علاج محتمل للسمنة بـ«المواد النانوية»

تعيد تشكيل الدهون بدلاً من تدميرها

رسم توضيحي لاستهداف مستودع للدهون بواسطة المواد النانوية الموجبة (جامعة كولومبيا)
رسم توضيحي لاستهداف مستودع للدهون بواسطة المواد النانوية الموجبة (جامعة كولومبيا)
TT

علاج محتمل للسمنة بـ«المواد النانوية»

رسم توضيحي لاستهداف مستودع للدهون بواسطة المواد النانوية الموجبة (جامعة كولومبيا)
رسم توضيحي لاستهداف مستودع للدهون بواسطة المواد النانوية الموجبة (جامعة كولومبيا)

لطالما عمل الباحثون على كيفية علاج السمنة، وهي حالة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والسكري والالتهابات المزمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية، وكشفت الدراسات أيضاً عن وجود علاقة قوية بين السمنة والسرطان، وتُظهر البيانات الحديثة أن التدخين وشرب الكحول والسمنة، من أكبر المساهمين في الإصابة بالسرطان في جميع أنحاء العالم.
وللمساهمة في علاج تلك المشكلة، عملت الكثير من الفرق البحثية على استهداف الخلايا الدهنية وفصل تكوين الدهون غير الصحية بأمان من التمثيل الغذائي عن الدهون الصحية، حيث أصبحت هناك علاجات تستهدف الدهون تحت الجلد، مثل شفط الدهون، لكنها مكلفة وتحتاج لإجراء جراحة، ولا توجد طريقة للتعامل مع نوع آخر من الدهون، وهو الأنسجة الدهنية الحشوية، التي تحيط بالمعدة والكبد والأمعاء.
وتجاوزت دراستان نُشرتا مؤخرا في دوريتي «نيتشر نانو تكنولوجي» و«بايوماتريلز»، الحل المرهق لدهون تحت الجلد، وأوجدت حلاً للدهون الحشوية، حيث توصل باحثون من جامعة كولومبيا الأميركية، إلى إمكان استهداف الاثنين بطريقة جديدة لعلاج السمنة باستخدام المواد النانوية موجبة الشحنة، التي يمكن أن تستهدف مناطق معينة من الدهون وتمنع التخزين غير الصحي للخلايا الدهنية المتضخمة، حيث تعيد تلك المواد تشكيل الدهون بدلاً من تدميرها، كما يفعل شفط الدهون.
ويعتمد ذلك على أن الأنسجة الدهنية تحتوي على كميات كبيرة من الخلايا السالبة الشحنة، والتي يمكن استهدافها بمادة نانوية موجبة الشحنة، تم إنتاجها من جيل (P - G3)، وخلال التجارب على الفئران البدينة، وجد الباحثون أنه عند حقن تلك المادة، انتشرت بسرعة في جميع أنحاء الأنسجة سواء الحشوية أـو تحت الجلد.
ويتوقع لي تشيانغ، الأستاذ المشارك في علم الأمراض وبيولوجيا الخلية بمركز إيرفينغ الطبي في جامعة كولومبيا، والباحث الرئيسي بالدراسة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن تكون تقنيتهم جاهزة للتطبيق على البشر كعلاج للسمنة، خلال بضع سنوات (لم يحددها).
وقال رداً على سؤال حول مدى إتاحتها بشكل مبسط: «سنبذل قصارى جهدنا لتكون بسيطة وعملية، ولكن المؤكد أنه يجب تشغيلها بواسطة أشخاص لديهم تدريب مناسب لضمان السلامة، ولا أعتقد أنه سيكون من الممكن أن ينفذها الشخص في المنزل بنفسه». وأضاف أنهم يعملون الآن على الحصول على الملكية الفكرية للمواد النانوية المستخدمة في التقنية، تمهيداً لتسويقها لتكون متاحة في المستشفيات.


مقالات ذات صلة

دراسة: النباتيون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب

صحتك أكواب من الحليب النباتي بجانب المكسرات (أرشيفية - إ.ب.أ)

دراسة: النباتيون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب

تشير دراسة إلى أن النباتيين قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب؛ لأنهم يشربون الحليب النباتي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تساهم المكسرات والأسماك الدهنية والخضراوات والفواكه في رفع مستويات الكوليسترول الجيد (أرشيفية- جامعة ناغويا)

أفضل الوجبات الصحية للعام الجديد

خلص خبراء إلى أن أفضل وجبة غذائية لعام 2025، هي الوجبة «المتوسطية» التي ترتبط بالعادات الغذائية لسكان منطقة حوض المتوسط.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر: اكتشاف مصطبة طبيب ملكي يبرز تاريخ الدولة القديمة

المقبرة تضم رموزاً لطبيب القصر الملكي في الدولة القديمة (وزارة السياحة والآثار)
المقبرة تضم رموزاً لطبيب القصر الملكي في الدولة القديمة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: اكتشاف مصطبة طبيب ملكي يبرز تاريخ الدولة القديمة

المقبرة تضم رموزاً لطبيب القصر الملكي في الدولة القديمة (وزارة السياحة والآثار)
المقبرة تضم رموزاً لطبيب القصر الملكي في الدولة القديمة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت مصر، الاثنين، اكتشافاً أثرياً جديداً في منطقة سقارة (غرب القاهرة)، يتمثل في مصطبة لطبيب ملكي لدى الدولة المصرية القديمة، تحتوي نقوشاً ورسوماً «زاهية» على جدرانها، بالإضافة إلى الكثير من أدوات الطقوس والمتاع الجنائزي.

