تباين بين السودانيين تجاه «الاتفاق الإطاري»

بعضهم يراه مخرجاً من الأزمة وآخرون يطالبون بضمانات

جانب من مسيرة في الخرطوم يوم 5 ديسمبر معارضة لـ«الاتفاق الإطاري» (أ.ف.ب)
جانب من مسيرة في الخرطوم يوم 5 ديسمبر معارضة لـ«الاتفاق الإطاري» (أ.ف.ب)
TT

تباين بين السودانيين تجاه «الاتفاق الإطاري»

جانب من مسيرة في الخرطوم يوم 5 ديسمبر معارضة لـ«الاتفاق الإطاري» (أ.ف.ب)
جانب من مسيرة في الخرطوم يوم 5 ديسمبر معارضة لـ«الاتفاق الإطاري» (أ.ف.ب)

تباينت الآراء بين المواطنين السودانيين حول توقيع «الاتفاق الإطاري» بين المدنيين والعسكريين، وانفرجت أسارير كثير من عامة المواطنين المتأثرين بحالة اللادولة والأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية الناتجة عنها، وأدت إلى تدهور حياتهم بشكل كامل، وبينما أيدت الاتفاق شريحة واسعة من المواطنين، وتحفظت شريحة أخرى عليه، وشككت شرائح أخرى في مقدرة الأطراف على الالتزام به، وقفت ضده بشكل قاطع نخب سياسية وأحزاب يسارية ولجان مقاومة، وعدّوه خيانة لـ«ثورة ودماء الشهداء» وتعهدوا بإسقاطه.
وقال فني الكومبيوتر، أحمد الشيخ، لـ«الشرق الأوسط» إنه يؤيد توقيع الإعلان الإطاري؛ «لأنه خطوة كبيرة نحو استقرار في البلاد»، مضيفاً: «أنا مع توقيع الاتفاق الإطاري قلباً وقالباً، فقد تعبنا من صراع السياسيين والعسكريين». لكن العامل بشير إبراهيم حمد قال إنه يرفض الاتفاق؛ «لأنه لن يحقق الغرض منه، فمعظم الشعب غير راض عنه، وأحزاب كثيرة لا تؤيده»، وقال: «أنا ضد الاتفاق؛ لأنه لا يمثل الشعب السوداني».
وعدّ الموظف علي جعفر توقيع الاتفاق «مخرجاً من الأزمة السياسية التي تعاني وعانت منها البلاد والمواطنون طويلاً؛ لكنه ليس حلاً نهائياً... ومعضلته تكمن في عدم وجود ضمانات تنفيذ»، قائلاً: «مشكلة الاتفاق هو عدم وجود ضمانات بعدم الرجوع عنه».
أما بائعة الشاي، بدور أبو ريدة، فقد قالت إنها تؤيد الاتفاق ودعت الجميع لتوقيعه للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد. وأضافت: «قد تعبنا». بينما أبدى دفع الله خميس رفضه الاتفاق لعدم ثقته بموقعيه، قائلاً: «معظم الشعب ما موافق عليه». وأبدى بكري عوض محمد ساتي؛ وهو تاجر، ترحيبه بما جرى الاتفاق عليه وبالإعلان السياسي، قائلاً: «أنا مع الاتفاق قلباً وقالباً؛ لأنه سيجلب الاستقرار للبلاد». فيما قالت الموظفة ريان عمر إنها غير متابعة ولا تعرف تفاصيل الاتفاق. وحذر الصحافي عبد المنعم صالح من تأثير الصراعات وعدم جدية الأطراف في تنفيذ الاتفاق. وقال محمد عثمان إن «الاتفاق شيء جميل؛ لأن البلاد بحاجة إليه... لم أحضر التوقيع، لكني سمعت أن توقيعاً تم، وأنا أؤيده؛ لأني أرى فيه طريقاً وحيداً لإخراجنا من الأزمة التي تعيشها البلاد». وتابع: «البلد بحاجة لأي اتفاق في الوقت الحالي».
ومثلما تباينت وجهات النظر بين عامة الناس؛ تباينت أيضاً بين النخب السياسية؛ إذ أيده البعض، فيما رفضه البعض. كما عدّته أحزاب سياسية ذات طابع يساري «هبوطاً ناعماً»، وعلى رأس هذه الأحزاب «الحزب الشيوعي» و«حزب البعث العربي الاشتراكي»، وبعض لجان المقاومة الشعبية. وقال «الحزب الشيوعي»، في بيان أمس، إن توقيع الإعلان «يشرعن الانقلاب، ويحشد عضوية النظام السابق لتتبوأ جهاز الدولة، ومؤامرة إقليمية ودولية للحفاظ على المصالح الاقتصادية والسياسية». أما «حزب البعث العربي الاشتراكي»، فرغم احتفاظه بعضويته في تحالف المعارضة «الحرية والتغيير» والذي يقف وراء الاتفاق، فإن الناطق الرسمي باسمه، عادل خلف الله، عدّه استدراجاً لـ«تحالف الحرية والتغيير» من قائد الجيش لتطبيع العلاقة مع أحد المكونات المدنية، قائلاً: «إنه مجرد كسب للوقت، وإرباك للمشهد السياسي بتصدعات توسع الهوة بين الشارع و(الحرية والتغيير)».


