناطق عدة خلال الصيف الماضي لمدة وصلت إلى ساعتين يومياً، وذلك لتقليل الضغط على شبكات الكهرباء، بسبب زيادة الاستهلاك، في حين اشتكى مواطنون من تجاوز فترات انقطاع الكهرباء أكثر من ساعتين.

وتعهّد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، بـ«عدم اللجوء إلى تخفيف أحمال الكهرباء مرة أخرى»، وقال في كلمته خلال افتتاح محطة «أبيدوس 1» للطاقة الشمسية، السبت، إن «حكومته خصصت التمويل لتوفير الوقود اللازم لاستقرار إنتاج الشبكة القومية للكهرباء»، مشيراً إلى «وضع خطة عاجلة لإضافة 4 آلاف ميغاواط من الطاقة المتجددة لتأمين الاستهلاك في صيف 2025».

رئيس الوزراء المصري خلال افتتاح محطة أبيدوس للطاقة الشمسية - (مجلس الوزراء المصري)-

وأوضح مدبولي أن «وزارة الكهرباء تمكّنت من حل مشكلة الانقطاعات بالتنسيق، وتحسين الإنتاجية»، إضافة إلى «وضع خطة لتأمين التغذية الكهربائية لصيف 2025 مع وزارة البترول، تقوم على سد فجوة متوقعة في الإنتاج في حدود من 3 إلى 4 آلاف ميغاواط إضافية، بتكلفة استثمارية تقارب 4 مليارات دولار»، مشيراً إلى أنه «سيتم الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة لسد فجوة الإنتاج والاستهلاك في الصيف المقبل، وتجنّب اللجوء لتخفيف الأحمال، وتقليل استيراد المواد البترولية».

وكان رئيس الوزراء المصري قد بحث خلال اجتماع حكومي، الخميس، مع وزراء الكهرباء والبترول والمالية، «ضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من الوقود في فصل الصيف المقبل»، وأكد «ضمان الجاهزية، وعدم وجود انقطاعات في الكهرباء، واستدامة واستقرار التغذية بالكهرباء بمختلف المحافظات»، وفق إفادة لمجلس الوزراء المصري.

ولجأت الحكومة المصرية في شهر يونيو (حزيران) الماضي، لاستيراد 300 ألف طن مازوت، و20 شحنة من الغاز لضخ كميات كافية من الوقود لإنتاج الكهرباء، ووقف خطة انقطاع الكهرباء، في حين قدرت وزارة الكهرباء المصرية حجم الاحتياج اليومي لإنهاء انقطاعات الكهرباء بنحو 135 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، و10 آلاف طن من المازوت.

وعدّ مدبولي افتتاح محطة «أبيدوس» للطاقة الشمسية، «تحولاً نوعياً» في استثمار الموارد الطبيعية في بلاده، وتوظيفها بشكل «أكثر كفاءة بما يغطي الاحتياجات».

وتقام محطة «أبيدوس 1» لإنتاج الطاقة الشمسية على مساحة 10 آلاف متر مربع، وتضم أكثر من مليون لوح شمسي، بقدرة إنتاجية تصل إلى 560 ميغاواط، ما يجعلها ثاني أكبر محطة للطاقة الشمسية في أفريقيا بعد محطة «بنبان» في أسوان

وتضاف المحطة لمشروعات الطاقة الشمسية في محافظة أسوان؛ حيث سبق أن افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في يوليو (تموز) 2018، محطة «الطاقة الشمسية في بنبان» بأسوان، والتي تصنف الأكبر في أفريقيا والشرق الأوسط، بطاقة إنتاجية 2000 ميغاواط من الكهرباء، حسب مجلس الوزراء المصري.

ويعتقد خبير الطاقة المصري، علي عبد النبي، أن توسع الحكومة المصرية في مشروعات الطاقة المتجددة «خطوة ضرورية لمواجهة عجز الإنتاج في فترات ذروة الاستهلاك»، وشدد على «ضرورة اتخاذ الحكومة حزمة من الإجراءات لتحقيق أمن الطاقة، من بينها الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء».

ووضعت الحكومة المصرية استراتيجية وطنية للطاقة المتجددة، تستهدف إنتاج 42 في المائة من الكهرباء، من مصادر الطاقة الجديدة بحلول عام 2030، وفق مجلس الوزراء المصري.

وطالب عبد النبي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بـ«ضرورة استثمار موارد مصر الطبيعية في إقامة مزيد من مشروعات الطاقة الجديدة، مثل التوسع في محطات الطاقة الشمسية في أسوان، ومحطات الرياح في محافظتي البحر الأحمر والسويس»، مشيراً إلى «ضرورة إقامة محطات لتخزين الكهرباء للاستفادة من إنتاج مشروعات الطاقة الجديدة».

محطة أبيدوس للطاقة الشمسية - (مجلس الوزراء المصري)

من جهته، يرى أستاذ الطاقة بالجامعة الأميركية بالقاهرة، جمال القليوبي، أن الحكومة المصرية «تتخذ 3 إجراءات استباقية لتأمين إنتاج الكهرباء في الصيف المقبل»، مشيراً إلى أن «أولى تلك الخطوات التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية والرياح لإنتاج نحو 4 آلاف ميغاواط من الكهرباء».

وأوضح القليوبي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكومة المصرية تتجه لإبرام صفقات لاستيراد الغاز والوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، مع التوسع في عمليات البحث والتنقيب والاستكشافات المحلية»، مشيراً إلى أن القاهرة «تستهدف تقليل فاتورة استيراد الطاقة من الخارج، بالاعتماد على مصادر الإنتاج المحلية».

وعلى هامش افتتاح محطة «أبيدوس»، شهد رئيس الوزراء المصري، توقيع اتفاقين لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في منطقة خليج السويس، بين وزارة الكهرباء المصرية وشركة «إيميا باور» الإماراتية.