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار، كشفت البعثة الأثرية الفرنسية - السويسرية المشتركة التي تعمل في جنوب منطقة سقارة الأثرية، وتحديداً في مقابر كبار رجال الدولة القديمة، عن مصطبة من الطوب اللبن، لها باب وهمي عليه نقوش ورسومات «متميزة»، لطبيب يُدعى «تيتي نب فو»، عاش خلال عهد الملك بيبي الثاني، ويحمل مجموعة من الألقاب المتعلقة بوظائفه الرفيعة، من بينها: «كبير أطباء القصر»، و«كاهن الإلهة سركت»، و«ساحر الإلهة سركت»، أي المتخصص في اللدغات السامة من العقارب أو الثعابين وعظيم أطباء الأسنان، ومدير النباتات الطبي.

جدران المصطبة تتضمّن نقوشاً ورموزاً جنائزية بألوانها الزاهية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعد هذا الكشف إضافة مهمة إلى تاريخ المنطقة الأثرية بسقارة، ويُظهر جوانب جديدة من ثقافة الحياة اليومية في عصر الدولة القديمة من خلال النصوص والرسومات الموجودة على جدران المصطبة، وفق الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد.

من جانبه، أوضح رئيس البعثة، الدكتور فليب كولمبير، أن المصطبة تعرّضت للسرقة في عصور سابقة، حسب ما ترجح الدراسات الأولية، لكن الجدران ظلّت سليمة وتحمل نقوشاً محفورة ورسوماً رائعة الجمال، ونقشاً على أحد جدران المقبرة على شكل باب وهمي ملون بألوان زاهية. كما توجد مناظر للكثير من الأثاث والمتاع الجنائزي، وكذلك قائمة بأسماء القرابين، وقد طُلي سقف المقبرة باللون الأحمر تقليداً لشكل أحجار الغرانيت، وفي منتصف السقف نقش يحمل اسم وألقاب صاحب المقبرة.

رموز ورسوم لطقوس متنوعة داخل المصطبة (وزارة السياحة والآثار)

بالإضافة إلى ذلك عثرت البعثة على تابوت حجري، الجزء الداخلي منه منقوش بالكتابة الهيروغليفية يكشف اسم صاحب المقبرة.

وكانت البعثة الأثرية الفرنسية - السويسرية قد بدأت أعمال الحفائر في الجزء الخاص بمقابر موظفي الدولة، خلف المجموعة الجنائزية للملك بيبي الأول، أحد حكام الأسرة السادسة من الدولة القديمة، وتلك الخاصة بزوجاته في جنوب منطقة آثار سقارة، في عام 2022.

وكشفت البعثة قبل ذلك عن مصطبة للوزير وني، الذي اشتهر بأطول سيرة ذاتية لأحد كبار رجال الدولة القديمة، التي سُجّلت نصوصها على جدران مقبرته الثانية الموجودة في منطقة أبيدوس بسوهاج (جنوب مصر).

ويرى عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، أن هذا الاكتشاف «يكشف القيمة التاريخية والأثرية لمنطقة سقارة التي كانت مركزاً مهماً للدفن خلال عصور مصر القديمة».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «المصطبة المكتشفة تعود إلى طبيب ملكي يحمل لقب (المشرف على الأطباء)، كان يخدم البلاط الملكي في الأسرة الخامسة (تقريباً في الفترة ما بين 2494 و2345 قبل الميلاد)، وجدران المصطبة مزينة بنقوش زاهية الألوان تجسّد مشاهد يومية وحياتية وأخرى جنائزية؛ مما يوفّر لمحة عن حياة المصريين القدماء واهتماماتهم بالموت والخلود».

ويضيف العالم المصري أن المصاطب تُعد نوعاً من المقابر الملكية والنخبوية التي ظهرت خلال بدايات عصر الأسرات الأولى، قبل ظهور الشكل الهرمي للمقابر.

المصطبة المكتشفة حديثاً في سقارة (وزارة السياحة والآثار)

وتضم النقوش داخل المصطبة صوراً للطبيب الملكي وهو يمارس مهامه الطبية، إلى جانب مناظر تعكس الحياة اليومية مثل الصيد والزراعة، ويلفت عبد البصير إلى أن «النقوش تحتفظ بجمال ألوانها المبهجة؛ مما يدل على مهارة الفنانين المصريين القدماء وتقنياتهم المتقدمة».

ويقول الدكتور حسين إن هذا الاكتشاف يعزّز فهمنا لتاريخ الدولة القديمة، ويبرز الدور المحوري الذي لعبته سقارة مركزاً دينياً وثقافياً، مؤكداً أن هذا الاكتشاف «يُسهم في جذب مزيد من الاهتمام العالمي للسياحة الثقافية في مصر، ويُعد حلقة جديدة في سلسلة الاكتشافات الأثرية التي تُعيد إحياء تاريخ مصر القديمة وتُظهر للعالم عظمة هذه الحضارة».

تجدر الإشارة إلى أن وزارة السياحة والآثار أعلنت قبل يومين اكتشاف 4 مقابر يعود تاريخها إلى أواخر عصر الأسرة الثانية وأوائل الأسرة الثالثة، في منطقة سقارة بالجيزة، وأكثر من 10 دفنات من عصر الأسرة الـ18 من الدولة الحديثة.