وساطة للتصدي لإضراب موظفي شركتي الخليوي في لبنان

القرم لـ«الشرق الأوسط»: سنلجأ للحلول القانونية

الوزير جوني القرم
الوزير جوني القرم
TT

وساطة للتصدي لإضراب موظفي شركتي الخليوي في لبنان

الوزير جوني القرم
الوزير جوني القرم

مرة جديدة يجد اللبنانيون أنفسهم ضحية الكباش المستمر بين وزارة الاتصالات وموظفي الشركتين المشغلتين للخليوي («ألفا» و«إم تي سي») الذين يطالبون بتحسين رواتبهم، كباش يؤدي كل فترة لتعطيل المرفق العام، ويهدد القطاع ككل، خاصة في ظل تشبث كل طرف بموقفه ورفضه التراجع عنه وتهديده بالتصعيد.
وتوقفت يوم أمس الأربعاء، ولليوم الثالث على التوالي، أعمال خدمات الزبائن، وأقفلت متاجر الشركتين في بيروت والمناطق، وتوقف توزيع الخطوط والبطاقات المسبقة الدفع وكل أعمال الصيانة على الشبكة في الشركتين.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن اجتماعاً عقد يوم أمس بين وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم، ووزير العمل مصطفى بيرم، ورئيس لجنة الاتصالات النيابية إبراهيم الموسوي. وقالت مصادر وزارة الاتصالات إن «موقفهما كان مؤيداً لمواقف الوزير القرم، وقد تم تعيين موعد اليوم مع النقابة لمعالجة الموضوع».
وكان آخر إضراب نفذه الموظفون في شهر أغسطس (آب) الماضي، انتهى إلى رفع النسبة التي يتقاضونها من رواتبهم بالدولار إلى 25 في المائة، بينما يتقاضون باقي الراتب على أساس الدولار المصرفي الذي يعادل حالياً 8000 ليرة لبنانية، علماً بأنه سيصبح مطلع فبراير (شباط) المقبل 15 ألفاً.
وفيما يقول نقيب موظفي ومستخدمي الشركات المشغلة للقطاع الخليوي مارك عون، إنه قد تم رفع الإضراب بوقتها بعد وعود تلقوها من الوزارة بالسير بالزيادات المطلوبة بعد نحو شهرين، وهو ما لم يحصل حتى اليوم، يعتبر وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم أن الرواتب التي يتقاضاها الموظفون في شركتي الخليوي منصفة جداً، مقارنة بباقي الموظفين سواء في القطاع العام أو الخاص، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «معدل راتب الموظف يبلغ 2500 دولار شهرياً (يتم دفع 25 في المائة منه بالدولار، وما تبقى بالليرة، وسيقبضها بعد شهر على أساس 15 ألفاً للدولار)، هذا عدا أن كل الموظفين وعائلاتهم يحظون بتأمين درجة أولى، ويحصلون على مساعدات مدرسية تصل لـ8 آلاف دولار (20 في المائة نقداً) وتقديمات أخرى كثيرة». ويوضح القرم أن «هناك مبلغ 3.75 مليون دولار يُصرف شهرياً على 640 موظفاً بين راتب وتأمين وتعويضات، ما يعني تخصيص مبلغ 5 آلاف دولار شهرياً لكل موظف»، لافتاً إلى أن «المطالبة اليوم بزيادات غير منطقية، خاصة أنه عاجلاً أم آجلاً فإن كل رواتب الموظفين سيتم تقاضيها بالكامل بالدولار». ويضيف: «أنا بالنهاية مؤتمن على هذا القطاع، ومصلحتنا كما يُفترض أن تكون مصلحة النقابة تنمية القطاع وليس ضربه، لذلك سنلجأ للطرق القانونية للحل؛ لأن ما يهمنا بشكل أساسي ضمان استمرارية المرفق العام».
بالمقابل، يلفت نقيب موظفي ومستخدمي الشركات المشغلة للقطاع الخليوي مارك عون إلى أن مشكلتهم الأساسية هي أن «الوزارة أقرت ترقيات وزيادات خلال فترة الانتخابات النيابية تراوحت ما بين 1000 و3000 دولار للموظفين الذين ينتمون لقوى سياسية معينة، وبلغت نسبة هؤلاء 20 في المائة، فيما بقيت رواتب بقية الموظفين على حالها»، مشدداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أنه «لا يمكن لهؤلاء السكوت عما حصل؛ لذلك أعلنا الإضراب للمطالبة بتنفيذ عقد العمل الجماعي، ما يصحح الخلل الحاصل بالرواتب». ويشير عون إلى أنه وبهدف شق صفوف الموظفين وإنهاء الإضراب، يتم إعداد لائحة بعدد من الموظفين لترقيتهم والقفز فوق حقوقنا»، مؤكداً الاستمرار بالتصعيد حتى تنفيذ مطالبهم.
ويرد القرم على عون لافتاً إلى أن «المطالبة بتنفيذ عقد العمل الجماعي تعني التوقف عن دفع الرواتب بالدولار، فهل يقبلون بذلك، وعندها نسير بالزيادات التي يطلبونها بالليرة اللبنانية؟!» أما بخصوص الترقيات التي حصلت بوقت الانتخابات، فيقول القرم: «هذه اتهامات باطلة، وقد شرحنا أن الترقيات حصلت بطلب من الإدارات بعد أن ترك 450 موظفاً الشركتين، وكان الوضع سيئاً جداً قبل زيادة التعرفة... فهل يعقل أصلاً أن تتم ترقية كل الموظفين؟!»، معتبراً أن هذا الكلام «مجرد حجج تندرج بإطار نبش القبور لشد العصب».
ويتقاذف طرفا النقابة والوزارة اتهامات بالتحرك من منطلقات سياسية، باعتبار أن الوزير القرم مقرب من رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، فيما النقيب عون قريب من «التيار الوطني الحر».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«حماس» جاهزة لاتفاق في غزة بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»

