أزمة «تعنيف أطفال» بالإسكندرية تجدد مطالبات زيادة الرقابة على الحضانات

إحاطة برلمانية... وغضب بين أولياء الأمور

وزارة الداخلية المصرية
وزارة الداخلية المصرية
TT

أزمة «تعنيف أطفال» بالإسكندرية تجدد مطالبات زيادة الرقابة على الحضانات

وزارة الداخلية المصرية
وزارة الداخلية المصرية

جددت أزمة «تعنيف أطفال» بمدينة الإسكندرية (شمال مصر) المطالبات بزيادة الرقابة على دور الحضانة عقب قيام نحو 10 من أولياء الأمور باتهام مديرة إحدى الحضانات - في محاضر رسمية - بـ«سوء معاملة أطفالهم»، وذلك بعدما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية للواقعة.
ودخل مجلس النواب المصري (البرلمان) على خط الأزمة، حيث تقدم 3 من أعضائه بطلبات إحاطة، طالبوا فيها بـ«معاقبة مرتكبي الواقعة، وتفعيل آليات الرقابة على دور الحضانة».
بدأت الأزمة التي أثارت غضباً واسعاً بقيام نحو 10 من أولياء الأمور بتحرير محاضر رسمية اتهموا فيها مديرة إحدى دور الحضانة «الشهيرة» بمنطقة السلطان في مدينة الإسكندرية بـ«تعنيف وضرب صغارهم» حسب ما رووه لوسائل إعلام محلية، وذلك بعدما انتشر مقطع فيديو به تسجيل صوتي يوثق واقعة تعرض أحد الأطفال لـ«الضرب والتعنيف».
وأكد آباء وأمهات في تصريحات صحافية «تعرض أبنائهم للضرب المبرح بالحضانة، ووجود علامات وكدمات في أنحاء متفرقة من أجسادهم».
وقالت إحدى الأمهات إنها «فوجئت باتصال هاتفي ورسالة من معلمة سابقة في الحضانة، تؤكد تعرض ابنتها، التي تبلغ من العمر 3 سنوات، للضرب على يد المديرة، فضلاً عن سوء تعامل العاملين مع الأطفال»، موضحة أنها «عندما استمعت للمقطع الصوتي تعرفت على صوت ابنتها وصرخاتها وبكائها، وهو ما دفعها لجمع أهالٍ آخرين لفضح أفعال المسؤولة، ومعرفة حقيقة ما يحدث لأبنائهم داخل الحضانة».
وبينما تولت النيابة العامة المصرية التحقيق في الواقعة والاستماع لأقوال الأهالي، أعلن محمد كمال حجاجي، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالإسكندرية، أن «الوزارة أصدرت قراراً بإغلاق الحضانة مؤقتاً».
وقال، في تصريحات صحافية، إنه «تم تحرير محضر باسم الوزارة ضد إدارة الحضانة والمشرفتين المتورطتين في الواقعة».
ووصل الجدل الذي أثارته الواقعة إلى قاعات البرلمان، حيث تقدم 3 من أعضاء مجلس النواب (الثلاثاء) بثلاث طلبات إحاطة للمطالبة بمعاقبة مرتكبي الواقعة. وطالب النواب سوسن حسني حافظ، ومحمد جبريل، ومحمود عصام موسى، بضرورة «تفعيل الرقابة على دور الحضانة».
وقال النائب محمد جبريل، عضو مجلس النواب عن إحدى دوائر الإسكندرية لـ«الشرق الأوسط»، إن «المطالبة بمحاكمة مرتكبي واقعة الاعتداء على الأطفال ليست كافية، إذ يجب تفعيل آليات وأدوات الرقابة على دور الحضانة؛ لمنع تكرار هذه الوقائع»، موضحاً أن «حالة الغضب تتصاعد بين الأهالي بالإسكندرية بسبب الواقعة، وقد صدمت خلال متابعتي للقضية، فلا يوجد دور رقابي على معظم الحضانات، لا على المناهج، ولا سلوكيات المشرفين والعمال، وما إذا كانوا مؤهلين للتعامل مع الأطفال».
وحذر جبريل من «خطورة عدم الرقابة على الحضانات، وتأثير هذه السلوكيات في تنشئة الأطفال؛ بسبب تعرضهم لهذا العنف في سن ذات حساسية كبيرة».
من جانبه قال المحامي أحمد مصيلحي، رئيس شبكة الدفاع عن الأطفال بمصر، لـ«الشرق الأوسط»: «توجد مشكلة كبيرة في الرقابة على دور الحضانة من جانب وزارة التضامن، إذ يوجد عدد كبير من الحضانات غير مرخص، ولا تتوافر به المواصفات والمعايير الأساسية»، لافتاً إلى «مشكلة محاسبة مرتكبي هذه الوقائع، حيث إن نصوص قانون العقوبات ليست واضحة، ولا يوجد نص يتعلق بجريمة التعذيب سوى إذا كان مرتكبها موظفاً عاماً، بمعنى أنه إذا قام مواطن بتعذيب آخر، ستكون الاتهامات متعلقة بالضرب أو الاعتداء أو إحداث عاهة فقط».
بدوره، تقدم المجلس القومي للطفولة والأمومة ببلاغ على خط نجدة الطفل عقب انتشار مقطع الفيديو الذي تظهر فيه وقائع «تعنيف الأطفال» بالحضانة، وتمت إحالة البلاغ للجنة حماية الطفولة بمحافظة الإسكندرية؛ لاتخاذ الإجراءات القانونية تجاه مسؤولي الحضانة.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


