تصدير الغاز الليبي لأوروبا عبر مصر واليونان... ورقة ضغط «تصطدم» بتوازنات إقليمية

مصدر مصري قال إن المشروع المُقترح «يحتاج إلى دراسة سياسية وفنية»

الوزراء المشاركون في الاجتماع الثامن لـ«منتدى غاز شرق المتوسط» (صفحة وزارة البترول المصرية على «فيسبوك»)
الوزراء المشاركون في الاجتماع الثامن لـ«منتدى غاز شرق المتوسط» (صفحة وزارة البترول المصرية على «فيسبوك»)
TT

تصدير الغاز الليبي لأوروبا عبر مصر واليونان... ورقة ضغط «تصطدم» بتوازنات إقليمية

الوزراء المشاركون في الاجتماع الثامن لـ«منتدى غاز شرق المتوسط» (صفحة وزارة البترول المصرية على «فيسبوك»)
الوزراء المشاركون في الاجتماع الثامن لـ«منتدى غاز شرق المتوسط» (صفحة وزارة البترول المصرية على «فيسبوك»)

قال مصدر مصري مطلع إن مقترح إنشاء خطَّي أنابيب لنقل الغاز من ليبيا إلى أوروبا عبر مصر واليونان «يحتاج إلى دراسات فنية مستفيضة»، إلى جانب «دراسة تأثيراته السياسية، لا سيما ما يتعلق بخريطة المصالح في شرق البحر المتوسط». فيما رجح محللون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن يكون المشروع نوعاً من «الضغط السياسي»، رداً على الاتفاق الموقَّع بين تركيا وحكومة عبد الحميد الدبيبة (المنتهية ولايتها)، والذي سبق أن اعترضت عليه جهات محلية وإقليمية.
وكان رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، فرحات بن قدارة، قد قال في تصريحات متلفزة على هامش مشاركته في مؤتمر متخصص في الطاقة عُقد بدولة الإمارات الشهر الماضي، إن هناك «خطة جديدة لمد خطَّي الغاز إلى مصر واليونان»، موضحاً أن الهيئة «تطمح إلى بناء خطَّي أنابيب للغاز، إضافةً إلى خط الأنابيب الحالي مع إيطاليا، أحدهما يمتد إلى اليونان عبر البحر الأبيض المتوسط، والآخر يصل إلى محطات الغاز بدمياط بمصر، على بُعد نحو 200 كيلومتر شمال القاهرة».
ونفى المصدر المصري، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» شريطة عدم نشر هويته، أن تكون فكرة المشروع قد طُرحت على الاجتماع الوزاري الثامن لـ«منتدى غاز شرق المتوسط»، والذي استضافت القاهرة أعماله، (الأربعاء)، لافتاً إلى أن «ليبيا ليست عضواً بالمنتدى، وأن بنود الاجتماع كانت معدة سلفاً، وتم الاتفاق عليها بين الأعضاء منذ فترة طويلة».
وحسب تقارير إعلامية يونانية وإيطالية، سيبلغ طول خط الأنابيب نحو 1900 كيلومتر، وسيصل إلى عمق 3 كيلومترات، وتبلغ طاقته 10 مليارات متر مكعب سنوياً، فيما تقدر تكاليفه بنحو 6.8 مليار دولار.
ورأى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، المشروع «ورقة ضغط مهمة للغاية في يد مصر واليونان، ورسالة بالغة الوضوح لتركيا بأنها ليست اللاعب الوحيد في ليبيا».
وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «دراسة المشروع تحظى بأهمية بالغة، رغم كل ما يثار عن المعوقات الفنية واللوجيستية لإتمامه، فمد خط غاز يربط المنطقة الشرقية في ليبيا وإقليم برقة الذي تسيطر عليه قوات الجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر، بمصر واليونان، سيزيد من الأهمية الاستراتيجية للمنطقة الشرقية، وهو ما سيكون محل رفض من جانب جهات داخل ليبيا، إضافة إلى قوى إقليمية أخرى سترى في هذا المشروع انتقاصاً من هيمنتها على قطاع الطاقة في ليبيا».
