الرياض وبكين لتعظيم مشروعات الإسكان والتعدين والصناعة

الخريف: المدن الصناعية السعودية تستضيف 7 مصانع صينية

بحضور ولي العهد والرئيس الصيني...  تبادل وزراء البلدين مذكرات التفاهم، ويبدو في الصورة وزير الطاقة السعودي مع رئيس لجنة الدولة للتنمية الصينية (واس)
بحضور ولي العهد والرئيس الصيني... تبادل وزراء البلدين مذكرات التفاهم، ويبدو في الصورة وزير الطاقة السعودي مع رئيس لجنة الدولة للتنمية الصينية (واس)
TT

الرياض وبكين لتعظيم مشروعات الإسكان والتعدين والصناعة

بحضور ولي العهد والرئيس الصيني...  تبادل وزراء البلدين مذكرات التفاهم، ويبدو في الصورة وزير الطاقة السعودي مع رئيس لجنة الدولة للتنمية الصينية (واس)
بحضور ولي العهد والرئيس الصيني... تبادل وزراء البلدين مذكرات التفاهم، ويبدو في الصورة وزير الطاقة السعودي مع رئيس لجنة الدولة للتنمية الصينية (واس)

في وقت تَمضي فيه الشراكة السعودية الصينية إلى آفاق أرحب، من خلال الاتفاقيات التي أُبرمت أمس، يتم العمل على تشكيل فريق عمل مشترك معنيّ بالتعاون في مجال الإسكان، ضمن آلية اللجنة الفرعية للتجارة والاستثمار، لتعزيز التبادلات على المستوى الحكومي، وتنسيق السياسات والتخطيط، وتحديد المشكلات التي تواجه التعاون بين الرياض وبكين في مجال الإسكان ومعالجتها في الوقت المناسب، وتشجيع الشركات والمؤسسات المالية ومؤسسات البحث في البلدين على توسيع نطاق التبادلات والتواصل، إضافة إلى فرص للتعاون وتنفيذ مشروعات مشتركة من أجل توسيع التعاون وتوطيده باستمرار بين الجانبين.
وتشمل مجالات التعاون تبادل الخطط التنموية والسياسات والتدابير والخبرات الإدارية والممارسات الناجحة في مجال التنمية الحضرية وبناء المساكن، وتنفيذ مشروعات إسكان محددة في الصين أو المملكة، أو بشكل مشترك في دولة ثالثة، وإجراء المسح والتصميم والبناء وإدارة المواقع والصحة والسلامة والبيئة ومواد البناء والمباني الموفرة للطاقة، فضلاً عن تبادل الخبرات في تقنيات البناء الحديثة، وتمويل الابتكارات، والبناء الأخضر، وتطبيق تقنيات المعلومات والبيانات في قطاع البناء، والتصنيع في قطاع البناء والمدن الذكية، وكذلك تدريب المهندسين والفنيين المعنيين بالبلدين في مجال بحوث الإسكان والبناء والتشييد.
من جهة أخرى، تعتزم الرياض وبكين تعظيم التعاون في مجال التنقيب والتعدين في الذهب والنحاس، وقال بندر الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، إن الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين البلدين بمجالات الصناعة والتعدين تؤكد حرص بلاده على تعزيز التعاون مع الصين في مجال التعدين.