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

«أيام اقتصادية» بالأقاليم الجنوبية لدعم الشراكة بين المغرب وفرنسا

العاهل المغربي مستقبلاً الرئيس الفرنسي خلال زيارته الأخيرة للمغرب (أ.ف.ب)
العاهل المغربي مستقبلاً الرئيس الفرنسي خلال زيارته الأخيرة للمغرب (أ.ف.ب)
TT

«أيام اقتصادية» بالأقاليم الجنوبية لدعم الشراكة بين المغرب وفرنسا

العاهل المغربي مستقبلاً الرئيس الفرنسي خلال زيارته الأخيرة للمغرب (أ.ف.ب)
العاهل المغربي مستقبلاً الرئيس الفرنسي خلال زيارته الأخيرة للمغرب (أ.ف.ب)

تنظم الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب، بالتزامن مع زيارة السفير الفرنسي المعتمد لدى المغرب، كريستوف لوكورتيي، والوفد المرافق له، إلى الأقاليم الجنوبية، أياماً اقتصادية، بمشاركة نحو خمسين من رؤساء الشركات وصناع القرار الاقتصادي من المغرب وفرنسا.

ويرافق السفير الفرنسي، كريستوف لوكورتييه، وفد يضم عدداً من الشخصيات الرفيعة المستوى، من بينهم جان هيلبرون، المستشار السياسي الثاني، وستيفان سولي، نائب القنصل المكلف بالشؤون القنصلية في القنصلية العامة لفرنسا بأكادير.

وحل بمطار الحسن الأول بمدينة العيون، مساء أمس الاثنين، السفير الفرنسي المعتمد لدى المغرب، والوفد المرافق له، في زيارة تدوم يومين إلى الأقاليم الجنوبية. وكان في استقبال الوفد الدبلوماسي الفرنسي، الذي يزور مدينتي العيون والداخلة خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، عبد السلام بكرات، والي جهة العيون - الساقية الحمراء.

وتهدف زيارة السفير الفرنسي ومعاونيه المكلفين بالقضايا الثقافية والتعليمية والاقتصادية، إلى لقاء السكان والسلطات المحلية للاستماع إليهم، وتقييم التحديات والاحتياجات في هذه الجهات، وتحديد سبل العمل التي يمكن لفرنسا اتخاذها لدعم تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، «تماشياً مع المواقف التي عبرت عنها فرنسا ورئيس الجمهورية، إيمانويل ماكرون، خلال زيارته الرسمية الأخيرة إلى المملكة المغربية».

وبحسب «وكالة الأنباء الرسمية» وصحف محلية، سيستهل الوفد الدبلوماسي الفرنسي أولى محطات الزيارة الأولى من نوعها إلى المنطقة، بعقد سلسلة من الاجتماعات مع رؤساء وأعضاء المجالس المنتخبة بالجهة، والوقوف على عدد من المشاريع والورشات التنموية الكبرى، المنجزة في إطار النموذج التنموي، وذلك للاطلاع على الوضع العام بالأقاليم الجنوبية.

كما يضم الوفد ثلاثين من رؤساء الشركات الفرنسية المنتسبين لغرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمغرب، بالإضافة إلى كلوديا غوديو فرانسيسكو، رئيسة غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمغرب، وأنياس همروزيان، المديرة العامة للمعهد الفرنسي بالمغرب مستشارة التعاون والعمل الثقافي، وجان مارك ميريو، المدير العام للمهمة العلمانية الفرنسية والمكتب المدرسي والجامعي الدولي.