في المقابل، يرى الدكتور أحمد قنديل، الباحث المتخصص في شؤون الطاقة بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، أن «فكرة المشروع تواجه تحديات فنية وسياسية وأمنية جمة، فليبيا لا تُنتج من الغاز ما يكفي لتشغيل الخط الجديد، فضلاً عن الانقسام السياسي والأمني الداخلي، وهو ما يزيد من تكلفة إقامة الخط، ويضاعف من عبء المخاطرة على مؤسسات التمويل الدولية، التي ستتولى تمويل المشروع».
وحول الدور الذي يمكن أن تلعبه قوى دولية كالولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي لتوفير الأجواء الأمنية والسياسية المواتية لتنفيذ المشروع المقترح في ظل «التعطش الغربي» لموارد الطاقة، على غرار ما قامت به واشنطن في تيسير اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، قال قنديل لـ«الشرق الأوسط» إن المقارنة بين الملفين «مختلفة»، مشيراً إلى أنه «بالنسبة إلى ليبيا لا يتوافر الحد الأدنى من التوافق الذي يتيح لأدوار خارجية العمل على تقريب وجهات النظر، كما حدث في ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، كما أن المؤسسات الليبية تعاني من انقسامات حادة لا توفر السبل لإنشاء خطوط لتصدير الغاز قد تستغرق عدة سنوات، وبالتالي يبدو طرح مثل هذا المشروع أمراً سياسياً».
وأضاف قنديل أنه «لو كانت هناك إرادة حقيقية لتنفيذ المشروع لتم طرحه على الاجتماع الوزاري الذي استضافته القاهرة، أخيراً، فهناك ثلاث دول على الأقل هي مصر واليونان وإيطاليا معنيّة مباشرةً به، لكنَّ عدم طرحه يؤكد أن الأوضاع على الأرض غير مهيأة حتى الآن».
وتباينت مواقف أطراف ذات صلة بمقترح إنشاء خط الغاز، فبينما وصف محمد عون، وزير النفط والغاز في حكومة عبد الحميد الدبيبة، في تصريحات سابقة، المشروع المقترح بأنه «لا جدوى منه في وجود خط مليتة - صقلية (غرين ستريم)، إذ تعد الشبكة الأوروبية شبكة واحدة وتشمل اليونان أيضاً»، ركزت تقارير يونانية على «أهمية» المشروع المقترح، وذكرت صحيفة «Greek Times» اليونانية أن الولايات المتحدة «تدعم» اتفاق ربط الطاقة بين اليونان وليبيا، ورأت أنه «قد يتسبب في ضربة قوية لتركيا».
وكانت الخارجية الأميركية قد أكدت انفتاح واشنطن على إمكانية ربط الطاقة بين اليونان وليبيا، وقال المتحدث باسم الخارجية نيد برايس في وقت سابق، إن «تنمية الموارد في شرق البحر الأبيض المتوسط يجب أن تعزز التعاون لأمن الطاقة المستدامة في جميع أنحاء المنطقة».
وضاعفت الأزمة الروسية - الأوكرانية من اهتمام دول الاتحاد الأوروبي بتوفير موارد بديلة للغاز والنفط الروسيين، ووقَّعت في يوليو (تموز) الماضي، مذكرة تفاهم ثلاثية بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي لنقل الغاز إلى أوروبا باستخدام البنية التحتية والتسهيلات المصرية.
ويرى كرم سعيد، الباحث المختص بالشؤون التركية، أن المشروع المقترح «يصطدم بخريطة التوازنات الدقيقة في منطقة شرق المتوسط»، مشيراً إلى أن «تركيا التي تمتلك علاقات وثيقة مع القوى المسيطرة على الغرب الليبي، لن تقبل بسهولة مثل هذا المشروع الذي يضاعف من تهميشها، ويوفر مساراً بعيداً عنها لإمداد أوروبا بالطاقة».
ويضيف سعيد لـ«الشرق الأوسط» أن «الخلافات على أشدها الآن بين اليونان وتركيا، ومن شأن طرح مشروعات تتعلق بالغاز عبر اليونان أن يفاقم من حدة التوتر بين البلدين».
ويستبعد الباحث في الشأن التركي أن «يرى المشروع المقترح النور قريباً، في ظل التنافس الدولي والإقليمي الواضح حتى الآن، فضلاً عن ضبابية المشهد المتعلق بالعلاقة بين الأطراف المعنية بهذا الملف».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