وكشف الوزير الخريف عن خطط لتعزيز العلاقات في مجالي الصناعة والتعدين، في إطار ما تتضمنه رؤية المملكة 2030 من فرص صناعية واعدة للشراكة بين البلدين، خاصة أن الرؤية تتكامل في كثير من الأهداف مع «مبادرة الحزام والطريق» الصينية، مبيناً أن الصين تعد من الدول التي تمتلك احتياطيات ضخمة من بعض الثروات المعدنية، وتحتل مكانة متقدمة في إنتاج الفوسفات، والعناصر الأرضية النادرة والكوارتز، والنحاس، وتعد من الدول المنتجة للألماس، والمتقدمة جداً في جميع الصناعات المعدنية.
ووفق الخريف، فإن المعادن تصدرت بجانب البتروكيماويات قائمة الصادرات السعودية إلى الصين، في حين كانت الآلات الثقيلة والإلكترونيات والمركبات وقطع الغيار أبرز صادرات الصين إلى المملكة، فيما يسهم الصندوق الصناعي السعودي في تمويل 6 مشروعات مشتركة؛ حيث أبرمت الدولتان اتفاقيات عدة لإنشاء مشروعات مشتركة، منها اتفاقيات وُقعت أثناء زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للصين في فبراير (شباط) 2019 في عدد من القطاعات، منها الصناعات التحويلية.
وأوضح الخريف أن مدن الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية تستضيف 7 مصانع صينية، تعمل في مجالات مختلفة، تشمل؛ البلاستيك، والمعادن، والسيراميك، والخرسانة، والصناعات الغذائية، بالإضافة إلى نحو 10 مصانع أخرى في مراحل مختلفة من التخطيط والإنشاء والتنفيذ، وبالنسبة للاستثمارات السعودية، فهناك نحو 12 مشروعاً للهيئة الملكية للجبيل وينبع مع شركات صينية في مراحل مختلفة، بعضها قيد التشغيل، وأخرى تحت الإجراء أو التصميم.
ولفت إلى أن الصين تمثل ثقلاً عالمياً في مجال الاستثمارات الصناعية، كاشفاً عن مساعٍ عن توطين التقنيات الصناعية وتنمية الاستثمارات الحالية وتعزيز التعاون مع الشركات الصينية من خلال الاستثمار في المجالات الصناعية، والعمل على تعزيز وزيادة تدفق الاستثمارات الصينية إلى المملكة، وذلك من شأنه زيادة الإسهام في الناتج الإجمالي المحلي.
من جهته، أكد محمد العجلان، رئيس مجلس الأعمال السعودي الصيني، لـ«الشرق الأوسط»، أنه في وقت تعتزم فيه بكين إطلاق مركز إقليمي للصناعات الصينية في المملكة، فإن التعاون في تنقيب وتعدين المعادن، ولا سيما النحاس والذهب، سيكون كبيراً ومحفزاً للتعاون السعودي - الصيني.

ولفت العجلان إلى أن الاستراتيجية السعودية للتعدين جاذبة للاستثمار والصناعات ذات الاهتمام المشترك مع الصين؛ حيث تقوم الاستراتيجية على استهداف فرص استثمارية تتواءم مع الاستراتيجية السعودية للمملكة، ومخرجات الرؤية 2030، وتشتمل على 3 محاور...
وبيّن العجلان أن المحور الأول يرتكز على الاستكشاف والتنقيب عن المعادن، والمحور الثاني محور الصناعات المعدنية المتقدمة التي تستغل المعادن المستخرجة، والمحور الثالث الخدمات المساندة للتعدين، التي تشمل المختبرات وعمليات الحفر، مشيراً إلى أن الشركات السعودية نجحت في تحقيق نجاح كبير في هذا الجانب، مشيراً إلى إطلاق أكبر مصفاة معادن ثمينة بالمملكة على مستوى منطقة الشرق الأوسط.
إلى ذلك، تعد شركة «معادن» السعودية واحدة من أكبر 10 شركات في المملكة، ومن بين شركات التعدين الأسرع نمواً في العالم؛ حيث بلغت إيراداتها 26.7 مليار دولار لعام 2021، وتتطلع إلى إقامة شراكات طويلة الأجل في قطاع التعدين، بالإضافة إلى دعم الاقتصاد المحلي عبر منح القطاع الصناعي فرصة للنمو والتوسع من خلال صناعة التعدين.
وتسعى «معادن» لتنمية الموارد المعدنية وتطوير منظومة تعدينية محلية متقدمة من خلال الاستثمار في التقنيات الحديثة وطرق التعدين المستدامة؛ حيث تشغّل «معادن» 17 منجماً وموقعاً، وتصدّر منتجاتها إلى أكثر من 30 دولة، كما تعمل لزيادة حجم أعمالها خلال الـ18 عاماً المقبلة في كل من الفوسفات والألمنيوم والذهب والنحاس، بجانب استكشاف معادن جديدة بهدف تفعيل الثروة المعدنية الكامنة في أراضي المملكة، التي تقدر قيمتها بـ1.3 تريليون دولار.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي التطورات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائه جان نويل بارو في العاصمة باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي التطورات الإقليمية

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، الأربعاء، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو تطورات الأوضاع الإقليمية، والجهود المبذولة لتحقيق الأمن في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد نائبة البرلمان الفرنسي أميليا لكرافي (الشرق الأوسط)

نائبة بالبرلمان الفرنسي: نتطلع لتعاون مستدام مع السعودية في ظل «رؤية 2030»

في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة العربية السعودية ضمن إطار «رؤية 2030»، تتجه الأنظار نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين السعودية وفرنسا.