تصاعد أزمة «الدولة» الليبي بعد إعلان تكالة فوزه

صورة أرشيفية للقاء تكالة مع القائمة بالبعثة الأممية (البعثة)
صورة أرشيفية للقاء تكالة مع القائمة بالبعثة الأممية (البعثة)
TT

تصاعد أزمة «الدولة» الليبي بعد إعلان تكالة فوزه

صورة أرشيفية للقاء تكالة مع القائمة بالبعثة الأممية (البعثة)
صورة أرشيفية للقاء تكالة مع القائمة بالبعثة الأممية (البعثة)

تصاعدت أزمة النزاع على رئاسة المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، اليوم الثلاثاء، بعد إعلان رئيسه السابق محمد تكالة فوزه مجدداً برئاسته، وسط اعتراض خالد المشري، الرئيس الحالي للمجلس، وجاء هذا التصعيد تزامناً مع إغلاق متظاهرين من مدينة الزنتان (غرب) صمام حقل الرياينة للنفط والغاز، الذي يعد أكبر خط نفطي بالبلاد.

وأعلن تكالة، في بيان عقب جلسة للمجلس، بمقره في العاصمة طرابلس، إعادة فوزه وانتخابه رئيساً بحصوله على 55 صوتاً، في أول جولة للتصويت، مقابل مرشحين آخرين، فيما أعاد 48 عضواً انتخاب مسعود عبيد نائباً أول لتكالة في الجلسة، التي قاطعها المشري.

تكالة أعلن إعادة فوزه وانتخابه رئيساً بحصوله على 55 صوتاً (إ.ب.أ)

وقال تكالة عقب إعلان فوزه إن المجلس قام بما وصفه «عملية انتخابية متكاملة»، مشيراً إلى حضور 73 عضواً في هذه الجلسة، كما أعرب عن أمله في نجاحه بإحداث توافقات بين أعضاء المجلس.

وكان تكالة قد استبق هذه الجلسة بعقد اجتماع، مساء الاثنين، بحضور نائبه الأول ومقرر المجلس، مع مسؤولي المجلس لبحث التجهيز للجلسة.

في المقابل، سارع المشري إلى التأكيد على أن جلسة إعادة انتخاب تكالة «لا قيمة لها»؛ لأنها صادرة عن «غير ذي صفة»، وقال في تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، إنها «ليست سوى فصل جديد لتعزيز انقسام المجلس»، لافتاً إلى تمسكه بشرعية رئاسة المجلس، إلى حين الفصل في الخلاف عبر القضاء.

وكان أعضاء في المجلس قد شككوا في عدم تحقيق هذه الجلسة نصابها القانوني، وأوضحوا أن الكتلة التي اجتمعت في السابق بنصاب قانوني، وبحضور مندوب من بعثة الأمم المتحدة، لن تحضر بأكملها.