«قوات الدعم السريع» تستهدف محطة كهرباء في شمال السودان

سد مروي في شمال السودان الذي استهدفته مسيّرات تابعة لـ«قوات الدعم السريع» يناير 2025 (سونا)
سد مروي في شمال السودان الذي استهدفته مسيّرات تابعة لـ«قوات الدعم السريع» يناير 2025 (سونا)
TT

«قوات الدعم السريع» تستهدف محطة كهرباء في شمال السودان

سد مروي في شمال السودان الذي استهدفته مسيّرات تابعة لـ«قوات الدعم السريع» يناير 2025 (سونا)
سد مروي في شمال السودان الذي استهدفته مسيّرات تابعة لـ«قوات الدعم السريع» يناير 2025 (سونا)

استهدفت مسيرات انتحارية تابعة لـ«قوات الدعم السريع» محطة كهرباء مدينة دنقلا في شمال السودان، ما أدى إلى إشعال حريق في المحطة وقطع التيار الكهربائي وخدمات المياه في المدينة والبلدات والقرى المحيطة بها.

وقال إعلام «الفرقة 19 مشاة» التابعة للجيش ومقرها مدينة دنقلا، في بيان صحافي، إن «قوات الدعم السريع» استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت مدنية، للتغطية على ما أسمته «هزائمها المتتالية في كل المحاور»، وذلك في إشارة لتقدم الجيش في مدينة بحري، إحدى المدن الثلاث للعاصمة الكبرى الخرطوم. وأوضح بيان الجيش المقتضب أن المضادات الأرضية تصدت لعدد من مسيرات «قوات الدعم السريع» الانتحارية.

وقال شاهد من دنقلا لـ«الشرق الأوسط» إن بعض المسيرات نجحت في إصابة محطة الكهرباء، فيما تناقلت منصات التواصل الاجتماعي صوراً للمحطة والحرائق تشتعل فيها حتى صباح يوم الاثنين. وقال عابدين عوض الله، والي الولاية الشمالية حيث تقع مدينة دنقلا لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الدعم السريع» أصبحت تستهدف المنشآت الحيوية خاصة في ولايته، وإن 10 مسيرات انتحارية استهدفت محطة الكهرباء، وأوضح أن «خطة بديلة لتوفير خدمات المياه وانسياب العمل في المخابز والمشاريع الزراعية قد تم بحثها».

ونفذت «قوات الدعم السريع» سلسلة هجمات بالطيران المسيّر خلال الأيام الماضية، استهدفت محطات الكهرباء في بعض المدن، من بينها محطة كهرباء سد مروي، ومحطة كهرباء مدينة مروي بالولاية الشمالية، ومحطة كهرباء الشوك التحويلية في ولاية القضارف شرق البلاد.

وأدى استهداف محطات الكهرباء إلى قطع الخدمة لفترات طويلة عن عدد من مدن وولايات البلاد، بما في ذلك ولاية البحر الأحمر حيث تقع مدينة بورتسودان التي تتخذ منها الحكومة عاصمة مؤقتة، إضافة إلى ولايات نهر النيل والشمالية والقضارف وكسلا، في شرق البلاد وشمالها.