فلسطينيون ينعون أقاربهم الذين قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية بمستشفى الأهلي العربي «المعمداني» بغزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون ينعون أقاربهم الذين قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية بمستشفى الأهلي العربي «المعمداني» بغزة (أ.ف.ب)
TT

«حماس» جاهزة لاتفاق في غزة بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»

فلسطينيون ينعون أقاربهم الذين قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية بمستشفى الأهلي العربي «المعمداني» بغزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون ينعون أقاربهم الذين قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية بمستشفى الأهلي العربي «المعمداني» بغزة (أ.ف.ب)

أكد مصدر قيادي في «حماس»، الأربعاء، أن الحركة الفلسطينية «جاهزة» لإبرام اتفاق مع إسرائيل بشأن هدنة في قطاع غزة، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية و«حزب الله» في لبنان.

وقال القيادي، الذي طلب عدم كشف اسمه، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن وقف إطلاق النار في لبنان «انتصار وإنجاز كبير للمقاومة»، مشدداً على أن الحركة أبلغت «الوسطاء في مصر وقطر وتركيا أن (حماس) جاهزة لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة جادة لتبادل الأسرى، إذا التزم الاحتلال، لكن الاحتلال يعطل ويتهرب من الوصول لاتفاق ويواصل حرب الإبادة».

واندلعت الحرب في قطاع غزة، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، على أثر هجوم غير مسبوق لحركة «حماس» على جنوب إسرائيل. وأسفر الهجوم عن مقتل 1207 أشخاص؛ معظمهم مدنيون، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا أو لقوا حتفهم أثناء الاحتجاز في القطاع الفلسطيني. وخُطف أثناء الهجوم 251 شخصاً من داخل الدولة العبرية. ولا يزال 97 من هؤلاء محتجَزين في القطاع، بينهم 34 شخصاً أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قُتلوا. وتوصلت إسرائيل و«حماس» إلى هدنة وحيدة في حرب غزة، وذلك لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، أتاحت الإفراج عن أكثر من 100 رهينة، مقابل أسرى في السجون الإسرائيلية. وأكد المصدر القيادي أن المسؤولين في الحركة «معنيون وحريصون على الوقف الفوري والدائم للعدوان وحرب الإبادة» في غزة، مشدداً على أن المقاومة ستتواصل ما دام العدوان مستمراً». وفتح «حزب الله» جبهة «إسناد» لغزة، غداة اندلاع الحرب في القطاع. وبعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية ضد «الحزب»، وبدأت عمليات برية في جنوب لبنان، ابتداء من أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي. وقال المصدر القيادي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نحن في (حماس) سعداء لاتفاق وقف العدوان وحرب الإبادة في لبنان؛ لأن (حزب الله) دائماً وقف إلى جانب شعبنا وفلسطين والمقاومة، وقدّم تضحيات كبيرة».