المشري في لقاء سابق مع السفير الأميركي ريتشارد نورلاند (البعثة)

والتزمت البعثة الأممية الصمت حيال ما نقلته وسائل إعلام محلية عن مصادر بإبلاغها تكالة «عدم اعترافها بهذه الجلسة»، وأنها «لن تتخذ أي موقف بشأن أزمة مجلس الدولة، حتى يفصل القضاء فيها، أو الوصول لحل توافقي».

في شأن مختلف، نظم محتجون وقفة أمام مقر رئاسة حكومة «الوحدة» المؤقتة في العاصمة طرابلس، اليوم الثلاثاء، تنديداً بخطف العميد مصطفى الوحيشي، القيادي بجهاز الاستخبارات الليبية.

وتأتي هذه الوقفة بعدما اقتحم محتجون بشكل مفاجئ، مساء الاثنين، خط نقل الغاز بالرياينة، وأغلقوا الصمام الرئيسي الذي يربط بين الرياينة ومليتة، ومنها إلى إيطاليا، كما أشعلوا إطارات السيارات، وأغلقوا الطريق المؤدية إلى مدينة الزنتان للمطالبة بالإفراج فوراً عن الوحيشى، تزامناً مع تجمع عدد من السيارات التي كانت مدججة بالأسـلحة المتوسطة والثقيلة للضغط على حكومة الوحدة المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

وعبر عدد من شباب وأهالي الزنتان، في بيان مساء الاثنين، عن استنكارهم لاختطاف الوحيشي، وحملوا الدبيبة ومحمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، المسؤولية عن عملية خطفه في أثناء عودته من عمله. ونقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان تجمع عدد كبير من السيارات المسلحة داخل الزنتان، انتظاراً لتحركات تصعيدية جديدة، حال عدم إطلاق سراح الوحيشي، بالتزامن مع إغلاق بوابة المدينة.

ويغذى صمام الغاز مجمع مليتة للنفط والغاز، الذي يقع على مسافة 540 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس، وتديره شركة مليتة للنفط والغاز الإيطالية، بالشراكة مع المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، وهو المسؤول عن إمدادات الغاز الطبيعي إلى إيطاليا. وسبق أن أغلق الصمام عدة مرات في السابق، على خلفية احتجاجات محلية، ومطالبات بدفع مستحقات جهاز حرس المنشآت النفطية.

صورة وزعتها حكومة «الوحدة» لاجتماع رئيسها مع محافظ المصرف المركزي

بدوره، أكد عبد الحميد الدبيبة خلال لقائه، اليوم الثلاثاء، مع محافظ مصرف ليبيا المركزي، ناجي عيسى، أهمية التنسيق بين المصرف والحكومة بهدف خدمة المواطن، ودعم الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى ضرورة توحيد الجهود الوطنية بهدف تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيزه، وخلق برامج مشتركة لدعم القطاع الخاص الليبي، وذلك وفق أسس وثوابت أساسية.

كما شدد الدبيبة على رفع مستوى التنسيق بين المصرف ووزارة الاقتصاد والتجارة، فيما يتعلق بالميزانية الاستيرادية، وضبطها وفق احتياجات السوق المحلية، واستمرار التنسيق مع وزارة المالية لضبط وتنظيم الإنفاق الحكومي في كافة أبوابه، مشيراً إلى الاتفاق على أهمية الاستمرار في الشفافية والإفصاح، وتنفيذ كافة الإجراءات الحكومية بمعايير عالية من الشفافية.

ونقل الدبيبة، عن عيسى تأكيده على ضرورة انتظام صرف المرتبات الشهرية والمنح في مواعيدها المحددة، معلناً صرف مرتبات الشهر الماضي قبل يوم الخميس المقبل.

في شأن مختلف، قال نيكولا أورندو، سفير الاتحاد الأوروبي، إنه بحث، اليوم الثلاثاء، في تونس، مع محمد الشامسي، سفير الإمارات، الوضع السياسي والأمني في ليبيا، حيث جددا التزامهما بتوحيد المؤسسات الليبية من خلال الانتخابات الوطنية. كما رحبا بحل أزمة المصرف المركزي، وطالبا باتفاق شامل بشأن التوزيع العادل والشفاف للموارد الوطنية، وعلى أن العملية التي تتم بوساطة البعثة الأممية هي السبيل الوحيد لضمان الاستقرار الدائم والوحدة.