معركة مدينة بحري

دخان حريق في مدينة بحري إثر معارك متواصلة بين الجيش و«قوات الدعم السريع» (أ.ف.ب)

من جهة أخرى، قال شهود لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش أحرز تقدماً في مدينة بحري، إذ تتقدم قواته نحو وسط المدينة الذي تسيطر عليه «قوات الدعم السريع» منذ الأيام الأولى للحرب. وأضاف الشهود أن «قوات الدعم السريع» بدأت تنسحب من عدة مواقع كانت تسيطر عليها في المدينة، وأن الجيش المتقدم من جهة الشمال استطاع إكمال سيطرته على ضاحية شمبات، ووصل إلى أطراف حي الصافية.

وتستهدف عمليات الجيش الوصول إلى مقر «سلاح الإشارة» التابع للجيش والمحاصر من قبل «قوات الدعم السريع» منذ الأيام الأولى للحرب التي اشتعلت في منتصف أبريل (نيسان) 2023.

وتقع قيادة «سلاح الإشارة» على الضفة الشرقية للنيل الأزرق في مدينة بحري، وهي تقابل على الضفة الأخرى للنهر مقر القيادة العامة للجيش، المحاصر هو الآخر منذ بداية الحرب. ونفت «قوات الدعم السريع» في بيان صحافي انسحابها من مناطق سيطرتها في مدينة بحري، وقالت إنها تتقدم بقوة نحو أهداف جديدة.

ولا توجد معارك كبيرة في بقية أنحاء العاصمة الكبرى غير تبادل القصف المدفعي بين الطرفين. إذ قصفت «قوات الدعم السريع» مناطق سيطرة الجيش في منطقة كرري بشمال مدينة أم درمان، إحدى المدن الثلاث للعاصمة، بينما قصفت مدفعية الجيش مناطق تجمع «قوات الدعم السريع».

معارك دارفور

آلاف اللاجئين من دارفور يعيشون حالياً في مخيم أدري الحدودي في تشاد هرباً من الحرب (رويترز)

وفي إقليم دارفور بغرب البلاد، نشرت «قوات الدعم السريع» مقاطع فيديو لأعداد كبيرة من الآليات العسكرية والأسرى، قالت إنها استولت عليها من الحركات المسلحة المتعاونة مع الجيش في صحراء دارفور، موضحة أنها ألحقت بها هزائم كبيرة. ومن جانبه، قال الجيش إن قواته، مسنودة بالطيران الحربي، نفذت عمليات ناجحة في بعض المحاور بولاية شمال دارفور، دمرت خلالها 20 مركبة قتالية بكامل عتادها وطاقمها، وقتلت العشرات من أفراد «قوات الدعم السريع».

وكانت «قوات الدعم السريع» قد ذكرت في بيان سابق أنها ألحقت «هزيمة ساحقة» بالفصائل المسلحة المتعاونة مع الجيش، في محور الصحراء، وتحديداً في مناطق الحلف، ودريشقي، وماو، في شمال دارفور وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وأضافت أنها استولت على 205 عربات قتالية بكامل عتادها وكميات من الأسلحة والذخائر، ودمرت 67 مركبة أخرى، وقتلت المئات من أفراد تلك القوات، وأن قوات الحركات المسلحة الموالية للجيش «قد انهارت تماماً».

من جانبه، قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، وهو أيضاً قائد «حركة تحرير السودان» المتحالفة مع الجيش، إن قواته كسرت شوكة قوة عسكرية ضاربة تتكون من 546 تابعة لـ«قوات الدعم السريع»، بقيادة عبد الرحيم حمدان دقلو، شقيق قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي». وأضاف مناوي أن «قوات الدعم السريع» كانت تنوي السيطرة على منطقة الصحراء لفتح طريق الإمداد الذي يربطهم بدول مجاورة.