أسماء الغابري (جدة)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السعودية تنقل تجاربها الأمنية لوفد سوري

الوفد السوري اطلع على تجربة الأجهزة الأمنية في السعودية (واس)
الوفد السوري اطلع على تجربة الأجهزة الأمنية في السعودية (واس)
TT

السعودية تنقل تجاربها الأمنية لوفد سوري

الوفد السوري اطلع على تجربة الأجهزة الأمنية في السعودية (واس)
الوفد السوري اطلع على تجربة الأجهزة الأمنية في السعودية (واس)

استضافت وزارة الداخلية السعودية وفداً أمنياً خلال الفترة بين 14 و16 أبريل (نيسان) الحالي، للاطلاع على تجربة الأجهزة الأمنية في المملكة، والاستفادة من خبراتها.

جاءت هذه الخطوة ضمن جهود الرياض لدعم الحكومة السورية لتحقيق الأمن والاستقرار في سوريا، بما يصون سيادتها، واستقلالها، ووحدة أراضيها.

وذكرت وزارة الداخلية السورية، في بيان، نقلته الوكالة الرسمية (سانا)، إن وفداً منها قام بزيارة رسمية للرياض خلال الفترة الماضية، «في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين بمجالات الأمن والشرطة».

وأضافت الوزارة أن «الزيارة هدفت إلى الاطلاع على تجربة الأجهزة الأمنية السعودية، والاستفادة من خبراتها المتقدمة في المجالات الأمنية ذات الصلة، بما يسهم في تطوير منظومة العمل الأمني في سوريا، ويُعزِّز قدرتها على مواجهة التحديات».

وأشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي «في سياق تعزيز العلاقات بين البلدين، وحرص سوريا على دعم التعاون المشترك، بما يخدم المصلحة الوطنية، ويُحقِّق الأمن والاستقرار بالمنطقة».

واستقبل الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في الرياض، مطلع فبراير (شباط) الماضي، الرئيس السوري أحمد الشرع، في أول زيارة خارجية له منذ تنصيبه.

وبحث الأمير محمد بن سلمان مع الشرع مستجدات الأحداث في سوريا، والسبل الرامية لدعم أمنها، واستقرارها، إلى جانب أوجه العلاقات الثنائية، وفرص تعزيزها بمختلف المجالات.

وقال الشرع، في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية (سانا)، عقب اللقاء: «لمسنا وسمعنا (...) رغبةً حقيقيةً لدعم سوريا في بناء مستقبلها، وحرصاً على دعم إرادة الشعبِ السوري، ووحدة وسلامة أراضيه».

وأكّد الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، بعد لقائه في الرياض وفداً سورياً، مطلع هذا العام، أنه «آن الأوان أن تستقر سوريا، وتنهض، وتستفيد مما لديها من مقدرات، وأهمها الشعب السوري الشقيق».

ووصف وزير الدفاع السعودي، في منشور على منصة «إكس»، هذا اللقاء بـ«المثمر»، وقال: «لقد عانى إخواننا وأخواتنا في سوريا سنوات من الحروب، والدمار، والوضع المعيشي الصعب».

وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان خلال لقائه الوفد السوري في الرياض يناير 2025 (واس)

ورحّبت السعودية، عبر بيان لوزارة خارجيتها، في 25 فبراير الماضي، بانعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري، آملةً في أن يساهم في تحقيق تطلعات شعب سوريا، وتعزيز وحدته الوطنية.

وأكّد البيان دعم السعودية لجهود بناء مؤسسات الدولة السورية، وتحقيق الاستقرار، والرخاء لمواطنيها، مجددةً موقفها الداعم لأمن واستقرار سوريا، وسيادتها، ووحدة وسلامة أراضيها.